القلق والخجل والخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا حاسة أني أقلق من أقل حاجة، وخجولة جدا مع أني ممكن أضحك مع أصحابي وأهزر لكن في التجمعات والأماكن اللي فيها ناس كثير مش بحب أتكلم لأني أحس أني ممكن أغلط في أسلوب كلامي أو أن كلامي لا يكون جذابا.
أنا كنت متفوقة في دراستي جدا وأبي كان دايما بيشجعني حتى لو ماكنش مهتم بي أوي لكن كان بردو حاسة انه معايا ومع بداية أولى ثانوي والدي اتجوز على أمي وحصلت مشاكل كتير جدا ورغم أن المشاكل دي قلت لكن حاسة أني مدمرة.
وعلى فكرة أنا في أولى ثانوي كنت أحفز نفسي علشان أحس أني قوية ونجحت وتفوقت على كل زميلاتي لأني كنت قريبة من ربنا أوي في الفترة دي لكن دلوقتي أنا حاسة أنني مترددة ومش عارفة أعمل أي حاجة في حياتي .
وفي حاجة بردو أنا في كلية تربية وطبعا مطلوب مني أني أقوم أشرح أنا بقلق وفي اليوم ده طبعا غبت ومارحتش الكلية أنا ساعات بحس أن اللخبطة اللي جوايا بتظهر في كل حاجة في حياتي وبقول في نفسي أن السبب هوه أبي لأني مبقتش أحس بأي دور ليه في حياتي غير الوجود المادي فقط .
أرجوكم أنا تعبانة ونفسي حد يساعدني أنا بكتب الرسالة وأنا أبكي،
وشكرا لكم وللموقع الجيد
2/12/2012
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview : آنسة عمرها 19 عاماً تشكوا من قلق وخوف يصاحبها مع التعليم الجامعي.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بمستقبل مليئ بالسعادة والنجاح.
٠ في بداية الأمر يجب الحذر من السلوك التجنبي (أو سلوك التحاشي Avoidance Behavior ) وأعني بذلك عدم الذهاب إلى الجامعة تجنبا للقلق. هذا السلوك بحد ذاته يضاعف من شعور الإنسان بالإحباط والاكتئاب. القاعدة العامة لتجاوز الرهاب والقلق هي لابد للفرد من مواجهة ما يسبب القلق والخوف. مع تكرار التجربة يميل القلق والخوف إلى التلاشي.
٠ في هذا العمر قلما يؤدي السلوك التجنبي إلى تنبيه المقربين من الفرد لمد يد العون له، وأعني في هذا الخصوص الأهل أو الطاقم الجامعي التعليمي. على العكس من ذلك يتم تفسير السلوك على أنه نتيجة لعدم وجود المقدرة الفكرية والشخصية لمتابعة التعليم الجامعي.٠ أعراض القلق والخوف والارتباك في بداية التعليم الجامعي ليست بغير المعروفة وتتماثل معظمها إلى التحسن. يمكن تقسيم الطلبة في بداية التعليم الجامعي إلى:
1. مجموعة تشكي من أعراض وجدانية وسلوكية ناتجة من ظروف بيئية جديدة. فالجامعة غير المدرسة في هيكلها التعليمي والاجتماعي والكثير من الطلبة يواجهون بعض الصعوبة في التأقلم لها. هذا التأقلم يكون أكثر إشكالاً عندما يحمل الإنسان في داخله عواطف سلبية لم تسمح له الظروف بمعالجتها وهذا ما حدث معك من جراء انفصال الأب عن عائلته.
2. هناك مجموعة تشعر بالإثارة من جراء محيط جديد يعطي لهم الفرصة للشعور بالحرية والمسؤولية في نفس الوقت.
3. هناك مجموعة صغيرة تتعرض للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب مع نهاية أعوام المراهقة.
٠ إذا كانت أعراض القلق والاكتئاب مستمرة لمدة أكثر من 3 أشهر وتتماثل إلى التحسن مساءاً، مع اضطراب في النوم يصاحبه تقلبات في الشهية والوزن، فنصيحتي لك بأن تستشيري طبيبا نفسانيا. أما إذا كانت الأعراض أقل شدة من ذلك فعليك أن تواظبي على الذهاب إلى الجامعة مع وضع جدول يومي وأسبوعي للفعاليات التعليمية والاجتماعية. مع مرور الوقت سيتغلب الشعور بالأمن والمقدرة على تجاوز الأزمات على الشعور بالخوف والرهاب.
٠ لا أظن أنك مصابة باضطراب نفسي وما تشعرين به من قلق وخوف أمره طبيعي في الغالبية العظمى من الطلبة ويميل إلى التحسن تدريجياً.
٠ لم أتطرق بالتفصيل إلى عقدة الأب الغائب وتأثيرها عليك وعلى الكثير من الأبناء. نصيحتي لك هي إن غاب عن حياتك فلا تغيبي أنت عن محيط حياته. ليس هناك مانع من أن تتصلي به بين الحين والآخر وتتكلمي معه. سيساعدك ذلك على تصفية الكثير من المشاعر وربما سيذكره أيضا بأن الأبوة أكثر بكثير من التزام مادي.
٠ وفقك الله.