قلق مستمر...
السلام عليكم، بداية أود شكر طاقم الموقع على المجهودات المتواصلة والهادفة، وأتمنى له الاستمرار والعطاء..
قبل عرض حالتي النفسية الراهنة سأضع مجموعة مختصرة من الأحداث الرئيسية المتعلقة بتكوين شخصيتي خلال 16 سنة:
-إلى حدود السنة 8: يدلعني كل أفراد الأسرة وخاصة عمتي، أرافق أمي طوال الوقت، أتساءل بدقة عما يحيطني وألاحظ الأعضاء التناسلية خاصة الأنثوية، ألعب مع بنت جيراننا التي تتساوى وإياي في السن، لا أستطيع الدفاع عن نفسي والبكاء عند أبسط الحوادث.
-ما بين السنة 8 والسنة11: التعرض بشكل متتالي للإهانة، الخوف من الأساتذة وبداية التفوق الدراسي.
-ما بين السنة 11والسنة 14: تعلم العادة السرية، التعرف على المواقع الإباحية، التعرض لأول مرة لحالة من dépersonnalisation/ déréalisation
-السنة 14: وفاة جدي، الاشمئزاز والنفور من المواقف الجنسية، سماع بعض القصص عن الجن + التوقف عن العادة السرية + ظهور خوف رهيب وتفكير مستمر حول تلك القصص+ الخوف من البقاء وحيدا أو في مكان مغلق (خاصة السلالم – المراحيض - الحمام) + تجنب الصراعات مع الأقران، استمرار التفوق الدراسي.
-السنة 15: البلوغ- الاهتمام بالقراءة والكتابة، تكرر حالة dépersonnalisation/ déréalisation، الشعور بتعظيم الذات والغرور، ممارسة العادة السرية.
-السنة 16: الاهتمام بالرياضيات، الشعور بتراجع المشاركة في القسم واستمرار الشعور بالغرور، التخوف من دخول المراحيض والحمام، عدم ممارسة أي هواية.
في سن 17: بدأت السنة الدراسية باهتمام مفرط للرياضيات وتكرر حالة dépersonnalisation/ déréalisation أثناء الفروض مما أدى إلى الفشل في مجموعة منها بالتتابع خاصة بعد الفشل في أحد مسابقات الرياضيات، تحاشي تحمل المسؤولية وكل التعاملات والمواقف الاجتماعية فلم أعد أشارك في الفصل والأنشطة الدراسية لأنني أشعر بنوع من الحرج أمام زملائي ولا أحب التحدث عبر الهاتف كما لا أقدر على إبداء مشاعري أو رأيي للآخرين مع تعاظم الشعور بالفشل وتحقير الذات والخوف من دخول الحمام والمراحيض.
وللحد من ذلك ضاعفت مجهودي الدراسي+ اكتشاف الإيمان بشكل صحيح + التعامل بصرامة مع الذات + الانقطاع عن الاستمناء.
لكن ذلك لم يستمر طويلا بسبب ظهور مشكلة وسواس العقيدة والتشاؤم والرجوع للاستمناء.
أرجو المساعدة والتوجيه لتخطي الأفكار السلبية وتيسير التعامل مع الآخرين والتخلص من العادة السرية.
ولكم جزيل الشكر
14/07/2012
رد المستشار
1. الشكوى المقدمة Presenting Complaints :
أعراض انفصالية منذ بداية عمر المراهقة والبلوغ البيولوجي يصاحبها أعراض تجنبية اجتماعية أو رهاب اجتماعي. هذه الأعراض بدأت تؤثر على ثقة المستخدم بنفسه والإشارة إلى العزلة الاجتماعية.
2. المعلومات الخلفية Background Information :
هناك إشارة إلى احتمال الإصابة برهاب المدرسة School Phobia ما بين عمر 8 – 14 سنة بصورة متقطعة. تم تجاوز وتعويض هذا الرهاب بالتفوق الدراسي.
3. التاريخ الشخصي Personal History :
يشير المستخدم إلى تعلقه بالأم في محاولة لتحليل الأزمة النفسية. الإشارة إلى رحيل الجد في عمر 14 عاماً والشعور بالفشل في عمر 17 عاماً بعد إحدى مسابقات الرياضيات.
4. التاريخ العائلي Family History :
لا يوجد ذكر لتاريخ مرضي في العائلة.
5. الحالة العقلية Mental Status :
مضمون الرسالة يوحي بأعراض قلق ورهاب اجتماعي ولا ذكر لأعراض اكتئاب أو مرض ذهاني. لا يوجد أي دليل على وجود أعراض الوسواس أو وجود صفات شخصية توحدية. هناك تقبل من المستخدم لقبول المشورة الصحية النفسية.
6. صياغة الحالة Formulation :
الشكوى تتركز على أعراض قلق بدأت في نهاية العقد الأول من العمر. المستخدم يشير إلى تعلقه بالأم وتجربة نفسية مؤلمة في المدرسة من جراء السلوك الصارم للمدرسين. تطور هذا القلق من رهاب المدرسة والقلق من فراق الأم إلى رهاب اجتماعي يتمثل في تجنب المرافق الصحية العامة. لم تسنح الفرصة للمستخدم بتجاوز هذا القلق، والذي يتماثل للشفاء في معظم الحالات في منتصف عمر المراهقة من جراء وفاة الجد. صاحب القلق أعراض انفصالية من الواقع والذات للسيطرة على الحالة العاطفية. لكن الفعل الدفاعي للأعراض الانفصالية بدأ يؤثر عليه مرضياً وتوسع محيط القلق من رهاب المدرسة إلى رهاب اجتماعي إلى قلق اجتماعي يتمثل في عزلة اجتماعية. بدأ المستخدم باللجوء إلى وسائل دفاعية ناضجة تتناسب مع تفوقه الفكري مثل المجهود الدراسي والتربية الروحية والفكرية. بعد ذلك بدأ يعاني من تنافر فكري حول العقيدة والتشاؤم وغير ذلك.
7. الاستنتاجات Conclusions :
ابني العزيز :
• شكراً على تراسلك مع الموقع وأتمنى لك الشفاء العاجل. إن جميع الأعراض التي ذكرتها يجوز حصرها بتعبير واحد وهو اضطراب القلق. لا تقلق من الأعراض الانفصالية فهي شائعة وجزء لا يتجزأ من اضطراب القلق.
• المشكلة كانت ولا تزال تكمن في السلوك التجنبي Avoidance Behavior الذي يولد من جراء القلق، وهذا ما يجب أن تركز عليه. لا سبيل إلى تجاوز الرهاب والقلق إلا بتعريض الإنسان نفسه لما يرهبه ويتجنبه. البعض يفعل ذلك بصورة تدريجية والآخر بصورة سريعة. في جميع الأحوال ستشعر بقلق شديد ولكن هذا القلق سيتلاشى في أقل من ساعة ومع الوقت سيختفي تماما.
• تجنب العزلة الاجتماعية وحاول الاختلاط اجتماعيا وبصورة منتظمة. إن الاختلاط الاجتماعي ضرورة لابد منها ومستقبلاً تشكل الاتصالات الاجتماعية ما لا يقل عن 50% من نجاح الإنسان مهنياً. بعبارة أخرى إن التفوق الفكري لوحده لا يكفي.
• لم أتطرق إلى العادة السرية وغير ذلك فلا أظن أن لها علاقة بحالتك.
• يميل المصابون بالقلق إلى تعويض عن عزلتهم باستعمال مواقع إلكترونية ومنها الإباحية. تجنب ذلك.
• فكر في ممارسة الرياضة فهي قد تساعدك على تجاوز القلق وخاصة السباحة في حالتك.
• لدي ثقة بتحسن حالتك بصورة كاملة مستقبلاً لنضوجك الفكري.
• أظنك قادراً على تجاوز محنتك ولكن لا بأس من استشارة معالج نفسي في المدرسة إن توفر ذلك في موطنك كما هو الحال في غرب أوربا.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: قلق ورهاب اجتماعي م