حيرة ما بعد الانفصال

رد المستشار

 بادئ ذي بدء أشكرك على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، ثانيا أنا لن أستطيع أن أفسر لك معنى تصرفات خطيبك السابق، لأنني لم أعرف عنه المعلومات الكافية التي تمكنني من تحليل أو تحديد سمات شخصيته التي تنعكس على سلوكياته، ثم أنه لم يلجأ إلينا لأنه يعاني من مشكلة، بل أنت التي لجأت إلينا لأنك استشعرت غصة أو ألما نفسيا على حد تعبيرك "أنا دلوقتي تعبانة نفسيا"، فدعيني أبدأ بك وأذكرك بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الروم:21)؛
 
 فتشير الآية وفق تفسير الجلالين إلى أن "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا" فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء "لتسكنوا إليها" وتألفوها "وجعل بينكم" جميعا "مودة ورحمة إن في ذلك" المذكور "لآيات لقوم يتفكرون" في صنع الله تعالى، فأنت أكثر الناس معرفة ودراية بنفسك وأنت من أتيحت لك الفرصة لتتعرفي على خطيبك السابق، فأنت تحتاجين إلى وقفة مع نفسك قبل أن تمضي في اتخاذ أي قرار، ويبدو واضحا أنك تحتاجين إلى زيادة الثقة بنفسك واكتساب المزيد من التوكيدية لذاتك وتعلم فنيات التعامل مع الضغوط، فهل ترين أن هذا الخطيب هو السكن الذي تأمنين على نفسك بالسكن إليه؟؟؟ هل هو الشخص الذي تتوافر فيه مقومات الألفة والمودة والرحمة؟؟؟؟؟
 
 هل هذا الشخص هو فارس أحلامك الذي تأمنين على نفسك معه؟ هل هو قادر على تحمل المسئولية ليفتح بيتا ويكون أبا لأولادك؟؟؟ فهو شخص تذكرك بعد مرور ستة أشهر برسالة على موبايل وقد تكونين أنت أو ظروفه أدت به إلى "اللخبطة في حياته وترك عمله ولجأ لشرب السجائر" على حد تعبيرك، فأين قوة شخصيته ليواجه مصيره بنفسه...
 
 ثم أين هو من الاعتذار عن هذه الخطوبة ولماذا ترك والده يعتذر بالنيابة عنه؟؟؟ والآية الكريمة تحثنا على التفكير والتدبر، فأنت الوحيدة القادرة على الإجابة على هذه الأسئلة، وأنت الوحيدة القادرة على التدبر في اتخاذ القرار.
 
 اقرئي: إعجاب وليس حبا من طرف واحد،
 واقرئي أيضاً: الفرق بين العشق والحب والإعجاب...
 ويبدو أنك عشت لفترة في تخيلات رومانسية جعلتك تقررين بأنه "شريك حياتك" قبل أن تقتربي منه وتتعرفي على ظروفه وأسرته بالقدر الكافي مما جعلك تصدمين حين فسخ الخطوبة.
 
 وما عليك سوى أن تهتمي ببناء ثقتك بنفسك فأنت لن تنهاري بإذن الله طالما أنك تتعلمين من تجاربك ومن تجارب الآخرين وفي هذا اقرئي كيف أبني ثقتي في نفسي؟، وعدم الثقة في الآخر
 
 * ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "S. M" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليس لدي ما أضيف على ما تفضلت به مجيبتك أ.د رانيا الصاوي، ألا أن لي تساؤلا عن سبب ذكرك لتضييق الأهل عليكما في بداية فترة الخطوبة؟ ويا ترى ترين أنهم كانوا محقين أم لا؟ كذلك أنبهك إلى أهمية عدم الإفراط في توقع الأثر السيء لفقدان علاقة مع خطيبة على من كان خطيبها خاصة إن كان سوي الشخصية... فالمعتاد أنه يستطيع تجاوز أزمات الحنين بعد الانفصال، وكذلك عدم الإفراط في توقع الأثر الجيد لاستمرار علاقة مع خطيبة محبة على خطيبها إن كان سيء الشخصية، فاحتمالات أن عيبا في خطيبك يمكن إصلاحه إن أصبح زوجك تزيد عن الصفر بقليل قليل.. واقرئي بعضا من الروابط على مجانين:
 بعد الزواج اضربي سوء خلق خطيبك×10
 فسخ الخطبة فرصة ذهبية مشاركتان 
 خطيبٌ ذهب : لعل القادم مِن ذهب ! 
 
 وأخيرا...... في انتظار متابعتك.

المستشار: أ.د رانيا الصاوي