مشكلات داعية لله!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكرا لكم على مساعدة المسلمين بهذا الموقع جزاكم الله خيرا..
أنا مهتمة جدا بالدعوة, وبأمر الأمة وبنصر الإسلام وكل حياتي (لله الفضل والمنة) تدور حول هذا الهدف
عندي كذا مشكلة:
(1) من بداية التزامي وأنا حريصة على إني أكون الأسبق لله عايزة أبقى أعلى واحدة عند ربنا, وبتقطع من جوا لما أعرف أو أحس إن في واحدة أو واحد سبقني.. أنا نفسي إن المسلمين كلهم يبقوا كويسين ويقربوا من ربنا, بس أنا بحب ربنا, وعايزة أبقى أقرب واحدة ليه (وأظن إن إحساس الغيرة ده عند كل واحد فينا).. المشكلة,أني ساعات بأُحبط وأحس إنى مش نافعة, لما أحاول كذا مرة إني أتحسن في شيء معين أو طاعة معينة ولا أفلح أعمل إية في الإحباط اللي ساعات بيجيلى ده؟ علما إن الإحباط يأثر علي وعلى مستوى طاعتي (ولا تقل لا تحبطي, لأنه إحساس أنا ماليش يد فيه)
(2) أنا نفسي أتجوز عشان كذا سبب. أولا, أنا إنسانة ولي رغباتي وشهواتي. ثانيا, أنا عايزة حد ياخدنى في حضنه كده ويحتويني ويحسسني بالحب, وأنا من النوع الرومانسي وأحب الدلال ولكنى لا أحب أن أظهر هذا الإحساس لأحد (من صغرى أحب أن أستمع للناس وأطبطب عليهم ولكن لا أحب أن يعرف أحد مشاعري).. المشكلة إني ساعات بتجيلى خواطر جنسية ولكنى الحمد لله لا أقوم بالاستمناء أو أي شيء من هذا القبيل.. وأغض بصري الحمد لله على أد ما أقدر هل هذه الخواطر حرام, علما بأنها لا تأتي على تفكيري وأحاول دفعها, ولكنني أتخيلها عن قصد..كأني نفسي في أكلة مثلا وأفضل أتخيلها..
ساعات الأفكار دي بتاخد من وقت العمل..أعمل إيه؟
وهي الخواطر دي حرام؟ طب هل هي تنفيس للي بداخلي؟
وبتكسف من ربنا وأنا بتخيل الحاجات دي وأنا عارفة إنه مطلع عليها..
(3) عايزة أتعلم ديني أكثر وأقرأ في كتب لكن معنديش وقت.. أروح الجامعة من 7الصبح أرجع على 10بالليل.. مش حاعرف أقرأ في الجامعة بتمعن أوي عشان كل شويه ممكن تطب على واحدة صحبتي ونفضل نتكلم والوقت بيضيع.. ومش هقدر أقولها أمشى عشان أنا لازم أبقى كويسه مع الناس عشان الدعوة..برجع تعبانة وورايا مذاكرة.. ويتكرر الموضوع ده كل يوم.. أنظم وقتي إزاي؟؟وأدي الأولوية لإيه الأول؟؟
أنا عارفة إني تقلت عليكم..
جزاكم الله خيرا, ولو سمحتم لا تتأخروا علي بالرد
09/04/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة، أهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، كل مسلم ومسلمة بالضرورة يدعو إلى الله سبحانه، فالأمة الإسلامية هي أمة مهمتها تتلخص في كلمة واحدة هي: الدعوة .
وهذا أمر يغفل عنه الكثير من المسلمين، ونراهم يفهمون الدعوة على أنها شكل واحد نمطي بينما هي أكبر وأشمل وأعمق من مجرد الوعظ أو التنبيه إلى مكارم الأخلاق، أو أشكال الالتزام، وطقوس الدين وفي نقاش الأمس توقف أخي وزميلي الدكتور وائل أبو هندي أمام قول إحداهن أن تربية الأولاد هي جزء من الدعوة، واندهش د. وائل أن أغلبنا ربما لا يلتفت لمثل هذا المعنى فيربي أولاده بهذه النية، أو بهذا المنطق وما يستلزمه بالتالي من فقه، وما يتتبعه بالتالي من بركات وثواب دنيوي وأخروي وأود أن أضيف هذا المعني اللطيف الذي أدهش وائل إلى ما كتبته إلى الابن في إجابتي على استشارات مجانين: قُبُلاتٌ حارةٌ للحزن : حرف واحد بين الأب والرب، كما أود أن أقول بالمناسبة أن القيام بالدعوة وواجباتها يعني أن يحسن كل منا في وظائفه، فتقوم الطالبة الجامعية بكل ما يلزم للتفوق، ونتعاون مع كافة الأطراف في الجامعة لتصبح الجامعة بحق منارة للعلم والبحث العلمي، وهو ما يحتاج إلى إخلاص وجهود وتضحيات مادية ومعنوية لأن ما لدينا هناك بالفعل هو مجرد ديكورات شكلية عليها لافتات احتفالية والجامعة غير ذلك قطعا!!!
وكذلك فإن القرية أو المدينة والأسرة والمدرسة والمصنع والشركة والجمعية الأهلية والمصالح جميعا كلها دوائر تعني الدعوة إلى الله فيها القيام بشئونها، وإصلاح أحوالها بما ينفع الناس في دينهم ودنياهم، وهذا بحسب المهام التي ينبغي أن تقوم بها كل دائرة من هذه الدوائر، فالمدرسة التي تحولت إلى ما يشبه "حظيرة المواشي" من تكدس الطلاب، وغياب المفاهيم والممارسات التربوية السليمة أو المناهج الدراسية التي تنشأ التفكير العلمي النقدي الإبداعي، هذه المدرسة تحتاج إلى دعوة تتمثل في إصلاح أحوالها وأوضاعها، بينما يعتقد أغلبنا أن الدعوة في المدرسة هي مجرد التنبيه إلى ارتداء الحجاب أو الالتزام بالعبادات أو البعد عن الرذائل والمفاسد الأخلاقية هذه خاطرة أكتبها بمناسبة حوارنا بالأمس.
وعلى هامش العنوان الذي وضعته أنت يا ابنتي لرسالتك "مشكلات داعية لله"، أردت أن أصحح مفهوم الدعوة في أذهان أبنائنا وبناتنا لأنه شتان بين دعوة ودعوة، فأية دعوة يا تري تقصدين؟!!
أنا أعتقد أننا محتاجون إلى مناقشة مفهوم الدعوة ومقتضياتها لأن هذا يمكن أن يقلب أو بالأحرى يصحح أوضاعا كثيرة في حياتنا الشخصية الفردية والجماعية والاجتماعية.
من حقك الطموح إلى أن تكوني الأفضل والأقرب إلى الله سبحانه، ولكن الغيرة لا تفيدك شيئا هنا، إنما يفيدك التشمير والبذل، وقبل ذلك الفهم السليم....
وخذي مثالا: العديد من الفتيات يربطن بين مستوى الإيمان وكثافة الملابس، فنجد في الأذهان والممارسات أن التي ترتدي نقابا قاتما هي الأعلى والأفضل، وهي تعتبر هذا نوعا من الجهاد في سبيل الله وخاصة مع ما قد تقابله في هذا السبيل من مشكلات إدارية أو اجتماعية في الحركة العادية اليومية، ومع احترامي للجميع فإنني أحسب هذا فهما خاطئا، ومجرد جهاد في الميدان الغلط حيث لا معركة حقيقية هنا، إنما معارك وهمية اخترعها البعض وصدقها آخرون!!!
القرب من ربنا يا آنستي يحتاج إلى جهد وعمل، وخدمة للناس وإعمار للأرض وإصلاح للأحوال يتجاوز مجرد تكثيف الملابس، مع احترامي للجميع مرة أخرى.
إذن ليس عيبا أن أغار، ولكن السؤال في أي شيء أغار؟! وكيف؟!
نعم.. أغار وينبغي أن أغار، ولكن في تدابير الالتزام الحقيقي لا الشكلي، وتعني غيرتي أن أصحح نيتي ومساري، وأرفع من مستوي يقظتي وجهادي اليومي في كل لحظة، فإذا غفلت –كما البشر يغفلون– عدت سريعا كما ينبغي، وهكذا...
أما الغيرة السلبية التي تحرق القلب دون طائل فهي بضاعة العاجزين وإذا فهمت طبيعة الإيمان بأنه يزيد وينقص، وطبيعة الإنسان أنه يضل ويتوب، وأن العبرة في الإسلام إنما هي بالمواصلة والاستمرار في السير إلي الله، ولو متعثرا، دامي القدمين، لا يتوقف إذا وقع في كبوة أو تاه في غفوة، إذا فهمت هذا فلا تضيعي وقتا فيما تسمينه إحباطا لأن المسألة في النهاية هي وقت إما أن يمر في بناء وعطاء وإنتاج أو نمو ذاتي أو يمر في فراغ أو هدم أو تضييع.
وهو طموح وحق فطري طبيعي، ولم أجد بنتا ليست لها رغبات وشهوات، ولم أجد أيضا من لا تحتاج إلى أحد يأخذها في حضنه أو يحتويها ويشعرها بالحب، وكلهن تقريبا من النوع الرومانسي، ويحببن الدلال سواء أظهرن هذا أو كتمنه مثلما تكتمينه، فما الجديد هنا؟!!
هل تعتقدين أن الخواطر الجنسية التي تأتيك هي شيء مرضي أو هي حرام؟!!
لاحظي فقط أنها تصبح مدخلا للتشويش والإحباط إذا زادت عن الحد المعقول.
ابنتي: لا يحاسبنا الله على الخيال، لأنه مجرد خيال... إنما يحاسبنا على الأقوال والأفعال، ومن الطبيعي أن يتخيل الإنسان ما يرغب به، وخاصة إذا غاب تحقيقه، وصدق المصريون في أمثالهم الشعبية، ومنها "الجوعان يحلم بسوق العيش" "أي الخبز" فالرغبات الجنسية إذا لم تتحقق واقعيا بالنكاح فمن الطبيعي أن تنصرف لتكون خيالا وأشياء أخرى عافاك الله من بعضها مثل: الاسترجاز –استمناء البنات، فلا تخجلي من الله سبحانه، وأدعوه أن يعينك على أمورك، وسننتظر رسائلك.
تذكري أن مهمة الدعوة إلى الله في الجامعة تبدأ بأن تكوني متفوقة، وأهلا بمن تساعد في هذا، فتلك هي الأولوية حاليا، ولا تفرطي في وقتك أبدا بدعوى أن قبول هذا هو جزء من الدعوة، والأفضل أن تنصرف أوقاتنا بالجامعة إلى النشاط الدراسي والثقافي النافع، ومرحبا بك ومن يساعد في هذا.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابنة العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، ليس لدي بعد كلمات أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، الرائعة في رده عليك، ليس لدي من إضافة سوى أن أحيلك إلى بعض الروابط التي قد تفيدك من على صفحتنا استشارات مجانين:
قلق الفتاة المؤمنة
متابعة قلق الفتاة المؤمنة
قلق الفتاة المؤمنة .. متابعة ثانية
وأهلا وسهلا بك وبأمثالك دائما على مجانين وتابعينا بأخبارك.