مشكلة مستعجلة
السادة الأفاضل/ القائمون على إدارة الموقع، السلام عليكم ورحمة الله بركاته؛
أطرح على سيادتكم مشكلتي التي أرجو من الله أن تعينوني على حلها من خلال إرشاداتكم لنا، ابنتي في سنة 3 ابتدائي وقد ربيناها من صغرها على معرفة الحلال والحرام والتفاعل مع قضايا المسلمين مثل قضية فلسطين وكانت وهي في أولى ابتدائي تجمع من زميلاتها تبرعات لفلسطين وكانت ترفض شراء أي سلعة أمريكية مناصرة لشعب فلسطين وكانت والدتها وهي طبيبة تصطحبها إلى المسجد معها منذ صغرها.
إلا أننا فوجئنا مؤخراً عن طريق إحدى زميلاتها في المدرسة أنها تشتري الشيبسي وخلافه من الحلويات التي لا زالت ترفض أن نشتريها لها نحن لأنها سلع أمريكية وهذه ليست المشكلة الوحيدة ولكن المشكلة الأكبر التي نريد لها حلا أيضا فوجئنا أنها تأخذ أموالا من المنزل دون علمنا على الأقل 5 جنيهات في المرة للصرف منها في المدرسة وعندما اكتشفت والدتها هذا واجهتها لكنها في البداية أنكرت بمعرفة وجود هذه الأموال في حقيبتها.
ولما تكرر الموقف وقامت والدتها بتهديدها أنها ستبلغني بالأمر وستذهب للمدرسة لتبلغ أصحابها ومدرسيها وتحت هذا التهديد اعترفت لوالدتها أنها أخذتها وهذه أول مرة -مع علمنا أن هذه ليست أول مرة-
وعن الأسباب وراء ذلك قالت لوالدتها أن أصحابها يأتون بأشياء للمدرسة ويوزعونها على أصحابهم وأن أحد زميلاتها والده عنده محل حلويات وتأتي كل يوم بعلبة حلويات توزعها عليهم فهي أخذت هذه الأموال كل تشتري وتعطي أصحابها وهذا كان مبررها فقامت والدتها بشراء حلويات أكثر من مرة وأعطت لها لتوزع على أصحابها.
–ذلك وللعلم أننا لم نحرمهم من شيء ولكن في حدود المعقول فنحن والحمد لله مستوانا إلى حد معقول مادياً.
–إلا أن الأمر تكرر ثانياً ولا ندري كيف نتصرف معها هل أقوم بالتدخل أم ماذا أفعل.
-أرجو سرعة الرد لأننا في حالة نفسية صعبة جداً.
13/2/2004
رد المستشار
سيدي والد الطفلة المسكينة أشكرك على عرض مشكلتك بموقعنا مجانين وأعتذر على التأخير في الرد وذلك لأسباب متعددة منها ظروف خاصة بي شخصيا وثانيها أني أجد جهدا في الرد عليك ولولا إلحاح أخي الفاضل أ.د. وائل أبو هندي لكنت تأخرت في الرد، ذلك لأنك ظللت تعامل هذه الطفلة المسكينة مدة تسع سنوات وكأنها مسئولة عن الكون وعندما تمردت فإذا بك تتعجلنا في الرد وكأنك غير مسئول عن ما حدث لهذه البريئة.
فتقول "أرجو سرعة الرد لأننا في حالة نفسية صعبة جداً". وهذا ما حيرني بصفة شخصية فكيف لك أن تغامر في أسلوب تربيتك لطفل ولم يكن لديك أدوات تساعدك على التربية ومنها فهم سلوك الطفل ومشاعره ومراحل نموه ثم يظهر عليه آثار عدوانك "أقصد تربيتك" ولم تتحرك وعندما بدأت تنزعج من مد يدها الأموال وشرائها "الكاندي" لزميلاتها في المدرسة.
أرجو أن لا تنزعج من عدم تحفظي في مقدمتي في الرد عليك فأنا استثار عاطفيا عندما يساء التعامل مع طفل سواء بقصد (وهذا ما لا أظنه فيك) أو بحسن قصد (وهذا ما أظنه قد حدث) ولكن الحذر…… الحذر. فإن أكبادنا هم مسؤولياتنا (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيرا)، صدق الله العظيم (الاسراء:31)، ومن الحب ما قتل.
وبعد فان ما تعانيه ابنتك يسمى في الطب النفسي "باضطراب التصرف (السلوك المنحرف) في الأطفال" أو "conduct disorder" وهو مرض كأي مرض له أسباب متعددة منها ما هو:
-1- بيولوجي "حيوي" -مثل العيب في التكوين الجيني بالخلايا العصبية مما تؤهل الطفل أو الحدث للاستعداد لحدوث المرض في حالة توفر ظروف ملائمة وإما اضطراب في كهربية المخ ويتضح أكثر بتخطيط المخ الكهربي…. وهكذا.
-2- نفسي كالإحساس بالحرمان -العاطفي والإحباط وسوء تقييم الذات واضطراب علاقة الأم بالطفل…. الخ.
-3- وبيئي مثل كثرة المشاكل بالأسرة -سواء بين الأب والأم أو بين الأبوان والطفل… الخ.
وهذا المرض له أشكال مختلفة فمنها السلوك غير العنيف (كالهروب من المدرسة أو الكذب) ومنها العنيف (كالاعتداء بالضرب على الغير وسرقة ممتلكاته) ومنها المواجه للمجتمع ومنها ما يتم في الخفاء….. وهكذا.
والمشكلة الرئيسية في مثل هذه الأمراض هي تحول المريض -في حالة عدم علاجه والاستمرار فيه- إلي اضطرابات كلها مـرٌّ!، فإما أن يتحول المريض إلى شخصية مضادة للمجتمع "سيكوباتية" أو أن يستمر إلى حد المرض العقلي أو الذهاني وأكثرها الفصام وما تمثله هذه الشخصيات من أضرار على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي.
وبالرغم من ذلك فان الأمل في الله كبير رغم صعوبة تناول هذه الإضطرابات… فرجائي الإسراع إلي أقرب طبيب نفسي ويفضل لو كان متخصصا في طب نفس الأطفال فهي محتاجة للتدخل من الناحية التشخيصية الجيدة مع علاج دوائي مناسب كما أن الأسرة في حاجة إلى علاج أسري لمساعدتكم ومساعدة الطفلة حتى يتم لها الشفاء بأمر الله. مع دعائي لها بأن يهديها الله ويطمئنكم….. والسلام عليكم.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، أولا نعتذر عن تأخرنا في الرد عليك ولعل الرد الذي نقدمه لك الآن من أخي الأكبر وزميلي الدكتور السيد صالح، وهو أحد المستشارين الكبار لصفحتنا استشارات مجانين، يدفعك إلى إحسان التصرف، وليست لدي من إضافة حول ما تفضل به مجيبك إلا إحالتك لما ظهر على مجانين من ردود أو مقالات تتعلق بالموضوع، فانقر العناوين التالية:
اضطراب السلوك (التصرف)
سرقةٌ وكذب وعدوانية : اضطراب التصرف
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.