أرى الجميع عراة..!؟
السلام عليكم.. نعم أرى الجميع عراة، لكن ليس عراة الأجساد بل عراة الأفكار! أجد هذا الأمر ينمو عندي سنة بعد سنة بأني أستطيع معرفة التحليل النفسي للشخص بمجرد رؤيته أستطيع معرفة أمور بسيطة من صورة فوتوغرافية له وأستطيع أن أعرفه من العمق بعد أن أراه أمامي يتحدث أجد نفسي أفهم جميع الناس باختلاف أعمارهم وبيئاتهم أستطيع التكيف مع أي شخص لدرجة أن يقول عني شخصان مختلفان في كل الأمور إني أكثر شخص أرتاح له وأشعر بأنه يشبهه تماما!
هو أمر يجعلني أشعر بالفخر بنفسي نعم ولكنه بنفس الوقت قد يشعرني بالألم عندما يحدثني شخصا ما بأمر وهو يكتم أو يقصد أمر آخر... أفهم ما وراء جمجمته وإن حاول إظهار العكس تماما!!
أسعد جميع من يتعامل معي لسرعة تفهمي لهم ولكني أشعر بالحزن من داخلي تجاة أغلب الناس أشعر بأني أفهم الجميع لكن لا أحد يستطيع فهمي حتى أقرب الناس إلي أشعر بأنه يستحيل أن يخترق أحدهم أفكاري أو أن يفهمني عندي قدرة على حل المشاكل بشكل ممتاز لأني أفهم شعور جميع الأطراف فيه وأعرف نفسياتهم وعلى حسب ذلك أقدم لهم الحلول المناسبة وتنجح والحمد لله دائما وأقدم الإرشاد النفسي والثقة بالنفس والتغلب على المخاوف وتوكيد الذات لأصدقائي أو أقربائي ممن يطلب مني المساعدة أو يشكو لي.
كل هذا أجده جميلا... لكني بالرغم من ذلك لا أستطيع حل مشكلاتي النفسية بيني وبين نفسي مع أني أحادث نفسي كما أحادث الأغراب... لكنها لا تتأثر بكلامي! مثلا أحاول جاهدة أن أنسى طفولتي.. أن أتعايش مع بعض وقائع حياتي اليومية المزعجة.. أن أتصالح مع نفسي عندما أذنب ذنبا... أن أحاول مساعدة نفسي أن تسامح الغير بسبب معرفتي أنهم لم يتغيروا من داخلهم حتى وإن قدموا الاعتذار!
يا هل ترى إلى ماذا ستؤول الأمور سنة بعد سنة وهذه الحاسة الغريبة تزداد عندي وتنمو! نظرة واحدة... وأعرفك ياللفكاهة!! حتى عند الانتخابات... ومشاهدتي للمرشحين عند تقديم خطاباتهم على التلفاز أعرف من منهم يؤمن بكلامه ومن منهم يبيع الكلام فقط!
هذا الأمر زاد من ميولي للوحدة والانعزال وكنت كذلك منذ الطفولة أميل للوحدة هل أنا طبيعية؟
بماذا تنصحونني؟
كيف أستغل هذا الأمر بحيث لا ينعكس سلبا على نفسيتي عندما أرى كم هم أغلب البشر بغيضون في حقيقتهم!!
28/02/2013
رد المستشار
إلى السيدة الفاضلة..
ما جاء في رسالتك حول تفسيرك وتحليلك لكل من حولك بمجرد رؤيتك له فرؤية كل منا للآخر لا تقوم على أسس ثابتة وقواعد معروفة ومقاييس عامة، إن رؤية كل منا للآخر تنبع من الداخل وباطن الذات فشخصيتك لها ملامح نفسية متعددة، والنفس البشرية عزيزتي تجدينها غنية ومعقدة التركيب ولذلك قد تشعرين بالألم حينما يحدثك شخص وقد تعلمين أن بداخله شيئا آخر..
قد تمتلكين رؤية الاحتمالات وهذا يجعلك تبدعين في الكثير من الأمور وتمتليكن بصيرة تجعلك تفهمين من حولك وتسعدينهم ولكن شعورك بالحزن نتيجة لعدم فهم وعدم تقدير من حولك حتى أقرب الناس إليك يجعلك تتألمين، وقد تعجزين عن التعبير عن نفسك أمام الآخرين فنحن نفكر في الناس دائما كما لو كانوا مثلنا متطابقين معنا في كل الصفات النفسية والأخلاقية!!
التواصل الفعال أشبه بالسير في طريق وعر مليء بحواجز، هذه الحواجز داخلنا نحن فمن الضروري أن نعبر عن أفكارنا ومشاعرنا ورغباتنا حتى نمنح للآخرين الرغبة في أن يتعرفوا علينا....
عزيزتي من سطور رسالتك ذكرت مجاهدة نفسك حتى لا تتذكري فترة الطفولة، وقد تكون طفولتك ملخصا للصراع الذي بداخلك، وسواء كانت التجارب التي مررت بها مريرة أو لا، فليس من المنطقي أن يضيع الإنسان عمره في الماضي وآلامه وإلا فما فائدة أن نتعلم من تجاربنا؟؟
لا داعي أن نبكي على ما فات ونستعيد ونتذكر الحدث الذي تسبب في إيلامنا ولا داعي أن نسمح بالتجارب المؤلمة أن تظل على كاهلنا وانظري للجانب الجيد في التجربة فأحيانا تكون التجربة نبعا للحكمة وفهما للحياة، وكما ذكرت ساعدي نفسك على التسامح فهذه أفضل طريقة لكل من أساء إلينا وعليك أن تستوعبي الواقع بواقعية أكثر وتسامح أكبر واستغلي اهتماماتك وكل مواهبك في تحديد شكل علاقتك بالحياة وشكل علاقتك بالناس....
ننتظرك صديقة على موقعنا المتميز..
* ويضيف د. وائل أبو هندي السيدة الفاضلة أم أحمد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليس لدي ما أضيف بعد ما تفضلت به مستشارة مجانين الجديدة أ. ميرفت رحيم إلا أن أتساءل عن معلومات كثيرة ربما لم تذكريها عن حياتك اليومية وميولك وعلاقاتك بالآخرين.... رغم كل ما ذكرت.... أسجل الشعور بنقص المعلومات، وباحتمال وجود بعض السمات الشخصية المشكلة، وأخيرا تقلقنا معاناتك ونرجو أن تتابعي بمعلومات أكثر..
ويتبع>>>>>> : سرعة البكاء كم هي محرجة
التعليق: "أستطيع معرفة التحليل النفسي للشخص بمجرد رؤيته"
هذا مستحيل. أما ما يحدث فهو عملية سايكولوجيه تعرف ب "الإسقاط" Projection . أي أنك تسقطين مشاعرك واتطباعاتك الخاصة على الآخرين وتتصورين أنك شاطرة. هذا نوع من الخداع الذاتي.
تعلمي التفكير الموضوعي والمجرد من "ذاتيتك".