هل أدوية الاكتئاب تسبب السرطان؟؟
السلام عليكم. شكرًا جزيلاً على ما تقدمونه من جهد مبذول -جعله الله في ميزان حسناتكم- وأتمنى أن تصارحوني مهما كان الجواب. أنا لدي وسواس قهري منذ الطفولة، وهو متوسط الشدة حاليًا، ولكني متعبة جدًّا لأنه أصبح الآن في عقيدتي، فأنا لا أقرأ القرآن منذ مدة طويلة؛ خوفًا من أن أكون كافرة، وقرأت بأن الشك بوجود الخالق ردة، وأنا لا أستطيع أن أميز ما بداخلي، هل هو شك أم وسواس؟ ولكن الأقرب أنه شك! وكم أحبطت وتدمرت عندما قرأت بأن الشك ردة!
وأنا أصلي، ولكن من غير خشوع بسبب وسواس القراءة، ووسواس الغسل ساعة ونصف. لن أطيل عليكم، فقد اشتريت فافرين، ولكني خائفة جدًّا منه بسبب موضوع قرأته عن ارتباط أدوية الاكتئاب بسرطان الثدي والمبيض، وبنسبة كبيرة 11٪، خصوصًا أن من عائلتنا من أصابها سرطان الثدي، فالخطر لذلك أكبر، لا أعلم ماذا أفعل؟
أرجوك –دكتور– أن تخبرني الحقيقة، كتب في الموضوع: (مراجعة بحثية، ودراسة على أشخاص) وأيضًا قرأت دراسة بأنهم رأوا الحمض النووي مدمرًا في الحيوانات المنوية، وفي الغالب السرطان يحدث بتغيير في المادة الوراثية، وقرأت في موقع مجانين للأخ مصطفى السعدني في جوابه عن استشارة حول هذا الكلام الذي بين القوسين:
(أخي الكريم: أثرت نقطة في رسالتك على قدر كبير من الحساسية، ومن الصعب أن أمررها دون مناقشة، ألا وهي أن هناك آراء نظرية، وليس أبحاثًا، تشير إلى أن استخدام مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (م.ا.س.ا) -وليس كل مضادات الاكتئاب كما ذكرت- قد تؤدي إلى حدوث سرطان القولون وغيره، وفي الحقيقة قد قرأت هذا الرأي وسمعته من بعض الزملاء منذ عدة سنوات، ونظريتهم في ذلك أن معظم هذه العقاقير تقوم بتثبيط وتنشيط الإنزيم الكبدي ب 450، وذلك نتيجة للتفاعلات الكيميائية مع عقاقير ومواد غذائية أخرى تدخل الجسم البشري؛ مما قد يؤثر على إضعاف القوى المناعية للجسم، وبالتالي التعرض للإصابة بالسرطان، ولكننا في الحقيقة ننتظر نتائج أبحاث أكثر تكون عملية وضابطة، وعلى أعداد كبيرة ممن يتناولون هذه العقاقير (م.ا.س.ا) لفترات طويلة، وخصوصًا أنه من الثابت علميًا أن الشخص المعرض للضغط النفسي لفترات طويلة (كالمرضى النفسيين) وبدون علاج هو أكثر عرضة لأمراض المناعة، وكذلك التعرض للإصابة بالسرطان).
أنا خائفة أن أموت قبل أن أتأكد من إيماني وأتوب، وأنا أقول أحيانًا: سآخذ الدواء، والأهم ديني، حتى وإن أصابني السرطان، أنا لا أستطيع أخذ قرار! وخصوصًا أني قرأت أيضًا بأنها ترفع إنزيمات الكبد، وأنها خطر على القلب.أرجوك -أخي الكريم- أن تصارحني بالحقيقة، وتنصحني بالمفيد -وهذا ظني فيكم-؟ وأرجو أن تقول لي:
هل أنا أحتاج الدواء أم يمكن أن أتخلص منه من غير دواء؟ وما هي طريقة استخدام الفافرين؟
وهل سيوقف لي وساوسي عن الدين؟ وهل إذا تركته ستعود؟
وهل أدوية الاكتئاب ممكن تغير تخطيط القلب وتوقفه فجأة؟ وهل يسبب جلطة دماغية؟ وسكتة قلبية؟
وقرأت لإبراهيم الخضير بأنها تنقص كريات الدم البيضاء وقد تؤدي لنقص المناعة هل هذا صحيح؟ وهل تؤثر عالعظام؟ والشعر؟ والكلى والكبد والدم؟ وما رأيكم في كلام الأخ
الكريم مصطفى السعدني؟ وهل السيرتونين مهم لانتحار الخلايا والدواء يعرقل هذه العملية؟
أرجووووو أن يجيبني دكتور وائل على كل فقرة بمصداقية وهذا ما عودنا عليه جزاه الله خير، أعتذر جداااا عالإطالة حفظكم الله من كل شر، جزاك الله خير الجزاء، وشكرًا جزيلاً، حفظك الله من كل شر، وأتمنى أن لا تتأخروا بالرد علي؛ لأني أريد أن أنتهي من الوسواس قبل رمضان، وأشعر بلذة العبادة،
بلغنا الله وإياكم الشهر بكل خير، وحفظكم الله لنا وأعتذر جدًّا للإطالة، ولكن لحيرتي وعذابي،
والحمد لله على كل حال، وشكرًا جزيلاً لكم.
21/08/2012
رد المستشار
استشارة عقار نفسية Psychopharmacology Consultation
نظرة عامة Overview : توضيح حول علاقة العقاقير المضادة للاكتئاب بالمنعة والأمراض الخبيثة والعظام وكريات الدم البيض غير ذلك من أعضاء الجسم.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ سأجيب على استفسارك كما أجيب على استفسار أي مريض عن عقار أصفه لك وما أتوقع من أي طبيب يتم اختباره للتأهيل لكي يكون أخصائياً في الصحة النفسية.
٠ ليس هناك أي دليل علمي يستحق الذكر والذي يشير إلى أن هذه العقاقير تؤدي إلى أمراض خبيثة في الثدي أو المبيض بنسبة 11%. إذا كانت هناك دراسة مثل هذه تستحق الإشارة إليها لتم سحب الدواء من جميع الأسواق العالمية بين ليلة وضحاها وتم إحالة شركة الدواء للتحقيق القضائي. إن نسبة في 1 ألف أو حتى العشرة آلاف عالية جداً فكيف بنسبة 11%.
٠ ليس هناك عقار يستعمل في الصحة النفسية يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية إلا الأدوية المستعملة في علاج الأمراض الخبيثة وهذه أمرها شديد. جميع العقاقير يتم تجربتها على الحيوان قبل الإنسان ولا يجد عقار غير ما يستعمل في الأمراض الخبيثة، طريقه للاستعمال في البشر إن كانت له هذه الفعالية.
٠ لا علاقة بين الاكتئاب وعلاجه وسرطان القولون سواء كان ذلك من العقاقير القديمة أو الحديثة. هذا ثابت علمياً ولا جدال فيه.
٠ القلب: لا تحتاج العقاقير الحديثة في الصحة النفسية لأي فحص طبي للقلب قبل استعمالها ويشمل ذلك العقاقير القديمة إلا عقار الكلوزابين Clozapine المستعمل في الشيزوفرانيا والذي يتطلب تخطيط قلب كل 6 – 12 شهراً. هناك حقيقة أن عقار السيتالوبرام Citalopram أكثر من غيره قد يزيد المدة الزمنية من تقلص العضلة القلبية إلى ارتخائها وما تعرف بالـ QTs interval ولا تستوجب هذه الحقيقة أي ملاحظة إلا إذا كان المريض يتناول الخليط من العقاقير ولا تستوجب إلا عمل تخطيط قلب للتأكد من أن الفترة الزمنية لا تتجاوز ال 450 عشر الثانية. أما العقاقير القديمة فهي لا تؤثر على القلب سريرياً إلا عند تناول جرعات انتحارية.
٠ الدم: لا يتطلب أي عقار فحصا للدم إلا عقار كلوزابين أعلاه وبصورة منتظمة. هناك عقار للاكتئاب قليل الاستعمال جدا اسمه الماينسراين Mianserin الذي يتطلب فحص الدم في الأشهر الستة الأولى لاستعماله.
٠ العظام: لا تأثير سريري ذو معنى لجميع العقاقير.
٠ الشعر: عقار واحد قد يسبب تساقط الشعر وهو حامض الفولوبرويت Valproic acid, Valproate, Depakine, Epilim ينمو الشعر بعد ذلك في فروة الرأس. هذا العقار المضاد للصرع يستعمل في اضطراب الثناقطبي فقط.
٠ الكبد: عقاقير الاكتئاب القديمة وعقاقير مضادة الذهان القديمة كانت تؤدي إلى التهاب الكبد بسبب تلوثها كيمائيا. أما اليوم فلا وجود لمثل هذه الرواسب في الصناعة والحديث هنا حول صنع العقاقير قبل 40 عاماً. عقار الميرتازبين Mirtazapine نادراً ما يؤدي إلى التهاب كبد بسيط لا معنى له سريرياً ونادراً جداً لحالة من الحساسية التي تؤثر على الكبد تنتهي بتوقف العقار وتسمى متلازمة جوركن Sjorgen’ s Syndrome .
٠ العظام: لا تأثير له أهمية سريرية.
٠ الكلى: لا تأثير له أهمية سريرية.
٠ المناعة: لا تؤثر هذه العقاقير على المناعة لا من بعيد أو قريب.
٠ نصيحة عامة: هناك اضطراب في نقل المحتوى العلمي لبعض الدراسات المختبرية من مصدر إلى آخر وطرحها إعلامياً. يجب توخي الحذر في ذلك.
٠ العقاقير المضادة للاكتئاب تساعد في الوسواس القهري وكذلك العلاج النفسي. حاولي تجنب حشر تأثير العقاقير المشهورة بسلامتها ضمن القلق والوسواس وتوكلي على الله واستمعي لنصيحة طبيبك.
٠ وفقك الله دوماً.