في انتظار الحب
عدم القدرة على القيام بمهامي الحياتية (العمل - الدراسة - أعمال المنزل) فقط أرغب في الراحة
السلام عليكم؛ أولا: أعرفك بنفسي أنا فتاة عندي 29 سنة، خريجة جامعة، مستوانا الاقتصادي متوسط لم أتزوج حتى الآن، عرسان كثيرين تقدموا لي بس بنقعد فترة تعارف الأولى وبعد كده مش بيحصل نصيب.
أبي تزوج من امرأة ثانية منذ أن كنت في الكلية ومن حينها وهو وأمي على غير وفاق طبعا وهذا سبَّب داخلي شرخا كبيرا لأني منذ أن كنت طفلة وأنا في اعتقاد أننا أفضل أسرة في العالم وكنت أحمد ربي على هذه النعمة ولكن الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون.
أحس أني ظمآنة للحب والحنان العاطفي وأشعر بفراغ وحزن شديدين وكلما أشعر بهذا يزداد اكتئابي وإحساسي بمشكلة عدم الزواج رغم أني أعرف أن الزواج رزق من الله وأنا في انتظاره وأعلم أنه ليس كما نحلم وبه مشاكله ولكني أحلم أن أتزوج رجلا أحبه ويحبني وأتحمل معه مشاكل الزواج في العادة لم أكن أشعر بمشكلة تأخر الزواج لكن مع باقي المشاكل ازداد إحساسي بهذه المشكلة.
وما زاد من حزني أني لم أعد أستطيع التركيز في أيِّ من أعمالي اليومية أو ما يفترض بي أن أعمله من كل ما سبق لم أقصد أن أصل المشكلة هي الزواج طبعا هي أحد جوانب المشكلة ولكني أعلم أننا لا نستطيع فعل شيء تجاه هذه المشكلة. لكن فعلا ما يضايقني حاليا جدا هو عدم استطاعتي إنجاز ما علي من واجبات ومهام لا بد أن أنجزها وإلا فحتى ما أحاول بناؤه في حياتي سينهار لهذا أرجو مساعدتك.
بحاول أكون أحسن في حياتي بعمل كذا حاجة:
1- بحاول أكمل دراستي خلصت تمهيدي ماجستير والمفروض أـكمل عشان أسجل عنوان الرسالة ومش قادرة أركز في المذاكرة.
2- بحاول أعمل شغل خاص لي قد قمت بالبدء في جزء منه واستثمرت مبلغا من المال لكن الآن أشعر بعدم قدرة لاستكمال ما بدأت.
3- بحاول أجتهد في شغلي لكني أتم عملي ببطئ شديد على غير العادة.
4- بحاول أنتظم في الصلاة ومش قادرة خالص بجاهد كتير جدا عشان أقوم أصلي فرض ومش بقدر بعد كده.
5- بحاول أتصل بصديقاتي لكن فعليا من داخلي لا أجد عندي رغبة في محادثة أحد
6- أحب أسرتي جدا هي كل ما تبقى لي في هذه الحياة
دكتورة أنا عارفة أنه ممكن تكون مشكلتي بسيطة بس يا رب يجعلك سبب في حل مشكلتي عشان أنا برغم أن المشكلة ممكن تكون صغيرة بس أنا حاسة أني تايهة وضايعة ومش عارفة أعمل أي حاجة في حياتي وحاسة أني لو استمريت كده كل شيء هينهار وهكون فاشلة أنا دورت كتير على النت لحل لمشكلتي كل اللي لقيته لازم تكون إرادتي قوية وأنظم وقتي بس أنا مش عارفة أعمل أي حاجة من ده محتاجة خطوات تفصيلية للحل.
بصي أنا مش عارفة هي إيه المشكلة بالضبط بس أنا مش عارفة أركز في أي حاجة وكل يوم ببقه حتى مش عايزة أروح شغلي وعايزة ألعب وأتفرج على التليفزيون ومش عايزة أهتم بأي حاجة ولا أروق البيت ولا أعمل أكل حتى لنفسي
آسفة على الإطالة وفي انتظار رد حضرتك ويا ليت لو في عيادة أقدر أزور حضرتك فيها
وشكرا جزيلا.
22/12/2012
رد المستشار
مناقشة عامة General Discussion
هناك من الاستشارات التي تستحق التقدير لصدق طرح المعاناة بذكاء وبدون مراوغة وبلا شك هذه الاستشارة واحدة منها. ما تشير إليه مستخدمة الموقع هو الشعور بالإحباط والاكتئاب بسبب عدم العثور على زوج يشاركها الكفاح والتصدي لتحديات اليوم والمستقبل. مع العثور على الزوج وشريك المستقبل يتم سد احتياج مشروع وناقص في حياتها لم يتم سده إلى الآن وهي تقارب نهاية العقد الثالث من العمر. هذا الاحتياج حق مشروع لكل رجل وامرأة، وإن لم يتم تلبيته يصبح احتياجاً ناقصاً يؤثر على الصحة النفسية للفرد.
يعتبر العثور على شريك الحياة واحدا من عدة مقاييس للصحة النفسية Mental Health Measures حاله حال الشعور بالأمان، الحالة الاقتصادية، فرص العمل، الصحة البدنية، التعليم، الحياة الروحية، والسكن. لكن العثور على شريك الحياة والحياة معه هو بلا شك أهم هذه الاحتياجات، ومعه يأتي الشعور بالأمان والخروج من العزلة. من جراء عدم سد هذا الاحتياج يبدأ الصدأ يزحف ببطء نحو الاحتياجات الأخرى. في الرسالة إشارة إلى فشل العمل والتعليم والحياة الروحية في التخلص من الشعور بعدم السعادة، والسبب في ذلك هو أن شريك الحياة، كاحتياج، أقوى من غيره من الاحتياجات وأكثر فعالية في توفير المناعة ضد الاكتئاب.
ينظر الطبيب أو المعالج النفسي إلى مثل هذه الاستشارة أحياناً ويبدأ بالتركيز على التدهور والضعف في أداء الوظائف الإدارية للمرأة كما هو مشار إليه بوضوح في الاستشارة مثل عدم القابلية للتخطيط وإدارة الأعمال وأداء الواجبات المطلوبة. في بداية الأمر قد تكون هناك أسباب عضوية للشعور بالخمول ومنها فقر الدم واضطرابات الغدة الدرقية. لا توجد إشارة في الرسالة إلى وجود أعراض جسمانية أخرى تشير إلى اضطرابات عضوية، ولكن مراجعة الطبيب لأول مرة ستنتهي بعمل الفحوصات أعلاه.
كذلك قد يفسر الطبيب شكوى الآنسة بأنها مصابة باكتئاب مزمن طفيف. رغم أن هذا الاحتمال لا يمكن استبعاده لكن في نهاية الرسالة تشير إلى رغبتها باللعب ومشاهدة التلفزيون وهذا لا يتوازى مع الإصابة بالاكتئاب. قد يفسر البعض أن الاكتئاب المشار إليه غير نموذجي ولا بأس من إعطاء عقار مضاد للاكتئاب لفترة زمنية محدودة. لكن هذا الاختيار يعاني من بعض الضعف.
عقاقير مضادة للاكتئاب بحد ذاتها تزيد من تركيز مادة السيروتنين Serotonin في الدماغ وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالرضى والارتياح. لذلك يجب توخي الحذر من الاستنتاج بأن الشعور بالارتياح بعد هذه العقاقير يعني أن الفرد كان مصاباً بالاكتئاب بمجرد الاستجابة لها. على العكس من ذلك تفعل هذه العقاقير فعلها ومع مرور الأيام وتبدأ المرأة بالشعور بالخمول وهذا بدوره يعطي الإشارة إلى الطبيب المعالج لزيادة الجرعة وهكذا. أما من الناحية العلمية فما تحتاجه المرأة كيمائياً هو الدوبامين Dopamine ليزيد من حيوية الإنسان واندفاعه في مواجهة التحديات.
في نهاية الأمر هناك طريق واحد من اثنين:
1- إما أن تقبل المرأة بأن هناك احتياجا ناقصا مشروعا يجب سده، وهذه مسؤوليتها. مكاسب هذا الطريق دائميه غير وقتية.
2- غض النظر عن الاحتياج المشروع وتطبيب الحالة. مكاسب هذا الحل وقتية فقط.
التوصيات Recommendations :
۰ شكراً على رسالتك وصدق تعبيرك واستعمالك الموقع.
۰ الرد أعلاه هو رد رجل وربما لا يستسيغه الكثيرون. المرأة تعيش في مجتمع يراقب وينتقد ويقيد حريتها. رغم كل ذلك فإن المرأة في المجتمع الشرقي العربي والإسلامي لا تنتظر دوماً شريك الحياة وشفقة الرجال بها ليتقدموا لخطبتها. هذا السلوك السلبي غير الفعال قد يؤدي إلى عدم الحصول على عروض مغرية للارتباط. هذا ما حدث معك كما هو واضح من الرسالة.
۰ قد تستمع الأم لشكوى ابنتها من طول الانتظار فتجيب: عليك أن تفعلي شيئاً تجاه هذا الأمر. هذا بالفعل ما عليك أن تفعليه وأن تكوني أكثر فعالية في البحث عن من ستحبينه وتشاركينه الحياة. لا عيب في مثل هذا الجواب وهو ما تفعله النساء في جميع المجتمعات وضمن قواعد اللعبة الاجتماعية وحدود المجتمع الأخلاقية والدينية. لذلك أشير عليك بالحديث مع المقربات منك وزيادة فرص التعارف الاجتماعي. مع ذلك لابد من الاهتمام بعملك وبمظهرك، وبعدها ستختارين الرجل الذي سيكون زوج المستقبل.
۰ عليك أيضاً بالاهتمام بلياقتك البدنية والمواظبة على الفعاليات الرياضية. هذه الفعاليات تفعل فعلها علمياً بزيادة الدوبامين ذلك الناقل الكيمائي في الدماغ الذي يزيد من اندفاع الإنسان وطموحه، وكذلك يفرز الإندورفين Endorphins الذي يعطي الإنسان الشعور بالارتياح. ولكن بعدها هناك هورمون الحب أو الأوكسيتوسين Oxytocin وهذا ما ستكشفينه عندما تعثرين على من تحبينه ويحبك، وسيكتشف قوتك في صفاتك الشخصية والعاطفية.
۰ قد يكون في ردي بعض الغلو في التعبير عن العواطف والمشاعر بصورة كيمائية بحتة ولكني أظن أن ذلك يتناسب مع مستواك الثقافي. نصيحتي لك كوني أكثر فعالية في سد احتياجاتك وأنت قادرة على ذلك، ولا عيب في ذلك فهي حقيقة لا يحب الناس الكلام فيها والاعتراف بها رغم أن الكل يمارسها.
وفقك الله
واقرئي على مجانين:
أخواتي الأصغر خطبن: شبح العنوسة
... منتصف السلم....
التعليق: بارك الله بكم...، فعلًا عليها أن تكون أكثر فاعلية في نطاق أعراف المجتمع...
لكن اسمحوا لي أن أنبهها إلى أمر: وهو أن تحسن اختيار شريك غير مرفوض في جملة صفاته في محيطها العائلي، ولا تغامر بتعليق آمالها بشخص لا يناسب محيطها...
فقد تفعل الفتاة هذا، تنازلا منها خوفًا من أن يفوتها قطار الزواج...، لكنها تعرض نفسها ومن تحب لكثير من المشاحنات والإحراجات، والمشكلات، مع ذويها، وأحيانًا قطيعة الرحم...
وحينها تفقد أي سند منهم في حال بان أن اختيارها كان متعجلًا فاشلًا...
فمجتمعنا العربي -بحمد الله- ما زال مترابطًا في علاقاته الأسرية على نحو لا يمكن للفتاة أن تهمل قول من حولها...
فلا بأس إذن من التعرف على شخص ضمن الحدود الدينية والاجتماعية، ثم معرفة رأي الأهل به قبل أن تعلق آمالها عليه وتتفق معه...
لأن أي رفض مقبول منهم بعد ذلك سيسبب لها جرحًا وألمًا نفسيًا أكبر بكثير من ألم العنوسة...
أما الرفض المتعنت غير المقبول فهذا لا يفوّت حقها طبعًا ومصلحتها تقدم عليه..، ومع هذا عليها أن تكون حكيمة مستشيرة في كل خطواتها وتحذر من تسلط الحاجة العاطفية عليها...