الاضطراب المازوخي الجنسي: حقيقة أم وهم ؟

رد المستشار

الأخت العزيزة: شكراً على تراسلك مع الموقع.

هناك بعض الأمور لا بأس من التطرق إليها بشأن مصطلح المازوشية الذي يكثر ظهوره على استشارات الموقع. لاحظت أنك تعرفت على الأخ الكريم عن طريق الإنترنت ولا بأس في ذلك، ولكن لست متأكدا إن تم اللقاء بينكما أم لا وما هو فارق العمر. رغم ذلك سأوضح لك ما يلي:

1- الشخصية المازوشية: لا توجد هناك شخصية مازوشية بكل معنى الكلمة طبياً، وإنما يطلق هذا المصطلح اعتماداً على نظرية الشخصية لدراسات ويلهيلم رايخ Wilhelm Reich الذي توفي في 1957. سلوك هذه الشخصية يتميز بالمعاناة والشكوى والتدمير وإهانة النفس بطرق غايتها تحفيز الآخرين أولا ومن ثم تعذيبهم. كانت الفكرة السابقة حول السلوك المازوشى (استناداً إلى فرويد) أن هؤلاء الأشخاص لذتهم تعذيب أنفسهم وهذا المنطق الخاطئ لا يعتمد عليه وقد تم حفظه في أرشيف النظريات التحليلية التى لا تستند على أسس علمية. لا يتوقف الأمر عند هذه العتبة وإنما يتجاوزها إلى أن الدافع الرئيسي لهذا السلوك هو عدم استطاعة الإنسان تلبية احتياجاته العاطفية والتخلص من عقد عصابية مطوقة بالشعور الهائل بالذنب الذي يمنعه من الشعور بالحب والمتعة في هذه الدنيا. من جراء ذلك يمارس الفرد المازوشى سلوكه لإشباع نفسه كما يسرف البعض في تناول الطعام بشراهة وبدون متعة. أما العمل الجنسي لهم فلا يشعرون بمتعة فيه إلا إذا كانت المرأة لا تبالى بهم تماماً أو كان مصحوبا بخيال ذهنى محتواه الاغتصاب.

2-التعريف الطبى الحديث للاضطراب المازوشى الجنسى :Sexual Masochism Disorder
هناك الكثير من الجدل حول هذا الأمر وعلى ما أظن أن هذا التشخيص النادر جداً سيتم الاحتفاظ به في التشخيصات الطبية النفسية الجديدة التي ستظهر العام المقبل أو بعده. لتشخيص هذه الحالة لابد من وجود ما يلي:

أ:- لفترة لا تقل عن ستة أشهر هناك شعور متكرر قوي بالشهوة الجنسية من جراء سلوك جنسي يتميز بالإهانة والضرب والربط بالقيود. يمكن أن يحدث ذلك من جراء رغبات جنسية وخيال جنسى.

ب:- من جراء السلوك أعلاه يعاني الفرد بشدة من الكرب ويؤثر ذلك على فعاليته الاجتماعية والمهنية وبصورة واضحة.

في الممارسة المهنية معظم هؤلاء الأشخاص يمارسون الفعل بصورة سرية مع بعض النساء بعيداً عن عائلته وقلما يتم اكتشافه. وعندما يتم كشفه يحلف أغلظ اليمين ببراءته. لا يستجيب لعلاج طبى ولا يرغب فيه.
على ضوء ما ذكرته أعلاه يمكنك الآن أن تتوصلى إلى الجواب.

هناك قاعدة عامة أكثر من تكرارها إلى درجة الملل: لا تبالي كثيراً بما يقوله لك المقابل. الأهم من ذلك ما لم يقله لك. ابحثى عن الأخير فهو يثير القلق أكثر من الأول.

وفقك الله.

واقرئي على مجانين:
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي
يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته!
يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته متابعة2
زوج أخرى يدعي المازوخية : لكنني أحببته !

المستشار: أ.د سداد جواد التميمي