إلى الاستشاري النفساني
أود أن أطرح بعض الأفكار في البداية ومن ثم عدة أسئلة تتعلق بي كشخص، أود معرفة إجابتها، أو حتى علاجها.
أنا كنت أعاني من مرض جرافيز دزيز، أو زياده إفراز الغدة الدرقية من ما يقارب الخمس سنوات، أوقفت بعد استشارة طبيب الغدد الصماء عمل الغدة عن طريق اليود المشع -قبل 5سنوات-، تغيرت حياتي بشكل كلي ومريب، بداية من زيادة وزني خلال الخمس سنوات ما يقارب 28 كيلو، من إنسان يكره الحرارة إلى إنسان بارد وهادئ، من إنسان عبقري أحل المسائل والألغاز وأحفظ بصورة خرافية، إلى إنسان بطيء في الحفظ والاستيعاب، صرت أكره نفسي بشكل غريب.
أصبحت في الفترة الأخيرة متقلب المزاج بشكل غريب، ففي الصباح في الجامعة أحيانا أضحك مع الزملاء طوال النهار، بعدها أحس باكتئاب يقتل صدري ويعكر مزاجي، لا أستطيع المذاكرة والتفوق كما في السابق، أعتقد بأنني أشتاق إلى شخصي قبل الخمس أعوام، ذلك السوبر مان النشيط.
قرأت كثيرا عن الغدة الدرقية وتأثير إفرازاتها على النفسية وباقي أعضاء الجسم، قرأت أن من أسبابها (وقد لاحظ وقال لي أصدقائي قبل قراءة هذا الشيء وكانوا ينعتوني به) البارانويا، أنا فعلا إنسان بارانويد، ثقتي ضعيفة جدا بالناس، كذلك قرأت تأثيرها بالنسبة للجهاز التناسلي، إذ اضطرابات الغدة الدرقية خصوصا للإناث (مع أنني أعتقد أن المشكلة عامة) تسبب العقم، وهذه حقيقة طبية.
علاقاتي مع الناس أصبحت ضعيفة إلا القليل منها علاقاتي مع أهلي وأقربائي ضعيفة جدا.
أسألتي من خلال ما ذكرته هي:
1- أنا أعلم بأنني لا أستطيع تغيير شيء في الغدة، لكن كيف أستطيع التأقلم مع الشخصية التي أكرهها، التي أعيشها؟؟
2- ما الحل في مشكلة تقلب الشخصية والاكتئاب الذي أعيشه في أغلب الأوقات؟
3- عندما أقرأ أو أناقش موضوع التشكيك أو البارانويا دائما أصل إلى إقناع الغير وإقناع نفسي بصحة الفكرة، من ناحية شك الزوج بزوجته، بزملائه في الدراسة، في العمل، وأحيانا في إخوانه، مع إنني في داخلي أعتقد بأني مخطئ بطريقة معينة، إذ يجب أن لا تكون الحياة بهذه الطريقة، ماالعمل؟؟!!
4- إنني أعتقد، ولم أثبت هذا إلى الآن، بأن لدي –لا قدر الله- عقم من جراء الغدة، وذلك بناء على اختلاف كمية السائل المنوي وقبل وبعد اليود المشع، لكنني خائف من إجراء الفحص الطبي ومن ثم أعيش عالم من الكوابيس، فما العمل؟؟؟
5- أتمنى أن تنصحني سعادة الطبيب، فقد وصلت إلى مرحلة من الفشل الاجتماعي والدراسي والعائلي إلى مرحلة لا أحسد عليها نهائيا.
أتمنى الرد على رسالتي هذه وعدم إغفالها،
شاكراً لكم ومقدرا جهودكم الجبارة .
7/3/2007
رد المستشار
الابن العزيز "باسم"، أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك.
علاقة هرمون الغدة الدرقية بالحالة النفسية (المعرفية الشعورية)، وعلاقة اضطرابه باضطراباتها مسألة معروفة كما تعلم وأجريت فيها أبحاثٌ وأطروحات ماجستير ودكتوراه، وأحسب أنك قرأت كثيرا بالعربية وغيرها عن الموضوع فلن أطيل. لكنني فقط أحتاج سؤالك عن متابعتك مع طبيبك الذي عالجك من مرض جرافيز أو فرط الدرقنة Graves Disease؟؟
هل حضرتك تتابع معه الآن أم لا؟ أقصد ما الذي أوقفته هل هو العلاج؟ أي علاج هل هو مضاد الثيروكسين أم محفزه؟ أم أنت لا تتناول أي علاج؟ هل تقصد أنك أوقفت عمل الغدة الدرقية عن طريق اليود المشع ثم لم تتناول العلاج اللازم بل الذي لا غنى عنه لاستقامة الجسد والنفس وهو هرمون الثيروكسين.
حيث تظهر عليك علامات نقص وظائف الغدة الدرقية كعدم القدرة على تحمل الطقس البارد وسقوط الشعر وانتفاخ الجسد (زيادة الوزن)، والضعف والكسل والخمول الجسدي والذهني، وغير ذلك مما يعرفه طلاب الطب بنقص الثيروكسين أي قصور الدرقية Hypothyroidism أو الوذمة المخاطية Myxoedema.
أي أن ما تصفه يعني اضطرابا عضوي الأسباب لكن له الأثر والظواهر –الأعراض- النفسية والجسدية وله أبعاد أكاديمية وأسرية واجتماعية فضلا عن الصحية الجسدية لأن لديك اختلالا على مستوى المشاعر والأفكار وبالتالي فإن ما أنصح به هو أن تزور طبيبك المعالج لكي يجري لك التقصيات اللازمة ويحدد العلاج بناء على نتائجها، وأبشرك بأن العلاج في هذه الحالة سهل وناجع إن شاء الله لأن الطبيب يوجهه ناحية السبب الواضح المعروف،
ونحن في انتظار متابعتك.