اضطراب الهوية : أنا شاب داخل جسد فتاة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أنا أنثى في بطاقة العائلة أبلغ من العمر 20 عاما, وأعتقد اتضحت مشكلتي من عنوان الاستشارة, وطرحت مشكلتي على مواقع أخرى ولكن دون إجابة, لا أعلم كيف أشرح مشكلتي, أنا لا أحس أنني بنت بل ولد يوجد بيني وبين نفسي صراع شديد حاولت كثيرا إقناع نفسي ولكن لم أستطع تقبل هذا الشيء منذ الصغر كنت أميل لتقليد إخوتي الذكور واللعب معهم مع أنه يوجد لي أختان أكبر مني وأخت تصغرني وترتيبي الوسط بينهن وإخواني الذكور أكبر من أخواتي كنت لا أبالي ولا أعلم ما هي حقيقة الواقع المر حتى بدأت أكبر في العمر وفي المرحلة المتوسطة كنت أسمع من البنات يقولون عني (مسترجلة) وأنا على طبيعتي ولم أهتم بهن لكن شعور داخلي مستمر بأني ولد وفي 14 من عمري بلغت وتفهمني أمي بأن الفتيات هكذا, وللعلم علاقتي بوالدي ووالدتي وجميع أفراد أسرتي جدا ممتازة ولكن حتى الآن الإحساس لم يفارقني بأني ولد,
وعندما وصلت للمرحلة الثانوية تعرفت على صديقة جديدة وأحببتها وكنت أحاول أن تكون علاقتي رسمية معها وأخبرتني أنها تحبني ولكن أخبرتها بأني لا أحب هكذا ولا أهتم لهذه الأشياء حتى لا أقع في المحظور ولكن افترقنا بعد مدة قصيرة بدأت لا أتحمل فقد أصبحت لا أطيق نفسي وأتمنى الهروب من المدرسة إلى مدرسة الأولاد مكاني الذي يفترض أن أكون به كرهت المدرسة كرهت كل شيء كنت أتغيب عن المدرسة كثيرا فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي وطلب مني إجراء الفحوصات اللازمة وعند ذهابي إلى الطبيب وكشف على صدري والمنطقة الحساسة وشعر جسمي قال بأن كل شيء سليم ولكن لاحظ كثافة شعر الساقين والذراعين وحتى يوجد شعر خفيف في بطني وآخر ظهري وصدري وأيضا تعجب من صغر صدري لأنه صغير جدا وقد لا يتضح بالأساس ولكن تحجج بأن جسمي ضعيف وعند ذهابي لإكمال الفحوصات ذهبت لطبيبة الأشعة وقالت بأن كل شيء سليم ولكن يوجد تكيسات على المبايض وفرحت بذالك الخبر
وعدت إلى الطبيب النفسي قال بأن كل شيء سليم فأخبرته بأنها قالت يوجد تكيسات على المبايض كان الطبيب النفسي متفهما لحالتي ولكن لم يستطع معالجتي بعد ثلاث جلسات تمت معه وأخبرني بأنه سيحولني لطبيب أكثر خبرة منه وتم ذلك ولكن عند ذهابي للطبيب النفسي الآخر كان يريد معالجتي على أن كثيرا كانوا مثلي وعادوا إلى الوضع الطبيعي بعد العلاج أخبرته بأني ولد ولست بنت وأتيت هنا أريد لمشكلتي حلا بأن أجري عملية لتصحيح جنسي وقال بأنه لن يستطيع معالجتي فأخبرته بأنني لن أكمل معه لأنني أخدع نفسي إذا أكملت معك فأنا ولد ولست بنتا وإحساسي الداخلي المستمر يقول هكذا
حاول بأن يكتب لي حبوبا مهدئة ولكن لا أريد استخدام المهدئات لأنني لا أحتاجها فأنا ولله الحمد دائما أقرأ كتاب الله ولا يوجد شيء يهدئني غيره ولم آتِ هنا كي تصرف لي مهدئات أنا أريد إجراء عملية أنا أؤمن بأن المسلم مبتلى وإيماني كبير بالله سبحانه وأنت تعلم بأن لا يسمح بإجراء العملية إلا بموافقة الشرع على ذلك وأريد استشارة مشائخنا الفاضلين عن ذلك مع طرح مشكلتي لهم.
وكنت في نهاية العام الدراسي وآخر سنة في الثانوية قال لي الطبيب الذي كشف علي قال كلمة لم أنساها وهي (سواء كنت بنت أو ولد لن ينفعك غير دراستك وشهادتك) هنا انتهى مشواري معهم وأكملت دراستي وتخرجت من المرحلة الثانوية بنسبة تدخلني الجامعة وعند دخولي الجامعة كم كنت أتمنى أنني أكمل المرحلة الجامعية وأنا شاب في جامعة بنين وليست بنات وكانت علاقاتي جيدة مع بنات الجامعة وخاصة الكلاس ولكن رسمية وكانوا يلاحظون مظهري وكانوا أيضا حذرات مني في بداية الأمر لأن شخصيتي هادئة وقوية مع أن شكلي الخارجي أنثوي وشعري كان قصيرا جدا وكنت لا أحب سماع التفاهات عن المكياج والزواج حاولت أن أصبر أكثر ولكن لم أستطع تقبل الوضع كرهت كل شيء وانسحبت منها
والآن أفكر أن أجمع المال كي أجري العملية ولكن كيف فقررت التسجيل من جديد في الجامعة حتى أتوظف وأستطيع جمع المال وللعلم عندي صديقة حتى الآن وهي صديقتي من المرحلة المتوسطة تعلم ما هي قصتي ومقدرة ذلك ولكن لا تملك لي سواء الدعاء, أنا لا أخرج من البيت أبدا وكم أتمنى أن لا تأتي السنة القادمة إلا وأنا في جامعة بنين وليست بنات كم أتمنى أن أفعل أي شيء في حياتي بسعادة لأني أفتقدها
أعتذر عن الإطالة..
ودمتم بود
05/07/2012
رد المستشار
1. الشكوى المقدمة Presenting Complaints :
الشعور بخلل الهوية الجنسية منذ الطفولة. ولدت المستخدمة حاملة كروموسومات أنثوية 46 XX وتبين ذلك من فحوصات طبية أثبتت بأن جميع صفاتها الجنسية الثانوية أنثوية. رغم ذلك لم يفارقها الشعور بأنها تعيش في الجسد الخطأ ويجب أن تكون في جسد ذكر.
2. المعلومات الخلفية Background Information :
تمت استشارة أكثر من طبيب ولا توجد أعراض تشير إلى الإصابة بمرض نفسي مثل القلق والاكتئاب.
3. التاريخ الشخصي Personal History :
تميل إلى الهوية الذكرية منذ الصغر. هناك إشارة إلى تجربة عاطفية تجاه فتاة في منتصف عمر المراهقة. هناك التزام ديني ولكنه لم يولد أي تغيير معرفي تجاه الهوية الجنسية.
4. التاريخ العائلي Family History :
لا يوجد ذكر لتاريخ مرضي في العائلة.
5. الحالة العقلية Mental Status :
مضمون الرسالة لا يوحي بأعراض قلق أو رهاب اجتماعي ولا ذكر لأعراض اكتئاب أو مرض ذهاني. لا يوجد أي دليل على وجود أعراض الوسواس أو وجود صفات شخصية توحدية. هناك تصميم من المستخدم بالحصول على الهوية الجنسية الذكرية.
6. صياغة الحالة Formulation :
فرد يحمل كروموسومات 46XX وصفات أنثوية ثانوية، ولكن هناك شعورا دائما بخلل الهوية الجنسية. رغم جميع الظروف النفسية المعقدة الناتجة من هذا الاضطراب، لا توجد إشارة من الفرد باللجوء إلى وسائل دفاعية حركية عصابية أو غير ناضجة. كذلك لا توجد إشارة إلى سلوك غير طبيعي وحالة تفسخ مرضي. هذه الصياغة تزيد من إثبات الحالة على أنها حالة خلل الهوية الجنسية الأولي Primary Transexualism من أنثى إلى ذكر.
7. الاستنتاجات Conclusions :
الفرد الفاضل:
• شكراً على تراسلك مع الموقع وأتمنى لك النجاح.
• لا يوجد لدي شك من قراءة رسالتك بأنك مصاب بخلل الهوية الجنسية الأولي من أنثى إلى ذكر. حالي حال أي أخصائي في الصحة النفسية له خبرة في هذا الأمر، يرى هذه الحالات مرة كل 3 أشهر معظمها رجل إلى امرأة. أما العكس فهي لا تزيد عن 20%. لا وجود لأعراض مرضية نفسية أو اضطراب في الشخصية كما هو واضح في رسالتك. على ضوء ذلك يمكن القول بجواز التخطي إلى مرحل العلاج.
• مرحلة العلاج أمرها شديد فعليك بتوخي الحذر واتباع الإرشادات الطبية الصارمة.
• في بداية الأمر لابد من الدخول إلى حمل الهوية الذكرية اجتماعيا. في الغرب يمكن تغيير الاسم ورفع ذكر الهوية الجنسية إلا عن طريق الولادة. بعدها لابد من ارتداء ملابس الرجال.
• يتطلب السلوك الأخير الحصول على الهورمونات الذكرية وتحت إشراف طبي لأخصائي الغدد الدرقية. هذه الهورمونات لا تخلو من أعراض جانبية ولذلك لابد من الإشراف الطبي لتقييم الجرعة والاستجابة. تساعد الهورمونات على تغيير الصوت والمظاهر الجسدية الثانوية.
• يصاحب العلاج بالهورمونات العلاج الكلامي مع طبيب نفسي أو معالج نفسي له إلمام بهذا الأمر. فترة العلاج النفسي لا تقل عن ستة أشهر وتساعد الفرد على التهيؤ إلى تغيير الهوية مستقبلاً ولا علاقة له بتغيير الرأي.
• بعد تناول الهورمونات والسيرة الاجتماعية الجديدة لمدة عامين يتم التحويل إلى الجراح المختص لعمل العملية. أعود وأقول بأن العملية أمرها شديد ونتائجها في البعض غير مرضية للفرد وخاصة من امرأة إلى ذكر على عكس الذكر إلى أنثى.
• إياك وشراء الهورمونات عن طريق الإنترنت وتناولها بدون إشراف طبي فهذه كارثة تنتظرك.
• أظنك على علم بأن سوق هذه العمليات هي تايلاند وتكاليف العملية تقدر هذه الأيام بـ 20 ألف دولار. ربما السعر أكثر من ذلك من امرأة إلى رجل. لا أنكر أن بعض المرضى في الغرب يتسرعون إلى الذهاب إلى تايلاند بدلاً من اتباع الخطوات أعلاه وعملها مجاناً في مراكز معدودة، وهذا لا أنصح به إطلاقاً.
• بعد كل ما ذكرته أعلاه لا أدري ما هو الحال في العالم العربي وخاصة في السعودية. لا يخفى عليك بأن الهوية من أنثى إلى ذكر ليست بغير المعروفة وكان معروفا عن أحد مشاهير الموسيقى القديمة في العراق مثلاً قبل أكثر من نصف قرن إصابته بهذا الاضطراب. لكن الحال غير هذا ولا أظن أن مصارحة الأهل والناس وتغيير الهوية أمر سهل في السعودية والعالم العربي والله أعلم.
• معظم النساء مثل حالتك التي شاهدتها تراجعت عن تناول الهورمونات لأعراضها الجانبية وعمل العملية الجراحية لشدة أمرها، البعض يطلب استئصال الثديين فقط، وبالطبع الأمر الأخير أسهل ويمكن إقناع الجراح بعمل ذلك بعد تقييم الحالة النفسية. رغم ذلك يعيشون حياتهم بسعادة ولهم علاقة بنساء.
• قد لا يرضي جوابي الكثيرين ولكن ما ذكرته هو ما يفعله الناس هذه الأيام ومن صميم الممارسة المهنية.
وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
قلب حزين
قلب حزين مشاركة مستشار
أنا أمجد لا ناهد لا أمجد لا ناهد!
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
خلل الهوية الجنسية: رسالة مختصرة
ويتبع>>>>>>: خلل الهوية الجنسية : خلل التناغم الروح/جسدي م. مستشار