زوج أمي حاليا هو زوج خالتي سابقا، اكتئاب وإحباط ووسواس واختلال إنية
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛ هذه الاستشاره كبيرة جدا, وأنا أعلم أن الدكتور الذي سيرد علي سينتقدني أشد الانتقاد على تطويلي, وبالأخص الدكتور سداد وسيقول لي أني كنت أستطيع أن ألخص الاستشارة أكثر من ذلك وفي الحقيقة أنا لا أستطيع أن أحذف أي كلمة ذكرتها، فأنا سأنفجر كبتا إذا لم أفعل ذلك, كما أني أريد أن تشخصوا حالتي بشكل دقيق وأنا أعلم -بطول رسالتي- أني بذلك أضع حمل كبير على الدكتور الذي سيرد علي، وأنا أعتذر إليه... فأرجو أن تكون صبورا معي وأنا لن أحزن إذا لم تنشر هذه الاستشارة أو تردوا عليها, فلكم الحق, فهي طويلة جدا ومفصلة بطريقة مملة, فأنا أعلم أن لديكم كثير من الاستشارات لتردوا عليها أيضا (أعانكم الله) وبالرغم أني لن أحزن إذا لم تردوا علي وأعذركم في ذلك (فأنا في الأساس ضيف ثقيل), وبالمقابل فأنا سأفرح وسأسعد جدا إذا قمت بالرد علي.
فأنا في الحقيقة لا أريد رد مفصل (فهذا سيرهقكم جدا) لكني أريد رد ملخص مركز, وسأسأل في النهاية سؤالين أرجو أن تردوا عليه من خلال ما سأذكره وعلى فكرة أنا كتبت هذه الاستشارة في 6 ساعات لم أكن أستطيع أن ألخص كلمة مما ذكرتها... فأنا أعتذر مرة أخرى لكم جميعا عن قلة ذوقي وإرهاقكم معي الصراحة يا دكتور أنا مش عارف أبدأ منين, المفروض أبدأ من البداية أو بمعنى أصح قبل البداية... من قبل مولدي وأنا سأحاول أن أقسم استشارتي على حسب فتراتي العمرية وبالطبع الفترة الأخيرة ستكون هي الأهم ويوجد أشياء مشتركة بين فترتين سأحاول أن أبينها ملامح قبل مولدي وبعد مولدي (الصفر الميلادي)، أنا متضايق أنا هحكي الكلام دا, بس لازم لأنه مهم.
أنا والدي (رحمه الله) كان تاجرا ولد من أسرة عادية ولكنها مع الوقت أصبحت عائلة ثرية ولكن هذا لم يكن جيدا لكنه كان منحة من الله عز وجل ليهم وهما فشلوا في الاختبار, كلهم يا دكتور وأنا أقصد أعمامي ماديين جدا وكل همهم الفلوس وكل العيلة دي كدا ولغاية الوقتي وممكن يقتلوا بعض عشان جنيه كما سأوضح لاحقا أنا اتولدت وكنت الثالث في ترتيبي بالطبع لا أتذكر سنوات طفولتي الأولى, مات أبي وأنا في الثالثة والنصف وسبب الوفاة "سرطان العظم" طبعا لم أعى شيء طول طفولتي حتى كبرت وعلمت الكثير عرفت.
يا دكتور إن جدتي (عليها من الله ما يستحق) قبل وفاة أبي أرغمته أنه يمضي تنازلات عن السيارة وعن بعض المحلات وعن أشياء أخرى لا أعلم ما هي في الحقيقة وكانت العائلة بالكامل تهمل علاجه أو مرضه وفي يوم من الأيام (وقد حكى أحدهم لي هذا) أن جدتي جاءت تحت المنزل وفضلت تشتم فيه مش عارف السبب بس أكيد عشان الشغل أو عشان المحل... من الآخر بسبب موضوع مادي (الفلوس) مات أبي وهو في 37 من العمر وقد ترك 5 أطفال بنتين و3 ولاد, كانت أعمارنا حينئذ (10 سنوات و9 سنوات وأنا وتوأم 6 شهور) من المفترض أن الجد هو من يتولى رعاية أبناء ابنه, ولكنه كان يتقاعس أحيانا كثيرة وكان يبخل أحيان أخرى, حتى ماما قالتلي في مرة أنه ساعات مش بيكون في البيت أي أكل ولا حتى العيش....
أنا طبعا مكنتش حاسس بحاجة زي دي أكيد إخواتي الكبار هما اللي حسو بحاجة زي دي طبعا جدتي وجدي كانو يفضلون بين ولادهم (اللي هما أعمامي) وبين أبنائهم............. ممكن تسميها تفرقة عنصرية, طبعا الكلام دا أنا ما حستوش لأني كنت صغير لكني لما كبرت اتحكالي مواقف دلت على كدا واستمر على هذا الحال حتى بلغت 7 سنوات وهنا اتوقف قليلا وأنتقل إلى عائلة أمي كانت عائلة أمي عائلة بسيطة, وكانت لي خالة وخال فقط (وسأحكي لاحقا العجب عنهم) ملامح وأنا في الابتدائية: وكانت خالتي قد تزوجت من شخص واستمر هذا الزواج سنة (على ما أتذكر) وكان يشتكي منها أشد الشكوى من أسلوبها وتصرفها, وكان يشتكي بالأخص إلى أمي (أي أخت زوجته)، وهنا أنا أتذكر الكثير, أفتكر كويس أنه كان بيجلنا الشقة وكان يقعد معانا شوية ومعظم الوقت كان مع ماما بيكلم معاها، طبعا هذا بدون علم خالتي, لأنها لو عرفت هتضايق أكيد بدافع الغيرة وخصوصا أنه كان بيجي كتير، وفي إحدى المرات (وهذا عرفته عندما كبرت) أن خالتي عرفت أنه كان بيجي لأمي فطبعا تضايقت وبدأت تحاول تفتش وراه (زي ما بنسميها كدا) يعني تحاول تشوف هو بيروح فين وبيتأخر في إيه, وفي إحدى المرات وجدت في جيب قميصه "انذار من العمل" فقد تغيب في اليوم الفلاني, فاستغربت من كدا لأنه في اليوم دا نزل الشغل, وفي الحقيقة اليوم دا كان عندنا فحصل مشادة بينه وبينها وهما الاثنين عنيدين جدا جدا وأمي علمت بالموقف الذي حدث....
والمثير للدهشة والذي مازلت لا أفهمه حتى الآن, أنها سمحتله أنه يجي تاني!!! وزادت الخلافات بينهم بسبب أشياء كثيرة, كانت خالتي حامل في أول مولود لهما وفي يوم والله يا دكتور أفتكره كويس جدا كأنه حصل انبارح, مع إني كان عندي 7سنين بس, لكنه يوم لا أنساه جاء زوج خالتي إلى منزلنا بالموتسيكل وبالصدفة هي كانت نازلة من عندنا, وهي ماشية لمحته جاي في عكس اتجاهها وهو لم يلاحظها وكمل طريقه وعندما وصل إلينا بدقائق جاءت هي إلينا وحدثت المشادة بينهما...
ونسيت أن أذكر أنه حلف لها أنه مش بيجي عندنا إلا كل فترة طويلة عشان يطمن علينا (أنا وإخواتي) وأفتكر كويس جدا يا دكتور أن المشادة بينهم تطورت وبقى فيه ضرب, لن أنسى هذا الموقف أبدا أبدا, وكلنا أنا وإخواتى جالسين نشاهد أما ماما فقد لبست ملابسها ونزلت من البيت.... أرجو منك أن تتخيل، ماما لبست ونزلت لأنها مش لاقية حاجة تعملها لأنها كانت حاسة أنها سبب في المشكلة (أنا لا أقف معها بل أنا ضدها لكني أقول ذلك للأمانة في السرد) وبدأ الخناق والضرب وحاولت خالتي أن تذهب إلى المطبخ لتأتي بسكين لكنه قاومها وظل يضربها وهي تضربه وحتى انتقلت المعركة بينهم إلى حجرة النوم وهنا قام بتطليقها (إنت طالق طالق طالق).
ما زالت تلك الكلمات وهذا المنظر في ذاكرتي ولن أنساه أبدا وعندما حدث ذلك ظلت تبكي على الأرض وقامت ثم غادرت المنزل نسيت أن أحكي إن أختي الكبيرة عندما غادرت أمي المنزل نزلت وراها بناء على طلب من جوز أمي (انزلي شوفي أمك راحت فين) -هذا ما أتذكره- وبعد ما غادرت خالتي الشقة وهي تبكي وهدومها منعكشة وحالتها لا يرثى لها, أخدنا جوز أمي كلنا وودانا الشقة بتاعته (بتاعته وبتاعة خالتي) وقفل علينا الباب بالمفتاح (والصراحه لا أعلم السبب) ولا أعلم أين ذهب، ولكني أعلم أن خالتي ذهبت إلى أمها (جدتي) ولا أعلم ماذا حدث وأتذكر أن جدتي جاءت الشقة اللي كان أنا وإخواتي فيها وأخبرناها أن الباب مقفل بالمفتاح وبعد عدة ساعات رجعنا إلى منزلنا مرة أخرى ورجعت أمي كثير من الأحداث لا أتذكرها فأنا كنت في السابعة.....
لا أتذكر كيف انتهت الحكاية ورجعنا المنزل لكني أتذكر أن أمي ظلت تبكي ومن حينها لم نذهب إلى جدتي إلا عدة مرات قليلة وبعد عدة شهور قليلة أنجبت خالتي ولدا وبالطبع كانت مطلقة وكان البيت بدأ يقسم فأخذت نصيبها منه وهو أخذ نصيبه تذكرت شيء مهم إنه بعد طلاق خالتي بيوم أو يومين نزلت أمي من البيت بالليل وأخدتني معاها وذهبنا وقابلناه في الشارع في مكان بعيد عن الأعين، وأتذكر أن الموضوع كان سري وقالتلي متقولش لحد (قصدها خالتي أو جدتي أو أي أحد) ولا أعلم فيما كان الحوار ولكن الغريب يا دكتور أن جوز خالتي كان ما يزال يتردد على منزلنا بالرغم مما حدث..........
لا أعلم السبب, فمن المفروض أن الصلة انقطعت بيننا لأنه طلق خالتي فلا صلة تجمعنا به كما أن ذهابه إلينا كان هو سبب من أسباب الخلاف بين زوج خالتي وخالتي وسبب أساسي في الطلاق، لأنها حست أنه بيجي كتير وطبعا الغيرة شعللت جواها، وطبعا هي كانت على حق فلا يحق ذلك نهائيا، ولكن بعد فترة (وأرجو أن لا تصدم مما سأقوله لك الآن يا دكتور) تزوج أمي، بعد انتهاء عدة خالتي مباشرة لا أتذكر الأحداث ولا أتذكر أي شيء والصراحة أنا نفسي أفتكر, على الأقل يا دكتور ألاقي تفسير منطقي وعقلاني للي عملته أمي, بصراحة أنا أعتبرها خيانة، مش عارف نظرتي صح وله غلط, بس بقول لنفسي إني معرفش تسلسل الأحداث فمحطش استنتاج أو تحليل، عشان ماكنش ظالم بالطبع علاقتنا مع عائلة أمي انقطعت وعلاقتنا مع عائلة أبي أيضا انقطعت والسبب (أنه جاي يقلب حق الولاد) هذا ما قاله جدي وجدتي.
وانتقلنا إلى منزل آخر بعيد عن منزلنا الأول وهنا سكن معنا لأول مرة زوج خالتي، لا أعلم هل أقول زوج خالتي أم زوج أمي أم أبي فقد أجبرت على أني أقول له أبي مرحلة الابتدائية المتأخرة: الابتدائية المتأخرة أو كما أسميها "الابتدائية المتحولة".... أي حينئذ تزوجت أمي فقد كنت في ثالثة ابتدائي -كما أتذكر- آخر ما ذكرته أني أجبرت على أني أقول أبي وهذا حدث في الواقع, ولم يحدث إلا عندما انتقلنا إلى المنزل الآخر وسكن معنا زوج أمي أتذكر جيدا أني عندما كنت أخاطبه أقول له "عمو" فكان يرسم الضيق على وجهه ولا يرد علي, وكانت ماما تقولى "عيب متقولوش كدا قوله بابا, مهو زي بابا ولا إيه؟"....
وأوقات كثيرة كانت توبخني كثيرا وأحيانا بأسلوب حاد قليلا ومن هنا اعتدت على قولها, وهذا ما حدث أيضا مع إخواتي الصغار, أما إخواتي البنات الكبار فلا يزالون يقولون له "عمو" حـــتـــى الآن لأنهن كانوا كبارا إلى حد ما عندما تزوجت أمي وهكذا تعودت على كلمة "أبي" (وهنا أتوقف... وأريد فعلا أن أوضح شيء، لا مشكلة في أن يكون هناك زوج أم -أنا أتكلم عاما وليس على حالتي- فالأب هو اللي ربى والأم هي اللي ربت, فممكن يكون هناك زوج أم ولكنه بالفعل الأب المربي وهناك زوجة أب وتكون تحمل مشاعر الأمومة تجاه ولاد زوجها فلا عيب أنهم يخاطبو بماما أو بابا, ولكني أعتقد أن الموضوع ليس بالإجبار وحتى لو كان الطفل صغيرا, وأنا أوضح مثال على هذه النقطة فما زلت أتذكر تلك الأيام بالرغم من صغر سني، وأعتقد أيضا أن كل من زوج الأم أو زوجة الأب يجب أن يكونوا حساسين تجاه الأبناء جدا, وألا يتخطوا بعض الحدود، هذا هو رأيي في الحقيقة).
وأحب أن أنوه لك يا دكتور أن هذا الموضوع أحيانا مازال حتى الآن، ولكن الواحد كبر ومعدش في دماغه الحاجات دي, ولكني أحدثك عن بداية هذا الشيء في الطفولة واستمر هذا الشيء حتى في الإعدادى وزاد، فاوقات كتير كنت أنام جعان وأفتكر إني أنا وإخواتي الصغار نذهب إلى المطبخ ليلا عندما ينام الجميع, ونأخذ كيسة العيش ونوزعها على بعض وأي شيء موجود في المطبخ يصلح للأكل، لا يهم من الأشياء التي أتذكرها جيدا "قانون العقوبات"، هذا ما أسميه أنا وإخواتي الصغيرين كنا بنتعاقب كتير جدا يا دكتور وعلى أقل شيء أتذكر أني وأنا في ثالثة ابتدائي (أي بعد الزواج بعام) نسيت كتاب التربية الدينية في الدرج في الفصل هل تعرف كيف عوقبت؟
عوقبت بالحقن، ودي عقوبة كانت مألوفة لينا أنا وإخواتى, العقوبة بحقن في العضل, لا أعلم بما كانت أظن أنها فيتامينات أو من هذا القبيل, لكنه كان يستعمل العقوبة النفسية فمعلوم أن الطفل يخاف من الحقن، فهي بمثابة عقاب لنا بالإضافة إلى الضرب بالحزام حتى يتورم جسدي بالكامل وأحيانا لم أكن أستطيع النوم بسهولة وبالعصاية الخشب (والتي كنت أعاقب بها عندما تأتي الشهادة الدراسية كل شهر ويجد فيها أن درجتي في الحساب هابطة) وشبشب الحمام ولكن أكثر العقوبات كانت يا حقن يا حزام مع الأخذ بالعلم أن الفترة دي ماكانش لينا اتصال بالعالم الخارجي, يعني علاقتنا مقطوعة مع الجميع.
وهنا أحب أن أنتقل إلى المرحلة الإعدادية المرحلة الإعدادية: طبعا مرحلة مختلفة فيها بعض النضج -إلى حد ما-, ولكن سياسة قانون العقوبات لم تنتهي, أنا في الإعدادي كنت منطوي جدا لا أذهب ولا آتي, من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت, حتى أنه كان زمايلي في المدرسة يستقلون من قدري في أكثر الأحوال، بالطبع كان لي زمايل ولكن لا يرتقوا إلى مرتبة الأصدقاء حتى أنه -وأتذكر ذلك جيدا- كان هناك 7 من زمايلي من الأفضل أن أقول عنهم أنهم مجموعة من البلطجية (بلطجية صغيرين), كانوا دائما ما يتحرشون بي, ويقولوا علي أني بنت وأني حلوة وكلام زي دا، والصراحة أنا مش فاهم السبب مع أني مش شبه البنات ولا كان صوتي زي البنات, كان صوتي إلى حد ما "مسرسع" شوية ولكني مش زي البنات خالص.
كثيرا ما كانوا يتلموا علي ويحاولوا يزنقوني في أي مكان في الفسحة ويحاولوا يبوسوني أو يتحرشوا بي أو يحضنوني وأحيانا كانوا يقولي كذا واحد فيهم (إحنا عايزينك في جنب يا حلوة) أتذكر أن أحدهم في إحدى المرات فتح سوستة بنطلونه ونزله وحاول أن يخلع بنطلوني، أراد اغتصابي, وكلهم كانوا يريدون ذلك -كنت أحس بذلك أحيانا- وفي الحقيقة أنا أحتار في السبب, ليس السبب أني منطوي أو مع نفسي فمستحيل يكون دا السبب لأن في ميت مليون واحد زيي وأنا برضه مش جميل أو شكلي مميز بل عادي جدا فلا أكون مثيرا لأعينهم في الحقيقة لا أعرف السبب، لا أعرف السبب فعلا، لا أجد تفسيرا منطقيا، مش معقولة اختاروني أنا صدفة.... أكيد فيه سبب؛
وحاولت عدة مرات إني أصاحبهم بغرض اتقاء شرهم، ولكنهم لم يكونوا يريدون ذلك بل يريدون مني ما ذكرته سابقا ولذلك كنت أكره المدرسة ولا أحبها, ولم يكن هناك أحد أشتكي إليه أو أحد لينقظني, فأنا لا أستطيع مقاتلة 7 , كنت أقاوم فقط وكنت أضرب بالطبع وبسبب تردي مستوى المدرسة وشهرتها بأنها مدرسة مش كويسة وسيئة في كل النواحي حتى الجانب التعليمي والأخلاقي للطلاب مكنش فيه حد أشتكيله وفي تلك المرحلة, مرحلة الإعدادية زادت سياسة قانون العقوبات وبقيت أضرب فى البيت على القليلة والصغيرة, كل حاجة أضرب عليها، حتى أحيانا كانت هناك عقوبات نفسية وبالطبع لم يكن هناك متنفس, لا رياضة لا أصدقاء لا عائلة لا أي شيء حتى في الأجازة كنت أقضيها أمام التلفاز أو أمام الكمبيوتر ألعب عليه وهذه الأشياء كلها تنطبق علي وعلى إخوتي الصغار؛
أما إخوتي البنات فلا أعتقد أنهم نالوا مثل ما نلناه نحن, أعتقد لأنهم كانوا كبار قليلا عندما تزوجت أمي, وكانوا يقولوله "عمو" فقل الاحتكاك السلبي بينهم, ووضع حدود بينهم وفي هذه المرحلة بدأ العقاب يختلف قليلا عن العقاب في المرحلة الابتدائية, امتنع زوج أمي عن عقابنا (أنا وإخوتي) بالحقن, بل كان يعاقبنا عقاب آخر أنا أرى أنه أشد كان عندما نفعل شيء خطأ (وهذا شيء منطقي فنحن أطفال ومحبوسون ولا ينسى أنه زوج أم فيجب أن يكون حساس في تعامله كما أنه وصل إلى عائلتنا وتزوج أمي بعد زواجه بخالتي.......... وهكذا أظن أنه كان أحمق وغبي أنه عاملنا بالطريقة دي لأننا مش حمير ومش حيوانات, إحنا لما هنكبر هنعرف, فمايفتكرش أنه بكدا هيبقى الأب اللي بيفرض نفسه, حتى لو افترضنا أنه كان بيعمل كدا لمصلحتنا فهناك كثير من الأحداث التي سأتناولها في المرحلة الثانوية والجامعية تفند هذا الرأي, فالمصلحة مش معانها إني أعقد الناس في أو أكرهم في، هو دا اللي كرهنى فيه -وأنا بتكلم عن نفسي- وبالطبع كرهت أمي "وفي الحقيقة أنا أحيانا أستحقر هذه الكلمة" سأتوسع في ذلك في المرحلة الثانوية والجامعية، لكني أريد أن أوضح أن بداية الكراهية نشأت في المرحلة الإعدادية)؛
أما العقوبة الجديدة اللي كنت بتكلم عنها هي الضرب, ولكن ليس الضرب المعتاد, كان لما حد يعمل حاجة غلط حتى لو كانت تافهة يقوله "اقلع هدومك وروح على الأوضة" ولازم يقلع هدومه في الصالة, وممكن كمان أدام إخواتي البنات ودا غرضه "الألم النفسي"، طبعا خلع الملابس ليس كل الملابس, الملابس الخارجية فقط والبقاء بالملابس الداخلية طبعا هذا الأمر لم يكن له معنى عند إخوتي الصغيرين, ولكن كان معاناه عندي أنا لأني كنت كبرت قليلا وكنت قد دخلت في سن البلوغ, فشيء طبيعي العواطف نفسها تغيرت والخجل من مثل هذا تغير عن كونه في طفولتي.
أتذكر جيدا أنه في إحدى المرات وأنا في تالتة إعدادي قالي "اقلع هدومك" طبعا أنا خلعت القميص, فقال "اقلع البنطلون" فرفضت لأنه كان إخواتي البنات ينظرون.... وهذا ما يقصده، فما زال يكرر كلامه وأنا أرفض حتى قام والله يا دكتور وائل وقطع البنطلون اللي أنا لابسه وهو عليا وقال "روح للأوضة يا كلب"، وظللت أحاول أن أستر نفسي بالبنطلون الممزق, وإخوتي البنات الكبار ينظرون ويبتسمون مما حدث وأنا أبكي, ولم يتوقف عند ذلك بل جاء إلي في الأوضه وقفل الباب وظل يضربنىيبـ"توكة الحزام" على جسمي حتى ورم وأحيانا كثيرة جدا ما كانت الضربات تأتي في المنطقة الحساسة تذكرت موقف حدث لإخوتي في الابتدائي فقد عاقبهم بالمياه المغلية, لا أتذكر ماذا فعلوا لكني أتذكر أنه غلى مياه على النار في "كنكة" وراح للأوضة وبدأ يدخل المعلقة في المياه المغلية ويمسحها في جسمهم, أو بمعنى أصح كان بيطفيها ويبردها في جسمهم وطبعا جاتلهم التهابات وحروق, وكانوا كالعاده قالعين الهدوم الخارجية, بالداخلي, وكانت معظم الحروق في الفخد وهناك حروق بين أرجلهم, قريبة من المنطقة الحساسة!!! فأي عقل دا!!! حاجة غريبة وعقوبة أغرب الحقيقة!!!
كنت أحس أحيانا بمتعة, متعة زائفة قليلا كنت عارف إني بعمل حاجة غلط, لكن كنت أقول لنفسي دا جازاة اللي بيعملوه معايا, وعايز بقى أتمتع شوية كنت بحاول أمتع نفسي بكافة السبل ولكن كان زوج أمي يعد فلوسه كل يوم تقريبا وفي البداية لاحظ نقص وأخبرنا وقال مين اللي خد فلوس, وطبعا محدش رد عليه, ولكن بعد ذلك لم يكن يسأل وكانت هناك مؤشرات عندما أتذكرها الآن أعلم أنه كان يعلم أنه أنا اللي كان بياخد الفلوس ومفيش شك في كدا, ولكني حينذاك لم أكن أدري بتلك المؤشرات أو التلميحات في بعض نظراته... ((وهذا ما أتقنته لاحقا......... فأنا الآن أهتم جدا بلغة الوجه والصوت, أفهم أشياء كثيرة بتلميحات الوجه ونبرة الصوت, ودا مش مع زوج أمي, بل مع الجميع حتى زمايلي وأصدقائي, فعندما أنظر لأحدهم أعلم إذا كان متضايق وهو يتكلم معي أم لا, وعندما أسمع صوته أحس أحيانا بنبرة مختلفة فأسئله وغالبا ما يكون تحليلاتي للوجه ونبرة الصوت صحيحة, وأحيانا أحس بأنها نعمة فكثيرون يقولون عني أني ذكي, إخوتي جميعا وحتى زوج أمي يقولي "إنت ذكي بس مش بتستخدم ذكاءك في حاجة كويسة" وحتى زمايلي في الكليه يقولون عني ذلك))؛
ونكمل هذا الموضوع, فظلت آخذ فلوس حتى ثالثة إعدادي أو بمعنى أصح أولى ثانوي, أنا كنت أقلعت عن هذا الأمر في أواخر ثالثة إعدادي, لكن للضرورة اضطريت أفعل ذلك في أولى ثانوي مرة واحدة وانكشفت..... (سأذكر ذلك في المرحله الثانوية) كانت شخصيتي العامة في المرحلة الإعدادية: انطوائي, خجول جدا, وبدأت في أواخر تلك المرحلة أحس بالكبت الخفيف، أو ممكن أسميها (بداية الاستعداد النفسي للاكتئاب).
المرحله الثانوية: (أريد أن أوضح أن زوج أمي من مواليد 1968 وأمي من مواليد 1964, أنا أذكر أعمارهم حتى تتخيل حضرك يا دكتور الصورة الكاملة) تعد تلك المرحلة هي البداية الحقيقية لكل الكآبة والقلق واليأس والإحباط الذي أعيش فيه وهنا تبدأ كل المشاكل أحب أولا أن أنوه أن علاقتنا بجدتي (أو بمعنى أصح بعائلة أمي) قد رجعت وأصبح بيننا وبينهم تواصل ولكن كان باهتا جدا بعد أكثر من 5 أعوام من الانقطاع, وأيضا رجعت الصلة بيننا وبين عائلة أبي ولكن عن طريق الهاتف, أما زيارتهم فكانت من أندر النوادر فأنا أعتقد أنه من يوم زواج أمي حتى اللحظة التي أنا أكتب فيها هذا الكلام لم أزر جدتي (والدة أبي) إلا 5 مرات (تقريبا) أي أنه بمعدل زيارة كل سنتين؛
أما أعمامي فلا أزورهم ولا يهمهم أصلا أن أزورهم حتى جدتي لا يهمها تلك الصلة من عدمها, بالرغم من أنها تقعد تقولي (صلة الرحم، وارضي أبوك في قبره، وإنت مش بتجيلي ليه) وهكذا وهكذا....... ولكني كنت أعلم علم اليقين أن دا نفاق وهي لا يهمها أصلا أنها تعرف حاجة عني حتى أعمامي كانوا لما أشوفهم وله حاجة عند جدتي كانوا يثرثرون مثل البهائم بهذا الكلام (إنت هتتحاسب لي صلة الرحم، إنت المفروض تصل الرحم) والله يا دكتور كلام مضحك، وواضح النفاق من كلامهم, حتى الطفل يأخد باله من نفاقهم لأن أسلوبهم في الكلام لا يدل على جديتهم.
أنا أريد أن أعلم من هو الذى يصل رحم من، هل أنا الذي أصل رحم أعمامي، أم هم الذين من المفترض أن يصلوا رحم ولاد أخوهم المتوفي ويطمئنون عليهم كل فترة ويعرفون هما محتاجين حاجة وله لأ، لكن للأسف هما بيكلموا كلام وخلاص، رضوا بالفلوس اللي سكتتهم بيها جدتي هذا الكلام يضحكني بصراحة، ويستفزني أيضا ما علينا ما علينا المهم إن علاقتنا بالعائلتين رجعت (أقولها مجازا) لكن لعائلة أمي كانت الأقرب (إلى حد ما) فأنا جدتي أزورها من 3 إلى 4 شهور (حتى الآن).... -سأكمل تلك النقطة لاحقا-
عندما دخلت إلى أولى ثانوي كنت انطوائيا جدا وخجول إلى أعلى حد، حتى الأساتذة كانوا يقولون لي كذلك ولكني في تلك الفترة بدأت أصاحب زمايلي، لأول مرة ولكن في الدروس فقط، فلا أنزل معهم ولا حاجة فأنا يا دكتور لما أقولها قط (أنا نازل مع واحد صاحبي) إطلاقا, لم أقولها طيلة فترة الثانوية لاعتبارات كثيرة جدا، ستتصح من خلال كلامي تلقائيا ذكرت سابقا وأنا أتحدث في المرحلة الإعدادية أني كنت آخذ مال من وراء زوج أمي وبالفعل تم كشفي في أولى ثانوي فقد عكفت وأنا في أواخر ثالثة إعدادي على عمل فعل ذلك مجددا, بالرغم أن شعوري كان حينئذ إني بعمل عشان آخد حقي ودا حقي (طبعا دا اللي جاي في بالي وقتها) لكني احتجت في أولى ثانوي فلوس ضروري جدا ولكن أنا طبعا مصروفي ضعيف ولا يكفي أقل القليل فأخذت فلوس من ورا زوج أمي, ولسوء الحظ هو كان ينتظر منى تلك الخطوة فقد أعد لي بما أشبه بالكمين، فكنت أنا الوحيد من بين إخوتي في المنزل حينئذ (فالتهمة لبساني لبساني)؛
فجاء إلي وقال لي فجأة (وكان جميع إخوتي نائمون ولم يعلم أحد بهذا الموضوع بتاتا) إني أخذت فلوس وكذا مرة وبخدها ليه، وهكذا ولكني بالطبع خوفا من اللي هيحصلي رديت بالنفي وهكذا بدأ الضرب بي والشتيمة حتى اضطررت اللي أن أعترف، واستمر الضرب حوالي ثلث ساعة متصلة بدون انقطاع وكان يسألني "إنت بتعمل فينا ليه كدا، إحنا معيشينك في أحسن حال!!!، إحنا بنجبلك اللي إنت عايزه!!!" وهكذا ولكني فجأة والله يا دكتور رديت عليه رد مكنتش مجهزة في بالي إطلاقا, الرد طلع لوحده, كأنه طلع من جوايا, من عقلي الباطن وعمري ما هنسى الجملة اللي أنا قولتها دي, لأنها طلعت مني بعفوية وفضلت بعدها عدة ثواني أقول إيه اللي أنا قولته دا، رديت عليه وقولتله "لأني حاسس إني مش زي أصحابي"، فسكت عدة ثواني وقال "ليه! مش إنت بتاكل وبتشرب، ومش بنطلب منك أي حاجة، وعايش مرفه!!!"،
وهكذا واستمر بالضرب حتى تورم جسمي بالكامل, كنت أضرب بعصا خشب فكسرت فمسك عصاية ألمينيوم وظل يضربني بها، والله يا دكتور كان هناك ما يزيد عن 50 جزء متورم في جسدي, وكان لون الورم مختلف من مكان لمكان حتى أني مكنتش بعرف أنام لمدة طويلة على جنبي أو على ظهري, كنت أنام على بطني وأرفع رجلي على المخدة وأضع يدي على ظهري كأني "متكلبش"، من شدة الورم في ظهري ويدي, حتى أحيانا كنت أظن أن يدي اليسرى قد كسرت لأني لا أحركها سنتيمتر حتى تؤلمني, وكنت لا ألبس "نص كوم" حتى لا يرى أحد جروحي.
وبعد ضربي ما يقارب ثلث ساعة وعندها بدأت أنهج من كترة الألم، رمى العصى وذهب إلى أمي فظلت أمي تشتم في وتقول "الواد دا لازم ينزل يشتغل، لازم يعرف لقمة العيش بتيجي إزاي، إللي زيه متجوزين وشايلين الهم، إحنا موفرينله كل حاجة!!!، إحنا قصرنا في تربيتهم، مربينهمش رجالة" وهكذا وهكذا وهكذا. يا دكتور يا دكتور أنا أعلم أني كنت غلطان، بس يا دكتور محدش فاهمني محدش حس بي كلهم بياخدوا كل حاجة على مزاجهم وهواهم, ليس لي الحق في أقل القليل, ليس لدي الحرية في أي شيء، أتذكر يا دكتور أني في يوم من الأيام في ثانوي طلبت من أمي أن تفرغ درجي (فكان لمكتبى ثلاثة أدراج كان لي اثنان والثالث كان لأمي تضع به أشياء في الحقيقة غير مهمة وكنت محتاج هذا الدرج لأن الدرجين لا يكفياني) فقالت لأ، فرددت علي "على فكرة المكتب دا بتاعي" والله قولتها بأسلوب كويس بدون غلظة أو فظاظة، لاقيتها ردت بحدة وقالت "لما يكون ليك بيت يا حبيبي وتتجوز تبقى تقول بتاعي".
في تلك المرحلة الثانوية بدأت إلى حد ما الخروج من عزلتي, لكني بحذر فأنا كنت لا أريد أن يعلم زوج أمي ولا أحد من إخواتي بي ولا بأصدقائي كنت قد تعرفت على مجموعة من الأصدقاء في المدرسة وهم معي في الدروس أيضا، كنت لأول مرة بدأت أتصاحب على حد، ولكن كانت علاقتنا في المدرسة أو في الدروس فقط ولا أنزل معهم ولا شيء، وكانت علاقتنا مش صداقة بالمعنى المعروف, لكنها كانت لي بداية الانتفاح إلى حد ما وكنت وأنا معهم كنت أحترس جدا, وفي نفس الوقت كنت أخاف أن يرانا زوج أمي وأنا معهم، لأنه كثير الأسئلة كثير الانتقاد وهيعمل معايا تحقيق (وأنا مش عاوز كدا).
أنا آسف إني سأخرج عن الترتيب الذي رتبت بيه استشارتي فأنا أريد أن أوضح أمرا (وهو هام جدا) أنه منذ نهاية الإعدادية وبداية الثانوية بدأت الأسرة في التدين أو الالتزام هذا عاما يكون أمرا جيد لكنه كان لعنة، لأنه لم يكن تدين بل تعصب (سأحكي الآن بعض المواقف والنظرات وأترك لك يا دكتور الحكم) وهذا التعصب أثر بي جدا فأنا كل شيء غير متاح لي, وأحيانا يمتزج هذا التدين المبالغ فيه بالتصوف والزهد وهو بالنسبة لي اكتئاب وإحباط أولا نظرة التدين اختلفت من فترة لفتره, بدأت طبيعية ثم ما لبثت أن زادت (هذا أمر جميل لكن ليس في مثل هذه الحالة) أتذكر جيدا نظرة زوج أمي للبس الفتاة البنطلون كان يقول لي "مش حرام بشرط أنه يكون طويل وفضفاض"، ثم بعد ذلك صدر من فمه أن البنطلون حرام وعيب أي بنت تلبسه, وبعد ذلك كانت نظرته أن الخمار والنقاب هما اللباس الشرعي الوحيد وأن إلى تلبس حتى الجيبه "التنوره" تبقى عاصيه لربها (هكذا باللفظ).
الآن نظرته النقاب فقط أنا أعلم جيدا أن هناك خلاف بين العلماء في النقاب بين فرضيت النقاب أو استحبابه ولكني يجب أن يكون هناك احترام للرأي الآخر، لكنه متمسك بالرأي ويمسك فيه بكل ما يملك كانت أمي في الأصل منذ صغرها منقبة, وهي ترى الآن أن النقاب فرض وأن أي واحدة مش لابسة النقاب هتاخد ذنب (طبعا في خلاف بين العلماء في هذا الأمر, فلنحترم كل الآراء) لكن في أمور كتيرة كان بيظهر التشدد سأحكي لك يا دكتور موقف وهو سأعتبره مثال صغير؛
فلنتخيل معا الموقف التالي: "رجل استيقظ في السابعة صباحا فصلى وتناول الفطار ثم ذهب إلى العمل, واستيقظت زوجته على العاشرة فلبست ونزلت إلى أمها (التي لا تذهب إليها سوى مرتين في الأسبوع –مثلا) ثم مرت على سوبر ماركت واشترت حاجاتها ورجعت على البيت على الثالثة" هل هناك مشكلة في هذه الحدودته الصغيرة!!! بالطبع لا يوجد شيء، فأي شخص سيقرأها سيقول هذا الكلام فهذا مألوف حدوثه، فهذا شيء طبيعي لكنه ليس طبيعي بالنسبة لزوج أمي، فهذه الزوجة (بنظرة) ارتكبت خطأين (في نظرة العقيم).
منذ التزام الأسرة يا دكتور لا نعلم شيء اسمه "مصيف في الأجازة" فهو بالنسبة لهم مكان للذنوب والمعاصي وكل نظرتهم له وتفكيرهم "المايوهات" بس اختزل المصيف كله في هذه الكلمة سألت وأنا في ثانوي في إحدى المرات "أنا مخنوق وعايز أتفسح وأروح رأس البر أو الأسكندرية" فقالت لي "اسكت دي مليانة بلاوي وقرف، مايوهات وبنات وقلة أدب وناس معندهاش دين، ربنا يهدي". منذ عام ذهبنا إلى رأس البر -وهذا كان نادرا جدا من أندر النوادر- وكنا إذا ذهب نذهب ليلا بعد المغرب حتى لا نرى "الميوهات والناس اللي معندهاش دين" (في نظرهم) وكنا قد وصلنا قبل المغرب وذهبنا على الشاطئ (بالسياره طبعا) ووجدنا أن الناس كانو يستعدون للمغادرة، ومن هنا بدأت أسمع ما جعلني أصاب بالاكتئاب والإحباط من هذه الحياة.
قال زوج أمي "لا إله إلا الله، هما دول المسلمين، هما دول أمة محمد" وظل زوج أمي وأمي يرددان هذا الكلام وما يشابه وكثيرا ما أسمع منهم هذا الكلام في مواضع شتى, والذي يصيبني بالإحباط والاكتئاب وأثناء ثرثرتهم مر أمامنا رجل ملتحي ومعه ولاده الصغيرين وزوجته ولقيت زوج أمي يقول "سبحان الله شوفتي الملتحي دا (مخاطبا أمي)" فردت أمي "حتى الملتحين كمان، ربنا يبتليهم على أعمالهم" فهو في نظره يشجع على الانحلال, أو مشارك فيه بالرغم أنني عندما نظرت وجدت رجلا ملتحي وزوجته لابسة خمار وأولاده الصغار، بالله عليك يا دكتور......... هما عملوا إيه غلط ولا أي جرم ارتكبوه.
أنا عقلي هيشيط والله من اللي أنا بشوفه يا دكتور أنا بحكي بس اللي أنا فاكره الوقتي فيه كثير, المواقف دي بالمئات وبالطبع لا أتذكر الكثير منها لأنها أصبحت لدي شيء طبيعى سماعه حتى في العمل يا دكتور هم يرفضون مبدأ الزمالة في العمل (أي زمالة الرجل والمرأة) ويعتبروه انحلال وقلة أدب ومش من أخلاق المجتمع حتى لو كانت مجرد زمالة عمل محترمة ويرفضون مبدأ الزمالة في الجامعة، فأنا بالطبع لدي زميلات في الجامعة وعلاقتي معهم علاقة محترمة, فهذا بالنسبة له قلة أدب وأي شاب بيتكلم مع واحدة أو جالس معها في الكلية حتى لو كان لغرض ما, تبقى أدب قال في إحدى المرات في حوار مع زوج أختي, لن أحكي الحوار بل سأذكر الجملة قال "متقليش إن واحد عارف 20 واحه وتقولي نيته سليمة".
أنا أعرف حوالي20 فتاة في الجامعة لكن علاقتي بهم زمالة لا أكثر أحيانا تتصل بي على الموبايل إحدى زميلاتي وتطلب مني إحدى المذكرات أو تسأل عن شيء ما فأرد عليها ولكن بصوت واطي, وأحيانا أتحجج أني هشتري حاجة من تحت وأرد عليها وأحيانا أرد وغصبن عني أحيانا أتكلم بضمير المذكر حتى لا يكتشف أمري أنا أعلم أني لا أفعل شيء غلط، فاحنا مش حبيبة ولا بنكلم في حاجة قليلة الأدب لكني أفعل ذلك حتى لا يلاحظني أحد, لأنها هتعملي مشكلة، وهيقعدوا يحققوا معايا ويدخلوا من جانب الحرام والحلال حتى زوج أمي في عمله لا يعامل زميلاته, ولو اضطر فإنه يعاملهن بشدة -هذا ما أحسسته- حتى لا ينظر إليهن وهو يتكلم (أنا أعلم أن الدين أمرنا بغض البصر, ولكن الدين أيضا أمرنا أن نحترم الآخرين, فأنا أحس أنه لا يحترمهم بهذا الأسلوب فهو مستفز, وأظن أيضا أنهن ينفروا من ذلك) حتى أنه حدثت عدة مرات, إن جاءته مكالمة خاطئة من امرأة, فرد عليها, فعندما وجد أنها امرأة أغلق الخط وهذا ما يفعله عادة, وهذا أمر مسلم بيه عنده حتى إنه إذا اتصل بمكان ما ووجد أن الذي ترد عليه امرأة, فما أن يتكلم وأحيانا يغلق الهاتف وأوقات كتيرة يعطي الهاتف إلى أمي لكي ترد هي (إذا كانت بجانبه).
أما بالنسبة لزوج أختي فهو مثل زوج أمي (تقريبا في الفلسفة الدينية) فلذلك هما مقربين من بعضهما إلى حد ما, وهذا الرجل في الحقيقة لا أطيقه زوج أختي لا يعترف بشيء اسمه "دواء"...!!! هو يسمي الدواء "الكيماوي" هكذا, ولا يعترف إلا بالطب النبوي وطب الأعشاب أما الدواء العادي فهو كيماوي ضار عملته المصانع الأمريكية والأروبية وفيه ضرر!!, عملته عشان تسبب الأذى للمسلمين!!!
ما علينا بدأت أتمرن في هذا النادي, ومن هنا بدأت أتعرف على أول صديق لي, فهو كان معي في التمرين وأصبح معي في بعض الدروس في ثانية ثانوي وأصبحنا مقربين جدا فأنا كنت أذهب إليه قبل التمرين ونذهب معا إلى النادي وأحيانا كثيرة كنت أذهب معه بعد التمرين إلى بيته ونجلس معا, وأحيانا كنا نجلس معا في النادي, فهو كبير وبه أماكن كنا نجلس فيها على البحر كان وقتا ممتعا, ولكني لم أخبر عائلتي أبدا أن لدي صديق أذهب إلى بيته, لأن دا هيعملي مشكلة لأنه في نظرهم البيوت أسرار وماينفعش تتكشف على أي حد، طبعا هذا استكمالا لفلسفتهم الدينية الغريبة وهذا بالضبط ما قاله لي صديقي هذا وكل زمايلي حتى في الجامعة.
أتذكر أن التمرين كان الثالثة وكان كل مرة يتصل بي على الساعة الثالثة يشتم في "إنت تأخرت ليه يا زفت، بتعمل إيه عندك". وهكذا وأوقات كثيرة يغلق الخط وأنا أرد عليه وكان أحيانا يعملي مشكلة في البيت، وحصل الموضوع دا كتير بالرغم إني كنت أذهب إلى التمرين يوم واحد في الأسبوع وهو يوم الجمعة بسبب مذاكرة الثانوية العامة يوم واحد في الأسبوع كثير علي!!!!
وما المشكلة إني أتأخر قليلا، فأنا أقصى يوم تأخرت فيه كانت الساعة السابعة والنصف!!! ما المشكلة!!! كان نفسي أصرخ بأعلى صوت لي وأقوله "ليه إنت بتعمل في كدا ليه" وبالطبع ماما كانت موافقاه في الرأي (فهي في الحقيقة دلدولة له) حدث كم كبير من المشاكل بسبب تأخري مع إني عمري ما قولت في يوم "عايز أنزل مع أصحابي" أو "أنا نازل النهارده مع أصحابي" أو عمري في حياتي ما طلبت ملابس (حتى الآن) على عكس عادة المراهقين, فأنا حتى الآن لم أطلب يوما إني أريد أن أشتري ملابس, فهم لو عايزين يجيبولي براحتهم وكانت مطالبي قليلة جدا، عندما نظرت إلى إخوتي وهم في مثل هذا السن, وقارنت بيني وبينهم وجدت إني كنت "ملاك" بالنسبة لهم سبحان الله، ومش عاجبهم برضو!!!!
أنا كنت تعبت بجد تعبت تعبت أحيانا كثيرة كان يتصل بالكابتن (وهو كان صديق قديم له) ويخبره إني لا أذاكر لكي يوبخني، فعلا أنا كنت قليل المذاكرة، كنت بدأت أتخنق من كل حاجة، اليوم الوحيد اللي بنزل فيه للتمرين مش سايبني في راحتي فيه، وطبعا في البيت ممنوع الأفلام والأغاني وأشياء كثيرة أخرى حتى بعض البرامج فالمتاح فقط وحتى الآن ثلاثه أشياء: قنوات الكرتون، القنوات الدينية، القنوات الإخبارية (وعليها تحفظ لو كانت مذيعة فيجب أن أغير القناة أو أصغر الصورة)، اكتئاب ما بعده اكتئاب أتذكر جيدا أني لم أكن أستعمل الهاتف الأرضي مطلقا فلم يكن لي أحدا لأكلمه, لكني أول مرة أستعمله في حياتي في ثالثة ثانوي لأكلم صاحبي الذي كان معي في التمرين ولكني كنت محترس ألا يراني أحدا، ففي إحدى الأيام رآني أخي الصغير, ولأن الأطفال كثيرا ما يكونون ثرثارين قليلا, ذهب وقال لأمي وزوج أمي ففوجئت بزوج أمي يناديني ويبتسم, "كنت بتكلم مين يا صايع؟" يقولها بهزار طبعا، أنا اتخنقت من الكلام, مش راحمين نفسهم في أي حاجة فقلت له "صاحبي فلان"؛
فقال لي "صحيح... هو مين دا بالضبط, تعالى أقعد جنبي كدا نكلم (فذهبت وجلست بجانبه وأنا مقهور على فعل ذلك)... مين دا بقه؟" وظل يسألني عن اسمه! وأين مسكنه! وماذا يعمل والديه!, وسألني "إنت روحت لبيته قبل كدا", طبعا كذبت وقولت "لأ", فسألني سؤال عجيب قليلا فقال: "إنت شوفت أمه؟", قلتله "آه مدرسة في مدرسة الصنايع" فقال لي "شكلها إيه يعني؟" فقولتله "مش فاهم السؤال!", فقال "يعني محجبة وله إيه يعني؟", قولتله "آه محجبة" قالي "خمار!", قولتله "لأ إيشارب عادي", فقالي "متدينين!" قولته "لأ" وأحسست أنه رسم الضيق قليلا فقال لي "كنتم بتكلمو في إيه؟" قولتله "عادي يعني مش في حاجة معينة"؛
مع العلم أن مدة المكالمه لم تتجاوز 6 دقائق فقال بشيء من الحدة "مفيش حاجة اسمها مش حاجة معينة!, كنتم بتكلمو في إيه يعني, عايز أطمن عليكم" الصراحة مش فاهم يعني إيه يطمن علينا أظن أنه بيكلم وخلاص, أي تبرير عشان أحكيله فقلت له "عادي بندردش شوية" فقال "بتتكلمو في الدين يعني!, ماهو إنت مش واخد بالك, اللسان هتتحاسب عليه ولازم تستفيد بالوقت, مكالمة مش هتستفيد منها في دينك أو في دنياك ملهاش أي لازمة" فقولتله متعجبا "بنكلم مع بعض شوية إيه المشكلة" قالي "المشكلة إن العمر بيعدي يابني, حاولت تستغل وقتك, يعني بتكلمو في الدين ولا في تجويد القرآن, كلامكم ملوش لازمة" أقسم بالله, أقسم بالله, أقسم بالله هذا ما حدث تخيل الإحباط اللي أنا كنت عايز فيه, إرحمنى يا رب.
هذه المواقف كثيرة لا تعد ولكن هذه الوساوس اختفت في الإعدادية (تقريبا) ولكن ما بدأ في الظهور في ثانوي (بالإضافة للكلام مع النفس واختلال الآنية) وساوس فكرية فأحيانا كانت تأتيني فكرة ولا أستطيع أن أجعلها تخرج من رأسي, وأحيانا تأتيني أفكار غريبة تتشبث بي ولكن هذه الوساوس كانت بسيطة (إلى حد ما) عند دخولي ثالثة ثانوي (وهي نقطة تحول) فأنا قد حصلت على مجموع متوسط في ثانية ثانوي واضطريت إني أحول "أدبى"، وطبعا أتذكر أني كنت أعامل معاملة سيئة جدا بسبب النتيجة شتايم وتهزيق وكل حاجة شوفتها في تلك الفترة، فأنا كنت محطم نفسيا إلى درجة كبيرة جدا فأنا ميولي علمية وليست أدبية، ولكن هذه مشيئة الله إني أحول أدبي أتذكر أني في ثالثة ثانوي قد انخفض مصروفي فأنا في ثانية ثانوي كان مصروفي 15 جنيه, أما في السنة الثالثة كان مصروفي 10 جنيه (وأرجو أن تتذكر يا دكتور هذا الرقم فيما بعد) فأنا مصروفي انخفض ولا أستطيع أن أقول "لماذا" وفي هذه السنة قد بدأت ملامح الاكتئاب تزداد قليلا فأنا قد حرمت من التمرين في النادي, حتى صديقي الوحيد دخل "علمى رياضة" وكنت قليلا ما أراه بالإضافة إلى المعاملة الوحشة أحيانا أنا كنت من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى الدرس ومن الدرس إلى البيت......
حلقة لا تنتهي في هذه الفترة وبالأخص في نهاية ثانية ثانوي, كنت عندما أذهب إلى جدتي -والدة أمي- وهي كما ذكرت إني نادرا ما كنت أذهب إليها وكانت خالتي (زوجة زوج أمي السابقة) تسكن معاها وأحيانا ترى الضيق والاكتئاب علي, وكانت أمي تقول لهم إني مكتئبا علطول وبدون سبب واجعل تحت "بدون سبب" ألف خط....... فأنا حاسس إني عايش مع عميان مش حاسين بحاجة مش شايفين إيه اللي بيحصلي ويقولوا "بدون سبب"..... إرحمني يا إلهي لا أعلم هل هذه تسمى أم!!! فكنت بدافع الضيق كنت أحكي لخالتي بعض ما أنا فيه, وكنت أظن أنها ستسمع لي وتساعدني, ولكن عكس ما توقعت فهي كانت تنقل كلامي بالحرف إلى جميع من في عائلة أمي وطبعا للحقد القديم, طبعا أنا كنت صغير قليلا ولا أحس بمثل ذلك, وهي كانت مثل ما نقول بالعامية "بتجر معايا ناعم" فأخرجتلها جزء مما بداخلي وطبعا علمت أمي بما قلته، وهنا بدأ التوبيخ والتهزيق "محدش هينفعك يالا، رايح لخالتك تقولها، بتشتكي أبوك لمين للناس" وهكذا ولكن ضع أبوك تحتها ألف خط, فهي متحفظة جدا له, فهي فوقنا.
المهم إني اتخدعت في خالت وفي جدتي، فهما من صفاتهم المبالغة في كل شيء بطريقة مستفزة وطبعا كرههم على زوج أمي كان له قدر كبير انعكس كثيرا في تفكيرهم وردود أفعالهم فهم يعتبرونه شيطان، طبعا لا يصرحون بذلك طبعا لأن ابن خالتي (الذي هو ابن زوج أمي) كان يرسل إليه المصروف كل شهر, وكان كل أسبوعين يأخذه يفسحه, طبعا بدون احتكاك بشكل أو بآخر بخالتي أو بجدتي (حتى الآن) وأنا عايش في كل القرف اللي أنا عايش فيه دا!!!!!!
أتذكر جيدا في تلك الفترة إن خالي عندما أراه في الشارع كان يعمل نفسه مش شايفني، هذا الموقف حدث مرتين, مرة في الثانوي ومرة وأنا في الجامعة لا أعلم لماذا يفعل ذلك فهو كانت له شخصية غريبة حتى أمي عندما حكيت لها ذلك قالت لي "معلش يابني هنعمل إيه خالك" وأوقات كثيرة ما تقول عنه مش راجل وأنه دلدول لزوجته أحيانا طبعا أنا أعلم الآن أن حضرتك يا دكتور تكذب كلامي أو تشكك في مصداقيته, فتقول في نفسك "مش معقول كل اللي حواليه كدا" ولكن والله يا دكتور هي دي الحقيقة كثير من زملائي عندما أحكي لهم بعض هذه الأشياء لا يصدقونني ويقولون عني إني ببالغ بس والله هي دي الحكاية سواء خالي أو خالتي أو أعمامي.
أنا يا دكتور أكتر إنسان محبط ممكن تشوفه إنت مش متخيل اللي جوايا وأنا بكتب الكلام دا الوقتي أحس إني نفسي أجيب سكينة أطعنها في قلبي كنت أشعر بالضئالة, إني إنسان خسارة فيه كل حاجة كنت بستخسر في نفسي أي حاجة حتى الملابس الجديدة عندما كانو يشترون لي ملابس جديدة, كنت أستحقر نفسي واستخسرها في وأقول في نفسي خسارة الفلوس اللي اندفعت عشان الحاجات دي تجيلي هذا الشعور معي حتى الآن بكل أشكاله، فلنكمل فلنكمل، المشي اعتبروه حرام وتضيلع وقت ولكني بالرغم من ذلك لم أتوقف عن المشي كل يومين وإحيانا كل يوم من بعد الفجر حتى الشروق (ولم أكن أسبب الإزعاج لأحد مطلقا) لكن عندما بدأت الامتحانات وفي يوم 26-6-2008، كنت في ذلك اليوم أقرأ كتاب ديني عن عذاب القبر ولحظة الموت وفراق الروح الجسد -فأنا متيم بالأشياء الغامضة دائما سواء العلمية أو الدينية-؛
وحينئذ وأنا أقرأ شعرت أن حلقي بدأ يجف ووجدت صعوبة في التنفس وكان شيء ثقيلا على جسدي, فقمت مرعوبا وضربات قلبي سريعة جدا من الرعب وحينئذ أحسست بضعف في الرؤية ووضعت يدي على قلبي أحسست إنه سيتوقف من شدة النبض, أحسست إنه سينفجر ومن هنا شعرت إني سأموت وأن ملاك الموت نزل يأخذ روحي, أحسست بأني بانقطاع عن الدنيا وجسمي لا أشعر به هذا واللهى يا دكتور أقوى وأصعب شعور أحسست به في حياتي, والله لو أحد خيرني بين إني أحسه مرة أخرى وبين ضربي بالرصاص....
سأقول له اضربني بالرصاص كما شئت لكن هذا الشعور فلا بدأت أشعر أني سأموت وتحول الرعب بداخلي إلى رهاب شديد ظل معي عدة أيام لم أكن أنا فيها حتى إني كنت في فترة الامتحان ولكني لم أستطيع المذاكرة أو المراجعة, فأنا أتذكر أن إحدى المواد قد راجعتها قبل الامتحان بساعة فقط لم أكن أنام سوى 3 ساعات في اليوم كانت ضربات قلبي غير مستقرة تماما, تزيد أحيانا وتنخفض مرة أخرى ثم ما تلبث أن تزيد, كنت لا آكل ولا أشرب ولكن بالضغط الذي بداخلي, اضطريت أقول لأمي هذا الشعور, بالرغم علمى جيدا أنها لن تساعدني في أي شيء وربما تأنبني وتلومني، قالت لي إنها وسوسة شيطان ومسمعلهاش وإني تافه إني أفكر في حاجة زي دي وإن الشيطان بيوسوسلي بكدا وأنا بقتعنع لأني إنسان مش كويس وذنوبي كتيرة.........
حالتي النفسية تدهورت زاد الاكتئاب الشديد, فكيف أتحمل وسواس ومعاملة سيئة كنت أحبس نفسي في الغرفة وأجلس فيها ماما كانت تيجي تقولي "إنت هتفضل نايم كدا زي الست الولدة"، وذلك زوج أمي كان يقول "محدش يجيبلي سيرته في البيت ولا يطلب منه إنه يقوم يعمل حاجة, سيبوه كدا نايم على سريره لغاية ما يجيله بيت العدل" ثم جاء إلي وفتح الباب وظل يبرطم لي قليلا وقال "لو خايف من الموت اعمله ياخويا" أحب أنوه أن الوسواس استمر معي شهر ونصف.
لكن في الحقيقة أن وسواس الموت بذاته استمر معي ثلاثة أسابيع أما الباقي فكان الاكتئاب الحاد كنت لا آكل ولا أشرب ولا أفعل أي شيء ودائما ما تقول أمي لأخواتى "أني عاق" وبهذه المناسبة, مصطلح عاق لديهم ليه معاني كثيرة جدا, فأنا بعد تلك الفترة وعلى ما يقارب سنة أو أكثر والله كانت نوبة الاكتئاب تنتابني وكنت أجلس بمفردي, ودائما أمي ما كانت تيجي تلومني على جلوسي بمفردي, وتيجي وتقولي "إنت زعلان ليه ياخويا" وهنا أنتقل إلى نقطة (السؤال) عمر ماما يا كتور سألتني عن حالي أو أنا زعلان ليه, تخيل إن أم تشوف ابنها مضايق وعمرها ما فكرت تسأله عن سبب حزنه, فكان السؤال يأتي من جانب اللوم فقط وأحيانا كانت تقولي "إنت عاق" بسبب حزني وجلوسي بمفردي.
اشتغلت مع زوج أختي -بتاع الكيماوي-, وكان مهمل في العمل بشكل كبير, وكان ملتحي رجل دين خريج من كلية أزهرية, لكنه كان مهمل جدا, وأحيانا كان يقفل المحل وقت طويل جدا يمكن أن يصل إلى أغلب اليوم بحجة الدروس الشرعية فأنا في الحقيقة إن العمل عبادة ويجب أن يكون هناك موازنة وكانت أيام مريرة تحملت فيها الكثير وكثيرا ما كنت أختلف معه وحتى كان زوج أمي يقولي "وإنت واقف في المحل كدا إضحك عشان متخنقش الزباين" لأني كنت لا أرسم الضحك أو السعادة على وجهي أبدا لشدة اكتئابي فإني أضحك كانت معجزة ولا أستطع حتى أن أزيف رسم السعادة على وجهي أيام مريرة المرحلة الجامعية الأولى.
بعدها دخلت الكئية المشئومة من أول أسبوع كرهت الكلية, كرهت الدكاترة, كرهت المواد هذه المواد متنفعنيش أنا مش بحب التجارة والمواد التجارية هذاكر كل دا ازاي!!! لم يكن لدي أصدقاء إلا زميلين كانو بجوار منزلي وكنت أعرف أحدهم في ثانوي أما الآخر فتعرفت عليه لم أكن أطيق المحاضرات لا أدون أي كلمة أو أكتبها أما صديقي (صديق التمرين) فقد ذهب إلى كلية أخرى وانقطعت صلتنا ببعض إلا قليلا كثيرا ما كنت أنزل من البيت وأقعد في الجامعة قليلا بمفردي ثم أرجع إلى البيت وأقول لهم إذا سألني أحدهم "أن المحاضرة اتلغت", وأحيانا كنت أجلس مع نفسي أكثر من ساعة ونصف في حديقة الجامعة حدث هذا الموقف ما يقارب 15 مرة!!!!
تخيل يا دكتور هذا الشعور القاتل الوحدة القاتلة التي كنت أعيش فيها، أيام مريرة جدا لن أنساها اكتئاب إحباط وساوس، أحيانا كنت أسأل نفسي, أنا عايش ليه عشان أتعذب ليه أتعذب مش أنا إنسان زي بقيت البشر دا حتى بيقولو الضرب في الميت حرام، فلتعتبرني ميتا وارحموني طبعا حضرتك هتقولي الوقتي "لماذا لم تصاحب أحدا؟" فلترجع لقراءة المرحلة الإعدادية والثانوية لكي تعلم الإجابة حدث موقف في منتصف العام الدراسي (الكلية اللي أنا مش عاوزها دي) كان معايا إحدى زميلاي الوحيدين وكنا ماشين في الشارع, فلاحظت أن زوج أمي يقترب بالسيارة في اتجاهنا فصدر مني موقف عفوي تماما قولت لزميلي بقوة "عدي الشارع!... عدى الشارع!", ففزع من ما قولت وذهب وسار في الجانب المقابل من الشارع؛
أما أنا فبقيت في نفس اتجاهي, فعندما مرت سيارة زوج أمي بجانبي لم يلاحظني, فحمدت الله كان همي الوحيد أنه مايشوفنيش معاه, كانت ضربات قلبي تدق بشدة من الخوف وهذا ما أفعله حتى الآن, لا أجعلهم يعرفون عني أي شيء حتى لو كان بسيطا إلا ما أقوله لهم فقط وأحافظ على السرية المطلقة لكل حاجة خاصة بي لدرجة أن ملفاتي على الكمبيوتر أحميها بباسورد حتى لا يمكن لأحد الدخول عليها, بالرغم من أنها ملفات عادية لكني حذر جدا حتى أن بعض الأوراق التي لا أريد أن يراها أحدا, أقوم بجعلها بين أوراقي وكتبي في مكتبي, حتى لا يصل إليها أحد بأي طريقة أنا مش بعمل أي حاجة غلط, بس غرضي الأسمى والأعلى إن مفيش حد يعرف عني أي حاجة حتى الآن منذ بداية الوسواس بعد شهرين تقريبا, طبعا كانت معي نوبة الاكتئاب ملازماني دائما, بالإضافة إلى أنه زاد معي "اختلال الآنية" بشكل كبير, وكانت شيء يضايقني جدا الإحساس بأني مش موجود وإن كل اللي أنا فيه وهم وإن الشيء اللي أنا شايفه بعيني وهم وإني خرجت من نفسي (لا تسألني يا دكتور كيف, فأنا أحاول أن أقول شعوري)؛
بالإضافة إلى إحساسي "بإظلام الرؤية", ومازلت أعاني منه حتى الآن, أشعر يا دكتور أن نظري ليس طبيعي, أحس كأن الرؤية ليست دقيقة, لا أستطيع شرح هذا لكني كنت أحس بأن الرؤية مظلمة قليلا, ويظهر هذا الموضوع لدي بالأخص في الليل حتى عندما كنت أشتكي لأمي أو لزوج أمي, كانا يقولان لي أن أذهب إلى دكتور العيون, وأحيانا كانو يقولون لي "انتقام ربنا" وبخصوص الجملة دي, كانت تتقالي علطول لما أكون تعبان (مغص أو صداع أو برد أو أي شيء) "أحسن انتقام ربنا", "روح اتقي الله"؛
جاءت نتيجة الترم الأول, وقد رسبت في مادتين ومعي مادة رفع طبعا أنا ماكنتش بذاكر, لأني مش حابب اللي أنا بذاكره ومش حابب أي حاجة في الأساس ومن هنا بدأت الاتهامات اللي "إنت فاشل، هتفضل فاشل، اشمعنى فلان بن فلان ما هو في الكلية وناجح"، وأتذكر جيدا في هذا اليوم أن أمي بعدما علمت بنتيجتي بكت!! بالله عليك يا دكتور المفروض هو مين اللي يعيط, أنا وله هي وطبعا أنا الملام وأنا الفاشل وأنا...... وأنا....... وأنا وعندما جاء زوج أمي أخبرته أني أجبرت على دخول الكلية وأني مانفعش في الكلية دي فرد عليها العبارة المعتادة "اشمعنى فلان بن فلان ما هو ناجح" فقولتله بحدة "أنا حاجة وهو حاجة" فقال لي "طب إنت كنت عايز تدخل إيه" قولتله "الكليه الفلانية" فظل يستهزء برأيي وبكلامي ويقولي "عايز تدخل الرقص الشرقي".
وبقيت في البيت عدة أيام حتى أخبرت أختي أن تقنع زوج أمي أو تتكلم معه، ولكني لا أظن أنها فعلت شيء فبعد عدة أيام قال لي زوج أمي "أنا مش هقدر أقولك لأ, وإنت تختار اللي إنت عايزه دا مستقبلك" جملة مضحكة، من إمتى أنا لي الحق في أي حاجة من الأشياء الغريبة إن نظرة الجميع من زملائه في العمل أو جيراننا, على أن زوج أمي هذا, رجل حكيم وعقله راجح, ومنفق فعلا هو رجل كريم جدا, وهذا إنصاف للحق, ولكن مع الآخرين وفي مصروف البيت, ولكنه مش حاسس بالواقع نهائي فقالوا لي خلاص تحول الكلية اللي إنت عايزها وطبعا أنا سعدت جدا, فهي ما كنت أريدها ولكن كان لابد لي الانتظار حتى نهاية العام, فأنا كده ضاعت مني سنة, لكن مش مشكلة؛
المهم إني دخلت كلية عايزها وقالوا لي يجب أن تعمل وأنا لم أمانع ولكن للأسف يا دكتور ادبست في عمل مرهق جدا, مرهق نفسيا وليس بدنيا, أعمل في مخزن للأدوية براتب بسيط ولكن كان عذاب فصاحب العمل كان صاحب زوج أمي, وكان موصيه عليه وطبعا موصيه يطلع عيني، وأنا مش بإيدي أعمل حاجة كنت أعمل 11 ساعة, أما في رمضان فكنت أعمل ما يقارب 13 ساعة كنت أرجع إلى المنزل الثالثة فجرا, وأذهب إلى العمل الساعة 12 تخيل الأرف اللي أنا فيه دا وهنا بدأت الميول الانتحارية تظهر عندي فكرت كتير إني أنتحر, حتى على الأقل كنت أريد أحيانا أن أسبب الأذى لنفسي فكنت أشعر أن الألم سيريح ما بداخلي كان الجميع يقول عني اكتئابي, حتى ما يعملون معي, حتى أن صاحب الشغل جه يقولي "أنا عارف إني بقسى عليك شوية, بس دا في مصلحتك"، طبعا أنا كنت مخنوق مش من الشغل بس من كل حاجة كنت أتخيل أصدقائي وزمايلي ليه مكونش زيهم ليه أتعذب وكل حاجة أنا فيها قهر أنا مش حابب الشغل وعايز أروح شغل تاني, وماينفعش أقول في البيت لأنه هيتعملي حكاية حتى أنهم دبسوني في الشغل دا قبل ما أقرر ياه طبعا يا دكتور حضرتك ممكن تكذبني وتقولي إني ببالغ, مش معقول إن الكل ضدك وكل حاجة مقهور عليها كدا بس والله يا دكتور هو دا اللي حصل انتهت الأجازة وبدأت الدراسة وهنا ذهبت إلى الكلية التي أردتها.
أحب أنوه أني قد ذهبت إلى دكتور نفسي بإيعاز من زوج أمي وأمي "خلي الواد دا يروح لدكتور عشان يعالج التخلف اللي فيه" هذا ما قالتله أمي فأنا الوسواس رجعلي تاني بعد حوالي 9 شهور من بداية الوسواس فذهبت إلى طبيب وقال لي إن عندي "اكتئاب إحباطي" و"وسواس قهري" ووصف لي عدة أدوية (نيورازين, تريتكو, باروكستين, انفرانيل).. واستمريت عليهم 3 شهور لكني لم أقول لأحد في المنزل عن مرضي كنت أقول لهم "مشكلة نقص كهرباء" لأني لو أخبرتهم الحقيقة هتتعملي حكاية كبيرة, وطبعا كأني بقول ليهم "إنكم السبب" وهم بالطبع لا يرضوا أن يكونوا مخطئين أبدا!!!! فهم كالملائكة الطاهرة!!! أتذكر أن زوج أمي أراد إيقافي للعلاج بحجة أنه مش شايف تحسن خذ في بالك يا دكتور أنه الذي يقرر, أما أمي فكانت عندما أطلب منها المال لشراء الدواء كنت أحس بضيقها, كأني بقول لها "أخرجي لي أحشائك"!!!
وهكذا بعد 3 شهور اضطريت إلى وقف العلاج, ولم أشعر أن الدواء أثر به, ولم أحس بأي تحسن المرحلة الجامعية الثانية: أنا عارف إني طولت كثيرا في استشارتي أعلم ذلك فسأحاول الاختصار قليلا أنا الآن في سنة رابعة سأضع نقاط سريعة لتسلسل الأحداث أنا أعمل في فترة الإجازة, أما في أيام الدراسة لا أستطيع العمل أنا الحمد لله أحصل على تقديرات عالية, طبعا أهلي لم يكونوا يتوقعون ذلك, كانو يتوقعوا أن أفشل زي الكلية الأولى, لكني الحمد لله صدمتهم بتقديراتي العالية سأتكلم عن موضوع المصروف يا كتور يا دكتور تخيل مصروف طالب جامعي في عام 2010 أنا لا أقول عام 1980 او 1990 أنا أقول منذ بداية 2009 حتى 2010 ، أنا أقصد مصروفي في سنة أولى يا دكتور عمرك شوفت طالب جامعي مصروفه 40 جنيه في الشهر, يعني 10 جنيه في الأسبوع دي أعمل بيها إيه يا دكتور.
المشكلة يا دكتور أنهم كانوا بيعتبروه كتير ولما أقول لماما إنه مش مكفيني ترد علي وتقول "إخواتك البنات كانو بياخدوا كدا, كمان إنت بتنزل 3 أيام في الأسبوع بس" تخيل يا دكتور, أنا مش بقول إنهم بخلاء, ولكن عندهم سوء إدراك الواقع أتذكر في إحدى المرات طلبت فلوس فكة, وأنا في الأساس ماكنش معايا فلوس فقام زوج أمي واداني "جنيه"!!!!! وقالي "معلش يابني معيش فكة" تخيل ذلك يا دكتور... وأحيانا كان يسألني "إنت مش بتحوش ليه", بالله عليك يا دكتور ماذا أقول له!!!! أتذكر أنه في إحدى المرات سألني قالي "معاك فلوس" قولتله "لأ" وكنا تقريبا في منتصف الأسبوع فقال لي مستعجبا "بتصرف في إيه يعني" قولتله "عادي بجيب حاجة أكولها أو أشربها في الكلية" فقال مستعجبا "حاجة تشربها!! مش أنا بجيب حاجة ساقعة وأمك بتنزلك تجيب", وسكت قليلا وقال لي, "حافظ على فلوسك يابني".
الغريب أن زوج أمي ممكن يشتري حاجات ويوديها لناس بفلوس كتيرة, وأحيانا أمي لما تروح لجدتي تعطيها 200 وأحيانا 300 جنيه، ويبخلون علي. بالنسبة للإنترنت يا دكتور أختي وهي في الجامعة كانت تجلس على الإنترنت حوالي 10 ساعات في اليوم, وبالرغم من ذلك زوج أمي لا يستطيع أن يقول لها "قومي" أو يعاتبها, فهو بالنسبة لها "عم"! على عكسي أنا وإخواتى نقول له "بابا" الآن انقلبت الآية وأنا الآن في مرحلة الجامعة قد منع الإنترنت في المنزل وزوج أمي يقول لي "النت مش مهم, ومش شايف فيه فايدة" مش دي تفرقة عنصرية بيني وبين أختي وهي كانت في سني أنا الوقتي بروح السيبر "نت كافيه", وكل يوم هناك ومع العلم أن مصروفي 20 جنيه, فكل مصروفي أصرفه في "نت كافيه" تخيل يا دكتور منزل ممنوع فيه التلفزيون إلا على القنوات التي ذكرتها سابقا, وممنوع النت, ومعاملة سيئة تخيل اللي أنا عايش فيه حتى هذه اللحظة أنا يا دكتور مش طايق البيت مش طايقه, دا حتى خالتي قالتلي في مرة تعالى عندنا إحنا عندنا نت, بس طبعا هتذلني بيه.
بالمناسبة, زوج أمي منذ صغري ومنذ رجوع علاقتنا بجدتي حرم علي أني آخذ منها فلوس حتى "العيدية", وفي إحدى المرات ذهبت عندها في العيد فأعطتني عيدية فخاصمني زوج أمي عدة أيام وقال لي "عيب متخدش من جدتك, جدتك محتاجة" فعلا جدتي حالها متواضع, ولكني من داخلي أعلم جيدا أنه يفعل ذلك للمشكلة القديمة بينهم حتى أمي يا دكتور... عدة مرات قالت لي أن لا آكل ولا أشرب عند جدتي عندما أذهب لها والسبب باللفظ الواحد "عشان ما تذلكش باللقمة اللي إنت هتاكلها" وفعلا يا دكتور فهي من طابعها ذلك, أن تقول للكل إن فلان جاء عندها وأكل كذا وكذا وأحيانا تقول مقدار ما أكل ولذلك ذكرت قبل قليل أن خالتي هتذلني لو روحت عندها لأن عندها نت, أولا زوج أمي لن يوافق, وثانيا: هتذلنى بيه, وهتقول للكل على كده وهتعملها حدوته وحكاية فجدتي وخالتي نفس ذلك الطابع.
أما أمي فلها طابع (تكبير المواضيع) و(المسكنة –أو التودد المبالع فيه, فتحب أن تظهر للجميع أنها طيبة وأنها الكويسة وهذا طابع فيها) و(سوء تقدير الأمور عموما) حدثت عدة مشكلات بين أمي زوجها, مشاكل طبيعية تحدث في أي بيت, ولكن كانت تعبر عن نفس نظرتي للأمور ففي تلك الفترة قالت أمي لي "أبوك بيكبر المواضيع واللي في دماغه وعايز يبقى هو الصح علطول" سبحان الله, نفس نظرتي له, يعني أنا كده مش بظلمه, ما هو أهه مراته بتقول عليه كدا يبقى كلام صح وهو يصدر منه أفعال تدل على أن ماما "بتكبر المواضيع جامد" وهو نفس نظرتي لها يا دكتور أنا إخواتى التوأم اتبهدلوا منذ فترة مراهقتهم, هربوا من البيت حوالى 10 مرات, وكانوا يتفننوا فى الهروب وكل مرة نجيبهم في إحدى المرات طلعوا على السطح ونطوا على العمارة اللي جنبهم طلعوا الطاقه المتخزنة فيهم غلط ذهبوا إلى شرم الشيخ وظلوا بها عام تقريبا, كان كل اللي يهمهم الموضة واللبس والخروج, وطبعا هذا غير موافق عليه في منزلنا فتمردوا (هذا سبب تمردهم)، فشلوا في الدراسة.
أنا بكره كلمة "ماما", أنا أقولها طيلة الاستشارة لكني لا أشعر بها بداخلي هذه ليست أم, متنفعش إنها تبقى أم بتصرفاتها وبأسلوبها كفاية أنها في يوم من الأيام خانت أختها, أنا مش عارف هما معتبرين الموضوع عادي ليه, مجرد ماضي وعدى لأ الموضوع كبير, إزاي تتجوز زوج أختها, بأي عقل بأي منطق بأي أخلاق أنا عايز تفسير لي اللي حصل, تفسير منطقي تفسير للي بيحصل إزاي دكتور أنا اكتفيت كتابة مش قادر أكتب أكتر من كدا, مش عاوز أفتكر حاجة معتش في طاقة إني أستحمل حاجة دكتور أنا طولت في الاستشارة دي بس الخلاصة, أنا عايز أحضر دراسات علي وخايف إني أفشل أو بمعنى أصح, حالتي النفسية حاسس إنها سوف تقف عائقا أمامي, بماذا توصيني؟؟؟؟؟
دكتور أنا لا أطيق الجلوس في البيت نهائي بل أحب الخروج إلى كليتي ومع زمايلي وزميلاتي, مع العلم أن قسمنا أغلبه بنات وقليل هم الشباب, فأنا أحيانا أحضر بمفردي "أكون أنا الشاب الوحيد" من بين البنات, طبعا كلنا نعرف بعض فنحن دفعة صغيرة, وهذا سبب في قلة أصحابي في الكلية أنا أحس أني لن أستطيع أن أكمل موضوع الدراسات العليا والتحضير, أولا بسبب مادي (يمكنني أن أحاول التغلب عليه) والثاني والأهم السبب النفسي, بما توصيني؟؟؟؟
شيء آخر يا دكتور أنا منذ سنة كنت قد ذهبت إلى طبيب في المستشفى الجامعي وكان يعطيني "فافرين" حبتان في اليوم, واستمريت عليه حوال 7 شهور, ولكني شعرت بتحسن خفيف جدا جدا, تحسن ضئيل وأنا قطعت هذا العلاج منذ عدة شهور, فبما توصيني, هل أرجع إلى استعمال الدواء مرة أخرى أم أن أذهب إلى الدكتور ليصف لي دواء آخر أم تصف أنت لي دواء؟؟؟؟؟
شكرا لكم جميعا وأنا فعلا متأسف جدا جدا جدا إني طولت, وأعلم أني قد أثرت غضبكم بكل هذه الاستشارة والحكايات المملة أنا أعتذر أشد الاعتذار....
فلتسامحوني فبداخلي كبت لا يوصف وإن لم تردوا على هذه الاستشارة لن أتضايق, فإني قد بالغت حدودي ولكم السلام...
01/11/2011
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview: شاب وطالب جامعي عمره 21 عاماً يتحدث عن حياته منذ الطفولة إلى الآن هناك الكثير من المعاناة التي تستحق التمعن فيها.
التوصيات Recommendations:
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ لا أنكر أني قرأت رسالتك أكثر من مرة ولا حرج أبداً في الإسهاب في الشرح لكل إنسان الحق في التعبير عن معاناته إن كان المجتمع ومن حوله على درجة من الرقي الفكري فسيجد أذاناً صاغية إن كان من حوله يعيش في الظلمات فلن يجد من يستمع إليه بل ولن يجد أيضاً من يرخص له بالتعبير عن نفسه بعدها سيقبل الإنسان بحكم الظلام والجهل ولا يجد علامة تشير إليه بأن هذا الطريق هو طريق الخروج إن شئت أن تطلق تعبير على هذه المعاناة فأقترح عليك تعبير الإرهاب الاجتماعي.
٠ لقد تعرضت لهذا الإرهاب في محيط العائلة أولاً لم تسنح لك الفرضة بالتعلق بالأب أولاً، وأما بديل الأب فهو إنسان نرجسي بكل معنى الكلمة تراه كان بارعاً في التحايل على أختين، وبعد ذلك مارس نزواته العدوانية ضد أطفال تكفل برعايتهم رغم أن البعض قد يقول لك بأن كان حسن النية وسلوكه يعكس عادات وتقاليد اكتسبها في المجتمع الذي يعيش فيه، ولكن هذا الكلام ما هو إلا مجرد تضليل لحماية المجرمين من أمثاله والحرص على تقاليد اجتماعية بالية.
٠ يمكن تشبيهك تجربتك أو بالأحرى التجارب التي خضتها في رحلة العمر بإنسان في خندق مظلم والطريق إلى النور هو سلم حلزوني الكثير من الناس الأوفر حظاً في هذه الدنيا ترى الأب والأم يحتضنون الطفل ويحملوه عبر هذا السلم الحلزوني بسرعة البرق ويبدأ هذا الطفل حياته في محيط مضاء بأنوار كاشفة تحت الأنوار الكاشفة يتولى الأب او الأم أو كلاهما رعاية هذا الطفل، وتحت الأنوار الكاشفة تضمن العائلة المتوسعة أيضاً حماية رعاية الطفل، وتحت الأنوار الكاشفة أيضاً يضمن المجتمع رعاية هذا الطفل من خلال مؤسسة اختارها المجتمع تتولى رعاية كل عضو من أعضاء الشعب وهذا ما نسميه الدولة أو الحكومة.
٠ فشلت الدولة وفشل المجتمع أيضاً في حمايتك من الإرهاب الاجتماعي هذه هي وصمة العار التي تلحق بأي مجتمع بشري يتمسك بتقاليد بالية لا تقيد إلا من حرية أفراده وحماية حفنة من الأوغاد يتفننون بإلحاق الأذى بالأطفال ما يثير العجب كيف يمكن لأب أو أم أن يصفع طفل فكيف الحال أن يجلد طفل؟ تذكرني مقالتك بأب تحدثت معه في لقاء اجتماعي وقال لي أيامها أنه يشعر بألم في يده اليمنى لم يفارقه منذ أن صفع أحد أبنائه مرة واحدة فقط منذ 20 عاماً. قال مقولته وبدأ الدمع ينزل ببطء من عينيه رغم أن جميع أبنائه أثبتت الأيام إبداعهم ونجاحهم فكرياً وخلقياً واجتماعياً.
٠ حاولت الصعود من الظلمات إلى النور، وواجهت إرهاباً اجتماعياً من نوع آخر وهو البلطجة في المدارس هذه الظاهرة الشائعة في جميع أنحاء العالم خير مثال للإرهاب الاجتماعي من المؤلم بأن هذه البلطجة في العالم العربي تأخذ شكلاً إرهابياً يتمثل في اغتصاب الذكور واللواط بهم هذه الجريمة تمر على المجتمع مرور الكرام ويبدأ المجتمع المحافظ بالتستر عليها حفاظاً على تقاليده هذه الظاهرة الإجرامية لا تراها في مصر فقط وإنما في كل قطر عربي لا يتسع المجال في هذه الاستشارة للخوض بالتفصيل في هذه الظاهرة ولكنها حقيقة مرة وتترك آثارها على الطفل المراهق إلى الأبد. عليك بمراجعة استشارات الموقع للتعرف عليها وفي مجال الممارسة المهنية التقيت بضحية من بلد خليجي أعتبرها أمراً طبيعياً، ومن بلد عربي آسيوي كان من مرتكبي الجريمة مشيراً بأن عدم المشاركة في هذا الاغتصاب الجماعي أحياناً يعتبر وصمة عار.
٠ لكنك استطعت أن تقاوم أوغاد الأمس والذين يمثلون أيضاً أوغاد اليوم والمستقبل ما أثبتت رسالتك أن لديك العزيمة ورباطة الجأش في مواجهة الأوغاد ولديك القدرة على النطق بكلمة لا. الكثير من الضحايا لا يقوون على النطق بهذه الكلمة لسبب واحد فقط وهو أنهم أطفال وحمايتهم هي مسؤولية المجتمع أولاً وآخراً.
٠ سلبية الأم: استمر صعودك عبر السلم الحلزوني رغم استمرار العمليات الإرهابية التي يقودها زوج الأم التي يبدوا أن دورها في الحياة يتصف بالسلبية والبلادة وعدم الفعالية بدأت تحمل في داخلك شعور بالكراهية نحوها ولكن هذه العاطفة لا تخلوا من الألم لا شك أن الأم لعبت دورها وفشلت في حمايتك من زعيم الإرهاب العائلي هناك بعض الأمهات وكذلك الآباء الذين يحرصون أولاً على تلبية احتياجاتهم قبل احتياجات أطفالهم، ويحاولون مغازلة ضميرهم بحجة التقاليد والأعراف وأضيف أيضاً التزمت الديني.
٠ رغم أني أحاول قدر إمكاني عدم الخوض في العقائد الدينية ولكن لا بأس من التطرق إلى هذا الأمر في مضمون استشارتك. في هذا الشهر المبارك يتوجه الناس إلى مكة المكرمة لآداء فريضة الحج لو تمعنت في طقوس الحج لأدركت أن هذه الطقوس إطارها واحد وهي تنبيه البالغ من هؤلاء الحجاج بمسؤولية الأم والأب تجاه أبنائهم هناك سعي الأم لرعاية طفلها وهناك وقوف عرفة ليذكر الأب بطفله وعدم التضحية به إن هذا الفرض العظيم ليس مجرد رحلة للتخلص من ذنوب يحملها الفرد في حقيبة سفره ليلقي بها في وحشة مزدلفة كما يتصور الغالبية من الناس.
٠ لكن عليك أيضاً أن تتخلص من مشاعر الكراهية تجاه والدتك فهي امرأة لم يحالفها الحظ في هذه الدنيا لتلقي الثقافة والمعرفة وتم تحضيرها وبرمجتها لتقوم بدور واحد وهو دور الزوجة الجارية لرجل هذا ليس ذنبها وإنما هي ضحية التخلف والجهل الاجتماعي لذلك تراها لم تتورع عن الزواج برجل كان زوج أختها، ومن الصعب أن يدرك الإنسان أحياناً كيف يمكن أن يحدث ذلك لكنها بعد رحيل والدك لم يكن لها إلا طريق واحد للبقاء وهو أن تجد رجلاً يحميها أولاً ويلبي احتياجاتها وربما تكون سعيدة الحظ ويلبي احتياجات أطفالها هذا لم يحدث معك.
٠ تطرقت في رسالتك إلى سلوك مألوف في الأطفال الذين يعيشون في بيئة مرضية وهو أخذ المال من الوالدين بدون علمهم لا أستعمل كلمة سرقة في هذا المجال لأنك كنت طفلاً، ولكن البعض قد يستمر على هذا السلوك إن كان لا يمتلك البعد العقلي والفكري لتجاوزه حاول أن تتذكر دوماً بأن هذا السلوك رد فعل ضد من سلب حقوقك في الطفولة ولكن بعد سن السادسة عشر سيخضع للوائح قانونية ويعتبر جريمة لا غير عليك الانتباه مستقبلاً لهذا السلوك الذي قد يتكرر في مجالات أخرى أعيد القول عند البلوغ لا يمكن تصنيف هذا السلوك إلا بالجريمة.
٠ الأزمات الوجودية: خلال رحلتك عبر السلم الحلزوني والصراع الدائم مع زوج الأم والعائلة، لم يكن من الغريب أن تواجه صعوبة في حل الأزمات الوجودية التي تواجه الإنسان في عمر المراهقة وأحياناً طوال عمره في هذا المجال هناك أزمة معنى الوجود والعلاقات العائلية والمجتمع والدين وكل ذلك الإنسان حر بأن يضع مفاهيم الوجود في إطار خاص به ولكن عليه أيضاً أن يتحرر من العواطف السلبية وبالأخص الغضب الذي قد يكون أحياناً أشبه بمادة حافزة كيمائية تلعب دورها في نتيجة التفاعل النهائية عليك الانتباه إلى الغضب الذي في داخلك وحاول أن تبعده عن تسلل أفكارك ووضع الخطوط العريضة لمستقبلك.
٠ لم يتوقف الإرهاب في التدخل في أمورك الشخصية وكان على أشده في دخولك الجامعة، وإجبارك على دخول الفرع الذي لا ترغب فيه لكنك عدلت مسارك هذا وانتقلت إلى الفرع الذي ترغب فيه وهذا دليل آخر على امتلاك القابلية للتغيير والوصول إلى أهداف شخصية في المستقبل. بعبارة أخرى هذا الحدث يثبت بأنك قادر على الوصول إلى نهاية السلم الحلزوني في رحلتك من الظلمة إلى النور.
٠ إن كنت ترغب في دراسات علياً فلا أظنك ستفشل لكن الدراسات العليا ليست هي كل شيء في الحياة، وعليك أن تقرر أولاً ما هي المهنة التي ترغب فيها الدراسات العليا لا تفيد الكثير من حامليها، وهي ليست ضرورة إلا إذا كانت لديك ميول أكاديمية بحتة لديك خبرة لا بأس بها في مجال العمل، وعليك أن تفكر جدياً ما هو العمل الذي ترغب فيه وستمارسه بعد خمسة أعوام من الآن.
٠ نصيحتي لك أن تفكر جدياً بعد نهاية تعليمك الانتقال إلى مدينة أخرى بعيدة عن الأهل سواءً للعمل أو لدراسات عليا سيوفر لك ذلك فسحة تكتشف فيها مواهبك ومستقبلك والدخول في علاقات اجتماعية سليمة.
٠ أما الدواء فصراحة لا أظنك مصابا بأي اضطراب نفسي وإن تناول عقار مضاد للاكتئاب قد يعطي بعض الحيوية النفسية للإنسان لأنها تعني أنه فعل شيئاً لتجاوز محنته لكنها عقاقير لها أضرارها وتناولها لفترة طويلة غير مرغوب فيه إن رغبت في تناول فافرين أو غيره فعليك بجرعة قليلة ولفترة لا تزيد عن 6 أشهر وتحت إشراف طبي الأهم من ذلك أن تتذكر أنك في طريقك الآن للخروج من الظلمة إلى النور والتخلص من الإرهاب.
٠ وفقك الله دوماً.