العصبية القاتلة: الشخصية الحدية م2
حالة ضياع ..!؟
ترتيبي هو الثالث في عائلة كبيرة ومتحابة أبي الرجل المتعلم المثقف وأمي المرأة الوحيدة في وقتها المتعلمة ونعم كانت الحياة مثالية جدا _ شقيقي الكبير نعم الشقيق شاب مهذب ورقيق وكان يحفظني أجزاء القرآن الكريم وأظن بأن الجميع يحلم بعائلتنا، شقيقي المبدع المتفوق حصد معدلا أهله للدراسة في أحسن الجامعات لدراسة الطب
ونعم ذهب مرت سنة تلو السنة ووالدي قادر على تلبية متطلباته وطلباته فجأة مرض والدي وتكالبت المصائب وتبخرت الأموال وتقطعت السبل بشقيقي في بلاد الغربة والأسوأ أنه ترك دراسته لتورطه بقضية مخدرات وسجن لثلاثة سنين لا نعلم إن كانت ملفقة أم لا وذهبت دراسة الطب لمدة 5 سنوات أدراج الرياح.
لم نقدر على إحضاره أو حتى الاتصال به رغم ثراء عائلة أبي وأمي لم ينظر أحد لنا وللمصيبة التي دمرتنا.
ومضى الزمن ما يقارب 10 سنين ووردنا اتصال من شقيقي قال إنه حاضر لزيارتنا وانهالت الدموع والأعصاب فقط لرجوعه عاد؟؟؟ نفس النظرات الدافئة ونفس القلب الرقيق لكن كان هناك خطب ما أوضاعنا كانت قد تحسنت ولم يكلمه أحد في موضوع الدراسة _ قال إنه يمارس أعمالا حرة وسافر وانهالت الأموال علينا من شقيقي وأمورنا أكثر من رائعة.
أبي فخور بولده الذي تقطعت به السبل وسجن في بلاد الغربة ولكن استطاع الخروج من ذلك في المرة الأخيرة عاد شقيقي ومعه زوجة جميلة جدا وطفل ملائكي سعدنا جدا بهم وسافر مرة ورجع بطفله لاقتناعه بأن طفله يجب أن يتربى في بلاد المسلمين
وأعتقد بأنك تقرأ سطوري تبحث عن مشكلتي أو ما هي القصة فالأمور تبدو رائعة لكن سيدي: يقولون الفضول قتل القطة وأنا فضولي قتلني ليس مرة بل مئات المرات _ يخرج شقيقي من بيتنا فأفتح موبايله أقرأ مسجات تهديد بالقتل له ولطفله صدمت؟؟؟؟؟؟؟؟
بحثت عن شقيقي في جوجل وجدته رجل خطير جدا جدا ومئات التحذيرات من رجل بدهائه ومكره وقدراته على عمل صفقات وهمية مع رجال أعمال ولديه كل المؤهلات _ لديه ذكاء متقد _ شخصية جذابة جدا _ وسامة _ ويتقن 7 لغات وملم بأمور التكنولوجيا وماذا أقول؟ عشرات الصفحات الإلكترونية تتحدث عن أخي النصاب المحترف؟ وصفقاته في أوروبا وقدرته على التبخر كالزئبق ولديه أتباعه المخلصون؟
أه يا ربي أكتب هذا وكأني أكتب سيناريو فيلم أمريكي لكن الحقيقة بأن أكتم كل هذا في قلبي؟ شقيقي نصاب وبل قاتل كما يدعون أو مجرد محاولات لتشويه صورته على النت؟
أبي رجل في السبعين من العمر ولو أخبرته ستكون الضربة القاضية.
أشقائي الشباب شقيقاتي؟ هل أقول أخوكم الكبير؟ شقيقكم الغالي؟ رجل بلا ذمة ولا ضمير ولا أخلاق؟ ما أفعل؟ هل أدمر عائلتنا بذكر هذا؟ هل أصارحه؟
سأقول شيئا؟ أحب شقيقي لدرجة الجنون وبل أقدسه؟ ما العمل؟ تواريخ المشاكل والمصائب التي قام بها كانت قبل إنجابه لطفله الوحيد؟
عاد لبيتنا ليعيش طفله معنا جاء في شهر رمضان؟ رأيته يصلي ويقرأ القرآن ويدعو؟ لا أعلم إن كان هذا عبادة وتوبة أم مجرد توهيم وضحك على الذقون؟ بت أخاف شقيقي؟ هل هو رجل خطير كما يقولون؟ هل عاد ليتوب ويقلع عن ما فعل؟
هل طفله الدافع لتوبة نصوح لوجهك الكريم يا رب؟ لا أدري؟ سيترك طفله عندنا ويتجه لعمله من جديد وأجده وأسمعه يرتب صفقات على الهاتف لا أعلم إن كانت نصب احتيال أم مجرد صفقات شريفة؟
كشقيقته الصغيرة وأم لدي طفل وحيد أحادثه أحاديث جانبية عن أهمية الرزق الحلال وطاعة الخالق وأن أكبر مصيبة هي مصيبة في الدين والأخلاق وقد يقتص الله منا في أغلى ما نملك؟؟ أولادنا؟ أكثر من دروس الدين على التلفاز لعله يستمع؟
لكن أين الحل من كل هذا؟ هل أترك كل مخلوق لخالقه؟ أم هذا شقيقي وواجبي الوقوف بجانبه في السراء والضراء؟ لقد وقف بجانبي عندما تركت زوجي وحارب الجميع لأ جلي ودعمني ماديا ومعنويا وأنفق على طفلي فترة من الزمن؟
أرشدوني أرجوكم؟
27/09/2012
رد المستشار
رغم أن الفضول يقتل القطة، ورغم تحذير ربنا العظيم لنا من التجسس والذي لم يأت بخير أبدًا كما أرى كل يوم، إلا أن الله سبحانه وتعالى قدَر في النهاية أن تكوني في بؤرة الحقيقة المُرة؛ فلعلك ستكونين لأخيك الإنذار الأخير، أو ستكونين أحسن تذكرة يمكن أن يحصل عليها وسط قذارة الصفقات المشبوهة وتهديدات القتل التي امتدت لابنه الوحيد،
لذا فنصيحتي لك هي "المواجهة الناضجة"؛ وأقصد بها أن تتحدثي له عما وقع تحت يدك من أمور عرفتها دون أن تعطيه فرصة للمراوغة، أو الكذب؛ فتتحدثي له عن أنك قد تأكدت من حقيقة حياته في الخارج؛ حين فكرت يومًا أن تبحثي عن أخيك الكبير"القدوة" فوجدت ما وجدت؛ وطمئنيه بأنك لن تتحدثي لوالدك ووالدتك؛ لأنهما لن يتحملا تلك المصيبة، وأن ولده في أعينكم؛ فأنت وهم أهله وسنده في تلك الحياة، وأن سلامته في الدنيا أهم ما يعنيك، وكذلك سلامة وضعه مع الله تعالى الذي لا يزال يستر عليه ويمهله الوقت أهم من سلامته في الدنيا،
وذكريه بخصاله الجميلة، وتعليمه لك في الصغر لآيات القرآن، ووقوفه بجانبك وقت طلاقك وأن هذا يجعلك أكثر حرصًا على أن تقفي اليوم بجانبه؛ وأن وقوفك بجانبه لن يكون فقط بالتستر عليه أمام والديكما، ولكن بإصرارك على أن يعود لرشده، وأن يعود لله تعالى نادمًا تائبًا يرجو رضاه،
واعرضي عليه أن يستقر في بلدكم، وكفاه غربة وضياع وتهديدات وخوف وقلق، فرأسه مازالت تعطيه أفكار مبدعة، وذكائه سيساعده على أن يجد لنفسه مكانًا نظيفًا في بلده فيطمئن لقوته الذي يطعم منه هو وولده وأهله؛ فالحرام لا يأتي بخير حتى لو وفر له رغد العيش لفترة، فهذا كل ما يمكنك عمله مع أخيك؛ ولتتذكري أن أخاك رجل كبير، خاض تجارب كثيرة جعلته يفهم ويعي فهو مسئول عن نفسه؛ لأنه لم يعد صغيرًا، ولكن يفوته التذكرة بالله تعالى، يفوته رضاه بالقدر والتعامل معه بأخلاق المسلم المؤمن، يفوته أن ولده الذي يخاف عليه ويفضل فراقه من أجل سلامته عن بقائه معه أنه سيكون أول من يلومه، ويكرهه ويتبرأ منه، هذا هو ما ستتشبثين بعمله تجاه،
وقد يكون في النهاية ردك لجميل أخيك الذي غفل منذ زمن بعيد عن رضا الله تعالى هو أن تربي ولده على متانة الأخلاق؛ فأخلاقنا الجيدة تحتاج دومًا للتثبيت بالمواقف والقدوة والاستحضار لجلال الله تعالى؛ فننتقل من الأخلاق لمتانة الأخلاق وهو أمر جليل، لذا كفاك حيرة وألم وضياع، وضعي النقاط فوق الحروف، وابدئي في مهمتك تجاه أخيك بالتذكرة والدعم والحوار الناضج لتعيديه إليكم كما تعرفونه،
وإن لم يحدث فتذكري أنك قمت بكل ما يمكنك فعله تجاهه، وأنك ستكملين المسير مع ولده ومعه دومًا حتى يأذن الله بأمر، بقي أن أقولك لك: إن شعرت أن المهمة صعبة عليك، أو أنك تحتاجين معك شخصًا آخرًا، فلا ضير، ولكن من المهم جدًا أن يكون هذا الشخص محل ثقة وعقله كبير ويحب أخيك ومصلحته وله تأثير عليه؛ فقد تجدين هذا الشخص في أحد إخوتك، أو خارج أسرتك من أصدقائكم، أو أصدقائه، أو معارفكم، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
ويتبع:>>>> الحقيقة المرة م4