السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم لقبولي بالمنتدى أنا مصابة بالوسواس القهري أرجوكم أن تفيدوني وخاصة مشكلتي ما أشعر به من قطرات وأتحفظ للصلاة ولكن أتناء تحفظي أشعر بنزول قطرات "وأنا" أصلي
وأغسل ملابسي في اليوم بشكل مستمر تعبت أصبحت أحسب لدخول الحمام ألف حساب وأيضا خوفي من النجاسة في الحمام وخارجه دائما أرى كل شيء نجس
رجاء أفيدوني كيف أتعامل؟
البول رغم تحفظي أحسه نزل ونجس ملابسي وهكذا هل أصرف الانتباه ؟
مع العلم أنه لدي مرض المسالك البولية ولا أميز بين وسواس ومرض ؟
9/8/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة "........" أهلا وسهلا بك على مجانين عضوا بالمنتدى الذي تقصدين به الموقع كله لأن العضوية عندنا تعني عضوية موقع مجانين باعتبار الموقع كله منتدى يسمح فيه للمتصفحين بإبداء آرائهم وإرسال استفساراتهم، أهلا بك وكل عام وأنت بخير ونحن نودع رمضان العزيز وعلى العيد مقبلون إن شاء الله.
مشكلتك يا "........" هي الشك في نزول قطرات البول بعد الاستنجاء أو خاصة بعد الوضوء أو أثناء الصلاة، والشك في خروج نقطة بول شائع في كثيرين من مرضى الوسواس القهري الديني وكثيرا ما ترتبط بالمبالغة في الاستنجاء فضلا عن ارتباطها بتكرار الوضوء، وهناك علاقة عصبية بيولوجية بين القبل والدبر تتمثل في كون الإمداد العصبي لهما واحدا من القطع العصبية العجزية الثلاثة ( S2، S3، S4 ) عبر العصب الفرْجي حيث تنتقل لها ومنها الأحاسيس القادمة من الدبر كخروج الريح وأيضًا تنتقل عبرها الأحاسيس القادمة من القبل مثل الشعور بنزول نقطة بول أو مذي وبالتالي يجوز لنا أن نأخذ للقطرة (القُبل) نفس حكم الريح (الدبر) !.... ومشهور حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه عن عبد الله بن زيد قال :
( شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاةِ شَيْئًا أَيَقْطَعُ الصَّلاةَ قَالَ لا حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) رواه البخاري (1915) ومسلم (540)، قال النووي : هذا الحديث أصل في بقاء حكم الأشياء على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها ا.هـ. .
وفي رواية أخرى أوضح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلاتِهِ فَيَمُدُّ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا"صدق صلى الله عليه وسلم، فمجرد تحرك الريح في البطن أو توهم الخروج لا ينقض الوضوء ومعنى ذلك عندي كطبيب نفساني يعمل مع الموسوسين المسلمين هو أن الإنسان الموسوس حالة حرصه على وضوئه يكون عرضة للتوهم بأحاسيس في الدبر يخيل إليه معها أن شيئا يخرج على خلاف الحقيقة... ولذلك اشترط الرسول الكريم علامة حسية أخرى يصعب توهمها.
المسألة كما أفهمها الآن تتعلق بما يسمى الظواهر الحسية الجسدية SomatoSensory Phenomena في مرضى الوسواس القهري وهي نوع من الهلاوس الحسية تصيب الموسوسين وتصبح بمثابة الوسواس الذي يدفعهم للفعل القهري وهو غالبا إعادة الاستنجاء أو الوضوء والصلاة أو ذلك كله عافاك الله... ولما كان الحديث قد ورد متعلقا بالشك في خروج الريح وقد علمنا طبيا أن الأعصاب والمراكز العصبية المسئولة عن الإحساس بخروج نقطة من القبل هي نفسها المسئولة عن الإحساس بخروج الريح فإننا نقيس هذا على ذاك ونرى لهما نفس الحكم...
وبعيدا عن كل هذه التفاصيل سأذكر لك أمثلة من الأثر ومن كلام الفقهاء لتعرفي أكثر
قال الإمام النووي.. أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة (أثناء أو بعد الوضوء).
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّلاةِ فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ بِذَكَرِي بَلَلا، قَالَ: "قَاتَلَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ، إِنَّهُ يَمَسُّ ذَكَرَ الإِنْسَانِ فِي صَلاتِهِ لِيُرِيَهُ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَإِذَا تَوَضَّأتَ، فَانْضَحْ فَرْجَكَ بِالْمَاءِ، فَإِنْ وَجَدْتَ، قُلْتُ: هُوَ مِنَ الْمَاءِ"، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَذَهَبَ.....وعَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قُلْتُ: إِنِّي أَتَوَضَّأُ وَأَجِدُ بَلَلا، قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأتَ فَانْضَحْ فَرْجَكَ، فَإِنْ جَاءَكَ، فَقُلْ: هُوَ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي نَضَحْتُ، فَإِنَّهُ لا يَتْرُكُكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ وَيَحْرِجَكَ".
عنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنِّي شَيْءٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنِّي لا أَعُدُّهُ بِهَذِهِ، أَوْ قَالَ: مِثْلَ هَذِهِ"، وَوَضَعَ رِيقَهُ عَلَى إِصْبَعِهِ .
عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْحَكَمِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، يَقُولُ: كَانَ يُصِيبُنِّي فِي الصَّلاةِ، وَإِنِّي لأَجِدُ الْبِلَّةَ، وَيَخْرُجُ مِنِّي فِي الصَّلاةِ، فَكُنْتُ أَنْصَرِفُ فِي السَّاعَةِ مِرَارًا وَأَتَوَضَّأُ، فَسَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: "لا تَنْصَرِفْ"، قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَظُنُّ أَنَّهُ إِنَّمَا يُشْبِهُ عَلَيَّ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّهُ يُصِيبُ قَدَمِي، أَوْ قَالَ: الأَرْضَ، قَالَ: " لا تَنْصَرِفْ، فَإِذَا حَسَسْتَ ذَلِكَ فَتَلَقَّهُ بِثَوْبِكَ"، فَقَالَ لِي أَخٌ كَانَ عِنْدَهُ جَالِسًا: أَتَدْرِي مَا قَالَ لَكَ؟، قَالَ: "اغْسِلْ ثَوْبَكَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ"، وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا، قَالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي قَالَ: فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ ذَهَبَ عَنِّي.
وعن سعيد بن جبير أيضًا أنه سأله رجل فقال: إني ألقى من البول شدة إذا كبرت ودخلت في الصلاة وجدته، فقال سعيد "أطعني افعل ما آمرك خمسة عشر يوما ، توضأ ثم ادخل في صلاتك فلا تنصرفن"
في أيامهم لم تكن الحفاضات أو الحفاظات متاحة مثلما هي اليوم .... ولست أتفق معك أبدًا في ارتداء الحفاظة للصلاة ليس فقط بناء على كل ما سبق – وهو أكثر من كاف لو تعلمين- وإنما لأن ارتداءك للحفاظة يمثل سلوكا تأمينيا أو احتياط أمان Safety Behavior وهو ما يعيق الشفاء..... وبالتالي حتى لو رأى البعض في استخدام الموسوس الحفاضات أثناء الصلاة تيسيرا عليه فإننا نرد فتواه بأن هذا يعطل العلاج ولا يقبل تيسيرا إلا في حال عدم إمكانية أو إتاحة العلاج الدوائي أو المعرفي السلوكي، مثلا كزوجات كثيرين من ذوي المواقف المعادية للطب النفسي -دون فهم ولا تمحيص- فنجد الزوجة المسكينة معذبة والسيد -غالبا متدين بدرجة ملتزم- زوجها يرفض أن يعالجها طبيب أو طبيبة نفسانية..... احتياطات الأمان هذه تجعل التعرض للمثير غير فعال علاجيا لأنها تطمئن المريض بحيث يستطيع أداء الفعل المثير للوسواس دونما عذاب كبير ..... وفي العذاب العابر العلاج لو تعلمين..... بمعنى آخر تسهل هذه الاحتياطات على المريض التعايش مع وسواسه تعايشا يطمئن المريض قليلا -وليس دائما- ويقلل إلحاح الرغبة في أداء الفعل القهري لكنه يعزز ويشد من عضد الوسواس ويطيل عمره....... بينما التعرض لما يثير الوسواس دون مطمئن مع الامتناع عن الفعل القهري = الشفاء.
عليك صرف الانتباه بالتأكيد يا "........" ولكن عن ماذا تصرفين الانتباه ؟ فليس صرف الانتباه عن إحساسك بوجود أو نزول نقطة أو بلل لأن ذلك النوع من صرف الانتباه لا ينجح وإنما المطلوب صرف الانتباه عن الاستجابة المعهودة والمتوقعة التي تعودت عليها وهي تكرار الاستنجاء وربما التفتيش في الملابس أو تغييرها وغسلها فضلا عن تكرار الوضوء وإعادة الصلاة ..... كل هذا تصرفين الانتباه عنه أي لا تستجيبي للوسوسة بما يريحك مباشرة منها لوقت قصير وإنما امتنعي عن تلك الاستجابة فتكون النتيجة راحة على المدى البعيد (وليس جدا كما يتصور الموسوسون المستنكحون والمتنطعون).... ما أطلبه منك إذن هو بالضبط ما قاله سعيد ابن جبير لسائله: "توضئي ثم ادخلي في صلاتك فلا تنصرفي"... فإن أنت أتممت أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر -بدون حفاظات وأكرر بدون حفاضات ولا قبض لعضلات القبل ولا الدبر أثناء الصلاة- فإن كل وسوستك بخروج نقطة ستزول.
مسألة العقدة الحياتية التي تتمثل في دخول الحمام أحسبها إن شاء الله في بداياتها وهي تتحسن بالتأكيد إذا نجحت فيما سبق إضافة إلى أن تفهمي حقيقة المطلوب من المسلم في أمر النجاسة والطهارة، وحقيقة انتشار النجاسة، ومتى يصح أن نصف شيئا بأنه تنجس ومتى لا يصح !
مبدئيا هناك قاعدة فقهية تقول: لا تنجيس بالشك وبالتالي فالأشياء تبقى طاهرة على حالها ما لم تتأكد نجاستها 100% أي بعلامة تظهر لنا رأي العين بما لا يدع مجالاً للشك أو الاحتمال ولا نفتش عنها لأن في ذلك تعمقا، ونحن منهيون عن التعمق وهو هنا مجاوزة الظاهر لنا من طهارة الشيء بسؤالنا عن احتمال أن يكون نجسا بشكل يخفى علينا .... ولسنا مطالبين بالبحث وراء الظاهر لنا مباشرة....
تبقى علاقة مهمة أشرت إليها وهي العلاقة بين الوسواس القهري والأسباب العضوية سواء في المثانة في الموسوسين بنقطة البول أو القولون في الموسوسين بخروج الريح، فحقيقة الأمر كما تتضح للغالبية العظمى من مرضى الوسواس القهري المسلمين –على الأقل- هي أن سبب المشكلة في المثانة أو القولون هو الوسواس وليس العكس، ..... والحقيقة التي لا ينكرها زملاؤنا الأطباء هي أن تشخيصات مثل متلازمة قولون عصبي Irritable Bowel Syndrome أو مثانة عصبية Irritable Bladder هي تشخيصات وحالات في أغلب الأحوال لا تعرف لأسبابها رأس من رجل... إن أردنا الصدق فإن القلق بشكل عام أو الوسواس القهري المتمثل في فكرة فقدان السيطرة على السبيلين بشكل خاص هو أحد أهم أسباب الاعتلال النفسية في القولون أو المثانة.....
أعني بما أقول أن الأسباب العضوية كالالتهابات الناتجة عن العدوى أو غيرها من الأسباب لا علاقة لها بك لأن حالتك بالأساس نفسية، وأيضًا ليس مطلوبا منك –إذا ثبت أن فعلا فيك سبب عضوي في الجهاز البولي- ليس مطلوبا منك أن تفرقي بين ما هو وسواس وما هو مرض لأن الموسوس في هذه الحالة تضاعف رخصه ولأن التفريق في حال الموسوسين بالذات يكاد يكون مستحيلا من الناحية العملية ..... لذلك عليك كما قلت لك أن تهملي تماما فكرة أو إحساس أن نقطة تنزل أو نزلت وأن تمتنعي تماما عن الاستجابة لها على أن تتركي الفكرة أو الإحساس بلا أي رد فعل من جانبك سوى التجاهل ولا تتعجلي اختفاء الفكرة أو الشعور فقط جربي لأسبوعين أو ثلاثة ألا تستجيبي لها..... وبدون حفاضات.
هناك كثير من الاستشارات والمقالات على مجانين متعلقة بموضوع الطهارة والنجاسة وما ذكرت وما لم تذكري وها هي روابطها فاقرئيها وادرسيها جيدا وتابعينا.
واقرئي أيضًا:
وسواس قهري برنامج علاجي فقهي سلوكي م
الشك والنجاسة والوسواس!
وسواس التبول دائما إلا في الحيض!
رشاش البول ومقدار ماء الوضوء
تنقيط البول التهاب أم وسواس؟
وسواس النظافة والطهارة
وسواس الطهارة عند المسلمين مشاركة
فتوى مجانين: في وسواس الطهارة
وساوس في وساوس من النجاسة للسباب
هل هذا وسواس أم هذه نجاسة؟
التعليق: إنّ كتاب "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" لابن القيم به من العديد من المعلومات القيمة المفيدة للموسوسين خاصة في الأمور الدينية وقد أفاد العديد من الموسوسين الذين يريدون كمال العبودية ولكن بشكل فيه إسراف ومغالاة.
فقد كنت أدرس بمعهد للقرآن وعلومه وكانت مواعيد المحاضرات مسائية، وكانت لنا زميلة تستأذن قبل صلاة المغرب حتي تذهب إلي البيت لتتوضأ وتصلي لأنها توسوس في الوضوء والطهارة ولكن أستاذ مادة الفقه لم يتركها تستمر علي ذلك فكان يطلب منها أن تتوضأ في خمس دقائق ويقول لها أسرعي حتي نقيم الصلاة و يتابع الوقت الذي تحتاجه للوضوء بنفسه والحمد لله مع الاستمرار أقلعت عما كانت تفعله من عادات تعذبها وزوجها وأطفالها. فحاولي و اصبري و لا تتعجلي كمال الشفاء حتي لا تيأسي و طبقي قول النبي صلي الله عليه و سلم: "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ".