الحل الأمثل لذي الوسواس المسلسل!
إلى أين تجرفني أيها الحب؟؟
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري ملتزم دينيا نوعا ما لا أتكلم مع الجنس الآخر قطعيا في البيئة الجامعية إلا للضرورة. دخلت الجامعة قبل أكثر من 4 سنوات وكنت أسعى لخلق بيئة أفضل من البيئة التي عشتها في المدرسة وإن كانت البيئة المدرسية ليست بالسيئة ولكن كنت أطمح إلى أصدقاء أفضل يعينوني على ذكر الله وجدت بعضا من هؤلاء ولكن بأعداد ليست بالكثيرة ونوعية ليست بالمأمولة ولكن... أنا شاب ولأن الجامعة التي أدرس فيها جامعة مختلطة بامتياز أي أن الفصل لا يكون إلا في كليات الطب والرياضة وأنا لا أدرس في هاتين الكليتين فالاختلاط حاصل لا محال وأصناف الفتيات التي كنت أراهن فيهن من التنوع الخلقي والفكري والجمالي ما يعجز لساني عن وصفه.
ولأن الشباب بفطرتهم يميلون إلى النساء فقد جذبتني تلك الفطرة إلى أن أعجب بفتاة في بداية دراستي في الجامعة ولكن هذا الإعجاب كان مقصورا على الإعجاب أي أنه لم يتعداه بأي وجه من الوجوه استمر هذا الإعجاب فترة ليست بالقصيرة ولكن الزمان حول هذا الإعجاب إلى (حب) وأي حب.
رغم كل هذا ولأن ديني يمنعني, أشهد الله أني ما تكلمت معها كلمة واحدة لا باللفظ ولا بالإشارة ولا حاولت أن ألمح لها تمليحة واحدة وأبقيت هذا الحب في قلبي مكنونا أستطيع لجمه حتى بحت به لأحد أصدقائي المقربين جدا أفشيت السر دون أن أخبره من هي تلك الفتاة فأصبح على علم أني أحب فتاة هو لا يعملها ولا أحد يعلمها غيري.
إفصاحي لذلك السر الذي كنت قد كبته برهة طويلة من الزمن ضاعف من حبي لأني قد وجدت لعواطفي متنفسا أصبحت تلك الفتاة تشغل كل تفكيري بدأت أفكر في السبل والوسائل التي قد تسرع من تنمية قدراتي المالية التي قد تعينني على الارتباط بها في الحلال ولكن أنى لي هذا أصحبت أتحين بعض الأزمنة لأراها فيه بالخفية وبدون علمها إن هذا الشاب ما وقف هنا إلا ليشاهد هذا الجمال الذي أسر قلبه.
شغلت تفكيري كله حتى أصبحت أخشى على نفسي من الجنون صرت أذكرها في مواطن لا يتوقع من شخص عاقل أن يذكرها فيه, فالإمام يخطب يوم الجمعة ويدعو وأنا أردد آمين وراءه وأذكرها في نفسي لعل دعوة صالحة تصيبها أصحبت أصلي من النوافل وأطيل لكي أدعو الله أن يجعلها من نصيبي بالحلال فأذكرها بالاسم في دعائي ولا أعلم إن كان هذا يجوز لي شرعا.
والآن أنا على أبواب التخرج ولا أدري أفرح لتخرجي أم أحزن لفراق عيني لصورتها. سأبتعد عن الجامعة ولا أدري إن كان البعد سيخمد حبا لم أدري كيف نشأ ولم أستطع أن أبوح به لها ولا أن أكلمها طيلة تلك الفترة كلمة واحدة سأبدأ بجمع المال للزواج منها ولكن لئن فاتني القطار وتزوجت من غيري ولم يكتبها الله لي فلا أدري أسينزع حبها من قلبي أو أن هذا الحب الذي غرس في هذا القلب سيبقى يروى بالذكريات الجامعية الجميلة.
لا أعلم إن تزوجت من غيرها هل سأقدم لزوجتي من الحب ما كنت سأقدمه لتلك الفتاة إن كتب لي الزواج منها؟ هل ما أمر به عواطف شبابية غير صادقة متهورة؟؟
العراقيل كثيرة الارتباط الآني مستحيل لأسباب مادية فما العمل؟؟
27/12/2012
رد المستشار
لقد حلقت في السماء بعيدًا بعيدًا حتى تهت عن أرض الواقع يا ولدي، وقاربت من الاصطدام به عن قريب إن لم تفق، فلقد سطرت في رسالتك سطورًا عبقرية في التعبير عما تشعر به دون أن تدري!، فقلت مثلًا: الشباب بفطرتهم يميلون للنساء، وقلت أم أحزن لفراق عيني "لصورتها"... فهذه هي حقيقة الأمر دون تغليف بهواجس الحب كما تفعل من تلك الفتاة المجهولة!؛ فأنت في ريعان شبابك وفي قمة احتياجك العاطفي والجنسي بجدارة، وانتقلت من الانعزال للاختلاط أيضًا بجدارة، وقلبك وجسدك يحمل الكثير والكثير من الشوق لمن تأتنس بها في حياتك يا ولدي، ولكنك متدين بدرجة مقبولة تمنعك من التجاوز، أو عدم احترامك لذاتك، ولا تملك من متطلبات الزواج شيئًا، فلم يكن أمامك دون وعي منك للخروج من هذا المأزق إلا "الغرق" ثم "الغرق" في المشاعر و"خلق" حالة حب مع "صورة" أنثى تتقبلها شكلًا!؛
لذا قلت لك الفتاة المجهولة؛ فماذا تعرف عن خصالها؟، ماذا تعرف عن قدرتها لتحمل المسؤولية؟، ماذا تعرف عما تحب وتكره؟، ماذا تعرف عن حالتها العاطفية فماذا لو كانت مخطوبة، أو مرتبطة، أو لا تفكر في الزواج أصلًا؟، ماذا تعرف عن تصورها هي لشريك حياتها التي ترغبه هي؟، أليس كان من الواقعي أنك إن اقتربت وتحدثت معها تنفر لخصال فيها لا تعجبك؟، أو العكس؟، فكيف يكون الحب بما يحمله من مسؤولية تجاه من نحب، وتجاه الحفاظ على العلاقة، ومعرفتنا الجيدة جدًا لكيان المحبوب أن يتم تلخيصه في "صورة" لفتاة لم تتحدث لها قط؟؟؟، هل تركن لما يصوره لنا الإعلام الأحمق السخيف الذي يعزز فكرة الحب عن بعد؟؟؟!.
عد يا ولدي لأرض الواقع وكفاك "تغييبًا" لنفسك في حالة من الحب مزيفة، فحبيبتك هي من ستتعرف عليها وتعرف خصالها وتحب فيها خصالا وتكره منها خصالًا أخرى، وسترى عيوبها وتتقبلها عن صدق؛ لأنها تحمل ما تحتاج إليه أنت من شريكتك لحياتك، وحبيبتك هي التي سيكون هدفها إسعادك كما سيكون هدفك أنت كذلك، وحبيبتك هي التي ستطمئن لصفات فيها تجعلها محل ثقتك في أن تكون الزوجة والأم التي تريدها لأطفالك، وحبيبتك ستكون شكلا، وروحا، ونفسا، تتواصل معهم وتتعرف عليهم بصدق لتقرر هل تناسبك أو لا، فما أجمل وما أروع مشاعر الحب؛ فهي أجمل مشاعر يذوقها قلب البشر، ولكن يتوقف جمالها وروعتها على مدى قربها من الواقع ومن "مقاس" احتياجاتنا، فلتنتبه لمستقبلك وكدك في عملك بإخلاص ودأب ليتبين لك بعض ملامح مستقبلك وقدراتك على توفير متطلبات الزواج.
وستكون فترة جيدة لك لتركز مع نفسك وتتعرف عليها عن قرب لتفهمها وتفهم احتياجاتها، وما تهواه، وما تنفر منه؛ لأنه سيكون المقياس الحقيقي لك بعد ذلك لاختيار شريكة الحياة المناسبة لك، حتى لو فكرت حينها في الذهاب لتلك الفتاة ليست لأنها فتاة أحلامك التي تحبها، ولكن لأنها فتاة أعجبتك شكلًا وتريد أن تتعرف على خصالها ومناسبتها لك فستخضع لما ستخضع له اختياراتك للفتيات، فإن وجدتها غير مرتبطة فلتكتشف مناسبتها لك من عدمه، وإن لم يحدث فلا بأس؛ لأن شريكة حياتك الحقيقية حينها لم تظهر بعد، هيا أكمل حياتك بقوة ودأب لتختار اختيارا ناجحا يجعل حياتك الزوجية سعيدة إن شاء الله.
ويتبع >>>>>: تيك تاك توك...هااااي الواقع هنا م