تعبت من أفكاري
مشكلتي بدأت قبل سنتين بدأت تأتيني أفكار في الله إنكار وجوده وأفكار في ذاته تجسيد لها أفكار لا أستطيع منع نفسي من التفكير فيها أفكر فيها طوال الوقت, صرت أجد صعوبة في مشاهدة البرامج الدينية كل ما أسمع أوسوس فيه ولما أقرأ قرآن تجيني أفكار لما أقرأ آياته, كنت عندما تأتيني فكرة وأنا أصلي أقطع صلاتي وأعيدها خوفاً ألا تقبل صلاتي
بعد فترة لم تعد أفكاري في الجانب الديني بل أصبحت تأتيني أفكار جنسية كإقامة علاقة مع أبي حتى مع الأطفال وصديقاتي تأتيني هذه الأفكار وكنت أشعر بإثارة
هذه الأفكار اختفت بعد مدة قبل أربعة أشهر من الآن قلت أفكاري الدينية وأصبح لدي فكرة جديدة أني سأقتل أحد تأتيني عندما أسمع كلمة القتل أو أتشاجر مع أحد أكره هذه الفكرة جداً
هناك شيء غير الأفكار يقلقني وهو أنه أوقات أشعر بضيقة شديدة في صدري ورغبة في البكاء لكن لا أستطيع ذلك أشعر أني كاره نفسي أبغي أموت أفكر أسوي بنفسي شيء تتكرر معي هذة الحالة في اليوم أكثر من مرة تستمر عدة أيام وتروح بدأت معي من أربعة أشهور آخر مرة كانت الضيقة شديدة حسيت أني مو قادرة أسيطر على نفسي أنا أخاف أسوي بنفسي شيء
أنا صرت أكره حالتي تعبت من هذه الأفكار على نص رمضان رجعت أفكاري الدينية بس مختلفة أشوى كل يوم أفكار دينية جديدة أنا أجهلها صارت في أفكار تشكيك بالقرآن وأفكار أني خلاص مو مسلمة لما أسوي أي شيء من أمور الدين تجيني فكرة ليش تسوين كذا أنت مو مسلمة
أنا لما أفكر بحالي أحس بتوتر وخوف, وضيق تنفس وتنميل في الأطرف وأحس أعصابي مشدودة أشد في أي شيء حولي أنا هذه الأيام أحس بإجهاد مو قادرة أقوم بأبسط الأشياء تمر علي أوقات ما آكل شيء ما أحس بالجوع أبدا
أنا وزني 38 وطولي 150
أنا كلمت أخي أني أريد الذهاب إلى طبيب نفسي قال ما يقدر دوامه ما يسمح؟
لا أدري ما أفعل؟
21/08/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا ومرحبا بك وشفاك الله وأعانك على تحمل معاناتك.
بدأت معاناتك منذ سنتين من خلال أحد اضطرابات القلق المشهورة وهو اضطراب الوسواس القهري، ويتكون الاضطراب من جزئين رئيسيين:
1. الوساوس المسيطرة Obsessions : وتتميز بأربعة أشياء:
- فكرة معينة تسيطر على التفكير (أفكار لا أستطيع منع نفسي من التفكير فيها أفكر فيها طوال الوقت).
- هذه الأفكار لا تكون لها صلة بالمشاكل التي يتعرض لها المريض (أفكار في الله إنكار وجودة، وأفكار في ذاته، أفكار جنسية).
- محاولة مجاهدة النفس لتجاهل هذه الأفكار ونسيانها وعدم تكرار الفعل مما يشكل ضغط نفسي عليه (أقطع صلاتي وأعيدها خوفاً ألا تقبل صلاتي).
- يعي المريض تماماً بأن هذه الأفكار نابعة منه هو وليس لأي شخص آخر دخل بها.
2. الفعل الإجباري (القهري) Compulsions :
- تكرار هذا الفعل لعدة مرات على الرغم من رغبة المريض بإيقاف هذا الفعل إلا أن الرغبة لتكرار الفعل أقوى منه مثل تكرار الصلاة بالنسبة لك.
- يحاول المريض أن يتخلص من هذه الأفكار بصفة مستمرة وكلما أجبر نفسه على إيقاف هذا الفعل يتعرض لضغط نفسي عنيف مما يؤدي به إلى معاودة الفعل مرة أخرى.
وما تعانين منه نضعه تحت تصنيف:
٠ وساوس الاجترار حيث تسيطر على المريض أسئلة متكررة لا يستطيع الإجابة عنها كسيطرة (من خلق الله؟) لماذا أكل آدم التفاحة؟. ولماذا نعيش؟، لماذا نموت؟، لماذا أبي هذا وليس غيره؟، أسئلة لا نهاية لها والمريض لا يستطيع الإجابة عنها أو التخلص منها.
٠ وساوس الاندفاعات: وهي اندفاعات قهرية تسيطر على المريض فيشعر برغبة جامحة نحو القيام بأعمال لا يرضى عنها ويحاول مقاومتها إلا أنها تسيطر عليه بإلحاح وقوة، (سأقتل أحدا تأتيني عندما أسمع كلمة القتل أو أتشاجر مع أحد)
ونتيجة لعدم العلاج خلال هذه المدة الطويلة (سنتين من المرض) ظهر أولا لديك حالة من الاكتئاب الثانوي الناتج عن هذه الأفكار في صورة (أشعر بضيقة شديدة في صدري ورغبة في البكاء لكن لا أستطيع ذلك أشعر أني كاره نفسي أبغي أموت أفكر أسوي بنفسي شيء)
كما ظهرت بعض علامات التفاعل مع الغوط ناتجة عن مقاومتك للأفكار (بحالي أحس بتوتر وخوف, وضيق تنفس وتنميل في الأطرف وأحس أعصابي مشدودة أشد في أي شيء حولي أنا هذه الأيام أحس بإجهاد مو قادرة أقوم بأبسط الأشياء).
المآل.
تميل أعراض الوسواس القهري إلى التراجع والضعف مع مرور الوقت (يحدث لحوالي 10% إلى 20% من المرضى). وبعضها لا يعدو كونه بعض الخواطر الخفيفة التي لا تعيق التفكير والعمل.
تتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير المرغوبة
العلاج:
ويشمل العلاج 3 أشياء هم: العلاج الدوائي Pharmacotherapy ، العلاج السلوكي Behavioral therapy ، العلاج الجماعي Group therapy .
أولاً: العلاج الدوائي Pharmacotherapy : وذلك عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب ويحتاج المريض إلى استخدام نوع واحد من مضادات الاكتئاب، وفي الحالات الشديدة يستخدم أكثر من نوع مع بعض، ويبدأ أثر العلاج فى الظهور بعد حوالي من 6-10 أسابيع من العلاج المنتظم .
ثانياً: العلاج السلوكي Behavioral therapy : يتم العلاج السلوكي بمساعدة الأخصائي النفسي فيما يعرف بالعلاج الإدراكي (Cognitive behavioral therapy (CBT وذلك عن طريق تعريض المريض للمؤثر الذي يدفعه لتكرار الفعل مع محاولة تقليل تكرار الفعل تدريجياً أو منعه تماما مثال ذلك في حالتك يتم إيقاف الفكرة التي تدور في ذهنك باستخدام مشتت قوي مثل استك مثلا أو استخدام كلمة قف مع تعلم مهارات الاسترخاء Relaxation techniques ، وعملها بشكل روتيني حتى تعتاد عليها وتستخدمها لمحاربة الفكرة (هناك العديد من تمارين الاسترخاء ستجدها علي الموقع أو الإنترنت أو اطلبها لأرسلها لك)
يتم مناقشة أسلوب التفكير الخاص بالشخص ومعرفة الانحرافات أو التشوهات المعرفية لديه مثل أنه يرى الأمور دائما أبيض أو أسود، أنه يركز فقط على الجانب السلبي من الأمور، القولبة وغيرها من التشوهات التي تحتاج أن تعرفها عن نفسك.
كيف تستطيع الأسرة المساعدة؟
يشعر معظم أفراد عائلات المصابين بالحيرة والإحباط. فهم لا يعرفون ما يمكن أن يفعلوه لمساعدة المريض القريب إلى نفوسهم. إذا كانت صديقًا أو فردًا من عائلة مصاب فردا منها بمرض الوسواس القهري فيجب أن تعرف كل شيء عن المرض وعلاجه وأسبابه. وفي نفس الوقت تأكد من أن الشخص المصاب يعرف هذه المعلومات.
ويجب أن نعلم أن المشاكل العائلية لا تسبب مرض الوسواس القهري، ولكن رد فعل الأسر يمكن أن يؤثر على المرض... مثلا يمكن أن تتأثر الأعراض المرضية بوجود مشاكل داخل الأسرة. وكذلك يمكن أن تؤثر طقوس الأفعال القهرية على الأسرة بشكل سيء، وفي العادة يكون من الضروري على العائلات أن تذهب للعلاج النفسي مع المريض. فيمكن للمعالج النفسي أن يعلم العائلة كيف يمكنها التخلص من الأعمال القهرية في خطوات بسيطة متدرجة وبموافقة المريض.
وفي العادة فإن التعليقات السلبية والنقد الموجه للمريض تجعل الحالة أكثر سوءًا، بينما يمكن أن تحسن العائلة الهادئة المساندة من حالة المريض.
٠ إذا كان المريض يرى في محاولتكم المساعدة تدخلاً غير مرغوب فيه فتذكر أن مرضه هو الذي يتحدث.
٠ حاول أن تكون متفهما وصبورًا في معاملتك مع المريض لأنها الوسيلة الأفضل للتخلص من الأعراض المرضية. كذلك لا يساعد المريض كثيرا أن تأمره بالتوقف عن أعماله القهرية.
يشعر معظم أفراد عائلات المصابين بالحيرة والإحباط. فهم لا يعرفون ما يمكن أن يفعلوه لمساعدة المريض القريب إلى نفوسهم. إذا كانت صديقًا أو فردًا من عائلة مصاب فردا منها بمرض الوسواس القهري فيجب أن تعرف كل شيء عن المرض وعلاجه وأسبابه. وفي نفس الوقت تأكد من أن الشخص المصاب يعرف هذه المعلومات.
ويجب أن نعلم أن المشاكل العائلية لا تسبب مرض الوسواس القهري، ولكن رد فعل الأسر يمكن أن يؤثر على المرض....... مثلا يمكن أن تتأثر الأعراض المرضية بوجود مشاكل داخل الأسرة. وكذلك يمكن أن تؤثر طقوس الأفعال القهرية على الأسرة بشكل سيئ، وفي العادة يكون من الضروري على العائلات أن تذهب للعلاج النفسي مع المريض. فيمكن للمعالج النفسي أن يعلم العائلة كيف يمكنها التخلص من الأعمال القهرية في خطوات بسيطة متدرجة وبموافقة المريض.
٠ حاول أن تركز على الجوانب الإيجابية في حياته. ويجب أن تتوقف عن توقع الكثير منه.
٠ لا تقم بحث المريض بشدة للتوقف عن الوسوسة. تذكر أن المريض يكره مرض الوسواس القهري أكثر مما تكرهه أنت.
٠ عامل الأشخاص المصابين بشكل طبيعي بمجرد شفائهم ولكن كن حذرًا عند الإحساس بحدوث أعراض انتكاس في الحالة.
٠ إذا بدأ المرض في الانتكاس مرة أخرى للمريض فيجب أن تلاحظ ما يفعله المصاب... قم بالإشارة إلى التصرفات التي تمثل الأعراض الأولى بشكل يجعل المريض يحس أنك تهتم به، فهذا يحدث تغييرًا كبيرًا في شخصية المصاب.
وفي النهاية آمل أن أكون قد وفقت في مساعدتك في معرفة مرضك وطرق التعامل معه وأرى أن تحاولي استخدام المساعدة الطبنفسية إذا كان هذا ممكنا من خلال المستشفيات أو العيادات الخاصة أو محاولة تعلم بعض مهارات المساعدة المتخصصة وستجدينها بإسهاب على الموقع خاصة وعلى شبكة الإنترنت عامة وأنتظر منك التواصل والمتابعة.