عرّفوني على الرهاب أكثر -من فضلكم-
والله لا أدري إن كان هذا هو المكان المناسب لإرسال الرسالة أم لا لأنها لا تتعلق برهاب الدم الوارد في استفسار الأخ ولكن كلي أمل أن يتسع صدر
د.وائل أبو هندي وباقي الطاقم المبارك لي.
في الحقيقة قرأت ما كتبه الأخ في هذه المشكلة عن معاناته مع رهاب الدم لست جبان .......ولكن : رهاب الدم وتعاطفت معه كثيرا ومع جميع أطفال المسلمين في كل مكان وقلت أورد لكم قصتي التي استمرت معي ولا زالت منذ 6سنوات والحمد لله لعلكم أن تفيدوا بعض مرضى الرهاب بشي عن هذا المرض ولماذا ينتقي أشخاصا معينين ليصيبهم-لا أعترض على قضاء الله ولكن أتساءل عن التركيب البنيوي وسيكولوجية الشخص ودورهما في الإصابة بالإضافة للوراثة-
سلمك الله بدأت معي هذه الحالة عندما كنت في الإعدادية أي لدي تقريبا 14 سنة حيث كانت تعتريني عند الاستحمام حالات رعب فظيعة وأتصبب عرقا ويتسارع نبضي ويتوافد على دماغي الصغيرة كم هائل من الأفكار والوساوس والمخاوف (مبهمة لا أستطيع تحديدها بدقة) حتى أخالني سأفقد عقلي وكل شي حولي سيختفي ويصبح غير حقيقي وأنني سأفقد عقلي وسأخرج وأنا أركض وأنا عارية بلا ملابس وكانت تأخذ لها 5 دقائق تقريبا وهي أشد ما تكون ثم أعود أقل قلقا وأكثر هدوءً شيئا فشيئا وكانت تستمر في الحدوث معي من ستة أشهر إلى تسعة ثم تنقطع لنفس المدة (6-9 شهور تقريبا) وتعود وهكذا تذهب و ترجع وكانت في أوقات حدوثها تتكرر 3إلى4 مرات أسبوعيا وأعتقدت أنها عقوبة من الله لأي خطأ قد ارتكبته ونسيته وفيما بعد قرأت أن هناك اضطرابا نفسيا- يحدث لبعض الأشخاص المهيئين وراثيا, أو الذين ينقص لديهم الناقل العصبي السيروتونين, أو تحصل لهم ظروف قاسية- تشبه ما يحدث لي و تسمى نوبات الهلع أو الرعب وأن السيدات معرضات لذلك أكثر من الرجال,
المهم أن الحالة استمرت كما شرحت حتى العام الماضي وفيه حصلت لي ظروف صعبة جدا حيث توفيت جدتي وتعرضت لبعض المشاكل في الدراسة سببت لي ضغوطا لا تُحتمل عندها رجعت لي هذه الحالات,ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أي منذ 11 شهر تقريبا وأنا أحاول أن أتفادى أي شيء يثير قلقي أو يخيفني أثناء الاستحمام أو يرفع مستوى تنفسي -أي أتعمد التنفس العميق ببط - فرأيت أن نوبات الرعب الشديدة المركزة -التي تستمر 5 دقائق في ذروتها تقريبا كما ذكرت-اختفت ولكنها تحولت إلى قلق وخوف قبل دخول الحمام -أعزكم الله- بشكل عام وقبل خلع الملابس أيضا,
أي أن قضاء الحاجة أعزكم الله هي كابوس الآن بالنسبة لي وقبل أن تقضي حاجتك أو أن تبدل ملابسك لا بد أن تجري ألف عملية حسابية وأن تتحرى أن غرفتك أو حمامك ليس بقربهما أحد ما حتى في حال لو فقدت عقلك وخرجت عريانة فلن يراك أحد ,,أما قضاء الحاجة في بيوت الآخرين فهذا أمر يستحيل حدوثه تقريبا , وقد بدأت (أشك) مؤخرا أن ما بي قد تحول من نوبات هلع إلى رهاب أو فوبيا من خلع الملابس (التعري) ولكنني لا أعلم ، وسأكتب بعض الملاحظات التي ربما تفيد:
1- سمعت أن إحدى قريباتي-أخت أبي- لديها اضطرابا نفسيا ما, لا أدري هل هو اكتئاب أم قلق لست متأكدة ما هو.
2-هذه المخاوف والأفكار والنوبات -سابقا والآن- تأتي في لجنة الامتحان بشكل مستمر أو في الأوقات التي تتركز عليك الأعين فيها بشدة مثل مسيرة التخرج, وإن كانت كما قلت لك أنها في السابق أكثر تركيزا وأقصر مدة, والآن أخف تركيزا ولكنها تطاردني في مجالات أو أشياء أكثر من الاستحمام ولجنة الامتحان.
3-لم أذهب إلى طبيب نفسي وأرجو أن لا تستاء مني لأني لم أعط نفسي أي تشخيص ولكنني قلت أن أعراض حالتي تشبه ما قرأت عنه وصدقني-يا دكتور (ة) أو أستاذ (ة) أين ما كنت ,أن الأمر لو كان بيدي لكنت زرت طبيبا منذ اللحظة التي أحسست فيها بأني مصابة بأي مرض أو اضطراب -لكنني مضطرة إلى تحمل بعض الشهور الإضافية حتى يتوفر للأسرة بعض الوقت الذي أزور فيه طبيبا.
وفي النهاية سأقدم عذرا عن نفسي بنفسي لكثرة كلامي فأنا امرأة والمرأة تحب الكلام الكثير كما يشاع..
وقبل أن أختم إن كانت هذه المشاركة في رأيكم أتت من الطريق الخطأ أن تبلغوني من فضلكم من خلال بريدي وبكل سرور أنا مستعدة لإرسالها لكم مرة أخرى وشكرا لكم.
22/3/2004
رد المستشار
أرحب بكِ على صفحة الاستشارات بموقعنا مجانين نقطة كوم، وأرى أنك أرسلت رسالتك إلى المكان المناسب المتخصص بإذن الله، وإن كنت أرسلتها من خلال بريد المشاركات إلا أننا نحس صدقك ومعاناتك ولذلك قرر نا الرد عليها.
أريد في البداية أن أفرّق بين إحساس الخوف والرهاب، فالخوف هو انفعال منطقي قوى وغير سار ينتج عن الإحساس بوجود خطر أو توقع حدوثه. والمخاوف متعلمة إلا أن هناك مخاوف غريزية مثل الخوف من الصوت المرتفع جداً. أما الرهاب أو الفوبيا فهو الخوف غير المنطقي أو الخوف المرضي أي الخوف من أشياء لا تُعد مصدراً للخوف. ومن الإحصائيات الهامة المتعلقة بالمدرسة ما يشير إلى أن 20% من الأطفال يخافون الامتحانات بحيث ينخفض أداؤهم بسبب هذه المخاوف.
أرى أن مشكلتك ومخاوفك أساسها أفكار غير عقلانية - ربما تكون وسواسية - تحتاج إلى تعديل، ويمكنك قراءة مقال لي على صفحةمقالات متنوعة بعنوان :
العلاج المعرفى . دعيني أثير لديك بعض التساؤلات كي تفكري فيها بهدوء: لماذا ترتبط مخاوفك بالخوف من خلع الملابس؟ سواء لقضاء الحاجة أو الاستحمام؟ ثم ناقشي مع نفسك أن أفكارك غير صحيحة وأن مخاوفك هي من أشياء متخيلة .
صديقتي لقد بدأت مشكلتك وأنت في الرابعة عشر من عمرك وقد تكون مرتبطة بمشكلات في فترة المراهـقة، أعيدي في ذاكرتك تلك الفترة وأحب أن أسمع منك مرة أخرى ما تتذكرينه عنها.
اقرئي ما كتب لعلاج الوساوس على الروابط التالية:
الوسواس القهري في الأفكار ، علاج معرفي !
وندعوك أيضًا إلى قراءة ما يلي على مجانين نقطة كوم فيباب الوسواس القهري تحت العناوين التالية:برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري :: القسم الأول
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري :: القسم الثاني
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري :: القسم الثالث
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري :: القسم الرابع
أما بالنسبة لما تتساءلين عنه وهو الرهاب، فقد لُوحظ أن بعض الناس يصابون به تبعاً للخبرات التي يمر بها كل منهم وتبعاً لقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة، فهناك أسباب كثيرة للرهاب منها: الخبرات الصعبة أو الصدمية (الرضحية Traumatic) المؤدية للتوتر النفسي والإحساس بالعجز أو بعدم القدرة على التعامل مع الموقف وقد ذكرت أنك تعرضتِ بالفعل لخبرات صعبة، ومن أسباب الرهاب أيضاً الشعور بالغضب فبعض الأُسر لا تسمح بالتعبير عن الغضب بشكل مباشر وصريح، ومن ثم قد تكون مخاوفك نوعا من التعبير عن الغضب بشكل آخر، فهذا الخوف –فيما أعتقد- يضايق ويستثير باقي أعضاء أسرتك أو بعضهم!!
ومن هنا تتحقق رغبة ما لديك في إيذاء الآخرين –خاصة الأفراد الأكبر، ومن أسباب الرهاب: الاستجابة للجو العائلي كوجود نقد أو توبيخ أو وجود صراعات أُسرية أو حماية الوالدين الزائدة لأبنائهم. وهناك من يرى أنه توجد بعض الأسباب العضوية وهى أن الأجهزة العصبية المركزية لهؤلاء الأفراد أكثر حساسية من غيرها، وغيرها من الأسباب.
الحل: هناك مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتبا عها للتخلص من مشكلتك، ولاحظي أنه يجب القيام بهذه الخطوات بالترتيب فلا تتقدمي خطوة إلا بعد إنجاز الخطوة التي تسبقها:
أولاً: أحضري ورقة وقلم واكتبي كل مخاوفك ثم رتبيها ترتيباً تصاعدياً، أي من الأشياء الأقل خوفاً إلى الأكثر خوفاً.
ثانياُ: تدربي على مهارة الاسترخاء Relaxation حيث وجد الباحثون أن الاسترخاء العضلي يتعارض مع ظهور القلق. يعتمد الاسترخاء على الجلوس على كرسي مريح أو أريكة وعلى التنفس العميق البطيء المنتظم مع إرخاء العضلات.
ثالثاُ: ابدئي في تخيل القيام بأول نشاط يقلقك في القائمة وفى نفس الوقت حافظي على تنفسك واسترخائك وتحدثي مع نفسك حديثاً صامتاً بطريقة مختلفة عن التي اعتدت عليها. تحدثي بطريقة إيجابية تشجعين بها نفسك مثل: "أستطيع أن أواجه ذلك، لا شيء سوف يحدث لي، أنا بخير أنا أتخيل فقط، أستطيع أن أقرأ كمن يقرؤون المجلات في الحمام، حمام دافيء سوف يريح أعصابي ........."، فإذا نجحت في الحفاظ على استرخائك أثناء ذلك النشاط كافئي نفسك. وكرري هذا التمرين ثلاث مرات في الأسبوع.
ملاحظة: لا تنزعجي إذا شعرت ببعض القلق في المرة الأولى فهذا القلق سيتضاءل في كل مرة تكررين فيها تخيل الموقف.
رابعاً: في الأسبوع التالي قومي بتمارين الاسترخاء مع تخيل نشاط آخر وهكذا، وتذكري دوماً مكافأة نفسك على أي تقدم بسيط تحققينه.
واعتبري ما سبق هو الخطوة الأولى من البرنامج العلاجي ونحن معك، فتابعينا بأخبارك وبأي صعوبات تواجهينها في تطبيق الخطوات السابقة، وإلى لقاء.