مش عارفة
السلام عليكم ورحمة الله؛ أولا أشكركم على مجهودكم الرائع جزاكم الله كل خير، مشكلتي ممكن تكون تافهة بس تعباني فعلا وعايزة حل أنا بنت عندي 23 سنة تخرجت من سنة ونص تقريبا من واحدة من كليات القمة وكنت طول عمري ملتزمة ومجتهدة في دراستي وماكنش بيعجبني ارتباطات الجامعة وطريقة الكلام والهزار المبالغ فيه كنت في حالي شوية وأصحابي بنات، بس قبل التخرج بكام شهر وقفني زميلي في الدفعة (ماكنتش أعرف أنه معايا في الدفعة أصلا) وكانت معايا صاحبتي وقال لي أنه نفسه يتعرف علي من زمان وقال لي اسمه ولقيته عارف نتيجتي اللي كانت لسة طالعة وقتها استغربت ازاي عرف اسمي ونتيجتي بس حسيت إنه حد بيعاكس ورديت بأدب وسيبته ومشيت.
وبعدها حسيت إنه مركز معايا وبيقعد ورايا في المدرج وكده وعدت الكلية ومحصلش حاجة جه مرتين كده سلم عليه ومشي وعملي آدد على الفيس بوك وماضفتهوش طبعا بس ملغتش طلب الصداقة بس جاب اسمي ونتيجتي وبروفايلي ازاي!! كنت مستغربة بعد التخرج بشهر تقريبا لقيته باعت لي رسالة بيقول فيها إنه عايز يتقدم لي وأنه معجب بأخلاقي وإني لو وافقت هيبقى رزق بالنسباله إنه مش هيرفض لي طلب وإني أفكر براحتي لأن عنده جيش وهو ده اللي أخره إنه يكلمني في الموضوع، ارتبكت جدا وماكنتش عارفة أرد وبعد أقل من أسبوعين رديت بكل أدب وقلت له أنا بعتذر لك جدا وربنا يوفقك ويرزقك باللي أحسن مني وكده وهو رد وقال ده كفاية إننا دفعة واحدة ومش محتاج اعتذارك وأشوفك على خير قريب إن شاء الله.
مش عارفة ليه رفضت وبسرعة كده من غير ما أديله أي فرصة، يمكن كنت لسه متخرجة وأنا خبرتي في الحياة محدودة فارتبكت ومعرفتش أتصرف (استسهلت تقريبا)
- يمكن كان شاغلني أوي موضوع الشغل وأنا طموحة جدا
- يمكن عشان خدت رأي صاحبتي اللي كانت واقفة يومها معايا وحسيتها وكأنها بتقولي ازاي هتوافقي على ده وكان الأصحاب وقتها حاجة مهمة جدا بالنسبة لي (اللي اكتشفت بعد كده أنها ممكن تبقى مجرد غيرة)
- يمكن عشان حسيت إن لسه الحياة قدامي وأكيد هيجي اللي أحسن منه اللي هيبهرني بقى
- يمكن عشان أصغر مني بكام شهر وإنه مش الشكل اللي كنت بحلم بيه مش عارفة بالضبط بس ده اللي حصل
بس بعد ما اشتغلت وشوفت أنواع كتير من البشر بحكم شغلي حسيت إني ضيعت إنسان غاية في الاحترام وكفاية إنه كان شاريني أوي كده وكان كل ده ملغاش طلب الصداقة، حبيت ألمحله إنه ممكن يكلمني تاني فضفته عندي (الكلام ده بعد حوالي 7 أو 8 شهور من كلامه معايا) والوقت ده كان المفروض إنه لسه في الجيش بس مكلمنيش تاني وكرامتي تعبتني فشلته من عندي بعدها بكام شهر.
المشكلة دلوقتي بقى إني اتعلقت بيه وكل شوية أدخل على بروفايله وأحاول أعرف أخباره وعندي إحساس قوي إنه هيكلمني تاني (مش عارفة ليه) وهو المفروض كده خلص جيش من حوالي شهر وكل شوية عندي أمل إنه يكلمني تاني مع إنه لو كلمني تاني حاسة إني هفضل أفكر بردو ومش هوافق بسهولة لأني مترددة جدا كل ما يتقدملي حد أبدأ أتلخبط ومبقاش عارفة أعمل إيه (مع العلم إن ما تقدمليش حد مناسب أوي وعاجبني) مش عارفة أنا بقيت عاملة كده!!
أما بفكر بعقلي بقول يمكن عشان عندي فراغ (مع أني بشتغل ومشغولة فعلا) ومحدش جه شغله مكانه أو عشان لقيته معجبا بي أنا وبشخصيتي ومش عشان عروسة مناسبة زي جواز الصالونات ودي الحاجة اللي بحلم بيها مش عارفة مش عارفة أعمل إيه في التفكير الكتير اللي مش عارفة أخلص منه ده؟؟
أرجو عدم الرد بشدة وآسفة على الإطالة
وشكرا
27/12/2012
رد المستشار
هوني على نفسك يا صغيرتي، فقد أتعبت نفسك في التفكير أكثر مما يجب؛ فهو في الغالب شخص أُعجب بتصرفاتك الخارجية ومظهرك، وحاول بطريقته التعرف على اسمك ونتيجتك ولذا حاول أن يتحدث معك ليكوَن صورة عنك تشجعه للارتباط بك أو لا، ولكن في الحقيقة هو فقط "حاول" لا أكثر، فلقد تركك تتحاشيه لفترة طويلة نسبيًا، ولم يُلح عليك في طلب التعرف، وكان يتحدث عن التقدم لك بشكل متردد عن طريق فيس بوك، وحين رددت بعدها بأسبوعين كاملين تعتذرين فيه عن فكرة الارتباط قال لك كفانا أننا دفعة واحدة!.
إذن هو ليس ذلك المتيم الولهان، الذي ينتظر منك كلمة وإشارة، وها أنت قمت بعمل إضافة له ولم يتحدث معك رغم انتهاء جيشه كما فهمت منه، وليس معنى حديثي أنه يتلاعب، أو غيره، ولكن فقط ضعيه في مساحته الطبيعية، وتعاملي معه بتحفظ وهدوء إن حدثك مرة أخرى عن الارتباط وليس التعارف من خلال فيس بوك، واجعليه مثله مثل أي عريس يتقدم لك لتتعرفي عليه بشكل واقعي وجيد، فلا تنسي أبدًا أنك لا تعرفيه بالفعل بالشكل الذي يطمئنك على مناسبته لك، وهو كذلك؛ فأنت لديه مجرد فتاة يبدو عليها مناسبتها لشريكة حياته ويريد التأكد من ذلك وهذا من حقه كما هو من حقك، ولكن تحت سمع وبصر أهلك ولا تعطيه فرصة زائدة عن أي شخص قد يتقدم لك.أما قرار ارتباطك عمومًا، فهو قرار ليس "صعبًا" ولكن قرارًا مهمًا؛ لأنه يعني مشاركتك لرجل يتناغم مع تكوينك وشخصيتك رغم وجود عيوب فيك وعيوب فيه، وهو يعني رغبتك في مشاركة رجل؛ لأنه يحمل في خصاله ما تحتاجين أنت لوجوده فيه، لذا ليس كل شاب جيد يناسب كل الفتيات، لذا أريدك أن تتعرفي على نفسك أولًا جيدًا، وتدركي أنه لا يوجد بشر سيكون فيه كل التفاصيل التي تريدينها وكذلك أنت، ولكن هناك من يمكنك مشاركته في الحياة؛ لأنه رغم عيوبه التي سترينها بوضوح، وتختبري مدى تقبلك له دون زيف، يحمل خصالًا لا يمكنك التعايش بدونها ويبتعد عن خصال لا يمكن التعايش معها، فاهدئي، وركزي مع نفسك، لتتمكني من الاختيار الناجح سواء كان هو، أو غيره، وتذكري أن الزواج ليس قرارًا صعبًا، ولكنه قرارٌ مهم.