عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش
وسواس الأحلام
السلام عليكم، أشكرك دكتور على ردك، كنت منتظرة الرد من أسابيع وأدخل على الموقع أكثر من مرة يوميا بالرغم من وجود القليل من التحسن مع مرور الوقت لا أعرف مصدر هذا التحسن قد يكون عامل الوقت رجعت للأكل والنوم بشكل شبه طبيعي لكن الفكرة موجودة والقلق المصاحب لها أقل حدة وكذلك الطقوس لم أجد وسيلة إلا الالتجاء إلى ربي مع الذكر والدعاء والحمد لله على الأقل استطعت التعامل مع أولادي وزوجي والعالم من حولي وأخرجت نفسي من الدائرة التي كنت منحبسة فيها.
الخوف متمركز في أوقات معينة قبل النوم وعند الاستيقاظ دعوت ربي أن لا أرى أحلاما وأن لا أذكرها ولا أحاول تذكرها ما زلت لا أفكر في المستقبل أربطه دائماً بالمصائب أحاول أن أعيش اليوم واللحظة لا أنكر أنه إحساس ينقص من معنى الحياة والتفاؤل لكنه هو الحل الوحيد الذي في نطاق مقدرتي فكرة أن الحلم ذاته أو أي حلم أفسره بنفس المعنى سيتحقق ما تزال موجودة.
في بداية ردك دكتور حسيت أني في نطاق المجانين رسميا عندما ذكرت لي العلاج المناسب بالكهرباء وفعلا أحيانا في حالات الانتكاسات الشديدة لوسواسي أحس أن بيني وبين الجنون شعرة، أنا أقول هذا من باب السخرية فقط على حالي دكتور أنا لا أسعى إلى العلاج أعرف أنها حالة مزمنة أعرف أني سأعيش مع الوسواس إلى الأبد فهو موروث من جدي إلى أبى إلي أنا وإخوتي وأدعو الله أن لا أكون حملته لأولادي، جدي توفي وهو موسوس لا يشرب أو يأكل من يد أي مخلوق كان لا يثق في أحد ويفحص كل ما يقدم له حتى لو كان من أقرب إنسان انفصل عن زوجته لم تستطيع العيش معه وهو الذي ربى والدي الذي يوسوس إلى الآن وله طقوس كنت أعجز عن فهمها وأنا طفلة ولكني أفهم من يكون الآن لطقوسه ومتطلباته...
أختي وأخي موسوسين أيضاً سؤالي دكتور ابني بدأت معه نوبات هلع وهو في سن الثامنة عندما كنت خارج المنزل في سهرة وقت نومه استيقظ وهو لا يستطيع أن يتنفس ودقات قلبه سريعة وخايف ولا يعرف السبب، أذكر أن حالات الهلع بدأت عندي في سن 13... والآن هو عشره سنوات لا يريدني أن أخرج وهو نائم يقول I feel more vulnerable when you and baba not around لا أعرف الترجمة الحرفية، وقبل يومين سأل هل تخاف أن يحدث مكروه لأحد أحبابك؟ ضحكت وبكيت لم أستطع الرد أتمنى أن أطمئنه وأنا نفسي أحتاج من يطمئنني كيف أتعامل معه ومع مخاوفه وأسئلته عندي إحساس أني ورثته جينات الوسوسة.
كلامك صحيح دكتور عندما وصفت وهمي في تجاهل الوسواس وظني أني متعايشة معه... القليل من الطقوس والكلمات والعد أحيانا التي لا تذكر ولا تستهلك الكثير من الجهد والوقت دائماً موجودة وظني أني متغلبة على الوساوس هو مجرد إقناع أو حتى تهوين على نفسي.
يجب أن أبدو على الأقل طبيعية لمن حولي عدم ممارسة الطقوس يزيد من حدة القلق والاكتئاب، كما ذكرت لك دكتور سأعيش بالوسواس شئت أم أبيت لا أسعى للعلاج لكن أحتاج أن أعيش بلا خوف أو قلق لا لنفسي بل من أجل أولادي وزوجي.
كنت أود إرسال هذه الاستشارة منذ فترة لكن ينتهي الوقت المسموح في موقعكم لاستقبال الاستشارات، مضى أكثر من شهر وتحسنت كثيرا ورجعت لحياتي الطييعية وبدأت أحس بالسعادة مع زوجي وأولادي من جديد، حقيقي الحياة ممتعة بدون خوف ووسواس لا أنكر وجود بعض المنغصات الوسواسية، طهارة، عقيدة، الذات الإلهية، الإيمان بالقدر لكني حاولت التجاهل وعدم مناقشة الفكرة في خاطري.
اليوم استيقظت في نصف الليل وأنا أبكي بكاء شديدا داخل حلم أزعجني واستمريت في الضيقة طوال اليوم وطبعا لم أستطع مقاومة البحث في تفسيره وتأويله إلى مخاوفي السابقة فكل أحلامي تتجه نحو فقدان زوجي وإن كان محتواها غير ذلك وأفكر أن تفسيرها قد يكون كذا وكذا من ترسبات تفاسير قرأتها على الإنترنت وكان حلم اليوم فيه بكاء شديد وذلك أفزعني واستيقظت وأنا أقول لنفسي لا أريد أن أمر خلال تلك الدوامة مرة أخرى حاولت أن أقاوم البحث في التفاسير ولكني فشلت قضيت كل يومي على الإنترنت بحثا إلى أن تذكرت أن اليوم خميس ويتم استقبال استشارات في موقعكم.
متأسفة على الإطالة دكتور لكن نفذت لدي السبل أرجوك أحتاج طريقة مفصلة للتخلص من وسواس الأحلام والخوف من المستقبل سلوكيا، لا أقوى على الأدوية جربتها من قبل ونغصت علي حياتي بالذات علاقتي الحميمة مع زوجي وكنت أحس أني مثل الإله عند استخدامها خالية من المشاعر الإيجابية والسلبية.
15/11/2012
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك أحزنني كثيرا إحباطك واستسلامك... من قال لك أن وجود عامل وراثة قوي للوسواس في عائلتك وأن أباك وجدك وأخاك وأختك موسوسين معناه أنك لا تستطيعين العلاج من وسواسك؟ هل معنى أن جدك يرحمه الله مات وهو موسوس أنك أيضًا كذلك؟ ليس صحيحا يا سيدتي..... وبالمناسبة تبدو وساوس جدك زورانية الطابع قد تكون الأعراض التي وصفتها لحالته وساوس وقهورات زورانية وقد تكون وهامات زورانية والتفريق يحتاج النقاش معه رحمه الله.
هناك فعلا عامل وراثة للوسواس في عائلتك وقد ينتقل إلى بعض ذريتك فهل معنى ذلك أن أبقى مكتئبة لا آمل في العلاج؟ أتساعدين ابنك بذلك؟ لو لا قدر الله أصابته بعض الوسوسة أليس الأفضل أن تكوني صاحبة خبرة في التعافي من الوسواس فتوفرين عليه الجهد والوقت؟
لم تذكري في متابعتك هنا اسم الاستشارة التي أجبت عليها "عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش"... واحترت أنا من تقصد "أم محمد" من المستشارين.... فقمت بالبحث في الموقع فظهر لي رد أ. رفيف الصباغ -رفع الله عنها وعن أهلها وبلدها الابتلاء الطويل- مع بداية الالتزام تبدأ الوسوسة ولم يظهر ردي عليك....
واحترت كثيرا لأن كلامك لا يبدو ردا على ما قالته لك أ. رفيف الصباغ.... ثم أنت تتحدثين عن أن المستشار الذي أجابك وآلمك منه أنه ذكر العلاج بإحداث التخلجات بالكهرباء ElectroConvulsive Therapy أو بجلسات الكهرباء كحل مفضل لك.... وكنت أذكر أني فعلت هذا مع موسوسة × مكتئبة × موسوسة ولا أذكر أين ذلك على الموقع؟
تقولين في متابعتك (يجب أن أبدو على الأقل طبيعية لمن حولي عدم ممارسة الطقوس يزيد من حدة القلق والاكتئاب، كما ذكرت لك دكتور سأعيش بالوسواس شئت أم أبيت لا أسعى للعلاج لكن أحتاج أن أعيش بلا خوف أو قلق لا لنفسي بل من أجل أولادي وزوجي) والحقيقة أني أشعر أنك تختارين الاكتئاب طريق حياة حين تقولين ذلك..... أو ربما تختارين- إن أردت تحقيق ما تقولين دون علاج معرفي سلوكي- البقاء على عقار علاجي لسنوات على أقل تقدير وقد وصفت حالك على العقاقير بقولك "خالية من المشاعر الإيجابية والسلبية"..... وهو ما يعني أن هذا خيارا مرفوضا! ماذا إذن يا "أم محمد"؟
ليس هناك دليل أن ما حدث لابنك كان نوبة هلع، فهناك عدة احتمالات تشخيصية لولد في الثامنة من عمره يصحو مفزوعا، لابد من معرفة تفاصيل أكثر عن الحدث للتفريق بين تلك الاحتمالات، ولا أنصح بالاهتمام بما حدث ما لم يتكرر الأمر، الولد ربما لديه بعض مشاعر القلق العابرة إن شاء الله فليس هناك ما يستدعي أن تقارني بينك وبينه لأن ما لديه في الأغلب عابر، ولا داعي كذلك أن تسرفي في جلد ذاتك لأنك مررت له جينات الوسوسة... وكأن الأمر إن حدث يحدث بإرادتك!..... تذكري أنها إرادة الله.
تريدين "طريقة مفصلة للتخلص من وسواس الأحلام والخوف من المستقبل سلوكيا" وحقيقة كنت أحسب نفسي قدمتها وإن لم يكن تفصيلا فقد كان بوضوح، إذن الطريقة هي "أن تتجاهلي الوساوس بنفس الشروط والكيفية التي وصفتها لك في الرد السابق ثم استبدلي"فكرة الخوف من موت الزوج أثناء النوم" بأي فكرة وسواسية أخرى تتعلق بالأحلام أو الخوف من المستقبل... وطبقي نفس الخطوات السابقة في إجابة: "عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش".
كذلك أنصح بإعادة قراءة ما أحالتك إليه أ. رفيف الصباغ في ردها عليك مع بداية الالتزام تبدأ الوسوسة.... أهلا وسهلا بك وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>: عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش م1