الغيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من الغيرة الشديدة وخصوصا من ابنة عمي لما أشوفها أحس بالغيرة ما بعرف ليه لو فيه زواج أو عزيمة أشيل هم وأصير طول اليوم طفشانة لكن لو صار فيه عزيمة وبنت عمي ما بتجي بنبسط كثير وأكون متحمسة للروحة مرة كثير... أحس هذا الشيء كل ما أكبر يزيد فيني ويوضح علي لكن أحاول أني ألهي نفسي بس ما أقدر أصبح وكأنه فطرة فيني...
وجدا متخوفة أنه يتحول إلى مرض نفسي لأن أنا عندي عدم الثقة بالنفس بنسبة كبيرة لدرجة ممكن أشوف نفسي بالمراية أقول شكلي جميل أرجع بعد خمس دقائق للمراية مرة ثانية أحس مو أنا اللي قبل شوية أحس وجهي طلع فيه شيء أو متغير فيه شيء أصبح وسواس وأقول لنفسي موب حلوة يعني تتغير نضرتي لنفسي بخمس دقائق أو أقل من جميلة لقبيحة أو من قبيحة لجميلة
أنا بنت عمي ساكنة معي في نفس الفيلا, لو مرة سافرت أو بعدت عني أحس براحة أكثر أجتمع مع أهلي والجميع ومبسوطة بس لو هي موجودة وقاعدة مع أهلي ما أجلس معهم وأحس بقلق ونرفزة.
أوقات أجتمع مع أخوالي وهم عائلة مختلفة عن أعمامي أحس بأني جميلة حولهم وحتى لو رأيت بنت جميلة أخرى ممكن أتأملها أغار غيرة طبيعية "غيرة حريم" وسرعان ما تذهب عكس ابنة عمي للعلم كثير يشهدون بجمالي وبأني بيضاء وجميلة لكن أنا ما أقتنع وأحسها كمجاملة.. علما بأني كثير أروح أشوف شكلي فالمراية لا يمر يوم من دون ما أشوف نفسي أقل شيء 20 مرة فاليوم سواء في بيتي في غرفتي وتشتد إذا كان فيه عزيمة أو مناسبة واكتشفت في هذه السنة أني بديت أغار من ابنة عمي الأخرى وهي تسكن بعيد عني في المنطقة الشرقية وأنا في مدينة الرياض لكن أراها في جميع المناسبات كل الأعياد أو الإجازات القصيرة وحتى أوقات في الويك إند وأحس أن الأمر بدا يتطور وبديت أغار من ابنة عمي الأخرى لا أعلم هذا مرض نفسي أو وسوسة أو غيرة..
أتمنى الإجابة
28/8/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة
أهلا ومرحبا بك على الموقع وأعانك الله على معاناتك تغارين من فتاتين أحدهما تسكن معك والأخرى تأتيكم للزيارة، وأتوقع أن عمرهما يقاربا عمرك، وبالتالي فجميعكن تمررن بمرحلة المراهقة.
عزيزتي
عمرك كما أسلفت 17 عاما وهو ما يعرف في علم النفس بمرحلة المراهقة المتوسطة وهي مرحلة مهمة جدا في حياة الإنسان حيث يحاول أن يجيب على سؤالين مهمين يحددان حياته مستقبلا وهما من أنا؟ وماذا أريد أن أكون؟
من أنا؟ شكلا ومضمونا وهل أرضى عن شكلي وجسمي وتعليمي وثقافتي وتديني و....و... الخ
ماذا أريد في المستقبل وهو ما يرتبط بالتخطيط للمستقبل ويرتبط بالأنشطة التي تصلني لما أريد.
وبالتالي طبيعي أن يكون هناك غيرة محفزة بين المراهقين، غيرة تجعل المراهق يكتسب من الآخر صفات إيجابية ويتخلص من سمات سلبية في شخصيته.
لكن يبدو من تساؤلك وتجنبك لقاء قرينتيك أنها ليست كما أسلفت بل هي غيرة أقرب إلى المرضية فأنت تتجنبينهما وتتوترين في وجودهما وهذا يعكس فقدان للثقة في نفسك ربما لأنك تقارنين حياتك بحياتهما أو أن هناك من يفعل هذا بينكما
والثقة بالنفس هي الشعور الذي ينتاب الشخص عند مقابلته مواقف أو أشخاص ويكون محتوى هذا الشعور "أنا لست أقل من هذا الموقف" أنا لست أقل منك، أو أقل منكم"
فالثقة في النفس ليست شيئا نمارسه– بل هي ثمرة يجنيها الشخص نتيجة بذور قد غرسها ورعاها الشخص– أي أنها كمثل الشجرة التي تبدأ بذرة ويرعاها صاحبها حتى أصبحت شجرة صغيرة ثم أخذت تنمو حتى ترعرعت وأصبحت شجرة كبيرة..
المقومات الجسيمة
ونقصد بها أن طاقة الجسم على آداء الأعمال وعلى الحياة بصورتها المختلفة تكون تسمح بهذا– وكثيرا ما نلاحظ أنه أثناء الأمراض نجد أن بعض الأشخاص يبدؤن في الشعور باليأس ويفقدون الثقة في أنفسهم بما يؤدي إلى زيادة المرض....... وأشخاص آخرون يقاومون الأمراض بثقة شديدة في الله وفي أنفسهم مما يؤدي إلى التغلب على المرض ولذا فالطاقة الحيوية الموجودة في الإنسان مهمة على اختلافها النفسي والجسماني .
المقومات العقلية
فإن المقومات هامة للثقة بالنفس ونقصد بها:
أ – الذكاء وهو القدرة العامة لدى الشخص على اكتساب الخبرات والتي تعتمد على إدراك العلاقات بين العلاقات.
ب – الذاكرة وهي قدرة الشخص على تذكر ما قد خزنه في عقله واستدعائه عند الحاجة . والشخص الواثق في نفسه هو الشخص الذي يستطيع أن يحسن استخدام ذاكرته .
المقومات الوجدانية وأهمها .
- الاتزان الوجداني والانفعالي .
- الخلو من المخاوف المرضية
- التفاؤل
- التقدير الذاتي الصحيح
- التواضع .
المقومات الاجتماعية
ونقصد بها أن الوضع الاجتماعي يحدد مدى ثقة الشخص بنفسه ذلك لأن الكيان الاجتماعى لأي شخص يحدد بالتالي كيانه النفسي وفكرته عن نفسه .
المقومات الاقتصادية
ونقصد بها الصلة بين دخل الفرد وثقته في نفسه .
العقبات النفيسة التي تعترض الحياة النفسية ويتأتى عنها ضعف الثقة في النفس :
1. خبرات الطفولة المنسبة .
2. الاضطرابات الانفعالية .
3. الافتقار إلى إشباع بعض الحاجات الأساسية للمرء حاجات جسمانية أو عقلية أو ثقافية أو عاطفية .
4. الصدمات العاطفية
5. الإصابة بالوساوس والأفكار الثانية .
6. الشعور بالذنب واحتقار الذات .
ونأتي للسؤال المهم وهو كيف تنمين ثقتك بنفسك؟
قواعد اكتساب الثقة:
- نمي الصفات الإيجابية التي تؤهلك للنجاح.
- كوني معتدلة في أهدافك، وأن تكون في إطار قدراتك وإمكاناتك.
- إحترمي الآخرين واهتمي بهم وقدريهم، لأن الناس تتعامل جيدا مع الأشخاص الذين يعطوهم الاهتمام والتقدير.
- إعتني بمظهرك.
- تخيري الأصدقاء الذين يثقون بك.
كيف تؤكدين ذاتك؟
1. القدوة:
وهناك نوعان منها واقعية ومتخيلة، الواقعية يلاحظ الفرد بموجبها أشخاص في حياته اليومية، أو يسمع، أو يشاهد، شريط فيديو مسجلا عليه السلوك المؤكد لأحد النماذج.
أما القدوة المتخيلة، فيها يتخيل الفرد شخصا آخر يسلك على نحو مؤكد في موقف معين يصعب عليه أن يؤكد ذاته فيه.
2. تمثيل الدور:
المنطق الكامن خلف هذا الأسلوب يتمثل في أن قيام الفرد بتمثيل الدور الذي يصعب القيام به في الواقع الفعلي، قد يجعله أكثر ألفة به، ومن ثم اعتيادا عليه، وأقل تهيبا من آدائه فيما بعد في مواقف طبيعية، وأكثر وعيا بأوجه الصعوبة التي يخبرها فيها، ومن ثم يعمل على تجنبها فضلا عن أنه يمكنه من إجراء بيان عملي"بروفة" على السلوك قبل تنفيذه.
3. قلب الأدوار:
في حالات عديدة لن نستطيع فهم الآخرين إلا إذا غيرنا موضعنا في الموقف، كالمرآة، بحيث يضع نفسه مكانهم، وليس ببعيد علينا شعيرة الصوم في شهر رمضان، فالله جلت قدرته يطلب منا فيه تقليد دور الفقير لكي نشعر بمعاناته، ومن ثم نصبح أكثر سخاء معه، وهكذا التوكيد.
4. إيقاف التفكير:
الفرد يستطيع التحكم في مجرى تفكيره إراديا، وتحويله إلى مسار آخر فحين تطوف بعقله أفكار، ومعتقدات، معوقة للتوكيد يمكنه استبعادها وإحلال أخرى ميسرة بدلا منها، ويكمن اتباع التمرين التالي:
- أغلقي عينيك وفكري في المعتقد المعوق للتوكيد.
- عندما تستحضرين المعتقد في ذهنك قولي كلمة "قف" بصوت مرتفع، وارفعي يديك لأعلى، وهو ما يساعدك على تغيير تفكيرك في الموضوع.
- استحضري فكرة بديلة للاسترخاء كالجلوس على شاطئ البحر جيدا.
- كرري ذلك وقولي لنفسك توقف في همس دون رفع يديك.
- استخدمي الخطوة الثانية والثالثة في حياتك اليومية، كرريهما كثيرا حتى تتمكني من هذه العادة، وذلك في حدود (50) مرة حتى يسهل عليك بعد ذلك القيام بتلك العملية في أية لحظة تتصاعد فيها تلك الأفكار في حياتك اليومية.
5. إذابة الثلج:
من المعروف أن الخطوة الأولى في بداية أي عمل هي الخطوة الأصعب وفي العلاقات الشخصية فإن بدء العلاقة أكثر صعوبة من استمرارها، ومن ثم فإنه ليس من اليسير على العديد من الناس بدء الكلمة الأولى في الحديث مع الغرباء، سواء في مقابلة عمل، أو رحلة قطار، أو طابور انتظار. يجب أن تعرف الفرق بين السؤال المغلق الذي لا يشجع على الاستمرار حيث ينتهي عادة بإجابة مقتضبة مثل: هل تحب القراءة؟ هل تمارس رياضة العدو؟ وبين السؤال المفتوح الذي يثير شهية الفرد على الكلام، ولا يمكن الإجابة عنه إجابة قصيرة مثل: ماذا تحب من الهوايات؟ ماذا تقرأ؟.
وفقك الله وتابعينا