يا رب اشفني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
يا دكتور أتمنى من حضرتك تقرأ رسالتي، يا دكتور أنا تعبان قليلا وأتمنى من حضرتك أن تساعدني جزاك الله تعالى عني كل خير.
مشكلتي بدأت وأنا في الصف الثاني الثانوي تقريبا، مع العلم أني حاليا أنهيت كلية التجارة 2012 يعني سني 22 سنة.
أنا الحمد لله كنت ملتزما دينيا في ذلك الوقت، (وأنا في ثانية ثانوي)، كان أهل البيت عندي أحيانا يتكلمون عن الحسد طبعا هذا الكلام لم يكن يروقني كثيرا، لأني كنت أعرف أن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى.
مرة سألت ابن خالي عن الحسد، -وهو تقريبا في سني- قال لي أن الحسد -والعياذ بالله- حسد قلب ومن حينها وأنا أخاف من أن أحسد! يأتيني إحساس من داخلي أني سأحسد، فأعمل خمسة وخميسة على عيني، وأقول بسم الله ما شاء الله وأقرأ المعوذتين، وآية الكرسي، وآمن الرسول...، وبقيت على هذا إلى أن حصلت المصيبة!
جاء في بالي أن فلانا (وهو شخص عندنا في البلد) عنده خمسة أولاد، وأتاني إحساس أني سأحسده وفجأة يموت 2 من أولاده! طبعا تعبت جدا، وهذه القصة تكررت معي أكثر من مرة... وأيضا يأتيني إحساس أن –مثلا- عائلة فلان من مدة لم يمت منهم أحد وفجأة يموت منهم واحد.
ذهبت إلى شيخ -وهو ضرير- فأخبرته بهذا الذي يجري معي، أخذ يقرأ علي، ثم قال: الحقيقة عندك حسد للناس!! طبعا أنا انهرت، وذهبت إلى البيت أبكي وهكذا...
أخذتني أمي إلى شيخ آخر، فقال لي: هذا وسواس. المهم أنا ذهبت لأكثر من 3 شيوخ، وهم يقولون لي: هذا وسواس.
لكن كلام الشيخ الأول مؤثر عليّ فذهبت إليه مرة ثانية لأنه ضرير ولن يعرفني، وحكيت له الحكاية من البداية، فأخذ يقرأ ثم قال لي: لا شيء فيك! فرحت طبعا لكن الأثر النفسي كما هو.
أنا حاليا أحس بالتالي:
1- أن مخي عبارة عن حجر، صخرة.
2- أحس دائما أني لا أعيش في الحقيقة، يعني أحس أني في حلم.
3- أشعر بصداع في رأسي ودائما مخنوق ومتضايق وعصبي.
4- أحس بالقلق والخوف.
5- لا أحس بالخشوع في الصلاة أبدا.
ذهبت لأكثر من دكتور نفسي، أعطاني الأول: أنافرنيل75 ، والثاني: أنافرنيل، وسيسرين، وموتيفال. والثالث أعطاني: سرباس، واكسدرين.
لا أعرف ماذا أفعل يا دكتور.
21/03/2013
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "إبراهيم"؛
مشكلة الوسواس يا "إبراهيم" أنه سخيف ومع هذا يقض مضجع صاحبه ويصيبه بقلق لا يوصف!!! ولو كانت مصيبة كبيرة لوجد الإنسان من يصبّره أو يهونها عليه فتصغر ويرتاح قليلًا....، لكن إذا كان الوسواس تافهًا صغيرًا في أصله فكيف سنصغره؟!!
انظر يا ولدي، الحسد عمل إرادي، وهو عبارة عن تمني زوال النعمة عن الغير.....، فإن أحب الشخص النعمة ولم يتمنَىّ زوالها عن غيره فهي غبطة جائزة غير محرمة....
ولا يكون الحسد إلا بالاستمرار مع فكرة تمني الزوال إراديًا....، وبأن يجد المرء نفسه لا تمانع البتة من نزع النعمة عن صاحبها إذا أعطيت القدرة على ذلك....، أما الفكرة السريعة وحديث النفس عن نعمة أنعمها الله تعالى على عبد من عباده، وخطور خاطر أنه: يا ليت فلان لم يفضل على بنعمته هذه....، لكن نفسه لو أعطيت القدرة على إزالة النعمة عن ذلك العبد لما فعل خوفًا من الله، فهذا لا يؤاخذ على ما يجده في قلبه.... هذا أمر معروف، لكن عليك أن تستحضره كلما جاءك الوسواس بأنك حاسد....
هناك أمر آخر يسمى: العين. وكثير ما يخلط الناس بينها وبين الحسد...، ويمكنك قراءة الفرق بينهما في الاستشارات التالية:
من خاف شيئًا سلط عليه
السحر والعين مخاوف ومواقف
وعلى كل حال، سواء كان قصدك الحسد (بمعنى تمني زوال النعمة) أو العين التي هي خاصية عند بعض الناس، حيث تبث عيونهم أشعة تضر الآخرين عند الإعجاب مع الغفلة عن ذكر الله.....، فإن الأمر يسير جدًا وقد جعل الله تعالى لكل شيء دواءً.....، وليس عليك إلا ذكر الله وقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. مرة واحدة وانتهى الموضوع، فكل ما حصل بعدها للناس لا يكون بسببك، لأنك جئت بالدواء وذكرت الله تعالى..... وحتى تعلم أن ما تحس به وسواس معروف، وأنه لا داعي لمحاسبة نفسك على ما لم يحاسبك الله عليه، اقرأ هذه الاستشارة: بلغ مني الوسواس ما بلغ
تابع مسيرتك مع الطبيب ولا تيأس، واترك أفكارك تمر دون نقاش، واستعن بالله وأكثر الدعاء أن يشفيك ويعينك، واحتسب معاناتك عنده، فلسوف تجدها أجرًا جزيلًا يوم القيامة بإذن الله...
التعليق: يعني قصد حضرتك إيه أنا والعياذ بالله حاسد أم موسوس