ذكريات لا يمحوها الزمن..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والله يا إخوان لم تهنئ لي جفن ولم يهدئ لي بال وأشعر أني كالميت الحي! أعاني يا إخواني أعاني عناء لو كانت على الجبال لاستوت بالأرض.. المشكلة (بل المصيبة): عندما كنت بالصف السادس الابتدائي مارست العادة السرية.. حتى أصبحت بالمتوسطة ليتني مت قبلها حدث بيني وبين أحد أقاربي علاقة جنسية غير كاملة.. بمعنى أن كل منا يضع ذكره في دبر الآخر (دون حدوث إيلاج- ربما بالخطأ يلج ولكن جزء صغير جداً) واستمر الأمر إلى أن انقطعنا..
ولكن استمريت أنا بممارسة العادة السرية ومشاهدة المقاطع والصور الإباحية والتدخين وعقوق الوالدين... إلى أن أصبحت بالأول ثانوي فهداني الله ففتحت صفحة جديدة مع نفسي فجاهدت نفسي على التدخين فتركته بفضل الله وجاهدت نفسي على العادة السرية والمقاطع والصور الإباحية فتركتها ولله الحمد والآن أجاهد نفسي على بر الوالدين وأرجو أن أصل لمرادي وأن أقوم بحقهما على أكمل وجه.. وسألت نفسي: لماذا أضيع سنين عمري بالكسل عن الدراسة وتضييع مستقبلي الذي سيكون هو أنا وأنا هو.. فبدأت أضع هدف لحياتي وصرت من المتفوقين حتى أن معظم رفقاء السوء قالوا لي: لست أنت الشخص الذي كنا نعرفه!
لكن.. هناك أمر أفسد علي كل شيء وحط من مستواي الدراسي وكرهني للحياة, وكلما أردت فتح صفحة جديدة لا أستطيع.. حتى أني أحياناً أدعو على نفسي بالموت.. وكرهت كل شيء بالحياة.. حتى أني كنت أصلي الصلوات بوقتها وبسعادة لأني كنت أهتم بالحور العين.. والآن لا أهتم بشيء سوى الهموم والغموم وعذاب الضمير القاسي, حتى أن أهلي يقولون لي لم نرك سعيد منذ مدة طويلة.. وفي العيد والمناسبات أتظاهر بالسعادة.. والسبب...
تذكرت حادثة اللواط بل أتمنى أن لا تكون لواطاً أشعر بالخزي من نفسي وكرهت نفسي وعندما أقرأ سير الصحابة وأبطال الإسلام أغلق الكتاب وأخجل من نفسي وأحزن أن أقرأ سير الرجال وأنا شبه رجل لأني أهنت رجولتي بسماحي لقريبي بأخذ دوره في تلك الحادثة الشنيعة.. وأنا ميولي ليست للذكور بل إن ميولي للنساء ولله الحمد وإني في السابق عندما كنت أبحث في المواقع الإباحية أمر أحياناً بمقاطع وصور للواط ولكن لا تزيد شهوتي لرؤيتهم بل أشمئز.. وكنت أبحث فقط عن النساء,,
أنا الآن تخرجت من الثانوية مقبل على الدراسة الجامعية التي تتطلب الجد والاجتهاد ولا أعتقد أني أستطيع إكمال الدراسة بهذه الحالة.. دعوت الله وبكيت ورجوت وأحاول أن أتناسى ولكن دون جدوى دائماً أبكي وأندب حظي وتمنيت لو لم يخلقني الله.. ووالله إني أخجل لكتابتي هذا ولكن ليس لدي حل آخر لأني سأنفجر إن لم أفضفض.. فما الحل؟! إذا كان هناك حل!..
مع أني والله إني أعرف وأعترف أني ارتكبت خطأ وأتمنى لو يرجع الزمن حتى لا أقع فيه أريحوني أراحكم الله فعندي حلم وهدف وطاقة وأمنيات لا أريد أن يقف هذا العائق في طريقي.. فرجوا عن أخيكم فرج الله عليكم الكروب يوم يقوم الخلق لرب الأنام.. اللهم سخر لي أحد خلقك ليكون سبباً في زوال همي وغمي.. اللهم آمين
20/08/2012
رد المستشار
آه يا ولدي، كم تمنيت أن أراك وأحييك وأقول لك ما أريده وجهًا لوجه، فبارك الله فيك وحفظ عليك توبتك النصوح، فعسى أن تصلك كلماتي فتعيها وتفهم، أتسأل عن الحل؟؟، فالحل هو أن تعرف ربك بصدق!، فالله جل وعلا رب عظيم كريم، يتودد لعباده ويحب التائبين؛ فلقد أقبلت على الله تعالى فتعرفت عليه وعرفته دون أن تستوعب حقيقة جلاله وكرمه، وهذه المعرفة دون الاستيعاب والتصديق هي ما تنغص عليك توبتك وعيشك؛ فنحن كبشر نتصرف ونسلك سلوكيات من خلال منظومة معروفة علميًا، هذه المنظومة تبدأ بالفكرة (المعلومة سواء خطأ أو صح)، فتتحول الفكرة لشعور يملأ كياننا (التجربة الشعورية وهي الاستيعاب والتصديق)، ثم تتحول تلك المشاعر لسلوكيات نقوم بها؛ فتصور حين يكون لديك فكرة بأنك ضائع لا محالة، وأن توبتك غير مقبولة كيف ستتحول الفكرة لمشاعر تشعر بها؟؟، ستكون مشاعرك ضيق، خوف، فقدان للأمل، اكتئاب، حزن، ندم، إلخ، ثم تتحول تلك المشاعر لتصرفات مثل: البكاء، الانعزال، التوقف عن السير قدمًا نحو الله تعالى، بل قد يحدث نكوص!، وتصور حين تصحح تلك الفكرة الخاطئة تمامًا وتستبدلها بفكرة أنك تسير على الطريق الصحيح بعد طول خطأ، كيف ستتحول تلك الفكرة لمشاعر؟، ستكون مشاعر أمل، تفاؤل، فرحة، سلام داخلي، إلخ، ثم تترجم تلك المشاعر لتصرفات مثل: الإقبال على الله تعالى أكثر، الحفاظ على توبتك بزيادة مقاومتك للخطأ، النجاح تلو الآخر في حياتك في مساحات أخرى! أرأيت الفارق الكبير كيف يكون مآله في كلتا الحالتين؟،
إذن أنت ضحية طريقة تفكير خطأ، جعلت تجربتك الشعورية غير صحيحة فانعكست على تصرفاتك وبالتالي نفسيتك؛ وأقول لك وبكل قوة أن تفكيرك خطأ؛ لأنك لم تستوعب جلال الله تعالى الحقيقي حين عرفت أنه الغفور التواب ولكنك لم تصدق بعد أنه غفور وتواب، وحين عرفت أنه يتوب على من تاب وقرأت ذلك مرارًا وتكرارًا في آيات القرآن العظيم ولم تصدق تمام الصدق أنه يتوب على عباده، وحين عرفت أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال، أو كما قال "أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، وحين تعرف أن سيدنا عمر بن الخطاب العدل الفاروق الذي يخاف منه الشيطان فيسلك طريقًا غير طريقه كان يشرب الخمر ويؤد بناته أحياء قبل دخوله في الإسلام وترفض بمشاعرك أن تصدق مدى عفو وغفران ربي وربك؛ أتعرف أن رجل من خيرة الناس والتابعين اسمه مالك بن دينار والذي صار رجلا يسعى له البشر من كل مكان يحكي بنفسه عن ماضيه الذي كان فيه الخمر والنساء فيتوب الله عليه وترفض ذلك؟،
أتعرف أن بن عطاء الصحابي الجليل كان من قطاع الطرق في الماضي يوقف البشر ويسرق أموالهم ويروّعهم ثم يصير بن عطاء وترفض تصديق ذلك؟، أتعرف أنه كان هناك امرأة ترتزق من بيع جسدها للرجال ويغفر لها العظيم الغفور في شربة أشربتها لكلب في ظمأ شديد وترفض أنت أن تصدق، فمتى تصدق؟، أم أن الشيطان يقعد لك في كل مرصد ليفسد عليك توبتك بالحزن والخوف والشك في توبة الله عليك؟، الله تعالى هو من خلقنا بضعفنا وقدراتنا على المقاومة للأخطاء ولذا قال في حديثه القدسي بلا جدال ولا فصال أن كل ولم يقل أغلب، أو معظم، بل كل بني آدم خطاء وخير الخطائيين التوابيين أليس كذلك؟، ولدي ما أجملك وأنت ترفض في فورة شبابك الخطأ وتتمسك بتوبتك، فلا تفسد على نفسك حقيقة الأمر واستمتع به، واحمد الله كثيرًا بأن الله تعالى أراد لك الخير والتوبة دون مٍنة من أحد عليك، وصدق أن الله تعالى غفور، وصدق أن الله تعالى تواب، وصدق أن الله تعالى كريم، وصدق أن الله تعالى عفو، وستصدق بسهولة ويسر ليس فقط لما سردته لك من بعض التجارب البشرية لعظماء كانوا أصحاب ماضي، ولكن صدق، لأن الله تعالى سبحانه هو الذي قال عن نفسه أنه هو التواب الرحيم، وأنه هو الغفور الودود، وأنه هو العفو الكريم..... فمن أصدق من الله قيلا؟؟؟.