وسواس الحب في بلاد الجزائر
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته؛
شكرا لك مرشدي الفاضل وأبي الحنون وأخي العزيز وصديقي المفضل الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي على عنايتك باستشارتي الماضية سيدي الكريم، لما قرأت ردك الفارط بكيت ولكن مسحت دموعي وقررت أن أقف مجددا وأتحدى قلبي وحبه لابن خالي هشام طالبة بذلك اللجوء العاطفي في بلاد الثلج، مقررة النسيان لا التناسي، بالفعل هذا ما قررته، فما الفائدة من حب من طرف واحد سوى العذاب، الحيرة.
عموما بالفعل هذا ما سعيت إلى فعله وجاهدت نفسي إلى فعل هذا مقنعة نفسي بأن هذا الحب لا فائدة منه، ووجدت نفسي قوية ولكن قوتي هذه كانت مصحوبة لنوع من البعد الاجتماعي فأصبحت أحب الوحدة فحتى زميلاتي في الدراسة أتهرب منهن حتى لا أتكلم معهم وتجدني دائما شاردة ولكن لست أفكر في شيء فأنا شاردة في لا شيء ووجدت نفسي أكره كل شيء أحبه، ولكن هذه القوة لم تدم سوى بضع أيام حينما سمعت أمي تحدث أختي عما فعله ابن خالي عندما أتانا في العيد (عند مجيئه للمطبخ) فوجدت نفسي أبكي دون أسباب وجدت نفسي حقيقة بحاجة إلى صدر حنون لأضع رأسي عليه وأبكي، إلى يد تمسح الدمع من على خدي، إلى قلب يسمعني، انتابتني رغبة في أكل كل أنواع المخدرات، رغبة في تهديم كل شيء، رغبة في الصراخ ‘ رغبة في...،
ولكنني ابتلعت كل تلك الرغبات واقتصرت على دموع تتساقط، تأكدت وقتها بأن ما سأعانيه للنسيان يمكن له أن يهدمني، ولكن دمار النسيان أحب إلي من دمار الحرمان.
في استشارتي الفارطة تساءلت إن كان أحدنا قد أخبر أحدا، بالنسبة لي فقد فعلت غلطة عمري عندما أخبرت ابنة خالتي، كنت وقتها أظن أنها حقيقة الشقيقة التي حرمني الله منها ولكن بعد ذلك تأكدت بأن أحدا لن يعوض الشقيقة التي حرمني الله منها، عموما عندما أخبرتها فقد نبهتني إلى 3 أمور أساسية:
1- أن ابن خالي عندما يقوم بمصافحة أي كان يضغط على يده إلا أنا فإنه عندما يصافحني يصافحني بكل نعومة.
2- عند زواج خالة ابن خالي هشام الذي كان أسبوعا بعد زواج أختي لم أذهب أنا وأمي وكان ابن خالي (حسب أقوال ابنة خالتي) يأتي إلي حيث تجلس خالاتي دون سبب ينظر ثم يذهب، ففسرت لي ابنة خالتي هذا بأنه ربما كان ينتظر قدومي أنا وأمي.
3- شقيقة ابنة خالتي هذه متزوجة بشقيق ابن خالي، مما جعل ابنة خالتي تفسر لي انقطاع مجيئه الآن لنا بأنه حتى لا يلفت الانتباه باهتمامه بي، وقالت لي بأن هذا التصرف نفسه فعله زوج أختها قبل الزواج وفسره لأختها بأنه فعل هذا حتى لا ينتبه لهما أحد.
أما من ناحيته هو، فحسب رأيي إن كان قد أخبر عن شيء فقد أخبر أخته الأكبر منه فبالرغم من كونها إنسانة متكبرة ولا تتكلم مع الآخرين إلا أنها تتكلم معي، وتخصني ببعض الحركات اللطيفة، أما الشخص الثاني فهو أخوه الأصغر منه فعند ذهابي أحد المرات إلى بيت خالي لم يكن هشام هنالك، وبعد سويعات من ذهابنا كنت جالسة في الحديقة وأتاني أخو هشام الأصغر منه وقال لي لقد أتى هشام، ثم ذهب إليه وقال له، ها هي ذي، ولكن كلانا لم يبد أي تصرف سوى النظر إلى بعضنا البعض.
سيدي الكريم ماذا يحدث لي، إحدى خالاتي دخلت المستشفى اليوم لم نذهب أنا وأمي اليوم في وقت الغذاء ولكن هشام ذهب وكانت جميع بنات خالاتي هناك، لا أفهم ماذا جرى لي عندما علمت أنه ذهب ونحن لم نذهب كأنني مجنونة أنا مختنقة ولكن لا دموع تتساقط، لا أستطيع التركيز في أي شيء، مضطربة إلى درجة جد عالية، وفي المساء عند ذهابنا طول الطريق وأنا أدعو أن أجده ولكنني لم أجده أرجوك ساعدني، أنا أختنق سيدي، عيد الأضحى قادم، ولا أدري ما أفعله، فأنا بين الذهاب وعدمه إلى بيت خالي، فأخاف الذهاب والرجوع إلى نقطة الصفر ويرجع بي الحنين، فلن أخفي اشتياقي له،
سيدي هل لي من أمل في نسيانه؟ وهل لي من أمل في أن يتحول إعجابه بي إلى حب، هناك نقطة ربما لابد من الإشارة لها، عندما كنا أنا وهشام صغار كانت علاقتنا ببيت خالي أبو هشام جد جيدة وكانت أمه وأمي دائما يتمنيان اليوم الذي يروننا فيه هشام زوج لي، وربما هذه الفكرة ارتسخت بدماغي إضافة إلى الحركات التي يقوم بها وكل هذا جعلني لا أنظر إلى أحد سواه، ماذا يجري لي خاصة اليوم لا أدري ماذا أريد، أهذه غيرة أو ماذا ساعدني أرجوك فلا مخلوق سواك بجانبي، أنا أختنق، أختنق، أختنق...، فهل من حل؟؟؟؟؟؟؟؟.
تقبل مني سيدي فائق التقدير والاحترام،
مع تمنياتي لك بعام جديد مليء بالفرح والهناء شكرا.
8/1/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة الحائرة، هلا بك وشكرا على ثقتك ومتابعتك.
كل عام وأنت والأمة الإسلامية كلها بخير وعسى الله أن يبدل جراحنا عزة وقوة في العيد القادم.
أي بنيتي: آلمني للمرة الثانية وجدك وعلامات تعلقك الشديد بما أخشى أن يكون سرابا وأسأل الله أن يخيب تخميني، أردت من المرة السابقة أن أقول لك شيئا ولكنني أخفيته لعدم تأكدي... أما وقد أظهر حالك أنك غارقة حتى أذنيك في التعلق بهشام فإن ما قصدته بقولي لك أنه بينما ترينه أنت الذكر الوحيد والحبيب الوحيد والشخص الأهم من بين ذوي الدلالة في حياته يراك هو واحدة من الإناث قد يكون معجبا بك أكثر من غيرك لكن الإعجاب على أغلب الظن إعجاب جنسي من جانبه!
بصورة أوضح: أنت بالنسبة له مادة للتخيلات الجنسية اللذيذة ولا يبدو مما وصفت لنا من حاله أنه عازم على الزواج، أقول ذلك برغم كل ما ذكرته أنت هنا في هذه المتابعة ويوحي باهتمام من جانبه، فالمشكلة هي أن لا شيء يؤكد أن ذلك الاهتمام قد يرقى لدرجة أن يطلبك للزواج.
ليس من الحكمة أن يعرف هشام -في حالة كونكما موعودين لبعضكما من الصغر- أنك واقعة في حبه فهو ككل ذكر سيزهد فيك في مثل هذه الحالة، إذن تكونين آخر اختياراته أو بمعنى أدق أنت التي سيختارها إذا فشل في الفوز بمن قد يراها أنسب!....... هذا كله أو أغلبه تخمين في تخمين، ولكنني حاولت تأجيل قوله لك قدر الإمكان ولولا حالك المحزن ما صرحت به.
أخشى أن أكون ظالما للولد والله سبحانه أعلم بمكنون صدره وما خفي من فعله، ولكن ما يجب عليك يا بنيتي هو التناسي وليس النسيان لأن الأخير يأتي نتيجة للأول وقد يكون مستحيلا أن ننسى الحب الأول دونما مرحلة قد تطول من التناسي وأما السبيل إلى التناسي فهو ما نصحتك به من اهتمام بالأنشطة الطلابية والهوايات وكل ما هو متاح من الأنشطة الجماعية في بيئتك.
التعليق: ربي معك أختي العزيزة هل لديه حبيبة إذا كان لديه فافقدي كل الأمل بالتقرب منه
وإن لم يكن لديه فحاولي الاقتراب منه وحاربي من أجل حبك