الانحراف الجنسي
السلام عليكم: اكتشفت أن حالتي مثل هذه الحالة: : المازوشية وتعاسة الرجال : وسواس مراهقة م
وارتحت كثيرا يوم رأيتها ولكن أنا أملك جميع صفات المازوكية مثل: الشعور بالذنب على أشياء لا تستحق، أنا أقول لأهلي دائمًا أني مظلوم ولكنى أقولها وأنا رافع رأسي وأقول انظروا إلى قوتي وأنى صبرت عليكم ولو كان شخصًا آخر لما تحمل، ولكنى مطابق جدا لهذه الحالة، هل أنا مازوكى؟ لأني إذا ذكرتها أكاد أن أنهار لأني كما تفضل المستشار أنه مثقف ومحبوب وأنا أيضا وإذا تذكرت أني مازوكي ضاق صدري.
أرجو مساعدتي
ولكم الشكر والتقدير
27/07/2012
رد المستشار
ابني العزيز:
شكراً على تواصلك مع الموقع.
إن قضية مصطلح المازوشية وتكراره على الموقع ربما يتطلب من زملائي ومني أيضاً التطرق إليه في المستقبل القريب جداً بصورة واضحة تمحو جميع الشكوك التي تراود القراء.
هناك مشكلة في مصطلح المازوشية يمكن أن نتتبعها إلى اللغة المتداولة بين المختصين في علم النفس والطب النفسي. بعض المصطلحات ظهرت بفضل المدرسة التحليلية الفرويدية وأضاف إليها ابنة فرويد والسيدة ميلانى كلاين في القرن العشرين. هذه اللغة ومصطلحاتها تبدو أحياناً وكأن مصدرها كوكب المريخ وليس الكرة الرضية. اشتقت بعض المصطلحات من الأدب القصصي والمسرحي والأساطير اليونانية ثم تم حشرها في علم النفس. عشق المولعون بعلوم النفس هذه اللغة لأنها خاصة بهم ولا يفهمها الكثير وتصوروا أنفسهم أنهم على عرش الثقافة الإنسانية. بالطبع تسربت هذه الأساطير والمصطلحات بين الناس ولكن الاستعمال العام غير ما تشيع له المواقع الإلكترونية وللأسف بعض المختصين في الطب النفسي وعلوم النفس.
إن استعمال مصطلح المازوشية في اللغات اللاتينية قاطبة هو المضاد للعدوان فقط لا غير. بعبارة أخرى يستعمل هذا المصطلح جزافاً لوصف إنسان على بعد العدوان. إن كان سلوكه يتصف بالعنف نسميه عدوانياً وإن كان يميل إلى الهزيمة والتقشف نسميه مازوشياً. هناك من يقول أن قبول الشعوب بإجراءات التقشف الصارمة تؤكد مازوشية الشعب كما هو الحال في أيرلندا أما الصخب الذي صاحب التقشف في اليونان فيكشف عن العداء وهلم جرا. هناك من يصنف جزافاً العنف الذي يصاحب مشجعي الرياضة وخاصة كرة القدم على هذا البعد.
أما في مجال الأدب العالمي وخاصة المسرحي فلا نهاية لاستعمال هذا التعبير في ظل علاقة عاطفية شهوانية قوية الدفع بين الرجل والمرأة. يمكن تتبع ذلك في في الكثير من الإنتاجات القديمة والحديثة ومنها فينوس في كساء الفرو.
أما في المجال الطبي فتأكد أن استعمال اليوم بدأ يقترب إلى ما تطرقت إليه أعلاه ويستعمل بصورة عشوائية للدلالة على عدم قدرة المرأة بالذات الخروج من علاقة زوجية تتميز بالعنف العائلي والسبب في ذلك وجود علاقة جنسية ناجحة. عندها يقول الطبيب النفسي بأن هناك علاقة سادية مازوشية Sadomasochistic Relationship تمنع المرأة من الهرب. بالطبع هذا غير صحيح ولا يأخذ بنظر الاعتبار الظروف الاقتصادية البائسة لربات البيوت وهذا هو الحال مع البعض من نساء العالم العربي.
الاستعمال الأقل شيوعاً هو المازوشية بمفردها. واليوم يميل إلى كثرة الشعور بالذنب المفرط وتجنب العداء.
أما كاضطراب نفسي فهو إن لم يكن نادراً فبلا شك من صنع خيال الإنسان غير السعيد في حياته. إذ تراه يبحث دوماً عن جواب لتفسير عدم السعادة ولكنه لن يجده في عالم الفضاء وإنما في عالم الحقيقة وحيث يعيش.
لست مازوشياً ولن تكون أبداً والقِ بمصطلحات لغة المريخ في سلة المهملات.
وفقك الله دوماً.
واقرأ أيضاً:
السادو- ماسوشية (sado-masochism)
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي