حلم ضاع
أنا سماح بشتغل في الإمارات قابلت شاب أردني طيب وعنده خلق ودين وحنون عرض على الزواج وافقت طبعا بعد ما قلت لأهلي وهو قال لأهله وتمت الموافقة من الطرفين والكل بارك الزواج.
استمرت فترة الخطوبة سنتين أنا وخطيبي كنا أسعد شخصين في الوجود كان هو خطيبي وحبيبي وأهلي وكل حاجه في حياتي عمري ما حسيت بالغربة وأنا معاه.
كان بيحبني أكثر من نفسه كل شيء كان واضح بينا عمره ما كدب عليا عمره ما أتخلى عني كل الناس كانت بتهنيني على اختياري له واختياره ليا.
في خلال فترة الخطوبة حضّرنا كل حاجة أنا وهو اشترينا العفش والهدوم وحضّرنا كل حاجة بس كان باقي فستان الفرح.
حلمنا أنا هو باليوم اللي نكون مع بعض في بيت واحد...
لكن اللي حصل كان فوق الوصف وهدم كل حلم حلمنا بيه, سافر خطيبي يوم 18/2/2004 الأردن والفرحة كانت مش سيعاه كنا متفقين على ميعاد الفرح يوم 1/3/2004 بعد سفره أتغير كل شيء و أبوه غيّر رأيه وقال لضياء (خطيبي) انسى البنت دي لو فكرت تتجوزها أنا مش أبوك ولا أعرفك
حاول خطيبي مع أبوه لكن أبوه مصمم على الرفض والمشكلة إن أبوه عنده القلب وضياء بين نارين أنا ولا أبوه. وكل ده أبوه عارف إن ضياء بيحبني أكتر من نفسه مع ذلك مش بس رفض لكن كتب كتابه على واحدة قريبته لكن ضياء مش بيحبها.
أنابحب ضياء أكتر من نفسي مش قادرة أتخلى عن أحلامي وهو خايف على أبوه أنا حاسة إنى ميتة من غيره أنا وهو رجعنا الإمارات في نفس اليوم 1/4/2004 مش قادرة أشوفه ولاأكلمه وأنا روحي فيه مش قادرة أستمر من غيره أنا وهو في عذاب صعب وصفه.
ممكن نرجع تاني لبعض أنا وزني نقص 12ك في شهر وصحتي في النازل من غيره أنا ماليش حد غيره ياريت حد يساعدني علشان أرجعله أنا واثقة إنه بيحبني أكيد العدل إنه يرجعلي أرجوكم ساعدوني أنا وضياء أنا مش قادرة أتحمل بعدي عنه وده رقم أبوه ممكن تكلموه اسمه محمد
ممكن حد يكلم أبوه ويقوله يرحمني أنا وضياء أقسم بالله العلي العظيم إني عمري ما اتمنيت في حياتي غير ضياء صدقوني أنا مش حاسة بالدنيا من غيره أنا حاسة دايما بألم وحزنأنا أرجوكم حد يساعدني أنا بيني وبينه بس 5دقائق لكن أبوه لو عرف أنه بيكلمني هنا في الإمارات ممكن يخليه يرجع الأردن ويجبره إنه يسيبشغله هنا.
اللي بيحصل ده عدل حرام أبوه يقتل جوانا أحلامنا ياريت حد يقدر يقنع أبوه إن من حق ضياء أنه يختار الإنسانة اللى بيحبها وأنه وافق من البداية على الخطوبة ليه يغير رأيه قبل الفرح ب10 أيام ده عدل ليه يحكم علينا بالإعدام إيه اللي ممكن أكون عملته علشان يجرح فيا كده.
لو الإنسان ده عنده ضمير يريح ابنه مش يقوله أناعندي القلب ولو مت هتكون أنت السبب ضياء خطيبي إنسان مثالي ضحي بأحلامه وحياته علشان أبوه اللي عمله ضياء خلاني أحبه أكثر.
لكن إيه الفائدة أنا كمان هموت من غير ضياء صدقوني حاولت أنساه لكن صعب أنا بحبه وهو كمان بيحبني.
ممكن يكون في حل للمشكلة ممكن ضياء يرجع لي لو حد يقدر يكلم أبوه ويقنعه إن شاء الله ممكن.
أرجوكم ساعدوني.
2/4/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة ...."سماح"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد عشت حلما جميلا وكنت قاب قوسين أو أدنى من نهايته السعيدة، ولكن بعد سفر خطيبك "ضياء" إلى بلده (الأردن) عاد وقد تغير كل شيء، وأخبرك بأن أباه رفض زواجه منك وعقد قرانه على إحدى قريباته (ذكر لك أنه لا يحبها)،
وأنت الآن تتعذبين مرتين، مرة لضياع حلمك الشخصي ومرة لضياع حلم حبيبك ضياء الذي فقدك رغما عنه (كما ذكر) وعقد قرانه على فتاة لا يحبها، وهو في نظرك ضحية تعنت أبيه، وقد ازددت حبا له لأنك رأيت فيه ذلك الشخص المضحى بسعادته وحبيبته من أجل إرضاء أبيه المصاب بالقلب،
وهكذا صارت المشكلة في نظرك هي موقف أبيه، وأنت تتمنين أن يتصل به أحد ليقنعه بالعدول عن موقفه.
ولقد أعدت قراءة الرسالة أكثر من مرة لكي أكتشف مابين السطور مستعينا في ذلك بما تعلمته في مهنتي عن سلوك البشر وبما عايشته في حياتي من خبرات،
وأنا أعلن لك مسبقا أن ما سأقوله سيكون من الصعب عليك تصديقه (ولا ألومك في ذلك) ولكن فقط أرجو أن تفكري فيه كاحتمالات قائمة.
"ضياء" كان يعيش مثلك في ظروف الغربة وكنتما في حالة احتياج عاطفي شديد لذلك اقتربتما رغم اختلافكما في المنشأ (وبالتالي في كثير من العادات والتقاليد)، وحين عاد ضياء إلى بلده لم يعد تحت تأثير هذا الحرمان العاطفي،
ثم إنه عاد إلى منظومته الاجتماعية والثقافية وإلى بيئته الطبيعية التي عاش فيها وعرف أهلها لذلك وجد نفسه أقرب إلى هذه لمنظومة وربما يكون قد اكتشف الفوارق الواقعية بينكما والتي كان يغطى عليها الحب والاحتياج، ولست أدرى إن كان قد وقع عليه ضغط حقيقي من أبيه أم أن هذا تبرير يسوقه إليك كي لا يجرحك.
وإذا لم يروقك هذا التفسير (وهذا من حقك) وتصرين على أن والده أرغمه على ذلك، فإنني أقول لك إن هذا الاحتمال–إن صح– فإنه يقدح في شخصية ضياء الذي تحبينه كل هذا الحب حيث أنه في هذه الحالة يبدو ضعيفا أمام رأي والده، وإذا كان هو كذلك دائما فإن هذا السلوك الخاضع المستسلم منه ربما يشكل لكما الكثير من المصاعب في حياتكما حيث ستصبحان تحت رحمة والده (أو والدته) طول الوقت.
وإذا قلت أنه فعل ذلك خوفا على صحة أبيه (وأنا شخصيا أشك في حكاية مرض أبيه هذه وأراها تبريرا لهجره لك) فأقول لك لو أن هذا صحيح لكان من المحتمل أن يرضخ لضغط أبيه في عدم الزواج منك ولكن لا نتوقع أن يعقد قرانه بهذه السرعة على فتاة لا يحبها(على حد قوله، فالذي يحب حقيقة لا يغير موقفه فجأة بهذه البساطة مهما كانت الضغوط.
ولا أستبعد أن يكون ضياء قد عاد إلى حب قديم في بلده، ويدفعني إلى هذا الاعتقاد، سرعة عقد القران بهذا الشكل وكأن الموضوع له جذور قديمة وكان يحتاج فقط لوضع اللمسات الأخيرة وقد تمت هذه اللمسات أثناء الزيارة.
لذلك أرجو أن تكون لديك القدرة على رؤية الأمر على حقيقته فالمشكلة ليست في والد ضياء كما تتصورين (أو كما تريدينها أن تكون) ولكن المشكلة في ضياء نفسه في كل الاحتمالات.
وأرجو أن يساعدك هذا الرأي الواقعي المؤلم على إعادة ترتيب أوراقك ومداواة جراحك ومواصلة حياتك مرة أخرى على أن تعتبري ما حدث خبرة لك في الحياة تفهمين بها الناس بشكل أفضل، ولا تندمي على شيء وتذكري قول الله تعالى: "عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ".
وليس مطلوبا منك في هذه الظروف أن تعيشي على أمل كاذب فقد أغلق "ضياء" الباب أمامك حين أعلن أنه قد تم عقد قرانه على إحدى قريباته (وليست مجرد خطبة قابلة للفسخ) .
وإذا لم تكن هذه التفسيرات السابقة مقنعة لك فلا بأس من ذلك ولكن على الأقل تأكدي أنه ليس مطلوبا منك فعل أي شيء الآن،
وإذا كان "ضياء" يحبك حقا –كما تعتقدين– فسوف يفعل أي شيء للعودة إليك، وإن لم يفعل ذلك فلا تندمي أبدا على هذه العلاقة والحياة مليئة بالخير، والله قادر على أن يعوضك.