عدم القدرة على النظر في عيون الآخرين والتوتر
أنا شاب عمري20 سنة ولدت في أسرة متوسطة الحال لدي أخين وأخت واحدة أنا الأصغر بين إخوتي جميعا العلاقة في البيت بيني وبينهم جيدة جدا منذ صغري والحمد لله أحظى بحبهم جميعا وعلاقتي قوية بهم جميعا فأنا دائما الذي أتوسط أي مشكلة تحدث في البيت لصلتي القوية بين الجميع حتى علاقتي مع زوجات إخواتي جيدة جدا يعتبروني أخ لهم وبالذات زوجة أخي الأكبر تعاملني كما لو كنت ابن وأخ صغير لها نظرا لأني أصغر منها ب 10 سنوات.
ومنذ صغري في المرحلة الابتدائية كنت متفوق جدا وكنت دائما الأول في مدرستي وكانت علاقتي قوية مع الجميع سواء كان زملائي أو المدرسين وحتى إدارة المدرسة كانوا يعرفونني لتفوقي وأدبي وكنت دائما يختارونني في المسابقات وكنت مشهور بالقدرة على التقديم في الإذاعة ثم انتقلت للمرحلة الإعدادية واستمريت على نفس النهج في الصف الأول الإعدادي واستطعت أن أحظو بشهرة لدى المدرسين والإدارة وزملائي لتفوقي وأدبي ولكن المشكلة التي كانت تواجهني أنني حصرت أصدقائي في من هم يشبهونني في الأخلاق والمستوى التعليمي واستمريت في المسابقات حتى أنني حصلت على 12 شهادة تقدير في هذه السنة فقط.
وبمجرد قامت المدرسة بتطبيق نظام أن يكون هناك فصل للمتفوقين وكنت من هؤلاء الذين التحقوا بهذا الفصل وفي هذا العام قررت أن أترك كل المسابقات وكل هذا وأحصر نفسي في الدراسة فقط بسبب التنافس مع من معي في الفصل واستمريت على هذا النظام طوال فترة الإعدادية والثانوية وأنا معروف بتفوقي ولله الحمد ولم أترك فصل الفائقين في أي سنة التحقت بها ثم بعد ذلك التحقت بكلية الهندسة التي أدرس بها الآن في السنة الثانية منها.
وطوال هذه الفترة كنت أعيش بصورة طبيعية لم أشعر بمشكلة نفسية أو مما أشعر به الآن حتى نهاية السنة الأولى من الجامعة لمجرد أنني فكرت لماذا ينظر الناس إلي أعينهم عند الحديث وأصبحت أفكر في تفسير كل شيء أصبحت أشعر بتوتر شديد حتى لاحظ ذلك بعض أصحابي وخاصة عند التعامل مع الأشخاص الغرباء وأصبحت أشعر بصعوبة أن أنظر إلى عيون من أتحدث معه سواء كان من أصدقائي أو أقاربي أو عائلتي حتى ولكنني منذ شعرت بذلك قررت أن لا أستسلم لذلك الشعور وأن أستمر في التعامل مع الناس وأن أجبر نفسي على النظر إلى عيون من أتحدث معه.
وأنا أتعامل مع الناس كما كنت أتعامل بصورة طبيعية ولكن وجدت أن الناس يشعرون بشيء غريب عندما أنظر إلى عيونهم وأصبح بعضهم يتجنب النظر إلى عيوني ولسبب ذلك هناك شيء بداخلي يدفعني إلى الابتعاد عن النزول حتى لا أواجه ما أواجهه ولكني حتى الآن لم أستسلم لذلك الشعور ولكن المشكلة أن الكثير من أصدقائي وعائلتي أصبحوا يشعرون بما أنا فيه وخاصة عندما ينظرون إلى عيوني عندما أتحدث معهم فأرجو أن يكون هناك حل لمشكلتي هذه لأنني اقتربت أخسر كثير ممن أحبهم بسبب هذا الموضوع...........
13/02/2013
رد المستشار
الابن العزيز، أهلا ومرحبا بك على الموقع؛
في بداية رسالتك توقعت أنني سأجد شابا خجولا لديه مشكلة في مواجهة الآخرين وهو ما نطلق عليه الرهاب الاجتماعي، ومع استمرار القراءة وجدت شابا متفوقا دراسيا واجتماعيا ويبدو من حديثك أنك على خلق قويم، لكنك تعرضت لفكرة سخيفة تدور في ذهنك ولا يمكنك مقاومتها (لماذا ينظر الناس إلى أعينهم عند الحديث وأصبحت أفكر في تفسير كل شيء) ومن هنا بدأت مشكلتك (أصبحت أشعر بتوتر شديد حتى لاحظ ذلك بعض أصحابي) وبالتالي حدث تثبيت للفكرة وللتوتر الناتج منها، فبدأت تعالج الأمر ذاتيا عن طريق عدم تجنب المثير الذي يؤدي للفكرة (أجبر نفسي على النظر إلى عيون من أتحدث معه) لكن يبدو أنك فعلت هذا بصورة ملفتة للانتباه (وجدت أن الناس يشعرون بشيء غريب عندما أنظر إلى عيونهم وأصبح بعضهم يتجنب النظر إلى عيوني) أو أن الفكرة الأولى تغيرت في محتواها وأصبحت أن الآخرين يتجنبون النظر نحوك.
وبدأت ثانية تلجأ إلى العلاج الذاتي ولكن هذه المرة بالتجنب أو التحاشي Avoidance (الابتعاد عن النزول حتى لا أواجه ما أوجهه) والحمد لله أنك لم تفعل هذا حتى الآن.
عزيزي؛
ما تعاني منه هو اضطراب الوسواس القهري.
الوساوس المسيطرة Obsessions : وتتميز بأربعة أشياء:
٠ فكرة معينة تسيطر على التفكير.
٠ هذه الأفكار لا تكون لها صلة بالمشاكل التي يتعرض لها المريض.
٠ محاولة مجاهدة النفس لتجاهل هذه الأفكار ونسيانها وعدم تكرار الفعل مما يشكل ضغطا نفسيا عليه (حيث يدرك مريض الوسواس أن هذه الأفكار لا أساس لها من الصحة بعكس مريض الفصام الذي يعتقد بصحة أفكاره).
٠ يعي المريض تماماً بأن هذه الأفكار نابعة منه هو وليس لأي شخص آخر دخل بها.
٠ وما تعاني منه يسمى وسواس الأفكار: سيطرة فكرة معينة على ذهن المريض وغالباً ما تكون فكرة غير مقبولة كسيطرة مقطع من بيت شعر أو نغمة موسيقية أثناء الصلاة أو العمل، أو الفكرة التي تسيطر على الأم من أن ابنها المسافر في خطر أو أن الأبواب غير مقفلة أو صنابير المياه غير محكمة، أو أنبوبة الغاز بها تسرب.
المآل.
٠ تميل أعراض الوسواس القهري إلى التراجع والضعف مع مرور الوقت (يحدث لحوالي 10% إلى 20% من المرضى). وبعضها لا يعدو كونه بعض الخواطر الخفيفة التي لا تعيق التفكير والعمل.
٠ تتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير المرغوبة
٠ لا توجد أسباب معروفة للإصابة، وإن وجد العلماء علاقة بين الإصابة وعوامل متعددة في بعض المرضى مثل الوراثة أو مشكلات بيولوجية أو فسيولوجية بالمخ أو ظروف اجتماعية وثقافية معينة
وبعد معرفتك بمشكلتك أعتقد أن التعامل معها أصبح سهلا وما عليك سوى التوجه إلى أقرب طبيب نفساني وهو سيساعدك في وضع برنامج علاجي للتخلص من الأفكار والشفاء إن شاء الله.
واقرأ أيضاً:
تحدي المعتقدات الخاطئة3
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4
وسوسة في شكل الإنسان وجيناته!
الشك أم الوسواس: الوسواس أم الشك
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(4)
كما يمكنك الاطلاع على بعض البرامج الموجودة بالموقع واتباع تعليماتها، والله الموفق.