إحباط واكتئاب مستمر...... فما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أود أن أشكر هذا الموقع والعاملين على إنشائه فهو متميز للغاية، ثانيا سأعرض مشكلتي بل المشاكل العديدة المتفرعة في نظري من البداية من مشكلة واحدة، أنا بنت أبلغ من العمر 16سنة وطالبة جامعية في السنة الأولى، أعاني من مشكلة البحث عن الرشاقة والتي أعتبرها أساسا لأي مشكلة تواجهني في حياتي.
طولي 160سم ووزني متأرجح وآخر حاجة 85كلغ أنا كنت في حياتي أعاني من أن جسمي ممتلئ نوعا ما رغم أن أبي وأمي في مثل سني كانوا نحيفين جدا ولكن على ما يبدو أن عندي استعدادات وراثية للسمنة ولكن هذا لم يمثل لي مشكلة غير عندما وصلت للمرحلة الإعدادية وانتقلت للدراسة في مصر فأنا كنت أعيش في السعودية وعندما جئت مصر ووجدت أن معظم وليس كل الطلبة نحيفين والقليل رشيق بمعنى الجسم الذي ليس بدينا أو نحيفا وكنت أشاهد نفسي وكيف أتعب كثيرا في اختيار الملابس بدأت أتضايق.
ولكن عندما وصلت للصف الأول الثانوي ذهبنا إلى السعودية ثانية فجلست في المنزل من جديد حيث الحياة العملية المحدودة ووصل وزني إلى 95كلغ وكنت صغيرة فبدأت باستخدام الريجيم وعملت ريجيما كيميائيا ووصلت إلى 83كلغ في أقل من شهر بل في أسبوعين وكنت وحدي وكان عندي حوالي 13سنة وبعد ذلك عندما رجعت مصر وكنت في سنة ثانية ثانوي في آخرها وصلت إلى 92كلغ مرة أخرى ولكنني نظرا لأنني تعودت على استخدام الريجيم فقررت الذهاب إلى دكتور علاج طبيعي ولكنني لم استمر فكان الريجيم يحد من رغباتي في الأكل فقطعته ودخلت ثالثة ثانوي ولكنني قطعته بصراحة لصدمتي في المجموع الذي حصلت عليه فأول ما علمت بالنتيجة جلست آكل بنهم شديد وبعد ذلك في أثناء ثالثة ثانوي كنت أحيانا أعمل ريجيمات كيميائية ثم قررت الانتظار لآخر السنة
وفي شهر سبعة الماضي ذهبت لدكتور آخر وارتحت له كثيرا وقررت المثابرة وكانت أنظمته ليست قاسية أبدا وفي نهاية كل 9أيام يعطيني يوما مفتوحا لكي آكل فيه ما أشتهي وفي نصف شهر رمضان المعظم كنت وصلت لوزن77كلغ بعد أن كنت 92كلغ وفرحت كثيرا ولكنني في آخره وصلت إلى 78ثم قطعته مرة أخرى لمدة شهر ووصلت إلى 83وذهبت للدكتور وحاول معي ثانية ووصلت إلى 81ونصف ثم قطعته لمدة ثلاثة شهور تقريبا ووصلت إلى 89بعد أن كنت 77فذهبت له وحاول ثالثا ووصلت إلى 85ثم استمريت ولكنني نزلت في نظام نصف كيلو والذي تلاه لم أنزل فيه ولا جراما رغم التزامي فأعطاني نظاما مختلفا تماما فكله خضار وفاكهة فقط وأنا التزمت عليه بحذافيره لكي أنتهي ومازلت ومن المفترض أن أجد النتيجة التي أتمناها بعد الجهد والهبوط وكل ما عانيته ولكنني أشعر في هذه الفترة بإحباط شديد فأنا أعمل ريجيما من شهر 7ونحن في شهر 4يعني قاربت على سنة ولم أنتهي بعد رغم أنني أريد أن أنزل 18كلغ كمان فقط.
ولكنني أشعر أنني لن يصبح جسمي رشيقا رغم أنني أقسمت على الالتزام لأنتهي على الأجازة ثم أعمل نظام تثبيت وأغير من عادات أكلي لأستمر على الرشاقة، أنا مشكلتي تنحصر في فخذيي وأردافي بالذات فكانوا يطلقون علي أنني لحد خصري بأربي ولكن بعد كده وحش فماذا أفعل؟
أنا شعري من الريجيم اتقصف وخف وبيسقط بطريقة رهيبة وخصوصا أنه أصلا كثيف فلم يعد كما كان أبدا كما أنني أشعر دائما بدوار وصداع وهبوط وعدم تركيز ووجهي دبلان وكعوبي صفراء وأشعر بالملل والخوف من أنني لا أصل لما أحبه،
أنا نفسي أكون رشيقة وأرجع لجسمي إللي خلقني عليه ربنا فأخواتي طبيعة جسمهم مثلي ولكنهم رشقاء جدا وهم يصغرونني في العمر ولكنني أشعر بغيرة منهم وممن حولي تجعلني أكره نفسي وينعكس على سلوكي بعدم اهتمامي بنفسي أو بمظهري ومابحبش أشتري هدوم لأني عارفة إني مش هلاقي مقاسي وغير كده إني لما بمشي في الشارع دائما يقول لى الشباب إنتي جميلة بس عاوزة تخسي شوية وكذلك أقربائي مما يجعلني محبطة وليس عندي ذرة ثقة بنفسي،
فماذا أفعل أرجوك ساعدني أنا في حالة يرثى لها رغم أن أمي دكتورة علم نفس لكنني لا أجد من الحلول ما أسعى إليه فدائما تقول لي التزمي في الريجيم أنت زي القمر بس عاوزة تخسي شوية وأنا عارفة إنها ممكن تجاملني وساعات كتير بحسها تهاجمني، وأنا أنتظر منك مساعدتي أرجوك أنا ساعات والعياذ بالله أشعر برغبة شديدة في الانتحار لأنني أشعر بأنني أقبح مخلوقة على وجه الأرض وأخاف من أي حد يشوفني بجسمي ده لدرجة إني مابحبش أخرج وأقول لما أخس.
أنا آسفة لأني طولت عليك بس سامحني مشكلتي كبيرة ما تكفيهاش سطور الدنيا كلها
09/04/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الابنة العزيزة، أهلا وسهلا بك على مجانين، بحساب منسب كتلة الجسد لديك يمكننا أن نستنتج أن بدانتك من الدرجة الخفيفة فمنسب كتلة جسدك = 33.2 كجم/المتر المربع ولذلك فإن الأمر أبسط مما تشعرينه أنت، وما أضر بك شيء أكثر من محاولاتك المتكررة للانخراط في الحمية المنحفة (الريجيم) مع الأسف.
ما ندعو إليه يا بنيتي هو أولاً إصلاح العلاقة بين الإنسان وبين جسده، فلابد قبل أي محاولةٍ لجعل الجسد أكثر رشاقة وجمالا أن نصلح علاقتنا بذلك الجسد لأننا أولاً مؤتمنون عليه، فرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول (..إن لبدنك عليك حقا...) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثانيا نحن لا نملك جسدا آخر، معنى هذا الكلام هو أن علينا أولاً أن نتقبل جسدنا وأن نحبه قبل التفكير في أي تغيير لطريقة رعايتنا له.
ففي ظل ثقافة الصورة، والأفكار الخاطئة الشائعة التي تقيد الجمال وتحصره في نموذج واحد نجد أنه من بين كل 10نساء يقفن أمام المرآة ثمانية غير راضيات عن شكل أجسادهن، وخمسة يرين صورةً أقبح من الواقع.
والحقيقة أن الرغبة في تطويع الجسد الذي خلقهُ الله سبحانهُ وتعالى فأحسن تصويره لكي يصبحَ كالجسد الذي في الصورة هيَ المدخل الرئيس الذي تمرُّ منه الغالبية العظمى من مريضات اضطرابات الأكل من الريجيم إلى المرض النفسي، إذن فالبدايةُ تجيئُ من عدم الرضا عن صورة الجسد ثم السقوط في براثن الحمية المنحفة، وأنا هنا أود أن أنبهك إلى نقطة غاية في الأهمية في حالتك وهي ما يفهم من قولك: (،أنا مشكلتي تنحصر في فخذيي وأردافي بالذات فكانوا يطلقوا علي أنني لحد خصري بأربي ولكن بعد كده وحش فماذا أفعل؟) فجسدك هو جسد الأنثى الطبيعي والدهون المتراكمة عندك في هاتين المنطقتين لن تفلحي حتى ولو بالجراحة في التخلص منهما ومهما فعلت فأين تذهبين إذن من قدر جسدك؟ وأجد من المناسب هنا أن أحيلك إلى ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان:
فخ الصورة : أول الملف
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره) .
الإنجاز يعين على الإنجاز، متابعة تأرجح الوزن
رؤية المرأة لجسدها من منظور اجتماعي
من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله .
الأصل وصورة المرآة.. وما أدراك ما المرآة!
وأما ما ندعو إليه ثانيا فهو إصلاح علاقتنا بالمأكول أي بالطعام فهناك آداب يجب على المسلم اتباعها في تعامله مع المأكول، وهناك قيمة للأكل في حد ذاته لا تقف عند حدود ثمنه أو ما يدفع فيه مثلما هو الحال في الثقافة الغربية السائدة وإنما الأكل نعمة من عند الله بغض النظر عن قيمة ما يدفع فيه من ثمن، وهناك في آداب الأكل في الإسلام (من الرضا بالمتاح من الطعام وحمد الله عليه ومن حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم "نعم الأدمُ الخل" والأدم هو الطعام) ما يكفي للقول بأن ذم أي صنف من أصناف الطعام الحلال هو أمر ليس من خلق المسلم إن لم يصل إلى مرتبة الحرام.
وأما ما يحملني على القول بأن سبب مشكلتك أصلا هو الحميات المنحفة المتكررة فهو أن تأرجح الوزن الذي عانيت منه على مدى سنوات دائما ما يؤدي إلى صعوبة في فقد الوزن تزيد في كل حمية عن سابقتها بل وسهولة في استعادة الوزن المفقود بعد كل مرةٍ من إيقاف نظام الحمية المنحفة الذي كان يتبعه، ومشهورٌ أن الكثيرين من الذين (إن لم يكن كلُّ الذين) ينجحون على المدى القصير في التخلص من الوزن الذي يرونه زائدًا، يفشلونَ في الحفاظ على ما حققوهُ على المدى الطويل لتعود أجسادهم إلى حالتها الأولى، ومعنى ذلك هو أن الجسدَ سيتأرجحُ وزنهُ ما بينَ الزيادة والنقصان، وعندما تتكرر هذه الدورةُ ما بينَ الزيادة والنقصان على مر السنين فإن هذا ما يطلقُ عليه تأرجحُ الوزن أو ترجاف الجسد.
وأما ما يبدو مخيفًا بالفعل في نتائج الدراسات التي أجريت على متأرجحي الوزن هؤلاء، فهوَ ما يتوافقُ مع ما أوحت به الدراسات التي أجريت على الحيوانات من أن تأرجحَ الوزن يؤدي إلى صعوبة الاستجابة للحمية فيما بعد، وأن التقييد الغذائي والإفراط الغذائي المتكرران يؤديان إلى خلل في تعامل الجسد مع الطاقة مما يسهل حدوثَ البدانة، وأن تغيرًا تركيبيا يحدثُ في الجسد بحيثُ تزيدُ نسبةُ الأنسجةِ الدهنية إلى الأنسجة اللحمية في وزن الجسم، مما يجعلُ الوزنَ أكثرَ، واستعداد الجسد للتنازل عن الدهون أقل، وقد أوحت نتائجُ دراساتٍ كثيرة إنجليزية ودانمركية وأمريكيةٌ بذلك، وفضلاً عن الآثار النفسية لتأرجح الوزن: الاكتئاب والقلق والوسوسة ونوبات الدقر، واضطرابات صورة الجسد، فإن الآثار الجسدية لتأرجح الوزن تعتبر خطيرةً بحق، فقد أظهرت نتائجُ دراسات عديدة أن متأرجحات الوزن من البدينات لديهنَّ تضخم في بطين القلب الأيسر أكثرَ من غير متأرجحات الوزن من البدينات، وبينت دراسةٌ أخرى أن حجمَ الصفائح الدموية يزيدُ بصورة ملحوظةٍ أثناء الحميةِ المنحفة وهو ما يعتبرُ عاملَ خطورةٍ لأمراض الشرايين التاجية والسكتةِ المخية، كما أن الكبدَ في كل فترةِ استعادةٍ للوزن بعد فقده يخزن كمياتٍ أكبرَ من الدهون داخله وزيادةُ دهون الكبد مشهورةٌ بتأثيراتها الصحية السلبية
ورغم العدد الرملي للبرامج التجارية المتاحة لمن يريدون إنقاص أوزانهم، فإن من المدهش واللافت للنظر ذلك الغياب التام للمعلومات العلمية المحايدة عن النتائج الحقيقية لتلك البرامج، فهناك بالطبع قصصُ وصور نجاحٍ باهرٍ يقدمها لك أصحاب كل برنامج، لكنها بالتأكيد غير معبرةٍ بصدق عن النتائج التي يصل إليها أغلبُ متبعي البرنامج، وهذا هو ما دفع وزارة الصحة الأمريكية إلى مطالبة المسئولين عن برامج التنحيف التجارية بإعلان المعلومات الكاملة للناس عن:
-1- النسبة المئوية لمن يكملون البرنامج من مَن يبدؤون تطبيقه.
-2- النسبة المئوية للناجحين في إنقاص أوزانهم من بين من يكملون البرنامج.
-3- نسبة الوزن المفقود الذي تتم المحافظة عليه بعد عام وبعد ثلاثة وبعد خمسة أعوام من إنهاء البرنامج.
-4- النسبة المئوية للمشاركين في البرنامج الذين تحدثُ لهم آثارٌ غير مرغوبةٍ من الناحية الطبية أو النفسية أثناء البرنامج.
ورغم أن هذه المعلومات موجودةٌ لدى كل مؤسسةٍ من مؤسسات التنحيف إلا أنهم لا يخبرون بها زبائنهم، ودائمًا ما يكتفون بقصصِ وصور النجاح المدهش الذي حققه بعض الأفراد (من ذوي الإرادة)، فأما القصص فتحكى لك عن أفراد لا تراهم وأما الصور فإنها تعبر عن لحظةٍ لا تتكرر وليس هناك ما يثبتُ أن صاحب الصورة ما زال على هيئته التي صوروه فيها.
وبعد مراجعة مستفيضةٍ للعديد من الدراسات استنتجَ أحدُ الباحثين أن ما بين 92% و 96% من الحميات المنحفة فاشلة، وبالرغم من ذلك كله فإن صناعة التنحيف في ازدهارٍ مستمر في كل بقاع الأرض، وأنت أيها المخلوق المسكين، تفشلُ مرةً أو عدةً مرات ولكنك تعاود الهجوم على جسدك بطريقةٍ جديدةٍ أو بأسلوب مبتكر، ولكنك في كل مرةٍ تنجحُ فيها إن كتبَ لك النجاح في فقد بعض الكيلوجرامات من وزنك، إنما تنتظرُ استعادةَ جسدك لما فقده من وزن إن عاجلاً أو آجلاً، وتكرار ذلك إن لم يجعلك واحدًا من ضحايا اضطرابات الحمية أو اضطرابات الأكل النفسية ، فسوفَ يحمل جسدك ما يسمى بتأرجح الوزن أو ترجاف الجسد بكل ما يحمله ذلك من أخطار على أجهزتك الحيوية ، وقد تقتنعُ في نهاية المطاف بأن كل أشكال الحمية المنحفة لا تصلح، لأنك اقتنعت في النهاية بأنك لا تستطيع الانتصار على جسدك، فإن استطعت فلن تنعم بالسلام حتى يستعيد ذلك الجسد انتصاره عليك، وتقولُ نتائجُ دراسةٍ تعتبر بمثابة حجر الزاوية في ميدان البحث في عواقب الريجيم أن خمسينَ بالمائة من الذين ينجحونَ في إنقاص أوزانهم يستعيدون أوزانهم القديمة خلال ثلاث سنوات، والباقونَ خلال السنوات الستة التالية، أي أن من ينقصُ وزنهُ اليومَ من 90كجم إلى 75كجم على سبيل المثال سيعود إلى وزن 90مرةً أخرى بالتأكيد حتى ولو أمضى 8سنواتٍ على وزنه الجديد!
وأما الآثار النفسية للحمية المنحفة أيا كان نوعها فيعتبرُ القلق والاكتئاب، وسهولة الاستثارة، وسرعة التعب والإرهاق، والانشغال الزائد بالأكل، واضطراب صورة الجسد، ونوبات الدقر (الأكل الشره) من أهم تلك الآثار، وكثيرونَ يرون تلك النوبات جزءً من الآلية التي يحفظ بها الجسد وزنه عند النقطة المحددة سلفًا حسب نظرية النقطة المحددة Set Point Theory
ومن المهم أن تنتبهي يا بنيتي إلى أن الدهن يمثلُ نصف نسيجُ المخ تقريبا، والمخُّ لا يستطيعُ الحصول على الطاقة إلا من خلال حرق الجلوكوز، والدهون والسكريات هما أهمُّ مكونات الغذاء الذي يتجنبهُ أو يقللهُ أي نظامِ حميةٍ مُنَحِّقَةٍ يتبعهُ الناس، ولذلك يعاني متبعو الحميات المتطرفة الحصر من تغيراتٍ معرفيةٍ تتمثلُ في زيادة وقت رد الفعل عن المعدل الطبيعي بالنسبة للشخص، وكذلك بعض الخلل في الذاكرة في أداء الأنشطة اليومية العادية، إضافةً إلى الشعور أحيانًا ببعض القصور في الأداء المعرفي بوجه عام أثناءَ الحمية، وأحيلك هنا أيضًا إلى ما ظهر على استشارات مجانين تحت عنوان: البدانة والحالة النفسية، ومن على موقعنا مجانين اقرئي أيضًا:
أكذوبة كبيرة اسمها الحمية المنحفة
تأرجح الوزن
أكذوبة الوزن المثالي
هل البدانة مرض ؟
عليك يا بنيتي أن ننتبهي إلى الحميات المقنعة، وهيَ البرامج التي يبدأ المروجون لها عادةً بتقرير الحقيقة العلمية التي تؤكد فشل كل أساليب الحمية المنحفة على المدى الطويل، لكنهم يقدمون الوعد في نفس الوقت بأسلوبٍ جديدٍ واكتشافٍ مثيرٍ لطريقةٍ سحرية لإنقاص الوزن، وغالبًا ما يتمثل الأسلوب الذي ينصحون به بطريقة ما في تجنب الدهون أو زيادة التريض أو استخدام عشبٍ ما أو جهازٍ ما لإذابة الدهون على سبيل المثال، فبينما يعدون الزبائن بأنهم لن يقدموا لهم حميةً جديدةً نجدُ أنهم يضعونهم في خطة جديدةٍ تشمل استخدام منتجهم إضافةً إلى تغييرات سلوكيةٍ وحصرٍ غذائي مقنع ربما بشكل جديد، ومرةً أخرى لا نجد لدى هؤلاء غير حكاياتٍ عن أفرادٍ اتبعوا أسلوبهم الجديد وها هم (في الصورة) ينعمون بأجسادهم التي صارت كما كانوا يحلمون، لكننا لا نجد أي أدلةٍ علمية ولو حتى متواضعة تثبتُ ما يدعون.
إذن فما أنصحك به في النهاية هو الكف تماما عن محاولات الانخراط في برامج الحميات المنحفة أيا كان نوعها فما تحتاجين إليه يا بنيتي هو أن تعقدي الصلح مع جسدك وأن تكفي عن الإساءة له وإفساد جماله بما في ذلك تأثير الحمية على شعرك، وكذلك أن تكفي عن تأجيل قيامك بالأنشطة التي تحبين فعلها حتى تنقصي وزنك مثلما تفعلين، فهذه هي أول خطوات تقبل الجسد، لأنك إذا اكتشفت أنه قادر على القيام بما تحبين القيام به فإنك ستبدئين في التصالح معه.
ثم الجأي بعد الله إلى طبيب نفسي ذي خبرة بعلاج اضطرابات صورة الجسد واضطرابات الأكل والبدانة لأن ما تحتاجينه فعلا هو إصلاح علاقتك بجسدك ثم بمأكولك للوصول إلى الرضا بجسد رشيق بغض النظر عن مطابقته أو عدم مطابقته للنموذج النمطي الكاذب لفتاة الغلاف، وربما احتجت إلى علاج الاكتئاب عقاريا لا فقط سلوكيا ومعرفيا فاستخيري ربك وتوكلي عليه
وتابعينا بأخبارك