إلى الدكتور الكريم لأسأل أين تكمن المشكلة وما حلها؟
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الدكتور الفاضل وائل أبو هندي تحية خالصة من الفؤاد وبعد ،،
أود طرح مشكلتي لديكم على أمل أن أجد لها حلا وما ظننت يوما بأن حلها يحتاج إلى مساعدتكم لكن تكرارها أزعج فؤادي وأحار عقلي وقد كنت اطلعت على موقعكم فوجدت فيه الفائدة المرجوة والطرح الواضح المستقيم.
مشكلتي باختصار شديد أنني ومنذ صغري كنت أشاهد أفلام الكرتون فيما يسمى اليوم بالأنمي (المانغا) حيث أن كثيرا من قنوات التلفزة في يومنا هذا تقدم هذه المادة، وأشعر بفؤادي تعلق في فتيات مسلسلات الكرتون.
بحثت في الإنترنت على مر الأيام لأستعيد ذاكرة الطفولة فوجدت أنواعا شتى من مسلسلات الأنمي تتحدث عن مختلف القضايا منها على سييل الذكر الأنمي ذو النوع (هنتاي) (hentai) الذي يجسد العلاقات الجنسية بين البشر.
لا أقول أنني تعلقت في هذه المواد بل على العكس هناك نفور واضح منها، لكنني بين الفينة والأخرى أعود لأشاهد صور فتيات الكرتون وهن في حالة عري أو في مشهد من مشاهد الإتصال الجنسي، لكن سرعان ما أعود لرشدي وأتوقف عن مشاهدتها التي لا تستمر في مجملها لأكثر من ساعة.
لم أشاهد أفلاما جنسية بشرية تمثل الواقع ولا أجرؤ وأشعر بالتقزز الشديد منها، لكن الجمال في فتيات الكرتون يجذبني.
أنا لا أترك باب الله فأنا سريع العودة إليه ولا أقبل أن أبتعد عنه، لكن وبعد فترة طويلة تقدر بشهور أتذكرها فتهفو نفسي للمشاهدة التي تقتصر فقط على مشاهدة بعض صور فتيات الكرتون الفاضحة.
أعود لرشدي سريعا وسريعا جدا فلا تلبث نفسي تستأسد وتأنف وترفض المشاهدة فأغلق وأعود لحياتي الطبيعية التي يملؤها الإنجاز فأنا أعمل في ميدان البرمجة وأعد من رجال العائلة الذين يعتمد عليهم.
دكتوري الفاضل هل هناك تفسير لهذه النفس التي أملك فهي شديدة الأنفة في قبالة ما تفعل وأعلم أن ما أفعله يعتبر خطأ وأبتعد لفترة طويلة لكني أعود لفترة قصيرة جدا ؟
ما هذا وكيف لي أن أتخلص من التعلق بهذه الصور التي لا تملئ حيزا كبيرا من عقلي وهمتي.
أخوكم المسجل في موقع مجانين باسم "ولماتمحي".
6/7/2012
رد المستشار
الأخ العزيز
شكراً على استعمالك الموقع.
إن طريقة طرحك لهذه الظاهرة يتصف بالصدق والوضوح ويعكس شخصية طبيعية جداً. في بادئ الأمر وبكل صراحة أنت رجل طبيعي وليس لديك أي علة مرضية نفسية أو جنسية.
يستقبل الإنسان بصرياً وفي كل يوم العديد من الصور Images من المحيط الذي يعيش فيه. كل ما تقع عليه العين يتم معالجته Processed في دماغ الإنسان ويتأثر بذكريات وقواعد وقيم تم خزنها في فصه الصدغي. بعد هذه المعالجة يصدر رد فعل Response الإنسان. للزيادة في التوضيح هناك ثلاثة مراحل:
1- مرحلة الاستقبال.
2- مرحلة المعالجة في الدماغ.
3- مرحلة رد الفعل.
إن الصور التي تتحدث عنها صور بريئة ومقبولة لك وتتناسب مع أخلاقك الفاضلة ومبادئك الدينية والشخصية والاجتماعية. عندما يتم معالجتها داخل الدماغ لا تولد ذلك التنافر المتوقع حدوثه لو وقع نظرك على صور إباحية والتي لا تتناسب مع الضمير الذي بنيته طوال عمرك. أما رد فعلك لمشاهدة هذه الصور فتراه يتصف بنوع من النفور أو بالأحرى الضجر، ولكن سرعان ما يتلاشى مع الأيام وتعود إلى السلوك ذاته ولسبب واحد أنه سلوك بريء.
لا حاجة إلى القلق من هذا السلوك وستراه يتلاشى متى ما وفقت في بناء حياة زوجية ناجحة.
هناك أكثر من معالج نفساني قد يشير عليك بأن تكثر من مشاهدة هذه الصور وبصورة منتظمة حتى تنفر منها تماماً غير أني لا أحبذ ذلك.
هناك من يقول لك إن هذا السلوك جزء لا يتجزأ من عقدة عصابية تلازمك منذ الطفولة، والسلوك بحد ذاته عملية دفاعية نفسية غير شعورية تدعى بالتنحية Displacement وأرى أن هذا التفسير لا يخلو من الغلو. على العكس من ذلك أرى أن السلوك هو عملية دفاعية نفسية ناضجة للترفيه عن الضغوط النفسية التي تواجه الإنسان بانتظام وبلا شك سيتم إزاحته مستقبلاً واستبداله بفعاليات أخرى.
نهاية الأمر لا تقلق من هذا السلوك فهو على عكس ما تتصور شائع جداً.
وفقك الله.