لا أحب زوجي ..!؟
أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع الذي استحق بجدارة أن أقف في طابور انتظار طوووووووويل حتى يتسنى لي عرض مشكلتي
أنا متزوجة منذ 4 سنوات من قريبي الذي يكبرني ب 3 سنوات عمري 26 سنة ليس لدي أطفال حالياً حياتي قبل الزواج كانت مستقرة تربيت في أسرة جميلة وعاطفية ومحافظة معظم وقتي أقضيه مع أسرتي وبين كتبي ودراستي لم تسبق لي أي علاقة عاطفية قبل الزواج مشكلتي قد تبدو بسيطة وهينة ولكنها مع الوقت أصبحت تنغص عليّ حياتي مشكلتي هي علاقتي بزوجي إنصافاً زوجي شخص طيب ولا يعيبه شيء لكنني ومن بداية زواجنا لم أحس يوما بدفء يديه إذا أمسكت يديه ولم أشتَق له أبداً
لم تكن تعنيني هذه المشكلة كثيرا في أول الزواج لأنني كنت على يقين أنها ستنتهي بمرور الوقت وسيكبر بيننا الحب بالمعاملة الحسنة وبالرحمة والاحترام ورغم أن زوجي يحترمني ولكن لم أستطع أن أحبه ستقول ما أهمية الحب يكفي ما بينكم من احترام ولكن الحياة بيننا صارت رتيبة جدا رغم أننا مازلنا في أول سنوات زواجنا
أصبحت السلوكيات البسيطة بيننا شاااااقة بالنسبة لي مجرد الابتسام في وجهه يأخذ مني الكثير من التمثيل والمجاملة خدمته والقيام بأموره _كأي زوج_ أصبح من الأعمال الشاقة المؤبدة بالنسبة لي أن أردّ عليه كلامه المعسول كذب وعذاب نفسي لا يطاق عندما أجلس مع صديقاتي ونجتر أحاديث النساء وكل واحدة تتكلم عن زوجها أسمع منهن أحاديث الشوق والحب رغم أنهم متزوجات (عاهات) ومع هذا كل واحدة ترى زوجها لا نظير له
أتمنى أن أحب زوجي كما يحببن أزواجهن أريد أن أفرح بوصوله إلى البيت بعد عودته من عمله أتمنى أن أستقبله بشوق ولهفة تتقلب ظروف الحياة بين عسر ويسر أريد أن يكون الحب زادً لي لأتحمل عسر أيامنا ولا أتضجر كما أفعل أحيانا _للأسف_ أريد أن أفرح بجلوسه في البيت في أيام إجازته ولكنني أحس أحيانا أن البيت يطبق عليّ إذا لم يخرج من البيت رغم أنني في غيابه لا أعمل أمر جلل سواء أعمال البيت أو الانشغال بهوايتي أو الإنترنت
أحيانا أقول أنني لست بحاجة لكل هذه المشاعر الجياشة طالما أن حياتنا هادئة وأنه لابد أنني سأحبه أكثر مع الوقت ولكن بعد انقضاء 4 سنوات لم تتغير مشاعري قيد أنملة وزادت حاجاتي للحب أحتاج إلى الحب لأستطيع الاعتناء به عند مرضه وأقوم بواجبي على أكمل وجه أحتاج إلى الحب لأستطيع أن أسامحه إذا أخطأ بحقي _وليس كما هو الآن _ أحتاج إلى الحب لأهتم باهتماماته وأهتم لأحاديثه التي أنساها كل مرة أحتاج إلى الحب لأتحمل منه أي شيء ومن أهله ويكون على قلبي مثل العسل أحتاج إلى الحب لأحس بهمومه وآلامه من دون أن أتصنع هذا الإحساس التلقائي دائما كان بخيالي إنني على موعد مع الحب وكم تمنيت أن يكون الطرف الآخر هو زوجي ولكن أخاف أن ينقضي العمر وتتبدد فرصتي الوحيدة في الانتظار
هل يجب أن أستمر في الكذب والمجاملة تحت اسم زواج وأظلمه معي صرت أفكر بشكل جدي بالطلاق ولكن وكأي فتاة شرقية تعمل للطلاق ألف حساب وأخاف مع تقدم العمر أن يضيق صدري ولا ينطلق لساني بالمجاملة معه كما أنا عليه الآن فيتركني هو اكون خسرته وخسرت نفسي في وقت لاينفع فيه الندم
أفيدوني ما الحل
وشكرا مقدما
09/08/2012
رد المستشار
مسكينة أنت يا صديقتي، حين جعلت الحب هو الأول والآخر والظاهر والباطن حتى تحلي الحياة!، جعلت خيالك الخصب قبل الزواج هو نفسه القيد الذي ينغص عليك عيشك، والحقيقة والأمانة تقتضي مني أن أقول لك: أن الحب "سر" من أسرار الله سبحانه يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وهناك بشر كثيرون لم يذوقوا الحب وتمنوه ولكنهم لم يحظوا به!.... لكنهم عاشوا، وتمكنوا من السعادة!؛ لأن السعادة ليست مرتبطة بوجود شخص، أو مكان، أو مال، أو غيره؛ فالسعادة بداخلنا، هي فقط تحتاج لقرار جاد لتظهر ونتمتع بها،
فانتظارك للقدر أن يفاجئك بتغير مشاعرك هو انتظار للوهم الكبير؛ فأين عملك واجتهادك؟، ماذا فعلت لتحركي المشاعر الراكدة معه؟، ماذا فعلت لتنظري له نظرة مختلفة فتتغير مشاعرك وتصرفاتك معه؟، فهناك حقيقة أخرى أهم من الحقيقة الأولى -التي تخص أن هناك جزءًا من مشاعر الحب تكون لا إرادية.....، وهي أن تتمة الحب تكون بالعمل والاجتهاد؛
فالحب الحقيقي يحتاج لصناعة! فيه نجتهد بتقبل الطرف الآخر، واحترامه بتفاصيل خصوصياته، واهتماماته، والصبر على قصورة، ومحاولات إسعاده، .....إلخ.....، فأنت لست الحالة التي فيها الزوجة تكره زوجها فأضغط عليها بالحب رغم أنفها فهذا من رابع المستحيلات، ولكن مشاعرك فقط تجاهه ليست متأججة، فأنت تقدرينه وتحترمينه وترين مميزاته وتتقبلينه؛
إذن المشكلة لديك أنت بالحواجز التي تضعينها مع نفسك وفي مواجهته حتى تنطلق مشاعرك تجاهه؛ منها أحلامك السابقة وما فيها من خيال قد يبعد عن الواقع فيجعلك ترفضيه، ومنها شخصيته التي قد لا تتمتع بالكثير من المغامرة والاختراق، ومنها عدم وجود أمر حقيقي تقومين به وتنشغلين به في الحياة؛ أم تتصورين أن القراءة والإنترنت هما دورك في الحياة؟؟؟، فابحثي عن هدف يملأ كيانك وحلم ترغبين في تحقيقه في إطار قدراتك المالية والنفسية وستجدين اختلافًا كثيرأ ؛ لأنك حينها ستنتقلين من مقعد الناقد الذي لا يرى إلا "مقياسه" الخاص الذي يقيس على أساسه مدى استحقاق من أمامه لمشاعره أم لا، مشاعرك تجاهه موجودة ولكنها لا تتمكن من التنفس والانطلاق بسبب عوائق تضعيها أنت بداخلك وفي مواجهته، ودعي خيالك يذهب لفكرة مجنونة كأن يفتر شعوره تجاهك ويبدأ في حب أخرى أكثر ملائمة لطبعه وشخصيته مثلًا فماذا ستفعلين؟، أو أنه يقرر الزواج من أخرى ويطلب موافقتك فكيف ستشعرين تجاهه؟
فلا تبخلي على نفسك بأن تدربيه على ما تحبين من أفعال وتصرفات، وأن تتشاركا أمورًا معًا لم تخوضاها من قبل، وشاركيه حلمك وأذيبي الجليد حتى تجري بينكما مياه الحب اللطيف العميق، وتذكري أن كل قصص الحب الملتهبة لم تكتمل، حين اكتشف أصحابها أن الحب الملتهب وحده لا يخلق حياة زوجية سعيدة، ولا تكرري على نفسك أنك لا تحبينه حتى لا يحدث بالفعل، وحذار من التهور الذي جعل نساء أخريات كن في قمة الاحترام ووقعن بفخ الحب وأشواقه فيما لا يحمد عقباه خارج إطار الزواج بدرجات متفاوتة.
وأخيرًا إذا فعلت ما قلته لك وأعطيت نفسك الفرصة الحقيقة لتقومي بتغيير نظرتك له، وإشعار نفسك بمشاعر مختلفة تجاهه ولم تفلح، فالفراق سيكون الألم الأهون ولكن دون أن تجرحيه، أو أن تجعليه شكلًا سطحيًا لك يحميك من كلمة "مطلقة"، وأرجو منك أنت ترسلي لي المزيد عن نفسك ونشأتك وعلاقتك به في فترة ما قبل الزواج وبداية الزواج حتى أرى معك ما قد يكون ذا قيمة وأغفلته، هيا اجتهدي