مشكلتي هي الرجال ديني وقلبي وأسرتي م
مشكلتي هي الرجال ديني وقلبي وأسرتي.!؟
تعريف: س من الناس، في الثالثة والعشرين، أنهيت دراستي وعملت بعدها مباشرة أخصائية تخاطب وتركت العمل منذ حوالي أربعة أشهر لأسباب مختلفة والآن أنا مقيمة في منزلي (لا شغلة ولا مشغلة)
الأسرة: أب في الواحدة والسبعين وأم قاربت الثانية والخمسين تعاني من عدة أمراض (أمراض العصر)، أخ الثانية والثلاثين متزوج وبطبيعة عمله يعيش في قطر أكثر من مصر، أخت تكبره بعام متزوجة وتعيش في القاهرة، أما نحن فنعيش بالإسكندرية.
الهوايات: كتابة الروايات، أعيش عليها وتأخذ جزء كبير من روحي، طموحي الوحيد أن ترى النور.
مشكلتي: كانت لي مشكلة سابقة وساعدني فيها د. يوسف مسلم بعنوان مشكلتي هي الرجال وكانت على جزئين لخص الدكتور محورها في التحرش الجنسي أثناء الطفولة وطريقة تعاطي الأهل معه، أعتقد أن المشكلة انتهت نسبياً مشكلتي الآن يمكنني أن ألخصها في ثلاثة كلمات الدين -القلب- الأسرة.
الدين: تربيت تربية دينية معتدلة وبأخلاق ومعتقدات أم ريفية مصرية أصيلة تحرص كل الحرص على العفة والشرف (وكان تعاطيها لمشكلتي السابقة سبب في تفاقمها كما أشار الدكتور)، تربيت على أن العلاقة بين الشاب والفتاة مادامت لم تدخل إطار الزواج فهي عيب وحرام، وما حدث أنني لم أحب أبدا ولم أرتبط بأي شاب، بل ولم يكن لي زملاء في الجامعة أو العمل ولم يكن ذلك ضرورياً بطبيعة الحال.
- معتقدي الشخصي، أن ما تربيت عليه هو الشيء الصحيح، وهو معنى العذرية والعفة الدقيق، لقد قال الله تعالى (ولا متخذات أخدان) صدق الله العظيم، ولي معتقدي الخاص عن قصة آدم والشجرة، التي طلب منه الله ألا يقربها ولم يطلب منه ألا يأكل منها فلو كانت الشجرة هي الشهوة، فقد أمر آدم بعدم محاولة الاقتراب لأنه كلما اقترب انجذب أكثر وأكثر، الوقوف إلى جوار الشجرة هو ما أعتقد أنه الحب، ليس حراماً بحد ذاته ولكنه اقتراب من الحرمانية وهي امتداد اليد للشجرة والقطف ثم القضم ثم ظهور السوءات.
- هذا هو معتقدي الخاص الذي لم يعلمني إياه أحد، وسرت وفقاً له، لا أقترب من الشجرة، ولو حاولت الشجرة الاقتراب، أمنعها، وإذا ألحت أقطعها.
القلب: أنا ككل فتاة، لي قلب، يريد أن يحب، أمتلئ بشحنات من العواطف، أخرجها في قصيدة أو جملة على لسان شخصية من شخصيات رواياتي وعالمي الافتراضي، أكره أن أتزوج برجل لا أعرفه، وهنا تكمن المشكلة، لا يمكنني أن أعرف شخص قبل الزواج، ولا يمكنني أن أتزوج (عمياني) وهنا نعود لجزء من مشكلتي السابقة وهي خوفي من الرجال وعدم اطمئناني لهم، فكيف ألقي بنفسي بيد رجل لا أحبه ولا أعرفه وأكتشف بعدها أنه صورة أخرى من صور الرجال المشوه في خيالي الذي أقاومه؟؟
الأسرة: كأي أسرة (عايزين يفرحوا ببنتهم) وبنتهم بمجرد أن يطلبها أحد ترفض، للأسباب السابقة، ولسبب آخر، أنا الوحيدة التي يمكنها أن تخدم والداي، فأختي وأخي مسافران، كيف أترك أبي وأمي وهما يحتاجاني؟؟ ومن كيف أضمن بعد زواجي، أن هذا الزوج الذي لابد أنه (هيعملي البحر طحينة) قبل الزواج، ينقلب بعد الزواج كأي رجل ويرفض مساعدتي لأسرتي، هل أستطيع تحمل الذنب وحدي؟
عندما أفكر أجد أمامي ثلاثة طرق:
الأول: أن أتمسك بقيمي وأخلاقي إلى مماتي، وأثبت إيماني بأن الله سيرزقني خيراً، وربما يتعثر حظي ولا أتزوج أو الأسوأ وأتزوج رجل سيء.
الثاني: أن أفتح الباب قليلاً لقلبي وأتركه يعرف، ولدي من القوة والتدين ما يصوناني من الخطأ، وأحب وأتزوج، ولكن يمكنني أن أحب ولا أتزوج من أحب وينتهي الأمر بزواجي من شخص آخر والعيش على ذكرى الأول ككثير من الفتيات وأعرف منهن عددا لا بأس به، كما أن هذا الطريق حتى لو حللته لي لن أستطيع الخوض فيه، سأتذكر الشجرة وأتراجع.
الثالث: وهو ما أسير في بداياته الآن، وهو أن أريح نفسي وعقلي وقلبي، وأحنط جسدي وعواطفي في ثلاجة الفضيلة وأعتقد أنني أستطيع مع بعض الألم، وأضمن أن أعيش من أمي وأبي وأرعاهم ويرعاني، راهبة لا تقرب الشجرة؟؟، ولكن ما أخشاه وقتها أن أجد الزمن مر دون أن أدرك وأجد نفسي في الخمسين بلا زوج ولا ولد ولا أم ولا أب، وحيدة لم أصنع لنفسي شيئا.
أرجو أن أجد عندكم الجواب،..... كلام شافي وحل وافي لصراع أعتقد أن غيري يعاني منه، بين دينه وقيمه الأصيلة وقيم المجتمع الجديد الذي تقول فيه البنت (بحبه يا بابا) دون خجل ولا حياء؟
هل حقاً المشكلة في أنا وفي معتقداتي القديمة؟؟ أم في مجتمع يكيل بمعيارين فيروج بضاعة الحب لفتيات صغيرات ثم ينال من شرفهن
ولا يقول (إنها تحب هذا الرجل) بل يقول (دي ماشية مع الراجل ده)؟
26/03/2013
رد المستشار
الأخت الفاضلة، اسمحي لي أن أولاً أن أشكرك على التواصل والثقة التي منحتنا إياها، واسمحي لي أن أبدي لك احتراماً خاصاً لك ولثقافتك، وحساسية الأوصاف التي أوردتِها، وكأنها ما قدر يدور في ذهن الكثيرين لكن القلة فقط هم من يتقنون التجول في داخل أنفسهم، وعكس ما يرون ووصفة بشفافية وصدق، ولغة عالية المستوى، لكن بالتأكيد أنه قد يشكل الأمر على بعض الناس بطريقة (أريده بقدر ما أبغضه)، ولذلك فلنورد التالي:
- لمست في رسالتك رغبة في مكاشفة ذاتك، ورغبة في الفضفضة عالية أكثر من حاجتك للإرشاد والتوجيه من قبل شخص مهني، وهذا يشجعني لأقول لك ارجعي وعاودي قراءة ما كتبته فأنت ستحتاجين أن تريه مراراً فلديك جزء من بلورة الحل.
- النقطة الأخرى، هي في طلب تحديد المعايير الأخلاقية والدينية، وبالنسبة لتوجيهي -مع أهمية معرفة أني ممن يتشددون تجاه الضوابط الشرعي- رغم أني لست فقيهاً ولكن مسلما، وضوابط الشريعة أراها حاكماً لعملي، لا أخرج عنها إلا باستثناء مباح باستشارة فقيه، ولذلك لا أرى في ضبط أنفسنا، والاستشهاد بقصة الشجرة، حيث أن رب العزة أورد في الآية "ولباس التقوى ذلك خير" فكشف السوءة ليس فقط العورة، ولكن الشهوات بلا ضابط هي عورة، واللباس ليس القماش وخلافه، فالتقوى خير اللباس، ولذلك فإن أمر الصبر مهم، واحتساب الأجر أهم، ولا تنسي أن الصبر على البلاء، مثله مثل الصبر على الطاعة والتقوى، فالطاعة تحتاج لصبر وصبر وصبر.
- "لا يمكنني أن أعرف شخصا قبل الزواج, ولا يمكنني أن أتزوج (عمياني) وهنا نعود لجزء من مشكلتي السابقة وهي خوفي من الرجال وعدم اطمئناني لهم"، وهذا أمر يراود معظم الفتيات، فكم منهن عرفن رجلاً قبل الزواج وتزوجن لكن بعد الزواج لم تكن الأمور كما توقعن، وكم من فتاة تزوجت عمياني على رأيك ووفقها الله، وهنا ألا ترين أن وصفك للزواج "عمياني" يجعلنا كمن يقول (الزواج العمياني كارثة، ولن أستطيع أن أتزوج هكذا) علماً أن الزواج تسبقه الخطوبة، وممكن في الخطوبة بما يباح فيها أن يصبح الأمر ليس عمياني، وهي فترة قد تكون كافية لمعرفة الشخص، عموماً أصبح كثير من الناس لا يكتبون كتاباً لفترة بسيطة ويسمحون للخاطب برؤية البنت لفترة تسمح لهم بمعرفة إمكانية الاستمرار أو الانفصال.
- "أن أريح نفسي وعقلي وقلبي, وأحنط جسدي وعواطفي في ثلاجة الفضيلة وأعتقد أنني أستطيع مع بعض الألم" ولا أرى في كلامك هذا إلا صيغة (أريده بقدر ما أبغضه) ففي كلامك لمحة من رثاء الذات والتمني لو أن الأمر مباحا للعلاقات، فما دمت وصفت العفة بأنها تحنيط للجسد، ورأيت الفضيلة ثلاجة للعواطف، فأنت لست في قناعة تامة في حدود دائرة الضوابط، أو في حدود دائرة التفريط، تقفين في منتصف المسافة تتمنين لو أن بإمكانك أكل الثمرة مع التزامك وضبطك لنفسك، وضبط النفس يحتاج لإعداد أعلى من ذلك، يحتاج لرسوخ قناعتك بالضبط، وترين الأمر كما يلي (أن أريح قلبي وعقلي وقلبي، فلست أعلم المخفي والغيب، وأحفظ وأصون جسدي، فهذا أصل قناعتي، لأبقى في جنة الفضيلة، وليس كلحم معروض في ثلاجة الأسواق، إن الصبر على الأمر صعب، لكن التقوى لها عظيم الأجر)، يبدو أن اللغة التي قد نتحدث بها تعكس كثيراً من ردود فعلنا وقد تغير شعورنا وعواطفنا بشتى الطرق
ولذلك أيتها الأخت الفاضلة، تنبهي لما تتحدثينه مع نفسك من كلام، وعدلي حديثك مع ذاتك ليعزز صبرك، ويزيد عزك، ويعزز تقواك.
ولك منا كل الاحترام والتقدير، جعل الله لك من كل هم فرجاً ومن كل أمر مخرجاً، وتذكري دائما ((الطبيب أو الأخصائي من عباد الله الذين يسوقهم لك، وهذا من فضل الله علينا، والله لديه الشفاء والعافية والفرج)).
التعليق: حقاً لا أجد سوى أن أشكرك مرة أخرى أ- يوسف , للأسف لدي العديد من القيم المرتبكة والمتخبطة, وهذا الصراع السخيف بين الأنا الأعلى والـ هو بلغتكم, وكل ما أتمناه أن أصل بروحى إلى النقاء والقناعة,
ساعدتني من قبل وساعدتني الآن
أشكرك