أنا واجترار الآلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كيف أتخلص من التراكمات السلبية؟
كتبت لكم كثيرا،
الثقة بالنفس تكتسب لا تورث
أنت على مفترق طرق!! متابعة
أنت على مفترق طرق!! متابعة1
أنت على مفترق طرق متابعة2
تصحيح البوصلة على مفترق
تصحيح البوصلة على مفترق م
اضطراب الهوية ومفترق الطرق مشاركة
الإحباط كرة ثلج لا تتركها تتدحرج!
الرمضاء والنار: عفاريت الفتنة والحيرة
ولكن ما زلت مصرا على أن هناك حلقة ناقصة يجب إكمالها للتحسين من الوضع الذي أغرق فيه. هذه الحلقة الناقصة هي تراكمات الأحداث السلبية من دون التعبير عنها مما أدى إلى احتقان نفسي لا أستطيع الفكاك منه حتى الآن.
كانت عندي صفة مميزة وهي البحث عن شيء "أشغل" نفسي به، للحد من تأثير البيئة السلبية علي، وقد نجحت في هذا إلى حد كبير، ولكني أغفلت نقطة مهمة وهي عدم تفريغ المشاعر السلبية لتتراكم وتتراكم، ثم تتحول إلى حقل ألغام انفجر مرة واحدة منذ حوالي سنتين، وحتى الآن غير قادر على النهوض من جديد. لم يكن هناك فراغ في الوقت، فقد كانت هناك العديد من الأشياء لأفعلها، ولكني تنصلت من مسئولياتي وقلت لنفسي أن هذا الوقت المناسب لتحليل شخصيتي والغوص في أعماق نفسي، وهنا بدأت الأزمة فقد استعدت كل الأحداث الأليمة حتى وصلت لدرجة كأني أعيشها فعلا. فقد برعت في اجترار الآلام، ربما تسألونني ما هذه الحماقة التي ترتكبها؟! فأجيبكم أني تعودت على أن أحول الألم إلى طاقة، وعندما ذهب الألم عدت إلى اجتراره اجترارا للحصول على الطاقة مجددا، ولكني الذي حدث كان خارجا عن نطاق توقعاتي، فقد وضعت أمام نفسي جدار فولاذي من الإحباط منعني من التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، واتجهت إلى عزل نفسي عن الناس... غياب الثقة في كل الناس هو الذي ساهم في إطالة مدة الأزمة.
وسأوضح لكم كيف حدث هذا: بسبب غياب مصدر للأمان فقد كان عندي رهاب وخوف شديد من أن يعتدي علي أحد. هذا الخوف الشديد جعلني أبدو كمن يلبس قميصا مكتوب عليه اضربني!!! نعم فقد أغريت الآخرين بالتسلط علي بسبب سكوتي وإذعاني، وفي البيئة غير الصحية التي أحياها، تجد أن الغالب يقع ضمن صنفين إما متسلط (بكسر اللام) وإما متسلط (بفتح اللام) عليه. لذلك فقدت الثقة في المتسلطين لأنهم لا يرحمون، وفي الضعفاء لأنهم لا يقدرون. والأقلية التي بقيت خارج هذا التصنيف مهتمة بنفسها وبالنسبة لها: فخار يكسر بعضه.. (إلا من رحم ربي).
أشبه نفسي بالطفل الذي يبحث عن الأمان، ولم يجده حتى الآن، بحثت عنه في كل مكان، ولم أجده. ربما لأني أبحث عن شيء شبه مستحيل، فأبحث عن قوي وأمين وصدوق وخلوق و.... وهذه الصفات نادرا ما تجتمع بإنسان واحد، لذلك رفضت الانخراط في المجتمع لألا يلوثني بفساده. وضعي يشبه الغريق الذي يغرق في الهواء وهو يتوهم أنه في قاع البحار!! وهو يفعل هذا، لأنه كان في القاع مرة ونجح في الخروج منه، والآن يتندم لأنه لم يجد ما يتوقعه في الخارج، فيريد أن يغرق نفسه من جديد!! عندي رغبة لتدمير كل إنجازاتي ولا أجد مقاومة تردعني عن ذلك. للأمانة الكل يحاول مساعدتي سواء من أهل أو أقارب، وأحاول أن أبحث عن مختصين لمساعدتي وذهبت حوالي 5 جلسات لأخصائي (ليس طبيب) نفسي ولكنه لم يساعدني كما كنت أتوقع.
لا أريد تصوير نفسي كملاك، فعندي أخطائي التي ذكرت بعضها في الاستشارات السابقة، وأضيف إليها أن عندي جحود بنعم الله، فمع كل النعم التي أمدها الله علي أتصور أني معدوم ولا أملك شيء وأتصور كذلك أن الآخرين يملكون كل شيء، وربما هذا يعود إلى نشأتي وفقري، فالفقر ينشئ عقدة النقص وعدم الرضا. كذلك عندي اختلال عجيب في الزمن، فأحول الحاضر إلى غرق في الماضي، وإذا استمررت على هذه الحال فإني سوف أجعل كل حياتي متمحورة حول أيام في الماضي، لذلك أطلب مساندتكم في تصحيح هذا، لأني أعجز عن الإحساس بالحاضر والاستفادة منه. نقطة مهمة هي أني أجعل محور الحياة تدور حول نفسي، وأتقوقع بداخلي، وأميل إلى تكذيب غيري إن كان مخالفا لما أقتنع به. وهذا ربما بسبب أن "الخارج" لم يصدقني في الصغر فقابلته بنفس الشيء في الكبر.
أمضي وقتي في التأمل بحياتي وتدوين مشاعري، ولكني أكرر نفسي فلا يوجد أي جديد، وأعيد نفس الجمل عشرات المرات، وأرفض خوض أي تجربة جديدة. أبرر وضعي، بأن هناك مستضعفين في الأرض وفقراء ويجب أن أتعاطف معهم، لدرجة أني أصبح واحدا منهم!!!! هذا شيء من الفضفضة، وأريدكم أن تساعدوني في الانتقال من هذا التفكير الطفولي إلى تفكير أكثر نضوجا يتلائم مع شاب في سني!! وبارك الله فيكم
13/09/2012
وبعد أسبوعين أرسل يقول:
طوفان الأسئلة الذي لا ينتهي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، غفلت عن ذكر بعض الأشياء المهمة في استشارة الأسبوع الماضي، لذلك كتبت هذه الرسالة، وأعتذر مسبقا عن كمية الاستشارات التي أرسلها لحضرتكم، والتي أتصور أنها حطمت الأرقام القياسية! الجرح النفسي الذي ما زال ينزف، هو أني لا أعتبر نفسي إنسان!! قد تستغربون وقد تضحكون، وقد تقولون ما هذه التفاهات والحماقات التي ترسلها إلينا، ومعكم كل الحق في ذلك، لكن على رسلكم، فقد أغفلت ذكر أن المجتمع يتعامل مع طبقة الفقراء بازدراء وإهمال وتهميش مما يجعل الفقراء يشعرون أنهم لا ينتمون إلى البشر!
أعلم أني بالغ وعاقل ويجب أن أتحمل مسؤولية نفسي، ولذلك أكتب إليكم وأكتب بشغف، مع محاولات حثيثة للنهوض بنفسي.بالرغم أني في كل مرة أعقد العزم أنها آخر استشارة اكتبها لحضرتكم، إلا أن نفسي الشغوفة الجائعة للنصيحة الصادقة والمهنية تلح علي للإرسال إليكم عن الصعوبات التي أواجهها، وأتمنى أن لا يشكل هذا عبئا عليكم أو حرمان آخرين قد يكونون في حاجة أكثر مني لاستشارتكم. المهم، بعد عقود من التهميش والإهمال على يد المجتمع (وساهم في ذلك ميلي للعزلة والانسحابية)، أجد في نفسي نقمة على هذا المجتمع، وللأسف فإني أنتقم من نفسي، إذ أنني لا اهتم بدراستي مطلقا وكلما اقتربت من إنهاء تعليمي أجد نفسي تتمرد أكثر وأكثر، وأفتقد الهمة والعزيمة للمقاومة.
ليس هذا فحسب، إنما صرت أنا من أهمش وأهمل نفسي، تماما كما يحدث في ترويض البهائم (أجلكم الله) والتجارب التي يجريها علماء النفس.... أخاف من المستقبل، وأرتعد لفكرة أني سأنتقل من الفقر إلى الغنى بعد العمل في مجالي (بعد إنهاء الدراسة)، إذ أنني أخشى أن أظلم أهلي لفقرهم، وهم الذين دعموني وساعدوني حتى أصل إلى هذه المرحلة (بالرغم من قسوتهم وجهلهم إلا أنهم طيبون ومضحون من أجل أبنائهم)، إذ أن نفسي الأمارة بالسوء تحدثني أنهم متخلفون وأنا متحضر (أستغفر الله)، لذلك يجب أن أبتعد عنهم!!
كذلك أعتبر نفسي ضعيفا، ولا أستطيع توكيد ذاتي مع محاولاتي المستمرة لذلك، فلا أستطيع الدفاع عن نفسي، أو رد الظلم عني، لذلك أكون عرضة للاستغلال والظلم من المتسلطين وهم كثر والحمد لله، وهذا ما يدفع نفسي إلى التمرد على الدراسة، والبقاء على حالة: "محلك در"، خوفا من أن يستغلوني في العمل مستقبلا (وبهذا أدمر انجازات الماضي الدراسية وأدمر كذلك حاضري ومستقبلي).
لا أقول أني ملاك، وكما ذكرت من قبل، أني جاحد لنعم الله علي، ونفسي لا يعجبها العجب ولا الصيام برجب، كما يقول المثل، وأخشى أن أفقد نعم الله علي أن استمررت على هذا الحال. مع أني أحاول دائما الشكر والحمد لله، الا أني أجد في نفسي تمردا، وتقول لي لماذا تعرضت للظلم والإهانة من دون ذنب، وأجدها ساخطة على قدر الله (أستغفر الله العظيم).
فكيف أغير ما في نفسي، مع تذكيري لها بأن كل النعم من الله، وأني بدونه لا أسوى شيئا، إلا أن في قلبي مرض اعجز عن تحديده، لا يعجبه هذا الكلام!!!. كثرة الشكوى والتذمر والسخط أماتتني، وأريد دواءً عاجلا لها.
نفسي تائهة بين الحضارة الغربية التي أدرس بها، وبين الحضارة العربية والإسلامية التي ترعرعت في أحضانها، فأنا على خط المواجهة بين الحضارتين أتأرجح بينهما وأخشى على مصيري، فلا أريد نعتي بالتخلف أو الكفر (لا سمح الله) أن اخترت أيا منهما. فهذين عالمين مختلفين ومتناقضين في كثير من الأحيان، وهذا ما يفسر التشتت والضياع الذي ترونه أمامكم من خلال كلامي.
وأرجو لمن عاش في الغرب ورجع لبلاده واستفاد من تجربته أن يشاركنا بها لنستفيد جميعا. وأيضا نحن بين مطرقة كره العرب لنا وتخويننا، وبين سندان عنصرية واستعلاء اليهود علينا، وسامح الله الأشقاء العرب، سلمونا في اتفاقيات، ثم يلوموننا على أخطاء لم نرتكبها!! لذلك نعيش في حالة إحباط وقلق من المستقبل، إذ أن أيا من الطرفين لا ينصفنا. باختصار، كرهت العرب لكرههم لنا، وكرهت الغرب لاستعلائهم علينا، لأجد نفسي في النهاية أكره جميع العالم!!! فما العمل أيها السادة؟؟؟
هذه جزء من فضفضة، من الجحيم الذي أضع نفسي به، وأرفض أن أخرج منه حتى تحل هذه الإشكاليات، مع تيقني بأنها لن تحل قبل عقود إن لم يكن قرون.
وبارك الله فيكم
27/9/2012
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحب الأطفال واعتماديتهم المادية والنفسية علينا ولكنا طوال الوقت ننتظر اللحظة التي يصبحون فيها قادرين على الاستقلال والاعتماد على النفس ليس لأن حبنا لهم يتراجع ولكن لأن قدرتنا على التحمل تقل.
حالتك بني معروفة وشهيرة وهي تسول الاهتمام والانتباه وعندما لا تجد في ظروف حياتك ما تستحق عليه التعاطف تعود لتبحث عن انكسارات الماضي. بني تقدير الناس وتعاطفهم شيء لطيف ومفرح إلا أنه ينفذ فكلٌ لديه ما يشغله وقدرات المتعاطفين موزعة بين العديد من المهام والأشخاص وهذا لا يعيبهم. لا تجعل حياتك متوقفة على الآخرين بل اعتمد على نفسك بوضع أهداف لحياتك متعددة ومتنوعة بعيدة وقريبة وانشغل بتحقيقها واجعل فوزك أو فشلك فيها هو محور تفكيرك واهتمامك.
ليس الألم كما تعتقد هو مصدر الطاقة بل حب الذات أيضا يمثل مصدرا هاما للدافعية والإنجاز فلا تفكر بالماضي ولا بنفسك الآن بل أنظر أين تريد أن تكون بعد عشرة أعوام وبعد عشرين ولا تظن أن الأيام ستنتظرك بل ستمضي بك أو بدونك فعش أيامك وتفاعل معها لتحقق أهدافك.
في كل مرة تجد أفكارك تسحبك نحو الشفقة على الذات واجترار الألم وجه لها أمرا مباشرا بالتوقف وفكر بعواقب هذا الغرق مقارنة بالعمل والتوجه نحو المستقبل.ذكر نفسك دائما بأن الناس يحبون الأقوياء والناجحين والساعين في الحياة أضعاف ما يتعاطفون مع المنكسرين والمنزوين عن الحياة فإن كنت تريد المزيد من الاهتمام والانتباه فعليك بالعمل والنجاح.
التعليق: كلامك دكتورة في صميم القلب
بس والله الناس في هاد الزمن أصبحت كما قال الأخ الكريم نفوس مريضة أذهب وأذهب ولا أرى سوى قلة من هم سويين للأسف