وسواس قهري تقريبا....
السلام عليكم ورحمة الله؛ برجاء إبقاء معلوماتي الشخصية سرية
بداية جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع أعتقد أن مشكلتي بدأت منذ الطفولة حيث أذكر أني كنت أتخيل أشياء سيئة لم تحدث وأظل أبكي ولا يعلم أبي وأمي السبب، منذ صغري أحب القراءة والاطلاع ولدينا مكتبة كبيرة، في سن العاشرة تقريبا وقع في يدي كتاب عن العقيدة الدينية فقرأته وأصبحت أشك في عقيدتي وفي وجود الله وشغلني هذا الأمر كثيرا وكنت لا أفكر بشيء آخر تقريبا ولكني لم أخبر أحد كنت إلى هذا السن غير منتظمة في الصلاة إطلاقا ولكني كنت دائما متفوقة جدا في الدراسة، وإلى الآن متفوقة والحمد لله.
عند سن 12 أو 13 بدأت محاولات الالتزام بالصلاة وكانت هذه بداية فترة المراهقة وكانت تأتيني أفكار جنسية أو أحيانا أستجلبها أنا وأعتقد أن هذا كان بسبب جهلي التام عن هذه الأشياء بعدها بعام تقريبا أصبت بوسواس قهري في الوضوء والصلاة فأصبحت أقضي ساعة تقريبا في الحمام للوضوء وكنت أعيد الصلاة حتى أربع مرات وازداد الأمر تدريجيا ثم أصابني وسواس آخر فأصبحت أشك أن أي إفرازات تخرج توجب الغسل وعلى هذا كنت أغتسل لكل صلاة وبالطبع أحيانا أجمع الصلوات وكذلك إذا نمت فلابد لي أن أغتسل بسبب الشك ولابد لي أن أغير ملابسي كاملة لكل صلاة.
وفي تلك الفترة أيضا زادت لدي الأفكار الجنسية جدا وكانت معظمها تأتيني رغما عني وفي أثناء الوضوء والصلاة وأحيانا كنت أستجلبها أنا ليلا حاولت السيطرة على الأفعال القهرية وعلى الأفكار وقلت بالفعل مدة الوضوء والصلاة ولكن لم تزل الوساوس تماما في حوالي سن ال14 أصبت بوسواس آخر وهو وسواس النظر، فبينما في مرة كنت سارحة ظن أبي أني أنظر لعورته فبدل جلسته ومن يوما أصبت بالرعب الشديد وأصبحت أظن أني سأنظر لعورة أي شخص أقابله وأصبحت انطوائية جدا وأخاف جدا أن أتكلم مع أبي حتى لاحظ والدي هذا الأمر وأظنه يعرف السبب وبالتدريج قلت حدة هذا الأمر بعد أن استمر عامين.
في آخر ست سنوات كانت الأفكار الوسواسية تأتيني على مختلف أشكالها وتستمر من شهر إلى ثلاثة شهور ثم تقل وأنتقل إلى فكرة أخرى فمثلا تسيطر علي فكرة أن أمي مريضة بمرض خطير وهي فكرة مؤرقة جدا وقد دفعتها أكثر من مرة للذهاب إلى الأطباء في رمضان فكرة أن صيامي كله باطل وأفكار أخرى كثيرة أكثر غرابة وأثناء كل هذا لم تختفي أفكار الوسوسة في الوضوء والصلاة تقل وتزيد ولكن لا تختفي ولم أستطع التخلي علن فكرة تبديل ملابسي كاملة لكل صلاة ولكن ارتحت فليلا لجعل ملابس مخصصة للصلاة.
أما المشكلة الأهم فهي التدهور الشديد الذي أصابني في الشهرين أو الثلاث شهور الماضية أولا أصبحت ثانيا أخاف جدا من النظر لأبي وهذا هو أشد وأقسى ما في الموضوع ولا أعرف ماذا أفعل أحس بالتوتر والاضطراب جدا وأنا أحدث أبي وأحيانا بالصداع وبرودة الأطراف زادت معدلات الاغتسال جدا مع أني تخلصت من الخيالات الجنسية تماما تقريبا أما أغرب الأفكار في التاريخ أخجل من قولها، ولكن... تأتيني أفكار أن مجرد أن أنظر لأبي أو أمي يمكن أن تثيرني بل وتطور الأمر أكثر...
منذ عدة أيام... أظن أني أسمع أصواتا لا وجود لها، أحيانا أكون مستغرقة في المذاكرة وأجد أن هاتفي المحمول يرن ثم أحضره وأجده (مش بيرن ولا حاجة) ولكن أنظر إليه وأسمع صوت الرنة والموابيل مش بيرن بس أنا متأكدة أني سامعة الصوت وكنت منذ يومين أسير بالشارع وأحسست بأحد يمشي ورائي ثم سمعت من يشتمني ومتأكدة من أني سمعت الصوت ثم نظرت فوجدت رجلا محترما جدا مر بجانبي دون أن ينظر إلي، مستحيل أن يكون شتمني ولكني سمعت الصوت.
ملحوظة: أنا كثيرا جدا ما أسب نفسي وأوبخها بسبب أفكاري الوسواسية الغريبة أنا مع كل هذا غير متأكدة أني مصابة بالوسواس القهري كل شيء حولي يدعو للسعادة والتفاؤل ولكني في قمة التوتر والاكتئاب والفزع، أفكر كثيرا في أفكاري الغريبة رغم أني عندي امتحانات هذه الأيام وكنت حريصة دائما على التفوق ولكن أصبحت الوساوس الآن أكبر من حرصي على التفوق والنجاح، وأنا حاليا مخطوبة منذ فترة قصيرة، وكل شيء على ما يرام، لكن أشعر أني أفقد عقلي بالتدريج كل فترة أمر بحالات أرق شديدة ولا أنام سوى ساعة أو اثنتين بالكثير في اليوم ويستمر هذا أسبوع أو 10 أيام، وأشعر أني أفقد وزني باستمرار رغم أن شهيتي جيدة.
أعيش مع أبي وأمي وأخوتي، علاقتي بهم جيدة ولكني منذ صغري أعتقد أن أبي يحب أختي الصغرى أكثر مني بكثير بالرغم من أني أحب أبي وأحترمه جدا، ولا أعتقد أبدا أن هذه فكرة وسواسية وأعتقد كذلك أن أمي تحبني أكثر قليلا من أخوتي لأني الكبرى وأشبهها كثيرا
- تعرضت في صغري لمحاولة اغتصاب ولكن الله سلم الحمد لله -تعرضت للتحرش في سن الـ 15
- حاولت مرة الانتحار عن طريق تعاطي شريط -كونكور- بسبب الاكتئاب الشديد نتيجة مشكلة أسرية (ليس لها علاقة بي) ولكني بصراحة شديدة كنت متأكدة أن أهلي سيمنعونني ولكن متأكدة كذلك من أنهم لو كانوا تركوني لكنت فعلتها، وشعرت بالندم الشديد والخوف من الله وبالرغم من أن حالتي النفسية تزداد سوءا ولكن لن أفكر في ذلك أبدا مرة أخرى
- لم أذهب لطبيب نفسي من قبل
- أخذت فلوكستين منذ عام تقريبا ليساعدني على التركيز أثناء المذاكرة نصحني به .......... (............برجاء عدم نشر تلك المعلومة)
أرجو تقديم النصائح الإرشادية للتعامل مع حالتي نظرا لصعوبة الذهاب لطبيب نفسي
وجزاكم الله خيرا كثييييرا
23/11/2012
رد المستشار
استشارة أولية Initial Consultation
تعريف المستخدم Identification : طالب جامعية عمرها 19 عاماً مقبلة على الزواج.
التاريخ الطب النفسي Psychiatric History : بدأت تشعر بشدة أعراض الحصار المعرفي (الوسواس) لمدة ثلاثة أشهر مع عدم التركيز، الأرق، القلق، فقدان الوزن. يضاف إلى ذلك هناك إشارة إلى أعراض ذهانية متمثلة في هلاوس سمعية.
التاريخ الطب النفسي السابق Past Psychiatric History : هناك تاريخ يمتد إلى بداية أعوام المراهقة إلى أعراض الحصار المعرفي (الوسواس). تناولت عقار الفلوكستين Fluoxetine قبل عام لتحسين التركيز.
التاريخ الطبي Medical History : لا يوجد ذكر لتاريخ طبي.
التاريخ العائلي Family History : لا يوجد ذكر لتاريخ طبي عائلي.
الظروف الاجتماعية الحاضرة Current Social Circumstances : طالبة جامعية في المراحل الأخيرة. مقبلة على زواج لكن لا توجد إشارة إلى القناعة الكاملة بهذا الارتباط.
التاريخ الشخصي Personal History :
٠ الولادة – بداية التعليم Birth – Schooling : لا توجد معلومات
٠ سنوات التعليم School Years : متفوقة. تعرضت لاعتداء جنسي عند الطفولة وتحرش جنسي في سن 15 عاماً.
٠ تجارب مهنية Occupational Experiences : لا توجد.
٠ علاقات اجتماعية Social Relations : تعيش في وسط عائلي سعيد رغم وجود بعض الأزمات النفسية المزمنة. تشير الآنسة إلى أن علاقة الأب وتعلق الأطفال به غير متساوية.
٠ استعمال المواد الكيمائية المحظورة والكحول Illicit Drug Abuse and Alcohol : لا يوجد.
٠ مشاكل مع القانون Forensic History : لا يوجد
٠ الشخصية Personality : لا يوجد دليل على اضطراب الشخصية التي تأثرت بأعراض حصار معرفي.
الحالة الذهنية Mental State : محتوى الرسالة يشير إلى اكتئاب وقلق وأعراض ذهانية لمدة ثلاثة أشهر. طرح الاستشارة يشير إلى عدم وجود اضطراب تفكيري مما لا يرجح تشخيص الفصام في هذه المرحلة.
التشخيص Diagnosis : نوبة اكتئاب كبرى مع أعراض ذهانية Major Depressive Episode with Psychotic Symptoms
الصياغة Formulation : آنسة تشكوا من تدهور أعراض الحصار المعرفي لمدة ثلاثة أشهر مع أعراض اكتئاب وهلاوس سمعية. مقبلة على الزواج وفي المراحل المتأخرة للتعليم الجامعي، وتعاني من أعراض الحصار المعرفي (الوسواس) لمدة عشرة أعوام، ولكن الأخير لم يكن له تأثير على التحصيل العلمي. هناك إشارة إلى اعتداء جنسي في الطفولة وتفاوت في شدة تعلق الوالدين بالأطفال.
المخاطر Risks : الانتحار وتدهور الحالة.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع وأتمنى لك الشفاء العاجل والنجاح.٠ في هذه المرحلة لابد من اللجوء لاستعمال العقاقير لتجاوز نوبة اكتئاب كبرى تصاحبها أعراض ذهانية. رغم أن هذه النوبة قد تتماثل للشفاء تدريجياً وتلقائياً ولكن عدم علاجها يزيد احتمال تكرارها في المستقبل وبصورة شديدة. يضاف إلى ذلك أن هناك احتمالا بأن تستمر النوبة لفترة طويلة ويكون لها التأثير السلبي على دراستك وعلاقتك بالآخرين. أما الاحتمال الأسوأ من ذلك فهو دخول مثل هذه النوبة إلى مرحلة المسار المزمن.
٠ نصيحتي لك بتناول عقار مضاد للاكتئاب وتنظيم الحالة الوجدانية. العقار الأخير يساعد في تجاوز الأعراض الذهانية التي أصبحت واضحة.
٠ أقترح عليك ما يلي: عقار السيرترالين Sertraline بجرعة 100 مغم يومياً مع الأولانزابين Olanzapine بجرعة 10 مغم ليلاً. قد تحتاج الجرعة إلى معايرة إلى الأعلى أو الأسفل اعتماداً على تجاوبك مع العلاج والأعراض الجانبية.
٠ لا بد من مراجعة طبية والعناية بالنوم، جدول المراجعة التعليمية، والتغذية في هذه المرحلة.
٠ قد تحتاج العقاقير إلى مراجعة إن لم تحدث استجابة مُرضية خلال 4 أسابيع.
٠ نصيحتي لك أن تستمري على العلاج لفترة عامين للتخلص من الاكتئاب والحصار المعرفي (الوسواس). إن لم يحدث ذلك فستلاقين صعوبة في ممارسة المهنة في المستقبل وتتعرضين لنوبة بعد أخرى.
٠ لا أظن أنك بحاجة الآن إلى علاج كلامي، ويمكن التطرق إلى هذا العلاج بعد دخولك إلى مرحلة الهدأة.
٠ وفقك الله.
التعليق: شكرا جزيلا د. سداد جواد التميمي على الرد على استشارتي وتقديم النصيحة،
أنا الآن أفضل كثيرا وخاصة بعدما تخلصت من موضوع الخطوبة (قبل أن اقرأ الرد على استشارتي)،
فكما قلتم (لم أكن على قناعة تامة بتلك العلاقة)، وقررت كذلك تأجيل دخول الامتحان هذا العام حتى أستطيع أن أحقق ما تعودت عليه من تفوق العام القادم إن شاء الله، وقد بدأت العلاج الموصوف ولله الحمد