الخوف الاجتماعي
السلام عليكم؛ أنا مريضة بالخوف الاجتماعي أعاني من ذلك منذ زمن طويل ولم ألاحظ مرضي إلا بعد عملي حيث لاحظت أنني لا أحب التعامل مع الرجال وأنهم يكرهونني ويعتقدون أنني مغرورة وسخيفة ومتعالية في حين أنني انطوائية بطبعي الحمد لله استطعت أخيرا الذهاب إلى طبيب ووصف لي سبريلاكس حبة واحدة صباحا وليكسوتانيل مساءً عند اللزوم.
المشكلة في التمارين السلوكية التي يطلبها مني في بعض الأحيان أشعر بعجزي عن أداء ما يطلبه مني الطبيب وتعبت من الضغط المستمر على نفسي لأداء هذه التمارين وأرغب في الاتصال الدائم بالطبيب للاستفسار ولكنني لا أفعل لأنني أدرك أنني يجب أن أعتمد على نفسي باختصار أشعر بضغط شديد لأنني أحس أن التمارين صعبة وفي نفس الوقت أريد أن أُشفى بسرعة إن شاء الله فهذا المرض عطلني كثيرا ولا أرغب في أن أعاني أكثر.
والسؤال كيف أُجبر نفسي على أداء التمارين السلوكية بطريقة سليمة 3-4-2004 طبعا ساستشير الطبيب ولكن أيضا يهمني رأيكم.
وإرشادكم وجزاكم الله خيرا.
رد المستشار
في البداية أرحب بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، تشعرين بضغط لأنك ترين أن التمارين المطلوبة منك صعبة ولأنك تريدين أن تشفي بسرعة، وكلاهما سيزيد من الضغط عليك ومن ثم لا يساعدك ذلك في الوصول إلى هدفك، أنت تعانين من المرض منذ فترة طويلة ومن ثم من المتوقع أن يأخذ العلاج أيضاً فترة فلا تتعجلي النتائج ولا توتري نفسك بدون داع، ولا تقلقي من قلقك وأقصد بذلك أن قلقك من التمارين شيء طبيعي لأنك تتميزين بشخصية بها قدر من القلق فلا جديد في ذلك، خذي الموضوع ببساطة ولا تأخذيه على أنه إجبار أبداً.
توكلي على الله أولاً وأخيراً وادعى أن يُيسر لك طريق الشفاء، لقد قال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، أما بالنسبة للتمرينات التي طلب منك الطبيب أداءها فلم توضحيها لذا أتمنى أن تعرضيها علي في خطابك القادم. ولكنني أتوقع أن تدور حول التقرب من الآخرين بالتدريج، فإذا كانت كذلك يمكن أن تبدأي بتمارين أسهل مما ييسر لك أداء المطلوب منك، وذلك بأن تقومي بالتمرين في ذهنك فتتصوري الموقف قبل القيام به فإذا كان لديك على سبيل المثال موعد مع مديرك في العمل حاولي أن تتصوري -في ذهنك - وأنت تتحدثين أمامه واجعلي التصور تفصيلياً من حيث تفاصيل المكان وتخيلي أنك تسمعين صوت المدير وترينه وتسمعين ردوده عليك.
وقد تشعرين بالقلق من خلال هذا التصور - ولكن هذه هي الفكرة، أي مع تكرار هذا الموقف في ذهنك سينخفض القلق وستجدين أنه في إمكانك أن تذهبي إلى الموقف الفعلي مع قليل من الخوف. وإذا ما مارست هذه التمارين -سواء التي شرحتها لك أو التي أوضحها لك طبيبك- مع تمارين الاسترخاء سيقل إحساسك بالضغط بقدر كبير وستصبح التمارين أيسر ويمكنك الاطلاع على تمارين الاسترخاء المكتوبة في الرد التالي: أريد التخلص من خجلي يمكن أيضاً أن تناقشي طبيبك في التمرينات كي يساعدك ويشجعك، هذا من جانب ومن جانب آخر العلاج ليس مجرد دواء بل عليك بذل بعض الجهد حتى تصلي إلى مرادك.
والحياة كلها تسير على هذا المنوال فالحياة مليئة بالعقبات التي نعمل على اجتيازها، فمن يريد أن يتزوج من فتاة معينة يبذل جهداً لتحقيق هدفه ومن يريد أن يعمل أو يرتقي في وظيفة ما يبذل الكثير والكثير وهكذا. لقد بدأت صديقتي طريق العلاج و"طريق الألف ميل يبدأ بخطوة" ويقولون أيضاٌ أن "البداية نصف الطريق"، فكونك تعملين فهذا شيء رائع سيساعدك بإذن الله وكونك قد بدأت العلاج مع طبيب فهذه خطوة ممتازة، أكملي طريق وتفاءلي دوماً، أما بخصوص التعامل مع الرجال فلا أعرف لماذا ويمكنك الاطلاع على بعض الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين:
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
و الخوف من المشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
وتابعينا بأخبارك.