لغة العيون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عندي 18وأدرس بكلية التجارة السنة الأولى وأنا من المتفوقين والحمد لله.
فأنا والحمد لله الثالث على دفعتي وحاصل على تقدير امتياز خلال التيرم المنقضي، ولكنني أواجه مشكلة ما من نوع خاص وتتلخص المشكلة في.......
1- هناك فتاة معنا في المدرج تبادلني إحساس الحب فمنذ أول يوم بدأنا فيه الدراسة
وجدتها تجلس في مكان ما في المدرج ولعل القدر يلعب دوره ليكون نفس المكان الذي أجلس فيه ولكن في الجهة المقابلة
ربما لا أعلم لماذا اختارنا القدر نحن الاثنين بالتحديد ففي ذلك اليوم بدأنا نتبادل النظر لبعضنا وكذلك الابتسمات
لا أعلم ربما لم أستطع أن أقاوم سحر عينيها الجميلتين بلونهما الأخاذ....
مع العلم أنني لم أواجه أي تجربة عاطفية حتى الآن.. لا أعرف لماذا ربما لحرصي الشديد على نفسي لعدم خوض تجربة فاشلة في هذا السن المبكر ولاعتقادي أن الهدف الأساسي لي في الكلية هو أن أكون طالبا أولا وأخيرا......
عدت للمنزل ذلك اليوم وقد غمرتني فرحة عارمة ولكنني اعتقدت أن الأمر لن يتعدى مجرد الإعجاب فقط....
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ففي اليوم التالي مباشرة نجد أنفسنا أنا وهي في نفس الأماكن الماضية وتستمر أيضا النظرات و الابتسامات من جديد.
وهكذا لتستمر الأيام ولكن كل منا لم يحاول الاقتراب من الآخر فلدي أصدقائي وهى لها أصدقاؤها ولأكون صريحا معكم فهي تعرف بعض الأولاد من المدرج ولكن كلامها معهم لا يتعدى حدود الزمالة أما أنا فمن النادر أن تجدني أكلم إحدى بنات المدرج إلا لو كان شيئا مهما يتعلق بالدراسة أو أن يكون موضوعا عاما طرح للمناقشة....
2- وذات يوم وجدتها داخل المدرج مع زميلاتها وهي تتحدث لبعض الزملاء لا أعرف لماذا كانت تنظر لي وهي تتكلم معهم ولكنني أوضحت أنني لا أهتم بما هي تفعله....
وفى مرة أيضا طلبت مني إحدى الزميلات كشكول المحاضرات الخاص بي وربما لأنني لا أفضل أن أصد الآخرين فقمت بإحضاره لها في تلك الأثناء وأنا أكلم تلك الزميلة كانت هي واقفة بالقرب من مكاننا وبدأت تنظر لي كثيرا وكأن الفضول قد انتابها لكي تعرف ما الذي يدور.....
3- ثم يأتي الموقف الثالث وفى أحد أيام السكاشن رأيتها قادمة وجلست بالقرب مني ربما على بعد كرسي واحد فقط يفصل بيننا صديقي الذي كان يجلس بيننا لا أعرف لماذا كانت عيناها دائما تنظر إلي وكأنها تراني لأول مرة عن قرب الصديق الذي كان بجواري لم يكن يكتب شيئا مما يمليه المعيد لذا اتجهت أنظارها لكشكولي وكأنها لا ترى جيدا ما يكتب على السبورة أما أنا كالعادة لم أبالي بدت وكأنها على وشك أن تسألني في أحد الأشياااااء التي كان قد شرحها المعيد... ولكن.....
لا أدري لماذا انسحبت فقلت لصديقي إنني لا أرى جيدا من هذا المكان وذهبت لأجلس بعيدا عنها أما هي فظلت تلاحقني بعينيها وكأنهما تسألان ماذا حدث ولماذا قمت من جانبها....
4- يوم آخر وفي نفس القاعة ولكن هذه المرة أمام الباب فأنا كنت قادما إلى القاعة لحضور السكشن ولكنني وجدت الباب مغلقا لوجود محاضرة بالداخل ولن تنتهي قبل 10دقائق.....
كنت واقفا وأمامي فتاة تنتظر أن يفتح الباب ولكن لم أصدق أن تكون هي كانت واقفة أمامي ولكن بظهرها فلم أستطع رؤيتها جيدا وما هي لحظات إلا وتلتفت لتجدني أمام أعينها مباشرة وبدون مقدمات لم أستطع أن أقاوم ونظرت لعينيها ولم أقدر على أن أحول نظري لأي شيء آخر وهو نفس الشيء الذي فعلته هي أيضا ولكنها سريعا ما بدت مرتبكة جداااا حتى أنها لم تتفوه بكلمة بل دمدمت ببعض الكلمات دون معنى وجرت مسرعة إلى السلم وفي ثوان لم أرها أمامي قط.....
ومع القليل من ذاك والكثير من ذلك بدأت الأيام تمر سريعا
وتقترب الامتحانات وبدأت أنا في التركيز في المذاكرة فقط....
وهكذا حتى انتهت الامتحانات... وبدأت فترة الأجازة... وقلت إنني قد نسيتها.... ولكن!!!
يبدأ التيرم الجديد ويمر منه حوالي شهر ولا يرى أحدنا الآخر ولكن منذ يومين كنت جالسا بمفردي ولم يكن هناك سوى صديق واحد ولكن على مسافة مني وبدأت أقلب عيناي في المدرج ربما بدون هدف وإذ بي أراها جالسة بمفردها وكانت هذه المرة نظراتها غير كل ما سبق لا أدري أحسست حين ذلك أنني يجب أن أقوم من مكاني لأجلس بجانبها أو حتى أحاول أن أكلمها لكنني لم أستطع...
وبدأت أتهرب بأن أبدأ في قراءة أحد الكتب التي كانت معي وإذا بصديقي يهمس لي على أن هناك فتاة تنظر إلي كثيرا وأنها تبدوا معجبة بي كثيرا على الرغم من أنه لا يعرفها ولا يعرف الحكاية...
كانت كلماته التي رددها سريعا أبطأ بقليل من دقات قلبي التي أحسست بها في ذلك الوقت ذهب صديقي بعيدا ونظرت أنا إليها مرة أخرى لأجدها تنظر إلي بشدة وقد ظهر عليها التعب لطول اليوم الدراسي نظرت لي بعينيها وهي تحمل الكتب وترحل من ذلك المكان إلى أن تجلس في المقدمة وحدها وبعيدا عني لتبدأ المحاضرة التي لم أستطع أن أفهم فيها كلمة واستمرت عيناي في النظر إليها وعقلي في التفكير فيها...
وانتهت المحاضرة... وخرجت مع صديقي للعودة للمنزل وأنا ذاهب لطريق المترو إذ بي أراها تنظر إلي وهذه المرة كانت تسأل نفسها..... أين أنا ذاهب؟؟؟؟؟؟
علما بأنني لم أرها منذ فترة قبل ذلك اليوم وبالأمس كانت المرة الأولى في حياتي التي أمسك فيها القلم لأكتب قصيدة طويلة عنها والعجيب أن تلك القصيدة عبرت عن ذلك الموقف الذي حدث بعد كتابتها بسويعات قليلة...
والسؤال: هل أنا وهي نحب بعض فعلا أم أنه مجرد إعجاب؟؟
وماذا لو كان هناك حب هل أذهب لأكلمها أم أنتظر أن يجمعنا القدر سويا؟؟؟؟
بلغوني أرجوكم بالرد فقد اقتربت الامتحانات وأصبحت لا أدري ماذا أفعل؟؟؟؟!!!
09/04/2004
رد المستشار
أرحب بك على صفحتنا، ما أجمل ما تعيشه من مشاعر رومانسية ومرهفة، هذه اللحظات جميل أن تعيشها، ولكن عيبها أنها تجعلك تبنى قصورا من الرمال، فأنت ترى موقفا وتبني عليه تصورات لا أحد يعرف مدى صحتها.
والموقف بدأ بعيون جميلة وربما عيون تبدو أجمل من خلال المكياج!!
كثير منا يدخل الجامعة وفي نيته الالتزام بالمذاكرة والنجاح، ولكنه يتمنى أيضاً أن يقابل الحب ويرجع ذلك –قدركبير- إلى تصوير الحياة الجامعية على أنها فرصة للالتقاء بين الجنسين وتبادل المشاعر وذلك بعكس ما يجب أن يظهر فى الإعلام وهو أن الحرم الجامعي مكان للتعلم والحصول على شهادة عليا تؤهل للعمل في التخصص المدروس.
المهم أنك دخلت الكلية وأنت في نهاية سن المراهقة حيث تتطور المشاعر الموجهة نحو الجنس الآخر، ، ومن ثم كان بحثك –ربما اللا شعوري- عن الحب موجهاً لك للنظر إلى العيون الجميلة بل وإعادة النظر وتركيز الانتباه. وأرى أن ما أنت فيه هو أول خبرة مع الجنس الآخر وعادة ما تكون خبرة حساسة وبها كثير من الخيال.
وما تشعر به هو مجرد إعجاب بالعيون وليس حبا أو حتى إعجابا بالفتاة نفسها وبشخصيتها. ولا أرى من جانبها إعجابا متبادلا أو حبا -كما قلت في رسالتك أنها تبادلك الحب!! بل ربما أنها شعرت بشيء من الرضا أنها محط إعجابك كشاب وكزميل فكل منا يرغب أن يكون موضع اهتمام من الجنس الآخر، وربما ارتبكت لأنها وجدتك تحدق بها وليس لأنها تحبك وهكذا.
أنت من الأوائل أكمل الطريق ولا تعطي فرصة لأي عائق يوقفك عن مرادك وعن تحقيق أهدافك، إذا استمريت على نفس مستواك الدراسي يمكن أن تصبح معيداً وهنا يكون لديك فرصة أكبر للزواج من هذه الفتاة أو تختار من تريد.
لا أريدك أن تفشل هذا العام وتنجح هي ومن ثم لا ترى العيون الجميلة إلا فيما ندر، ولا أحب أن يقل مستواك فتضيع فرصة التعيين عليك،إنك في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتحصل على ترتيب الثاني أو الأول.
استثمر وقتك يا صديقي فالامتحانات على الأبواب ولا تشتت طاقتك في أحلام اليقظة، فحين تستيقظ من هذه الأحلام ستجد نفسك على أرض الواقع وتلك الفتاة ليست معك،
وستكتشف أنك كنت تحلم بينما هي تفكر –في الغالب- بشكل مختلف عما تفكر فيه أنت، وستجد نفسك سرت طريقاً ووصلت إلى نهايته متصوراً أنها وصلت إلى نفس النقطة التي تقف فيها أنت وربما تجدها في بداية الطريق أو سلكت طريقاً غيره، سيكون الموقف صعبا عليك. أنت تتذكر كل موقف بسيط وعادي جداً وتعظمه وتكبره وتعيده في ذاكرتك مرات كثيرة. يا عزيزي لا أريد أن يضيعك هذا الهيام.
لتحقق التركيز والبعد عن أحلام اليقظة ذاكر بصوت عالٍ وابتعد عن كل ما من شأنه أن يعيد المواقف كالأغاني العاطفية.
أعرف أن ما أقوله قد يزعجك، ولكن دعنا لا نتعجل الأمور ولا نسبق الأحداث، وعلى أي حال فإن هذه الخبرة التي تمر بها ستجعلك أكثر نضجاً من الناحية العاطفية والعقلية وستمنحك قدرة أكبر على التمييز وتحمل المسؤولية بعد انتهائها.
واقرأ ما كُتب تحت الروابط التالية:
التعويض في الحلم
الوسواس القهري وأحلام اليقظة
وسواس الحب"بحذافيره"!
وتابعنا بأخبارك.