أرجوكم أريد المساعدة أرجوكم هذا الأمر أرجوووكم
أنا فتاة 25 سنة، تأتيني دائما وسوسة جنسية وصور جنسية أثناء الغسل والصلاة، لقد تعبت من هذا الأمر وصرت أطيل الغسل لمدة ساعة وأكثر.
أرجوكم أفيدوني, هل يجب عليّ أن أعيد الغسل إذا جاءتني الصور الجنسية أثناء الغسل؟
والله لقد تعبت وتمنيت الموت كي أستريح.
أرجوكم ساعدوني،
جزاكم الله كل خير
2/2/2013
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Ayah Mohamed" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..... مرحبا بك على مجانين بيت الموسوسين العربي الأول بلا منازع حتى الآن....
"أنا فتاة 25 سنة تأتيني دائما وسوسة جنسية وصور جنسية أثناء الغسل والصلاة".
معنى هذا يا ابنتي أنك صادقة مصيبة في نيتك للتطهر والصلاة... فذا يكاد يكون شرطا في خبرتي مع الحالات الشبيهة وهي كثيرة في بلاد المسلمين هم دائما يحاولون إحسان الغسل والصلاة... ومن هنا يدخل الوسواس مستغلا بعض أخطاء في المفاهيم الدينية وبعض عيوب في طريقة التفكير وها هي يا "آية" يا ابنتي:
1- مفهوم المسئولية عن الأفكار أو الصور العقلية: تعتقدين أنك مسئولة عما يقتحم وعيك من أفكار أو صور وهذا الاعتقاد خطأ شرعا لأن الأفكار التي ترد على وعي بني آدم سواء كانت جنسية أو كفرية أو جنسكفرية، نحن مسئولون فقط عن ما نقبله ونوافق عليه من أفكار فنسترسل معه أو نبني عليه أفكارا أو سلوكا.
2- مفهوم بطلان الفعل المستمر إذا طرأ ما ينافيه أو يتعارض معه: وهو أن الوضوء أو الصلاة تبطل إذا داهمتك فكرة أو صورة جنسية بما يستدعي وقف الفعل المستمر والإعادة من البداية أي التكرار ففي حالة الوضوء إذا داهمتك فكرة أو صورة جنسية تعتبرينها نقضا لوضوئك وتعيدين من الأول... وحال الصلاة أذا داهمتك تعتبرينها أبطلت صلاتك فتخرجين ثم تعيدين الصلاة أو ربما الوضوء والصلاة... كل هذا غير صحيح.. أولا لأن المقتحم اللاإرادي لا يبطل الفعل المستمر ولا حتى الذي انتهى (يعني لا يبطل الصلاة إذا حدث أثناءها ولا يبطل الوضوء لا أثنائه ولا قبله) أولا لأنك غير مسئولة شرعا عنه، وثانيا لأن الاستجابة للوسواس بهذه الطريقة لا تؤدي إلا لتوحشه!
إذن ما الذي يتوجب عليك فعله يا آية؟
أولا عليك بالتدرب على التجاهل (وانقلي المسئولية الشرعية عليَّ أنا مجيبك) مثلا أثناء الوضوء أنت باسم الله كالقطار الذي لا يقف إلا في محطتين في محطة البداية الله أكبر ثم في محطة النهاية السلام عليكم ورحمة الله مرة على اليمين ومرة على اليسار، ولاحظي أن القطار لا يستطيع لا الوقوف بين المحطتين ولا يستطيع حتى النظر يمينا أو يسارا.... يعني أهملي وأهملي كل ما يحاول ثنيك عن اتجاهك من الله أكبر في الإحرام دخولا في الصلاة واستمرارا إلى السلام عليكم ورحمة الله.... وحيلة صغيرة كي لا تتوقفي أبدا أثناء الصلاة: كلما وسوس لك الوسواس في جزء من الصلاة افعلي ما يليه ولا تفكري فيما وسوس به... وهكذا إذا وسوس لك في النية قولي الله أكبر... وإذا ووسوس في التكبيرة أو بعدها اقرئي فاتحة الكتاب فإن وسوس في آية فاقرئي الآية التالية.... وهكذا يا آية لا تشغلنك الآية السابقة عن الآية التالية مهما جاء من وسواس في الآية الأولى....
ربما تفشلين في محاولة أو أكثر... لا تقلقي فقط ثابري على المحاولة واقرئي مما يلي على مجانين:
وسواس في الوضوء والصلاة والتحقق...إلخ
وسوسة في الوضوء
الشك والنجاسة والوسواس!
مهم أن تطلعي على مقالات فقيهة مجانين أ. رفيف الصباغ واقرئي شيئا إن استطعت من فقه المستنكح الخاص بالموسوسين والذي لخصته لنا في مقالاتها عن منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري.
وأخيرا أهمس في أذنك يا ابنتي بكلمتين الأولى قاعدة نستخدمها في العلاج هي: "دحر الوسواس مقدم على إحسان العمل".... وتطبيقها في حالتك هو أن عدم اتباعك للوسواس أثناء الوضوء مطلوب بكل ثمن حتى لو أدى ذلك إلى عدم التركيز في الوضوء أو الشك أو النسيان.... المهم ألا تتبعيه وكذا في الصلاة..... معنى هذا أن لك كثيرا من الرخص تجدينها في الردود الخاصة بوساوس الوضوء والصلاة في كثير من صفحات الموقع فإياك ألا تستخدميها..... ولا يخدعنك الوسواس بأن الرخصة هي لمن لا يستطيع بل هي لغير المستطيع بداهة وللموسوس هي العلاج حتى يعافيه المولى تبارك وتعالى...
والثانية هي تنبيه لما يمكن أن يطوره الوسواس من خدع حسية (مثل الإثارة الجنسية ونحوها في حالتك) وهذه ليست إلا مقتحمات إدراكية حسية حكمها حكم الوسواس -وهذا كلام علمي- والله تعالى أعلى وأعلم.... بالتالي لا يكون التعامل معها إلا كالتعامل مع الفكرة أو الصورة.... أي بالضبط كما سبق.
وأخيرا يا "آية" نسألك الدعاء لأهل الشام فهم أصحاب فضل على هذا الموقع وأهله موسوسين وغير موسوسين وتابعينا بأخبارك.
* وتضيف أ. رفيف الصباغ بارك الله بكم دكتور وائل على إجابتكم الرائعة، وليس لي ما أضيفه عليها إلا أن أؤكد للسائلة أن الأفكار مهما كان مضمونها لم ترد ضمن مبطلات الوضوء، أو مبطلات الصلاة، سواء كانت التفكير إراديًا، أم وسواسًا غير إرادي...، أما إذا كان الخوف من حدوث ما ينقض الوضوء أو الغسل جراء ذلك، فهو غير مبرر، فالمعوّل على حصول ذلك الناقض فعلا لا على الخوف منه...