صعوبة بلع المواد الصلبة مثل اللحم والمعجنات وغيرها
الأخوة الأعزاء مشكلتي ومشكلة ابني الصغير وعمره ست سنوات هي صعوبة البلع.
أبدأ بنفسي حيث إنه ومع بداية الانتفاضة في العام المشؤوم 2000 بدأت المشاكل تتوافد علينا وكأننا بحاجة ماسة لها, طبعا الشعور المتزايد بالوطنية والحرقة على من يستشهد وهلم جرا بدأ يعطي ثماره حيث بدأ القلق ينتابنا جميعا والخوف من الغد.
حيث إن سماع القصف المتواصل وصوت الرشاشات من العيار الثقيل وأنت نائم, والجلوس لمدة سبع ساعات متواصلة في البيت في زاوية واحدة أنا وصغاري الثلاثة والاشتباكات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مستعرة ونحن كالكلاب في زاوية واحدة لا نستطيع التحرك, حيث إنني أذكر هذا التاريخ المشؤوم وهو 1/4/2001
عدى عن المواجهات المختلفة اليومية من قصف الدبابات لبيت يبعد عن بيتي عشرون مترا, لا أدري هل لكل هذه الأحداث أثر في حياة الناس أم لا.
بعد هذه الأحداث سافرت زوجتي إلى الخارج وهي أجنبية روسية الأصل, عاشت معي الأحداث جميعها, وفي فترة غياب زوجتي كنت وحدي أنام وأقوم وأشرب... الخ.
إلى أن في يوم من الأيام حدثت معي مشكلة في العضو الذكري أثرت تأثيرا سلبيا حيث إنني بدأت أخاف ألا يصل الدم إلى العضو وسوف يزرق ويموت ومن الأفكار الجهنمية, لم أستطع النوم لمدة 48 ساعة متتالية وذهبت إلى الطبيب, شرحت له القصة كاملة وأعطاني دواءً اسمه elatrol استخدمته لمدة شهر كامل كنت أتعذب من الأفكار السيئة لم أشعر بجسدي في بعض الأحيان كنت أشعر بدوار ولم أستطع المشي الصحيح ولكن كان هنالك صوت خافت يقول لي اصبر اصبر نعم صبرت، تركت التدخين ليس لأنني لا أريد التدخين بل لأنه أصبح بالنسبة لي لا شيئا , لأنني لا أستمتع به بل كنت أحس أن رأسي تتخدر.
بعد ذلك اتصلت بزوجتي وقدمت في الحال بدأ وضعي يتحسن شيئا فشيئا تركت الدواء وصرت أحاول يوما بعد يوم حتى تاريخ16/9/2003، تركت عملي بصورة مفاجئة وبصورة مأساوية حيث تم شتم أمي من قبل رب العمل على أي حال حاولت أن أبدأ عملي لوحدي وأنا طبعا إنسان أعتمد على نفسي من صغري,
صمت شهر رمضان كاملا وبعد ذلك بأسبوع كانت هنالك كبسولات طبية يجب شربها لعلاج التوتر المعوي, علقت واحدة في البلعوم ولم أستطع بلعها وصار هنالك حالة من الهستيريا حيث طلبت تاكسي وذهبنا إلى المستشفى, لم يكن هنالك أي شيء على كل حال بعد هذه الحالة أصبحت أخاف من كل شيء يبلع خصوصا الصلب منه حيث أشعر بالاختناق, ولا أستطيع بلع أي شيء بدون ماء, ولكن الآن الحالة أفضل بكثير من ذي قبل
ولكن السؤال الأهم هو أن ابني الصغير خاف من أناس حيث إنه شعر بأنهم لصوص, وكان يناديني وهو يمسك ببطنه من شدة الخوف, وبعد ذلك بيومين ابتلع نوعا من أكل الأطفال على شكل أفعى علقت في حلقه, وصل إلى أخته وهو يختنق حاولت الأخت ففي المرة الرابعة انتشلت الحلوى, الآن هو في حالة سيئة للغاية حيث إنه يخاف من أكل أي شيء وعندما يأكل يسرع لشرب الماء أيضا ويشعر بالاختناق ويضرب على صدره ويبدأ يصرخ كل هذه الأحداث هي في بداية شهر 4/2004,
إنني مرهق جدا وتعبان من هذه العيشة وكأن هم الدنيا يتساقط على رؤوسنا يوم بعد يوم, زوجتي تنتفض في نومها وأحيانا توجه نظرها إلى نقطة ما وتبدأ في التفكير لفترة طويلة وهي محدقة في هذه النقطة.
ما العمل بربكم؟
إنني أفكر في الرحيل من هذه الديار والعودة إلى روسيا حيث إنني عشت هناك لمدة ثلاثة عشر سنة ولم أواجه في يوم من الأيام مشاكل كهذه ما رأيكم؟
أرجو الرد بأسرع وقت ممكن.
10/04/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك على موقعكم مجانين ، وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، لا أحد على وجه الأرض يستطيع أن يرى في ما تعيشون فيه كفلسطينيين بيئة تصلح لحياة البشر والأطفال بشكل أخص،
إلا أن موقف الحياة بشكل مزمن في بيئة القصف والهدم والتجريف لسنواتٍ طوال هو موقف غير مسبوق في حياة الأمم، ولذلك فإن تأثيراته على النفس البشرية غير مفهومة بالكامل خاصة عندما نتكلم عن نفس المسلم.
فما هو مفهوم ومدروس هو تأثير التعرض لخبرة رضحية (صادمة) Traumatic زائدة عن المألوف لمرةٍ واحدة، ولكن ما يحدث لأهلنا في فلسطين هو أمرٌ يتكررُ يوميا وعلى مرِّ السنين ولا أظن السنوات القادمة ستحمل خبرات رضحية أقل لا في فلسطين وحدها ولا العراق بل في كل منطقتنا العربية وربما الإسلامية،
ولعل هذا ما أشرنا إليه من قبل على هذه الصفحة في:
دماغي محتاج تجميع: ثمن الصمود الفلسطيني
دماغي..... ثمن الصمود الفلسطيني : متابعة
ولا أظن أيضًا أن المشكلة تحلُّ بالهروب إلا إلى حين فما رأيته أنت في روسيا لسنوات لم يحدث فيها ما يخيفك أو يخيف أولادك هو وضع قد لا يتكررٌ مع الأسف لا في روسيا ولا في غيرها
لأن الحرب على "الإرهاب" ستتسع بالتأكيد وسنصل إلى اليوم الذي يصبح فيه من يحمل كتاب الله دون أن تحذف منه آية كآية: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ..................) صدق الله العظيم (الأنفال:60)، حامل هذا الكتاب سيكونُ إرهابيا ومطلوبا سواء كان يعيش في غزة أو في نجد أو في موسكو، وأسأل الله أن يخيب حدسي يا أخي.
أنا معك إذن في أن معاناتك مبررةٌ لأن القلق والخوف والاكتئاب مع أعراض كل منهم النفسية المعرفية والجسدية، وأشكال الرهاب المختلفة كلها ردود فعل ممكنة الحدوث، لكنني لست معك في تلويحك بالاستعداد للهروب، فهذا ما يريدون ولن يتركوك لا أنت ولا غيرك بعدها مع الأسف.
ما تشير إليه إفادتك هو أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليك بزوجة صالحة تدعمك وتعينك، وأن وجودها معك يجعلك أصلب وأقوى، ولقد تحسنت حالتك بفضل الله كثيرا وأما حالة ابنك فمن الواضح أن الولد يتماهى بأبيه ويعاني من أعراض تشبه تلك التي عانيت أنت منها، وعلاجه سيكونُ سهلا من خلال بعض جلسات التدريب وأنصحك بقراءة ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين من قبل تحت عنوان :
"مجرد قلق ، ولا اختناق من القلق!"
ونفس الجلسات التدريبية هي ما قد تحتاجه أنت مع اعتبار فارق السن طبعا، إذن عليك أن تبحث عن أقرب طبيب أو معالج نفسي يمتلك الخبرة في العلاج المعرفي السلوكي،
وانتظر برنامجنا فلسطين يد بيد، الذي سيظهر قريبا على مجانين لدعم إخواننا في فلسطين، وأهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.