أكره نفسي
في البداية أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع وأسأل الله أن يجعل كل ما تقدموه في موازين حسناتكم أما بعد مع احترامي وتقديري لكل المستشاريين المتواجديين هنا إلا أنني أحب أن يكون الرد على طلبي من الدكتور محمد المهدي أنا شاب عمري بين 28 _ 29 سنة كامل من كل النواحي لا ينقصني شيء في الظاهر وبصراحة أنا متردد جدا جدا جدا في الحديث عن مشكلتي لأنني لأول مرة في حياتي سأتحدث عنها، قضيت أكثر من 20 سنة وأنا أمثل على عائلتي وأصدقائي وعلى كل العالم وسئمت من التمثيل وأريد أن أتحدث ولو مرة واحدة مع أي إنسان بلا تمثيل على الأقل أرتاح قليلا بالكلام....
مشكلتي هي أنني لا أشعر أبدا برجولتي أبدا وهذا الأمر حول حياتي إلى جحيم والله لم أشعر بالسعادة أبدا في حياتي كلها بسبب هذا السرطان الذي أعانيه عندي ميول على نفس الجنس ولا أشعر برغبة على الجنس الآخر أبدا (ميولي سالب)، لم أتعرض في طفولتي إلى أي حالة من التحرش ولا الاغتصاب والحمد لله وإلى هذه اللحظة ولم أفكر أبدا ولو مجرد تفكير أن أفعل هذه الرذيلة والحمد لله ويارب يثبتني إلى أن ألقاه وكل من هو مريض بهذا السرطان.
ولكن أذكر عندما كنت طفلا في الخامسة من العمر أو السادسة كان عندي صديق من نفس العمر تعرض لحالة اغتصاب من قبل وحش كان يسكن في نفس المنطقة التي كنت أعيش فيها وكان هو يكبرنا سنا أذكر أنه كان يأخذ صديقي من المكان الذي كنا نلعب فيه ويذهب به إلى منزله يغتصبه ثم يعود ذلك الطفل البريء ليقول لي بكل براءة أن جارنا فعل معه الفاحشة ولا أعلم إن ترك هذا الأمر شيئا في نفسي أو لا إلا أنني لازلت أذكر هذا الموقف ولن أنساه أبدا.
أما من ناحية علاقتي بالأهل والله لا أعرف كيف أصفها لا أذكر أبدا يوما من الأيام منذ أن تفتحت عيوني للحياة وإلى الآن إلا وأرى فيه أبي يصرخ بوجه أمي أو إخواني كان شديد الغضب لا يعرف الرحمة أبدا لم أحبه في حياتي وأنا أشعر بأن أبي هو السبب في تحول حياتي إلى جحيم وهذا الأمر أدى إلى أن أتعلق بوالدتي بشكل لا يوصف أحببتها كثيرا وتعلقت بها كثيرا أما الوالد لم أحبه أبدا وحتى الآن أنا لا أحبه وأحيانا أكرهه لدرجة أريد أن يموت وأرتاح منه لأنني لا أطيق وجهه (ولكن أسأل الله أن يغفر لوالدي وأن لا يحاسبه إن كان هو السبب).
أما علاقتي بإخواني علاقة جيدة مع كلهم إلا واحد وهو كان ثاني أكبر واحد من أفراد عائلتي كان يعذبني كثيرا عندما كنت طفلا كان يسجنني ويضربني لأي أمر وحتى الأصدقاء الذين كنت ألعب معهم عندما كنت نلعب ويؤذيني وأوذيهم كانوا يشكوني إلى هذا الأخ الكبير وهو كان يضربني أمامهم وهذا ما أدى إلى أنني كنت أخشى من أصدقائي فقط كي لا يشكون أمري إلى هذا الأخ.
أما علاقتي مع العالم كانت جيدة وكنت أكره الوحدة ولا أحب أبدا أن أكون وحيدا ولكن هذا في السابق أما الآن فأنا انطوائي جدا وهذا مايقتلني ولا أختلط بالناس كثيرا لأنني في الحقيقة وصلت إلى أمر صرت أكره نفسي وأتألم جدا خاصة عندما أرى الكل حولي يتزوجون وينجبون الأطفال وتقريبا كل أصدقائي تزوجوا وصارت لهم مسؤوليات أنا لا أحسد أحد على هذا بالعكس أدعو الله لهم أن يبارك في حياتهم وأن يرزقهم السعادة في الدارين ولكن بصراحة يؤلمني ذلك لأنني لا أستطيع أن أفعل ما يفعلون لذلك تحولت إلى شخص انطوائي لا أعمل لأنني أكره النقود بمجرد أن صارت لي وظيفة وعمل جيد الكل سيطلب مني أن أتزوج لذلك لا أعمل ولا أحب أن يكون لي مصدر يأتيني منه أموال وأنا تقريبا لا أنام الليل.
صرت على هذه الحال منذ حوالي 6 سنوات لا أنام إلا القليل ودائما أشعر بالتعب والإرهاق ولكن والحمد لله لا أتعاطى أي نوع من المخدرات والحمد لله وبصراحة هناك تفاصيل أخرى تعرضت لها وخاصة من الوالد ولكنها بنفس الخصوص لذلك لم أكتبها هنا يعني من ناحية الحب أنا لا أعرف كيف هو شعور الحب بين الابن وأبيه وأشتاق كثيرا لهذا الشعور حتى الآن (يعني بصيغة الأطفال أقول أنا أحتاج إلى أب أحتاج إلى أن أشعر بأمان الأب وحنانه ورحمته وحبه).
في الختام أريد من حضرتك أن تقول لي هل بالإمكان أن أشفى من هذا السرطان أو لا إذا كان نعم أرجو منك أن تعلمني ماهي الطريقة للشفاء ولكن أحب أن أخبرك أني لم أذهب إلى أي طبيب ولن أذهب والسبب لا أريد أن يعلم بأمري أي بشر فقط ذهبت مرة للمختبر لفحص الكروموسومات والحمد لله لا ينقصني شيء من هذه الناحية وأما إن لم يكن هناك حل وعلاج لمرضي أنا أريد منك أن تنصحني كيف أعيش حياتي أنا صرت أخشى على نفسي كثيرا يعني بصراحة لا أعرف ماذا أفعل صرت تائها والدنيا لا تسعني وأشكرك كثيرا لأنك قرأت مشكلتي
أشكرك كثيرا لاهتمامك بالموضوع وأشكرك مقدما على ردك
أكرر احترامي وتقدير لكل المستشاريين إلا أنني أريد الرد من الدكتور محمد المهدي.
25/01/2013
رد المستشار
أخي العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يتضح من رسالتك أن السبب الأساسي في المشكلة هو العلاقة المضطربة بالوالد, وقد أدى ذلك إلى ابتعادك عنه ونفورك منه ثم اقترابك من الأم. وترتب على ذلك حالة من التوحد مع الأم ومع الإناث عموما بقدر ما ابتعدت عن عالم الذكور الذي يمثله والدك وأخوك الأكبر الذي يضربك ويهينك, ومع هذا ظل بداخلك حنين كبير للأب المفقود ولحنانه وحبه, وهذا يتخذ الآن صورة الإنجذاب لنفس الجنس, وهو انجذاب يبدأ بالاحتياج للحنان والاحتواء والرعاية من شخص من نفس الجنس كنوع من التعويض عن الأب المفقود, ولكن هذا الاحتياج يختلط بالرغبات الجنسية, خاصة وأن توحدك مع الأم ومع الأنثى بوجه عام يجعل رغباتك الجنسية لا تتجه لنفس الجنس الذي توحدت معه بل تتجه إلى الجنس الآخر.
وبناءا على هذه الرؤية فأنت بحاجة إلى برنامج علاجي يجعلك تشعر برجولتك المستقلة دون حاجة إلى الأب أو من ينوب عنه, وأن تشعر برجولتك المكتملة التي لا تحتاج إلى شحنة رجولة من شخص آخر, وهذا يستدعي تدريبات مستمرة على ممارسة دور الرجولة في الحياة لعامة كأن يكون لك عمل منتظم, وأن تكون قادرا على الكسب, وأن تقوم برعاية من يحتاجون الرعاية من أسرتك , ويستدعي أيضا تدريبات على استشعار معالم الرجولة في جسدك كأن تمارس رياضة تعطي جسدك الشكل الرجولي الذي تتأمله في المرآة بشكل يجعلك فخورا به, كما تتأمل عضوك الذكري في حالة انتصابه وأنت تشعر بالفخر لامتلاكك هذا العضو الهام الذي يعكس قوة وقدرة وتفوقا وتتخيله يمارس وظيفته الطبيعية مع أنثى.
وبالتوازي مع تنشيط الإحساس برجولتك على المستوى العام وعلى المستوى الجسدي تقوم بكسر حاجز الخوف أو الرهبة أو الرفض تجاه الجنس الآخر لكي تجد الطريق مفتوحا لإقامة علاقة سوية على المستوى العام ثم على المستوى الخاص بعد ذلك مع أحد من الجنس الآخر. وفي ذات الوقت تتوقف عن مشاهدة المواقع المثلية, وتتوقف أيضا عن التخيلات المثلية, وتستبدلها بتخيلات جنسية أو عاطفية تجاه الجنس الآخر, وقد تحتاج إلى بعض الصور للمساعدة إذا كانت قدرتك على التخيل ضعيفة.
وقبل كل هذا لابد من التوقف عن كل الممارسات الجنسية المثلية سواء كانت كاملة أو جزئية.
ونجاح هذا البرنامج يستدعي وجود معالج متمرس ومتفهم لهذه الحالة يساندك ويوضح لك الخطوات بشكل أكثر تفصيلا, وإذا كنت ترفض فكرة الاستعانة بمعالج فيمكنك قراءة "برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي في المجتمع العربي والإسلامي" وهو منشور على هذا الموقع ومواقع أخرى للمساعدة الذاتية, كما أوصيك أيضا بقراءة موضوع "الجوع للأبوة" فهو منطبق إلى حد كبير مع حالتك.
التعليق: جزاك الله خيرا يادكتور وأشكرك على هذه النصيحة الطيبة وبالفعل طبقت بعض ما قلته لي وأهم شيء فعلته خرجت من وحدتي وانطوائي على نفسي ولكن تدريجيا يعني إلى الآن أنا أحيانا أنفرد بنفسي بعض الوقت خصوصا عندما أشعر بالحزن ولكن ليس كالسابق
على كل الأحوال إن شاء الله سأفعل كل ما قلته لي بالتدريج أي حسب استطاعتي وأسأل الله أن يوفقني إلى ذلك ......
أما بالنسبة للمواقع الإباحية فأنا لا أعرف كيفية الدخول فيها فضلا عن أن أتركها والحمد لله ...
أما بالنسبة لمعالج متمرس فأنا لا أصدق أنه يوجد في دولتي كلها من يهتم لمثل هذه الأمور لذلك لا أصدق أن يكون هناك معالج يفهم في هذه الأمور ولكن أتمنى أن أتعالج على النت إذا كان هذا جائزا
أشكرك مرة أخرى دكتور محمد المهدي على اهتمامك للموضوع وأسأل الله أن يجعل ما قلته سببا في دخولك الجنة بلا حساب ولا عذاب