استفسار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أود سؤالكم عن موضوع يقلقني كثيرا هو الشذوذ الجنسي
في الواقع أتاني الإحساس في الماضي أني شاذة جنسيا بسبب الوسواس القهري الذي عانيت منه في تلك الفترة..... فلقد رأيت حصة تكلم عن الشذوذ فأصبت بوسواس شديد هل أنا مثل أولئك الناس أم لا وأصبحت أتخيل وأحس بأشياء كثيرة تدل على الشذوذ لكني شفيت بعدها من الوسواس ونسيت الفكرة
المهم الآن أدمنت للأسف على المواقع الإباحية بعد أن أدخلنا الإنترنت في منزلنا خصوصا عند بقائي لوحدي في البيت..... فوجدت نفسي أنجذب إلى أجساد النساء أكثر وأحب رؤيتهم بدون ملابس
فلم أبالِ بالفكرة واستمريت في الدخول إلى هذه المواقع وأصبحت أرى الفتيات العاريات وأستمتع بذلك، مع أنني مخطوبة وأحب خطيبي وأشعر بالانجذاب الجنسي نحوه كوننا معقود عقدنا الشرعي أي أننا نمارس ما هو مسموح حسب التقاليد والعرف من مداعبات جنسية لأنه يعتبر زوجي.
المهم وجدت نفسي أغرق أكثر فأكثر في المواقع الإباحية رغم أنني أتوب دائما وأعاود الدخول
فسألت نفسي ذات يوم هل أنجذب إلى جسد النساء فقط أم أرغب بلمسه مثلا فوجدت الإجابة نعم وشعرت برغبة في اللمس.... أي أنه حدث معي تطور إلى الرغبة في اللمس
أنا الآن لا أعرف إن كنت مريضة أم لا ولا أتقبل كوني مريضة فأنا زفافي بعد شهر!
هل يشفى مرض الشذوذ إن كنت مريضة لأني قرأت في أحد المواقع شخصا كتب (لم أعرف أحدا شفي من مرض الشذوذ) هل هذا صحيح؟
31/5/2012
رد المستشار
الابنة أو الأخت الفاضلة "Sararora" التي لم تعطنا معلومات عن سنها، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ..... بداية أقول لك أن معاناة مرضى الوسواس القهري من وسواس الشذوذ الجنسي هي أحد أهم الأشكال الشائعة للوسواس القهري...... الوسواس القهري لعلك تعرفين بعد معاناتك التي تصفينها وكأنها انتهت -غير منتبهة إلى الطبيعة الوسواسية لفكرة "أنا شاذة"- الوسواس القهري يا عزيزتي لا يكشف لنا حقائق عن أنفسنا بقدر ما يفعل العكس بمعنى أنه يخدعنا...... أليس كذلك؟
والمشكلة حقيقة ليست في ما حدث حين رأيت حصة التكلم عن الشذوذ ولا في الفكرة السؤال التي نتجت عنها بداية : (هل أنا مثل أولئك الناس أم لا؟) إنما المشكلة كانت في طريقة تعاملك مع الفكرة...... ففي البداية أصبت بوسواس شديد لأن خوفك وشكك كان أشد ورغم أن الإجابة كانت متاحة وواضحة إلا أنك رحت تتخيلين وتتصورين أشياء كثيرة تدل على الشذوذ! .... ثم تقولين (لكني شفيت بعدها من الوسواس –وهذا أشك فيه كثيرا- ونسيت الفكرة) والحقيقة أنك إما انشغلت بوسواس جديد أو رجعت إلى حياتك الطبيعية مع الوساوس النائمة وهي وساوس بسيطة في حياة كل موسوس يعتبرها بسيطة وعادية ويتعامل معها باحتياطات أمان أو بفعل قهري خفيف -على الماشي- وهي بالتالي تحيا معك ولا تسبب لك كثيرا من القلق وتعتبرينها أنت ومعظم الناس آمنة أو لا ضرر كبير منها والحقيقة أنها غير ذلك فهي بمثابة الإعلان المعرفي السلوكي عن نفسك: أنا ممكن أوسوس أو هكذا أشبهها أنا فيما أسميه نموذج الاستعداد للوسوسة Obsession Compulsion Diathesis Model ، ويقصد به أن سلوكيات من هذا النوع يعيش معها المريض بالوسواس القهري دون أن تظهر حتى في صورته الإكلينيكية المفصلة أو ربما لا يعرف أصلا أنها وسوسة...... وأن بقاء هذه السلوكيات هو أهم معوقات النجاح، وكذلك هي من أهم معوقات منع الانتكاس حتى بعد العلاج المعرفي السلوكي الناجح.
المهم أنك بعد الوقوع في فخ المواقع الإباحية -وهي بالأصل مفجر لعملية الوسوسة عند كثيرين- عاودتك الوسوسة وأهملتها كما تقولين...... ثم استمريت كما تقولين تستمتعين بأجساد النساء العارية (وكأن الإناث الطبيعيات لا يستمتعن بذلك)..... ثم اكتملت حلقات الوسوسة بأن سألت نفسك : (هل أنجذب إلى جسد النساء فقط أم أرغب بلمسه مثلا؟) ثم وجدت أن الإجابة (نعم وشعرت برغبة في اللمس).... مرة أخرى وكأن الطبيعي هو ألا نشعر برغبة في لمس ما نستمتع برؤيته !
ثم أن الأمر لديك –كعادة الموسوسين- أصبح معناه تفاقما للمشكلة إذ تطور اعتيادك الاستمتاع بأجساد العاريات على النت إلى رغبة في اللمس! ...... لم تذكري أكثر من ذلك عن التطورات التي ترعبك...... ولكنني أستطيع أن أقول أنك الآن أصبحت تتحاشين احتضان وربما حتى لمس أمك أو أختك أو صديقاتك أو كلهن ! ذلك أن الخطوة التالية في المعتاد هي أنك بعد لمسة عادية أو حضن عادي بينك وبين أنثى ستتسائلين هل أنا أثار من لمس جسد الأنثى وللأسف ستكون الإجابة نعم! والاستجابة منك بعدها ستكون التجنب أو التحاشي للإناث!
لعلك ستجدين في رد قديم لنا هنا إجابات لكثير من الأسئلة التي تدور في رأسك وهذا الرد هو :
جذبتني أجساد النساء هل أنا شاذة ؟.
كذلك يفيدك أن تقرئي :
وسواس الشذوذ الجنسي: هل أنا شاذة؟ مشاركة
مراهقة تتساءل هل أنا شاذة؟ متابعة2
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
كما تجدين الرد على أسطورة أن الشذوذ الجنسي مرض لا يعالج (رغم أن حالتك ليست شذوذا لا من قريب ولا من بعيد) في كثير من المواد على مجانين ومنها
الخروج من سجن المثلية: د. وائل يتعب نفسيا(متابعة
يا عزيزي... كلنا مجانين !!!!
برنامج علاجي لحالات الشذوذ.. مشاركة
مرضك هو اضطراب الوسواس القهري –في حالة نشطة- ولا علاقة لك بالشذوذ بل أنت صاحبة علاقة ناجحة مع زوجك هداك الله..... أنصحك بأن تخبريه بمشكلة إصابتك بالوسواس القهري وحاجتك الملحة للعلاج المعرفي السلوكي..... الذي يمكن أن تخططا للحصول عليه بعد البناء إن شاء الله وتابعينا.