كوكتيل من الهلع والقلق والخوف من المستقبل
أشكركم كثيرا على الاهتمام بهموم الناس وجعله الله في ميزان حسناتكم، منذ حوالي 7 شهور انتابتي حالة هلع قوية وأنا أصلي صلاة الجمعة وذلك بعد التعرض لضغط نفسي شديد قبلها سرعة في ضربات القلب واختناق وعدم القدرة على بلع الريق ودوخة ونهجان وما لبثت أن انتهت بعد الصلاة، ومنذ هذا التاريخ وأنا أعاني من نوبات هلع خاصة في صلاة الجماعة وبعض المناسبات وأحيانا في السيارة وأحيانا عند توجيه اللوم من الرؤساء لي، لدرجة أني كرهت الخروج والذهاب إلى العمل أو الفسحة أو أي شيء.
ذهبت لطبيب نفسي أخبرني أنها حالة هلع ورهاب واكتئاب في نفس الوقت،
وأعطى لي الأدوية الآتية RAMDEEP-DOGMATIEL200-XANAX-ANDERAL- LUSTERAL وانتظمت عليها لمدة أسبوعين وظهرت بعض الأعراض الجانبية الشديدة مثل ضعف الأعصاب والانتصاب، ألم في المعدة، دوخة، كثرة النوم، فبدل الطبيب إلى ليسترال فقط ولكني لم ألاحظ أي تحسن.
سؤالي: هل هذه الحالة سوف تستمر معي ولا ذي فترة مؤقتة، وأنسب العلاجات الملائمة لحالتي، وكيفية مواجهة هذه النوبات علما بأنني واجهتها وانتصرت عليها مرات عديدة ولكنها تظهر عند التعرض لأي ضغط علما بأن علاقاتي الاجتماعية جيدة ولم أكن بهذا الضعف أبدا، أخبروني بالله عليكم بأسرع وقت.
21/06/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
أبدأ بنهاية رسالتك حيث تشير إلى أن نوبات الهلع التي وصفتها بدقة حيث تكررت في السابق وتغلبت عليها. يمكن القول إذن بأن عتبتك الشخصية للشعور بالقلق وتطوره إلى نوبات هلع، واطئة بعض الشيء عند التعرض لضغوط اجتماعية ومهنية. القلق والهلع كثيراً ما تصاحبه أعراض اكتئاب وهناك إشارة إلى ذلك في كراهيتك الفسحة والاختلاط بالناس ليس بسبب القلق وإنما إلى حدوث تغيير في حالتك الوجدانية.
الخليط الأول من العلاج كان موجهاً لعلاج اكتئاب شديد، ولكن رغم ذلك ليس هناك ما يبرره في وصف العلاج الأولي بصراحة، وحسناً فعل طبيبك حين نصح بتعاطي الليسترال فقط. هذا العلاج يستعمل لعلاج الاكتئاب أولاً ولكن فاعليته في علاج القلق والهلع يتطلب جرع أعلى أحياناً وقلما يقضي على نوبات الهلع تماماً. إذا تعاطيته لفترة تجاوزت 8 أسابيع أو كنت لا تتحمل أعراضه الجانبية فلا بد من استعمال عقار آخر.
إذا كانت الأعراض الجانبية للعقار الأخيرة مزعجة فعليك بعقار من نوع آخر والأفضل هو الميرتازابين Mirtazapine بجرعة15 مغم ليلا في الأسبوع الأول ثم30 مغم. لا يؤثر هذا العلاج على الفعالية الجنسية غير أنه يزيد من الشهية والنوم وعليك الحذر من ذلك.
إن كان العقار الأخير باهظ الثمن فلا بأس من استعمال عقاقير قديمة فعاليتها مشهورة وأحدهم الإميبرامين Imipramine وبجرعة 10 مغم 3مرات يومياً في حالات الهلع ويمكن زيادتها إلى 25 مغم 3 مرات يومياً ثم 50 مغم 3 مرات يومياً إذا تطلب الأمر ذلك. (مع ملاحظة أن عدم توفر كل التركيزات بكل بلاد العالم يعطي الطبيب النفساني قرار تحديد وتوقيت الجرعات) بالطبع هناك من يميل إلى إعطاء الجرعة اليومية بكاملها ليلا ولكني أفضل الحل الأول عند وجود أعراض القلق بشدة.
رغم أن هناك انتقادا لعقاقير البنزودايزابين Benzodiazepines ولكنها فعالة لو استعملتها بحذر دون تجاوز الجرعة اليومية. وصف لك الطبيب عقار الزانكس وصراحة لا أحبذه لأنه باهظ الثمن وقصير المفعول وقد يؤدي إلى الإدمان، والأفضل من ذلك العقار المعروف بالديازيبام Diazepam أو الفاليوم أو الفالينيل الرخيص جداً والأطول مفعولاً. تستعمله بجرع لا تزيد على 2 –5 مغم ثلاث مرات يومياً ولمدة خمسة أيام كل أسبوع وتوقفه تدريجياً بعد 8 أسابيع.
بالطبع الجواب المثالي على استشارتك هو أن تستشير قسم الصحة المهنية Occupational Health، ولكن لا أدري صراحة إن كان هناك قسم يعني بذلك في مكان عملك أم لا؟. يتم توفير العلاج ومراجعة ظروف العمل وتوفير الحلول مهنياً وطبياً وخاصة العلاج المعرفي Cognitive Therapy الذي هو أفضل الحلول. إذا كان الأخير غير متوفرٍ في مجال العمل، لا بأس من البحث عنه في المستشفيات العامة والخاصة.
تتماثل حالتك للشفاء بلا شك ولكن عليك الحذر من السلوك التجنبي Avoidance Behavior بسبب أعراض الهلع. لا تتجنب الناس ولا العمل وتذكر دوماً عدم التفكير بالعمل ومشاكله في نهاية اليوم. ستتخلص من الهلع دون شك ولكن تجاوز السلوك التجنبي أصعب بكثير.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>: علاج الهلع بالعقاقير: الارتخاء.. فجأة بلا مقدمات م