الغشاء ؟
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم؛ لأنني أشعر أنني الوحيدة التي أعاني من هذه المشكلة.. وهي خاصة جدا.. وأخجل من السؤال والاستفسار عنها.. بدأت مشكلتي عندما كنت في سن المراهقة (11 سنة) –بداية البلوغ-؛ حيث شعرت باضطرابات.. وشعور بمشاعر الجنس بشكل جنوني.. مع العلم أنني لم أكن أعلم كيفية ممارسة الجنس، ولكن شعرت بشيء ينقصني.. وبرغبة في التقرب من الجنس الآخر.. وكنت أستمرُّ في هذه التخيلات التي كانت تسعدني إلى حد كبير رغم عدم وضوحها أصلاً، وأنا من أسرة محافظه وملتزمة -والحمد لله- دينيا وأخلاقيا، والكل يشهد بذلك..
ولكنني عندما فاتحت والدتي وسألتها عن ما أشعر به وجدتها تنهرني بشدة كما أنها أرعبتني وقالت لي أنني إذا استمرت هذه الطريقة في التفكير معي فإن هذا سيؤثر على غشاء البكارة، ولم أكن قد سمعت من قبل عن غشاء البكارة هذا وما زلتُ والله لا أفهم ما هو ولا كيف يكون، المهم أن أمي لم تفهمني لماذا أشعر بهذه المشاعر الغريبة، وكانَ كل ما فعلته أنها حذرتني وأخافتني على غشاء البكارة.
وعندما أصبح عمري 16 سنة فهمت مشكلتي بشكل كلي، وعلمت أن الصلاة، وقراءة القرآن، وغض النظر، والابتعاد عن المفاتن، وممارسة الرياضة هي أفضل حل.. والحمد لله قمت بهذه الأمور.. وقلت حدة تلك المشاعر المخجلة، ولم أتطرق أبدًا لممارسة العادة السرية التي عرفتها من زميلتي في الفصل لعلمي أنها محرمة.. إلا أنني استغربت لأن ما تصفه زميلتي من مشاعر تشعر بها البنات عند ممارسة تلك العادة يشبه إلى حد كبير ما كنت أشعر به بمجرد التخيل دون أن تمتد يدي إلى موضع الخطر،
لكنني ما زلت حتى الآن لا أعرف بالتحديد ما هو غشاء البكارة ولا أين يوجد؟
وكيف يمكن أن تؤثر فيه المشاعر الجنسية وزميلتي أيضًا لا تعرف ولا نستطيع أن نسأل المدرسة، فهل أجد الإجابة لديكم؟
14/8/2003
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا بك على صفحتنا وسنقدم لك ما تطلبين من معلومات أولاً عن غشاء البكارة، وهو غشاء يوجد لدى الفتيات العذراوات، وهو عبارة عن تكوين رقيق من الجلد يزداد قوة مع زيادة السن ويكون في وقت من أوقات النمو الجنيني مكتملاً ويفصل بين الثلث الخارجي والثلث الأوسط من المهبل إذ أن للثلث الخارجي للمهبل منشأ جنينيا مختلفًا عن الثلثين الأوسط والأعلى، وفي مرحلة لاحقة من ذلك النمو الجنيني يختفي جزء أو أجزاء من غشاء البكارة (وهو ما يحدث غالبًا قبل الولادة) كي يسمح لدم الدورة الشهرية بالنزول من الرحم إلى الخارج عندما تبلغ الفتاة بينما يتبقى منه جزءٌ ليفرق بين العذراء وغير العذراء.
ونتيجة لعملية الاختفاء الطبيعي هذه تعددت أشكال غشاء البكارة المتبقي وأطلقت أسماءٌ وصفية مختلفة لتلك الأشكال: كالحلقي والهلالي والمثقب إلخ.... إذن فأشكال الغشاء وسمكه يختلف من عذراء لأخرى، فتكون فتحته إما دائرية أو بيضاوية الشكل، وفى أغلب الفتيات يأخذ شكل الهلال، وهناك غشاء مشرشر أو مسنن الشكل، وآخر به فتحتان، وفتحات الغشاء هذه تسمح بنزول دم الحيض كما ذكرنا، وفي حالاتٍ نادرةٍ يكونُ الغشاء مسدودًا تمامًا Imperforated Hymen ويبقى كذلك حتى البلوغ مما يتسببُ في تجمع دم الدورة الشهرية فوقه وعادةً ما تشتكي الفتاة من آلام الحوض والشعور بالثقل فيه ويحتاج الأمر هنا إلى تدخل جراحي لإحداث ثقبٍ أو أكثر في الغشاء ولكنها والحمد لله حالاتٌ نادرة.
ويوجد الغشاء في دهليز المهبل أي بعد فتحة المهبل، والتي تخفي الغشاء بداخلها على مسافةٍ أطول من 1 سنتيمتر أو في حدود السنتيمتر الواحد، وإن كانت المسافة تختلف من واحدةٍ لأخرى حسب سمك الشفرين الكبيرين وحسب بدانة منطقة الحوض، فكلما زاد وجود الدهون في هذه المنطقة كلما كان الغشاء أعمق، وإن كان من المعروف أن الغشاء في الطفلة دون البلوغ يكونُ أبعد قليلا وربما وصل إلى 2 سنتيمتر، بينما هو أقربُ من الفتحة الخارجية للمهبل في الأنثى البالغة، ولعل في الرسم التوضيحي التالي ما يساعدك على فهم التركيب التشريحي لأعضائك الأنثوية التناسلية الخارجية:ونادرا ما تولد الفتاة بدون غشاء بكارة، وقد يتمزق بسبب مرض أو عبث أو حادث وهناك أغشية لها من الرقة والمرونة بحيث لا يتمزق بسهولة أثناء الممارسة الجنسية وهو ما يشتهر باسم الغشاء المطاط، وقد يبقى سليما حتى مولد الطفل الأول برغم تكرار العملية الجنسية والغالب أن يتمزق هذا الغشاء مع أول اتصال جنسي كامل، ويحدث تمزقه ألما خفيفا، وتنزف منه كمية قليلة من الدم وهذا الغشاء تولد به الأنثى فهو يتكون في جسمها وهى لا تزال في رحم أمها، وينمو مع نمو الجسم كحال باقي الأعضاء.
نتمنى أن نكونَ قد وفقنا في توضيح الأمر لك فيما يتعلق بغشاء البكارة، ولكن في إفادتك أمرًا يسترعي الاهتمام وهو ما يتعلق بما تسمينه أنت العادة السرية ونسميه نحن الاسترجاز، فقد اقترحنا اسم الاسترجاز -عند الإناث- ليكون مقابلاً للاستمناء -عند الذكور-؛ فالبنت لا تستمني، وليس لها مني كمني الرجل، ولفظة استرجاز على وزن استفعال مشتقة من لفظ الإرجاز (وهي لفظة معربة من الكلمة الإنجليزية Orgasm أظن أن معربيها هم أساتذة الطب النفسي في طب عين شمس)، والإرجاز هو ذروة النشوة التي تنتهي عندها دورة الاستجابة الجنسية التي تبدأ بالمثيرات السمعية أو البصرية اللمسية الحقيقية أو المتخيلة، ثم تستمر باستمرار استثارة الأعضاء التناسلية فتتعاظم الاستثارة إلى حد الوصول إلى القمة المتمثلة في الإرجاز، وبعدها يسترخي الجسد، ويشعر الإنسان بما يشبه الراحة بعد تفريغ حمل معين أو طاقة معينة.
والنشوة التي تصاحب الإرجاز بالمناسبة هي أعلى كمية نشوة يتحملها الجهاز العصبي البشري ومعظم من يمارسون الاستمناء من الذكور (والذين هم ثمانية وتسعون بالمائة من الذكور والباقي يكذبون كما قرأت على أحد مواقع الإنترنت) ومعظم من يمارسن الاسترجاز من النساء (وهن ما بين السبعين والثمانين بالمائة) –يكتشفون الأمر بالمصادفة البحتة أثناء اكتشافهم لأجسادهم وتعرفهم عليها.
ما أريد تنبيهك وتنبيه المتصفحين له هو أن ما تصفينه في إفادتك بمنتهى البراءة (باضطرابات... وشعور بمشاعر الجنس بشكل جنوني... مع العلم أنني لم أكن أعلم كيفية ممارسة الجنس، ولكن شعرت بشيء ينقصني.. وبرغبة في التقرب من الجنس الآخر.... وكنت أستمرُّ في هذه التخيلات التي كانت تسعدني إلى حد كبير رغم عدم وضوحها أصلاً) والذي بدأ معك عند البلوغ ليس إلا شكلاً من أشكال الاسترجاز ولكنه الاسترجاز بالتخيل وسأسميه الاسترجاز البريء، بل إنني أقول لك ما قد يبدو غريبًا في نظر البعض ألا وهو أن بعض البنات يمارسن الاسترجاز دون أن يكونَ في أخيلتهن أي محتوى جنسي فقد عرفت من كن تمارسن الاسترجاز مع تخيلات تتعلق بالنجاح والتفوق في المدرسة أو الحصول على إعجاب الجميع!
معنى ذلك أن الرابطة بين المشاعر الجنسية وتوجه معين للتفكير ليست دائمًا واضحةً في أذهاننا على الأقل بالنسبة للبنات، وإن كان هذا مختلفًا عن ما حدثَ في حالتك فقد كنت تشعرين برغبة في التقرب إلى الجنس الآخر وكنت كذلك تتجنبين لمس منطقة الخطر كما تصفينها وهو ما يشير إلى قيام أمك بواجبها من ناحية إخافتك جيدًا حتى من قبل أن تفاتحيها في أمر المشاعر الجنسية ثم بعد ذلك تركتك دون معلوماتٍ عن غشاء البكارة وإن كانت الأم معذورة لأنها غالبًا هيَ نفسها لا تعرف!
ومثلها كنت أنت تمارسين الاسترجاز دون أن تعرفي أنه استرجاز، والمشكلة الحقيقية ليست في ممارسة الاستمناء أو الاسترجاز من عدمه وإنما هيَ في جهل المراهق في بلداننا بجسده وبالتغيرات الطبيعية التي تطرأ عليه عند البلوغ، وكذلك جهله بالمشاعر الطبيعية (وغير المخجلة رغم أنك استخدمت هذا الوصف) التي يفترضُ أن تحدثَ له، ثم في عجزه عن السؤال أو تعرضه للعقاب إذا امتلك أو امتلكت الجرأة (والوقاحة) اللازمة للسؤال، المهم أن الاسترجاز بالتخيل كما في حالتك لا يمكنُ بحالٍ من الأحوال أن يؤثر على غشاء البكارة وما أرادته أمك لم يكن أكثر من إخافتك قدر إمكانها من التفكير في الجنس.
ويتبع ...............: غشاء البكارة والاسترجاز البريء مشاركة