أمل وخوف
السلام عليكم شكرا على موقعكم المفيد والمميز.
أنا فتاة عمري 22 سنة مررت بحالة اكتئاب شديدة لكني والحمد لله أخرج منها بقراءة القرآن الكريم، هذا الاكتئاب شوه حياتي الاجتماعية فصرت أعاني من الرهاب. أريد أن أستشيركم جزاكم الله خيرا.
أشعر أنه عندي القدرة الاجتماعية وقدرة على التواصل لكنني بعض الشيء انطوائية كيف أخرج من هذه الدائرة؟؟
أريد أن أستعيد ثقتي بنفسي وحتى أزيدها وأخرج من قلبي كل التردد والمحاولات الفاشلة التي مررت بها بالاكتئاب، مع العلم أني مشتتة الذهن ودائما في رأسي أحلام يقظة أحاول أن أخرجها من رأسي إلا أنها تعود كيف أتخلص منها وكيف أعيش حياتي الاجتماعية بدون معوقات علما بأنني أخاف من الارتباط لا أدري لماذا؟؟؟؟
وهل الرهاب الاجتماعي يؤثر على الجنس مع أنني أعتقد أن الجواب نعم لكنني أريد رأيكم؟
أريد أن أقبل على الحياة لأن هذه المعوقات تجعلني أشعر بالعجز والحياة نعيشها مرة واحدة فيجب علينا أن نعيشها بكل جوارحنا لكن كيف ومخي مشتت.
أرجوكم أفيدوني وشكرا لكم
20/12/2012
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حياك الله بنيتي. الحمد لله أنك تستطيعين الخروج من حالات عسر المزاج التي تعانين منها فلا أظنه اكتئابا كاملا، ونعم الطريقة التي تتبعين ففي القرآن شفاء للصدور، ولكن سأطلب منك أيضا الذهاب لطبيب لإجراء بعض فحوص الدم لمستوى الحديد وفيتامين ب 12 حيث أنها عناصر بيولوجية مسئولة عن المزاج وعن القدرة على التركيز-يلاحظ نقصها لدى فئات واسعة في مجتمعنا - وبعد التأكد من الناحية البيولوجية ننتقل للحديث عن الجانب النفسي.
للانخراط الاجتماعي لابد أن نعتمد على أساس وهو الثقة بالنفس، ولذا فأول خطوة عليك القيام بها في سبيل زيادة تفاعلك الاجتماعي هو الالتفات لهذا الجانب ثقتك ورأيك بذاتك، ابحثي عن نقاط تميزك عن غيرك فهي موجودة بالتأكيد، تحديد نقاط القوة يوجد لديك ما يسندك أثناء سعيك لإصلاح ما ترين أنه نقاط ضعف أو ينقص ثقتك بنفسك. ركزي تفكيرك على نقاط التميز واكتبيها على ورقة احتفظي بها ودوني بها كل كلمة مجاملة سمعتها أو لحظة إعجاب وتقدير شعرت بها تجاه نفسك في أي مجال، بهذا يصبح لديك سجل لإنجازاتك التي تميلين غالبا لتجاهلها.
بعد وعيك بنقاط قوتك وزيادة ثقتك بنفسك ستصبحين أقل خوفا من حكم الناس عليك لأنهم مهما قالوا فأنت تعرفين أن لديك الكثير من الأمور الإيجابية. مع تزايد معرفتك بنفسك وجوانب ضعفك وقوتك ستصبحين أكثر قدرة على تحديد المجالات الاجتماعية التي تريدين التفاعل فيها وابدئي المشاركة بالأنشطة حسب ميولك أكثر من تلك التي يتوقع منك المشاركة فيها ستجدين أنك في البداية تعانين من الخوف والتوتر ولكن أفضل علاج للمخاوف هو مواجهتها بينما الهروب يعطيها مساحة أكبر للتزايد فواجهيها وتذكري ليس مطلوبا منك دائما أن تنالي رضا وإعجاب الجميع، انشغالك بالتفاعل مع العالم الخارجي سيؤدي بالضرورة إلى تراجع نسبة أحلام اليقظة عندك، وذكري نفسك دائما بأن الحياة في الواقع أكثر اشباعا من مجرد الأحلام وأن تحقيق الأحلام يحتاج لسعي في الحياة.
تحتاجين لتصحيح فكرتك أو هدفك بأن تعيشي حياة اجتماعية بدون معوقات فلا كمال في الدنيا ولا راحة تامة ومن التعامل مع المشكلات التي تواجهنا نكتسب مهارات الحياة. يؤثر الانسحاب الاجتماعي على جميع التفاعلات ومن بينها الحاجات الحسية ولكن لا يعني أنه يقلل من رغباتك ولكن يثبط محاولاتك لإشباعها من ضمن باقي الأمور الأخرى التي يمنعك عنها. قد اخترت أن تعيشي الحياة وهذا قرار صائب تمسكي به وحوليه إلى خطوات وإن كانت صغيرة وبسيطة لتصلي حيث تريدين.
التعليق: جزاك الله خيرا دكتورة حنان إنني من أشد المعجبين بك وبشخصيتك فأنت تعرفين كيف تتعاملين مع كافة أنواع الناس وقلبك أبيض متل التلج,,,
أحبك في الله.