لا أحب أي شيء من مجتمعي
بحس إن المجتمع ده متخلف وماعندهوش عاطفة وسيكوباتي، دي حقيقة فعلا وله أنا غلطان؟؟
بجد ده مجرد سؤال
* وفي رسالة منفصلة تحت عنوان العرب أشرار والمسلمون همجيون أرسل صاحب نفس السؤال يقول:
أعتذر مقدما وهذا ليس مرض ولكني مقتنع أن الإسلام خطر فهو فكر ضار بالعلم والتقدم الإسلام والمسلمون يعانون من جنون العظمة كل خطوة تتحركها فيها تقاليد وعادات نظام ممل يقتل الإبداع ويقيد الذات أنا منفعل نعم ولكني في غاية الهدوء لا أعرف هل هذه هي طبيعة الشرق أم أن الشرق خطر، فأنتم يا أطباء الطب النفسي بعضكم منافقون كيف تخلطون الدين بالعلم وتستشهدون بآيات قرآنيه ومن قال لك أن المريض يؤمن أساسا إلى متى هذا النفاق أو الغباء ماهو الهدف الأسمى للحياة إنه الآخرة وإذا كنت لا تؤمن تبقى خسرت دنيا وآخرة.
أنا أظن أن العرب يجب أن لا ينهضوا حتما وأدعي أن الغرب لو تركهم يستحق أن يقال عليه حماقة
وإذا كان أمامك خياران فإما أن تكون مع القطيع أو خارج الدنيا... ما رأيكم؟؟
21/09/2012
رد المستشار
أهلا وسلا بك.
أنت لا تحب أي شيء في مجتمعك هنا في مصر؟!!
وتشعر أن المجتمع هنا متخلف، وبلا عاطفة، وسيكوباتي؟!
وملاحظاتي على كلامك هذا هي تعليقات على الشكل، والمضمون:
من ناحية الشكل: لا يمكن وصف أي مجتمع إجمالا بأي وصف سلبي، أو إيجابي!! لأن هذا ينطوي على تعميم، والتعميم مضلل، وغير علمي، ولا موضوعي.
كما لا يمكن الحكم الموضوعي على شيء، ولا شخص، ولا مجتمع –هكذا في الفراغ– دون المقارنة بغيره، ولكي تكون المقارنة سليمة لابد أن يكون معيار الاختيار واحدا، فلا يصح المقارنة بين مجتمع عشت فيه لسنوات، مع مجتمع تقرأ عنه، أو تراه صورا على الشاشات، أو تحصل على معلوماتك عنه عبر وسائط وفلاتر لها تحيزاتها مع أو ضد!!!
ومن ناحية الموضوع أو المضمون فإن للتخلف معانٍ كثيرة، وكذلك العاطفية، أما السيكوباتية كما يعرفها علماء النفس فهي النزعة "ضد المجتمعية"، وأحسبك تستخدمها بالمعنى المتداول الدارج!!!
ليس كلامي هذا دفاعا عن المصريين، ولا عن مصر كمجتمع، ولكن الأحكام المرسلة المندفعة ربما تفش الغل، وتخفف من احتقان الهموم في الصدور، لكنها تبقى سطحية، ولا تحفز على الاهتمام بالرد عليها، إلا ممن يتحلى بنفس التسرع والاندفاع، وعدم التدقيق، ولا أحب أن أكون منهم!!
أما رسالتك التي تتناول فيها خطر الإسلام، وأنه فكر ضار بالعلم والتقدم، ثم تخلط بينه، وبين المسلمين في التمسك بالعادات والتقاليد، وقتل الإبداع، وتقييد الذات، وأن الاختيارات المتاحة هي إما الانضواء تحت لواء القطعان، أو أن تكون خارج الدنيا؟!!
كلامك يؤخذ منه، ويرد عليه، مثل أي كلام يقوله بشر والقصة طويلة لا تتسع لها هذه العجالة، ولكن أقول لك اختصارا أن الإسلام الذي أحيا به الله أمة الموتى في بدء انطلاقه، ما يزال قادرا على تحفيز المؤمن به، وتحرير عقله، وروحه، وطاقاته، ولكن العقول الضعيفة، والأوضاع المتردية، والمجتمعات التي تتعرض للقهر والاستبداد، وتعطيل الإنسانية، والطاقات.... هذه المجتمعات التي تشوه فيها النفوس على درجات وأنواع من المسخ تتناول الإسلام بشكل يجرده من أقوى نقاط قوته، وتنشر هذه المجتمعات نسخا وقراءات مشوهة لنفس الدين الذي أحيا أمة العرب من موات، وأشاع ذكرها بين الأمم، وظلت ذمة الحضارة بين المسلمين لقرون!!!
الإسلام –من حيث التطبيق– هو مثل أية فكرة، أو مبدأ، أو ديانة يمكن أن تكون ضمن منظومة ارتقاء ونهضة وإبداع وتحرر، ويمكن أن تكون حلقة في منظومة ظلامية، وجزءًا من منظومة قهر وتخلف واستعلاء بالباطل على بقية خلق الله!!
هكذا يقول تاريخ المسيحية بوضوح، وهكذا تاريخ الشيوعية، والإسلام رسالة عظيمة تمتلك من نواحي القوة، وإمكانيات التحفيز الكثير، ولكن التعاليم تتحول إلى تطبيقات ويحصل هذا على يد بشر يصيبون ويخطئون (وهذا معروف)، لكن أيضا فإن العقول الضعيفة، والهمم الخائرة، والأرواح المنكسرة تمسخ ما تقرأ من تعاليم، وتنتقي، وتمارس الحذف، والتشويه، والاستبعاد، لأن المسخ مثلما يمارس عليها... تمارسه هي فيما تقرأ، وتطبق، وتسلك... و"فاقد الشيء لا يعطيه"!!
لدينا أنواع من التخلف، وقتل الإبداع، وعبادة التقاليد والعادات، في حين أن الإسلام في الأصل رسالة تحرير، وتحطيم لكل القيود التي تعيق الحية الإنسانية، والفطرة السوية، وهذا كلام عام ومجمل، والتفاصيل مهمة، ولا يتسع لها المقام!!! ولا يحتكر العرب ولا المسلمون أنواع التخلف، ولو تأملنا في تعميق وتوسيع المفهوم سنعرف أن للآخرين جوانب تخلفهم، ولكن تقدمهم المادي يغمض العيون عنها، والمعايشة تكسر أصنام الأوهام عن الذات، وعن الآخرين.
أوصيك بالتعرف أكثر على تاريخ حضارة العرب والمسلمين وثراء واقعهم، لأن المسلمين خبرة ممتدة في الزمان والمكان، وهو الدين الأكثر انتشارا في عالم اليوم، ويدخله الأحمر والأصفر، والأسود والأبيض، وبداهة فإن هؤلاء ليسوا جميعا حمقى، ولا متخلفين!! وفي هذا مواد كثيرة يمكن أن تطلع عليها، كما أوصيك بالتعرف على مشكلات الحضارة الحديثة التي ورثت عصور الازدهار الإسلامي، لكنها حين أمسكت بالدفة أفسدت في الأرض، وهي حين منحت الإنسان بعضا من حقوقه، وحررته من قهر السلاطين والكهنة، عادت فجعلته عبدا لآلهة أخرى ربما تكون أشد وأنكى، فالإنسان المعاصر صار عبدا للمادة واستهلاك السلع، وعبدا للدعاية والإعلان والإعلام يتلاعب بعقله وقراراته، وعبدا لرغباته وشهواته حين تنطلق دون مراعاة لوجود الآخرين، وحقوقهم.... صار عبدا للقوة، وللثروة، وللسلطة يستخدمها في قهر الآخرين: الأفقر والأضعف، ويستخدمها في تدمير البيئة، وإفساد الأرض على أجيال المستقبل والحديث في هذا، وذاك يطول.
واقرأ أيضًا:
من الآخر أريد أن أكون الآخر مشاركة
من الآخر أريد أن أكونَ الآخر مشاركات
ويتبع >>>>>>: شيميل، عقابا للأثنى المصرية : الاستذهان والإثارة من الدبر
التعليق: أولا أسلوب حضرتك جميل وممتع وأنا أحترم الدين وأفهم دوره العظيم في ضبط السلوك البشري
ولكن هناك خللا في هذا المجتمع وأرجو ألا تحدثني عن الماضي فالإسلام جزء من التاريخ هو قانون لضبط السلوك يجب أن نفهم طبيعتنا الثقافيه لماذا الشرق تحديدا هو مصدر الأديان هل هي جينات؟؟
أنا لست سيكوباتيا فقط أقول الحقيقة
إذا كان هدفنا كلنا هو نصرة النبي ولا يستطيع أحد أن يعترض على ذلك فهو رمز ديني مقدس بينما عندما نشاهد الذبح والقتل في سوريا مثلا لا نتحرك وعندما نشاهد التخلف التربوي يكون الأمر سهلا وأطفال الشوراع والحوادث والفقر والجهل وجعل من الدين أمرا من اللامبالاة يعني نصيبه قدره أخذ الشر وراح
أوك أتفق أن الدين ضرورة لمحدودى القدرات العقلية وحتى للأذكياء إذا توافق معهم وأتفق أن الدين ينمي الإنسان في الصغر عندما يكتشف أن توم وجيري ليسوا شخصيات كرتونية وحدهم ولكن السؤال أين المنطق في تطبيق التعاليم الدينية فبدلا من أن نقول عليكم بالزواج والمحبة وإن لم تستطيعوا فتعاونوا, نقول من استطاع الباءة منكم فليتزوج وقد قيل أنه يفرق الرجل عن زوجته وهذه حقيقة
اعذرني فأنا ربما أغبى من الحمار ولكني إتسان