عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش م
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا صاحبة استشارة أحلام الموسوسين، ومشكلتي مع الأحلام والوسواس بعد الإحساس بالإرهاق والتعب وفقد الأمل من الوسواس واستشارتكم قررت الاتجاه إلى العلاج الدوائي ذهبت لطبيبة سامحها الله كل ما تقوم به هو وصف عقاقير وكل ما فعلته العقاقير هو تخديري أصبحت كالأموات الأحياء zambi ....
خدر عاطفي لا أحس بالحب تجاه زوجي وأولادي، خدر في العلاقة الزوجية وصفت لي لوسترال 100 ملغم وكلونازبام 1 ملغم يوميا ولم تتابعني لمدة أربعة أشهر عانيت فيها من أعراض جانبية أخرى بجانب الخدر، صداع شديد غثيان نقصان في الوزن وأحلام مزعجة وفي نفس الوقت لم أحس بتحسن في وسواسي إلا أني مجرد مخدرة، الأفكار موجودة ولا أبالي بشيء حولي وفاقدة التركيز...
في نفس الفترة حصلت لي حالة إغماء غريبة فقدت فيها الوعي لمدة 5 دقائق مع زرقة الشفاه وتحول العين للأعلى وذهبت إلى المستشفى وعملت فحوصات كاملة ولم يتبين أي سبب عضوي وكان تفسير الأطباء ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون بسبب كثرة التدخين (أرجيلة) وفي غرفة الطوارئ أخبرني زوجي أنه رأى رؤية اللهم اجعله خيرا ووسوست لفترة وسألته إن كانت تخصني قال لي لا.
تجاهلت النقاش وخرجت من المستشفى راجعت طبيبتي التي أخبرتني أن لا علاقة للعقار بما حدث لي وطلبت مني تغييره إلى بروزاك 25 ملغم وتوجمتيل.... صرفت الدواء لكني رفضت أخذه وقررت من تلقاء نفسي وقف العلاج السابق وتخفيفه إلى أن وصلت إلى 25 ملغم من لوسترال ونصف جرعة الكلونازبام معادلة صعبة إما التعايش مع الوسواس والخوف أو الخدر...
وفي صباح يوم جمعة أتى لي زوجي يبكي بخبر وفاة والدته وقال أنه رأى رؤيا في نفس الساعة التي توفت فيها... والدته التي تسكن معنا في نفس البناية... ذهب ليسلم عليها بعد الفجر ولم تستيقظ، فاجعة وحزن شديد كنت متماسكة بطريقة عجيبة في الأيام الثلاثة الأولى وقت الغسل والدفن أقرب تجربة لي للموت الذي أخاف منه والذي هو سبب أخذي للعقار خصوصا أنها واقعة مصاحبة للأحلام التي رآها زوجي...
تماسكت وحاولت الوقوف بجانبه وحزنت حزن شديد ولكني انهرت بعد اليوم الثالث أصبحت متقوقعة في وساوسي من جديد... أوسوس وأحس أنه حلم أيضاً بي أو به وأن واحدا منا سيموت قريب وأصبحت أسأله وهو في أشد الحزن ماذا حلمت أيضا وما تفسير أحلامك وهل لها علاقة بي أو به وكنت غير معينة له وزدته هما إلى همه إلى أن أصبح يتجاهلني وأخاف إنه أصبح يكرهني لأنانيتي وتفكيري السخيف حول نفسي ومخاوفي بدل من مواساته...
ابتعدت عن أهلي أمي وأبي حفظهم الله أخاف وأفسر كل سؤال أو كلمة بأن مكروها سيحدث، لا أنام الليل وأحلامي كلها أفسرها بالموت أنا في حيرة ولا أدري كيف أتصرف أحس بضعف شديد وخوف وتشاؤم صداع لا يفارقني قلق في الليل والنهار، بعد عن زوجي الذي هو في مصيبة كبيرة ويحتاجني وأنا زوجة أنانية بلا فائدة... كيف أكون في عونه وأنا أحتاج من يعينني والحق يقال هو خير معين وصابر علي وعلى وسواسي 13 سنة أحس بذنب شديد من ناحيته كيف لا أستطيع الوقوف بجانبه في مصابه
أرجو منكم الدعاء لأمه بالرحمة والغفران فهي كانت أما ثانية لي ووسواسي غلب على حزني ثم الدعاء له بجبر كسره وربط قلبه والدعاء لي أن الله يقويني على وسواسي ويجعلني معينة لزوجي ويحفظنا لأولادنا ويحفظ أولادنا لنا
هل أرجع للدواء هل يا ترى أستطيع أن أقوي نفسي وأتغلب على وسواسي وأستعين بالله عليه أم أني سأنهار وأنتكس وأخسر حياتي وزوجي؟!!؟
سؤالي الثاني ابني الكبير عشرة سنوات تأثر جداً بوفاة جدته ولكنه يبوح بذلك للعاملة المنزلية ويبكي في الليل قبل النوم ولا ينام جيدا باح لي مرة واحدة وكان خائفا أن أغضب منه وقال لي أخاف أن يحدث لأحدكما مكروه ماذا أفعل لوحدي أنا طفل صغير... كان كلامه مثل السهم فمخاوفه تنطبق على مخاوفي هل من المعقول أن أكون نقلتها له لاشعوريا أو أنه إحساس طبيعي بالنسبة له وكيف أتصرف معه؟!
11/04/2013
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وعلى متابعتك، أحزنني كثيرا ما ألم بك وبزوجك الكريم...، وأتمنى أن يعينك الله عز وجل ويمدك بسكينة من لدنه سبحانه بما ييسر حياتك وحياة أسرتك.
المبالغة المبالغة المبالغة... هكذا تفعلين أنت وهكذا تصرين أن تفعلي يا "أم محمد"... بدءًا من المبالغة في تقييم الأثر الواقعي لأحلام البشر إلى المبالغة في تقييم أثر رد فعل انهيارك الوسواسي المريض على زوجك أثناء أزمته (وكأن المسكين توقع غير هذا) والحقيقة أنه عرفك وتزوجك هكذا وتحمل وسوستك على مر السنوات وسوف يتحمل حتى يوفقك الله إلى العلاج، ثم المبالغة في تقييم أثر حزن ابنك على جدته عليه مع أن أغلبنا مات جدودهم أو جداتهم وهم أطفال، ثم تبالغين في مدلول وأثر خوف طفل عمره 10 سنوات من حصول مكروه لأي من أهله ! وهذا مجرد عرض من أعراض القلق عند الأطفال...... تبالغين... تبالغين...إلخ.
كل ما ورد ذكره في إفادتك هذه قابل للحدوث لسيدة مثلك في مناخ الكرب والتوتر والحزن، بدءا من انغماسك في الوسوسة والتطير وانتهاءًا بنوبات الانفصال التي حدثت لك والتي قد يكون فعلا لارتفاع كربونية الدم دورا فيها عبر ما يستتبعه من فرط التنفس أو فرط التهوية إلا أن هكذا إغماء يمكن جدا أن يحدث بآلية انفصالية خالصة.
هناك علاقة ألمسها أثناء عملي بين الوسوسة بموضوع الأحلام وظواهر الانفصال عامة ومنها ما يحدث لك أحيانا....، وربما يكون ذلك مفيدا أن يناقش في العلاج،.... تقولين: (معادلة صعبة إما التعايش مع الوسواس والخوف أو الخدر...)... لكن ليس الأمر كذلك أو ليس مجرد اختيارين فهناك اختيار طلب العلاج اللازم والإصرار على ذلك، وهناك اختيار التأرجح بين الوسوسة والخوف والخدر كما تقولين وهذا يبدو اختيارك الفعلي حتى الآن، وحقيقة يا "أم محمد" أتمنى أن تكفي عن ندب الحال والأحوال إلا أن تكوني اخترت ذلك طريقة حياة.
باختصار يا "أم محمد" عليك أن ترجعي للدواء لكن الأهم هو أنك لابد أن تطلبي من معالجتك أو غيرها تحويلك لتلقي العلاج المعرفي السلوكي لا سيما وأنت في السعودية وأظن السعوديين أحسن حظا من غيرهم في الحصول على هذا النوع من العلاج فنصف رواده في عالمنا العربي أو يزيد هم من أهل السعودية، لذلك لا مجال للتقصر في طلب الحصول عليه والسعي لذلك....
وتابعينا بالتطورات الطيبة.
ويتبع >>>>>>>>>: عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش م2