لماذا ..!؟
لماذا عندما أتشاجر مع زوجتي أعود وأصالحها؟ هل لأني أحبها أم لأني أريد أن أعيش في حياة بدون نكد أم لأني ضعيف الشخصية؟
أسأل نفسي إذا كنت أصالح زوجتي بعد شجارها فلماذا أتشاجر معها من الأساس؟ لكني في الكثير من المواقف أكون على حق لكني أعود لأصالحها مرة ثانية ثم أتشاجر معها على نفس الموقف بعد فترة وأعود وأصالحها.
لماذا ترى زوجتي دائما أنها على حق وليست مخطئة هل لأني أصالحها!! وأي حياة هذه التي تلزم علي أن أعيش كأني لست متزوجا لمدة تزيد عن شهور حتى تشعر زوجتي أنها مخطئة ولا تشعر أيضا لأنها عنيدة ومقتنعة بما تفعله ومستحيل تغيره. أنا مليت من هذه الحياة الممتلئة بالشجار لماذا لا تسمع لي زوجتي لماذا لا تسعي لإرضائي بشتى الطرق الممكنة لماذا لا تجعل هوايَ مفضلا على هواها لماذا ثم لماذا ثم لماذا...؟؟
لماذا محتم علينا أن نعيش حياة نكد على أمل أن نصل إلى حياة سعيدة بعد ذلك هل كل النساء بهذا الشكل، لا أتوقع، عرفت من قبل فتيات يتمنون لي الرضا بكل الأشكال بكل بساطة كانوا يحبونني ولهذا ينطبق بالفعل المثل (خد اللي بتحبك ومتخدش بتحبها) وبالفعل وأنا أزيد عليه (حتى لو حبتك بعد كده برده هتتعذب معاها).
عندما أطلب النصيحة من شخص عاقل يقول لي اغضب منها واتركها حتى تتعلم وترجع، أين الحياة الزوجية إذن حين أترك زوجتي بالأسابيع حتى تتعلم أنا أريد أن أعيش حياة سعيدة.
تركتها بالفعل لمدة أسبوع ما الفائدة زاد العند والبعد وأنها قادرة على تحمل الحياة وحدها بدوني!! وكانت سوف تنتهي بالانفصال!!
لا أعلم ما هو الحل مع هذا الجنس الغريب الذي يسمونه الناعم وهو ليس بناعم بالمرة إلا في الملمس فقط!!
إنه جنس عنيد ومتعجرف وأعوج، ما الحل معه.
15/11/2012
رد المستشار
نحن علميًا نظل أسرى الأفكار التي عششت في رؤوسنا وتم الختم على تصنيفها بخاتم مكتوب عليه "مقدس"؛ أي أن تلك الأفكار يتم التعامل معها على أنها صحيحة 100% ولا يمكن أن تكون خاطئة، وكذلك يتم التعامل معها بحرج ورفض شديد حين توضع في مساحة احتمال خطئها، أو صدقها!!، هذه الأفكار تعرف علميًا بالأفكار "الأوتوماتيكية" فهي أفكار لا نبذل جهدًا في تكوينها واستدعائها؛ لأنها عششت منذ زمن وتكونت وأصبحت سابقة التجهيز، والسؤال إذن كيف تكونت؟، وما هي تلك الأفكار فيما تحدثت به معنا؟، أما كيف تكونت ومم فهي نتاج ثلاث مساحات تتداخل عبر مرور الوقت باشتباك يكاد يكون متلاحما وهم:
1- النمط التربوي "يعني إتربيت على ايه؟"، "ايه الي فهمته من تربيتك نحو المفروض والصح والغلط؟"،
2- ما ورثناه؛ وليس معناه فقط من ناحية الموروث الجيني ولكن كذلك الوراثة المكتسبة من تصرفات وأقوال وتحليل من حولك ويؤثرون فيك وبالطبع على رأسهم الأب والأم؛ كيف كانوا يحللون تصرفات الآخرين، كيف كانوا هم يتصرفون تجاه بعضهما البعض..... إلخ مما جعلك ترى وتحلل وتخرج بأفكار تتأكد يومًا بعد يوم وتكون مفاهيم ثابتة؛ أي كنت ترى والدتك تتصرف تصرف معين تجاه الوالد فتجدك بمرور الوقت "تكون" مفهوم أن الزوجة الحقيقية هي من تجعل هوى زوجها فوق هواها وبتكرار تأكدها تم ختمها بخاتم أنها الفكرة المطلقة الصحيحة.
3- الخبرات الشخصية التي نمر بها؛ من خلال علاقاتنا، ومشاهدتنا للآخرين مما يؤكد للمرة المليون على صحة الفكرة الأوتوماتيكية وإضفاء القداسة في التعامل والاحتكاك معها،
ثانيًا: ما هي تلك الأفكار في حديثك ؛ والحقيقة أنها لديك ولدى زوجتك فهي كذلك نتاج هذه المساحات الثلاث؛ التي تجعلها ترى وبقوة أن كيانها سيكون في مأزق حين تنصاع، أو تضعف أمامك من وجهة نظرها، وكذلك أنت حين "تتصور" أن الزوجة الحقيقية هي التي تجعل هوى زوجها يعلو فوق هواها لتعيش في سعادة معه!، فما الحل إذن؟؟
الحل لن يكون أبدًا في أن تظل محتفظًا أنت وهي بتلك المفاهيم الثابتة، وأن تتقبلا أن تلك الأفكار خاطئة؛ فالتمسك بالموقف بحدة من جانبها وتركك وحيدًا تصارع أفكارك وتتألم مشاعرك من صرامتها سيجعلك في يوم تنفجر، أو تبحث بدون وعي منك على علاقات تريجك خارج إطار الزواج ولا تستبعد شيء، وكذلك تعاملك معها على أساس أنها متمردة وترفض إرضائك بشتى الطرق ولا تغلب هواك على هواها سيجعلها تصر على موقفها حتى تنفجر هي أو تكون مثلها مثل آلاف من سبقوها وتحيا حياة جوفاء باردة لأسباب أخرى غير أنها تحبك وتريد أن تشاركك حياتها، لذا "تفهم قصة الأفكار الثابتة" والتعامل معها أولًا هي بداية الطرق السليم وإن طال؛ فأنت تتعامل مع أفكار تثبتت منذ سنوات وسنوات، كذلك "المصارحة" وليس فقط بالحوار الذي تعودتما عليه فلا يسمع أحكما الآخر بصدق ويتفهم مشاعره بصدق ليفهمه ويفهم حقيقة ما يريد من الآخر، فالتصارح بالمشاعر أهم ما يمكن أن يحدث فرقًا؛ فلا تتحدث عن الأفكار ولكن المشاعر: أي تحدث عن افتقادك لدفئها، تحدث عن شعورك بالألم لتركك،.... إلخ؛
ثم اتفقا على أن تساعدا بعضكما في التغيير، ولا مانع من استخدام لعبة "كان أحسن": فيها يقول كل واحد منكما للآخر حين يتضايق، أو يجد تصرفا غير ما كان يحتاج اليه، أن يقول للآخر بطريقة لطيفة كان أحسن تقول لي كذا، أو كان أحسن تعمل كذا، وكأنكما تتدربان من جديد على ما يريحكما ويسعدكما، وتذكر أن التعميم والوجوب من أهم ما يميز الأفكار الخطأ؛ فكلما وجدت نفسك، أو زوجتك تعممان أمر فاعلم أنه ليس صحيحًا تمامًا، كأن تتصور هي مثلًا أن كل الرجال مالهومش أمان، أو أن كل الجنس الناعم ناعم في ملمسه فقط،وكذلك "الوجوب"؛ بأن تجد نفسك مثلًا تقول لنفسك إن أي زوجة لازم ترضي جوزها تمامًا، أو الزوجة لازم تخلي هوى زوجها فوق هواها، فما أقسى تلك التوقعات الوهمية حين تصطدم بالواقع؛ فالرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يتم التعامل معه بهذا، وكان يقول أو كما قال كن لها عبدًا تكن لك أمة، فمفتاح المرأة "المشاعر"، ومفتاح الرجل "التقدير"، دمتما بخير.
واقرأ على مجانين:
الأفكار والتعميم
الأفكار والاستدلال الانفعالي
الأفكار وعبارات الوجوب
مشكلة زوجين
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله...
رعاك الله أختي الأستاذة أميرة، وبارك فيك...
لي تعليق صغير على ما ورد في آخر سطر في إجابتك للسائل، وهي نسبة القول: (كوني له أمة يكن لك عبدا)، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ليس حديثا عنه...
القول هو لرجل من التابعين اسمه: أسماء بن خارجة الفزاري، قال لابنته عندما زوجها: (يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا تدني منه فيملّك، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه). بارك الله بك، وبوقتك لتتحفينا بمزيد من الإجابات...