مشكلة محرجة
عمري 17 وأختي كان عمرها 16 في أحد الأيام وبعد أن عدنا من المدرسة ونحن على العشاء كان وجهي مجروحا لأني تشاجرت مع أحد الصبية ولم أستطع الدفاع عن نفسي، استغرب والداي وانزعجا وقررا أن يرسلاني إلى نادي للفنون القتالية لكي أطور مهاراتي وأرسلوا معي أختي للتسلية، وبعد شهر من ذهابنا إلى النادي جمعتنا أمي في المنزل أنا وأختي وطلبت منا أن نريها ما تعلمناه، في البداية رفضت لكي لا أؤذي أختي لكن المفاجأة كانت أن أختي تمكنت بسرعة وسهولة من غلبي وشعرت بالخجل وخصوصا عندما رأيت الدهشة والاستغراب على وجه أمي وهي تراني أستسلم لأختي الصغيرة بعد أن وضعتني في موقف استسلام مؤلم؛
بعد هذه الحادثة بأسبوع جمعتنا أمي وطلبت منا أن نعيد الكرة وطلبت مني أن أكون أكثر تركيزا ولكن النتيجة كانت نفسها غضبت مني أمي كثيرا عندما رأتني أستسلم لأختي بعد أن طبقت علي نفس الوضعية السابقة بسهولة وطلبت من أختي أن تستمر في الوضعية وطلبت مني أن أحاول أن أتخلص من الحركة وأدافع عن نفسي ولكنني لم أستطع، طلبت أمي من أختي أن تتركني ووبختني بشدة وقالت لي أنه بعد أسبوعين سأعود لأواجه أختي وأنها ستكون فرصتي الأخيرة وأنني سأنال عقابا قاسيا إذا لم أتمكن من الفوز وأنها ستخبر والدي بما حدث.
بعد يومين دخلت أختي غرفتي وأقفلت الباب وقالت لي أنها ستجعلني أفوز عليها ولكن بشرط أن أركع وأقبل قدميها كل يوم عشر دقائق رفضت في البداية وطلبت منها المغادرة ولكن عندما فكرت أنه لا يوجد أمامي سوى هذا الحل لأن بنيتها الجسدية أقوى مني ذهبت إليها وقمت بتقبيل أقدامها وبالفعل سمحت لي أن أغلبها عندما لعبنا بعد أسبوع وأنا إلى الآن كل يوم أقوم بتقبيل أقدامها بالسر وإلا ستفضح كل شيء ولكنني لست مرتاحا لهذا الوضع....
الرجاء مساعدتي وتقديم النصيحة مع العلم أنني شاب متفوق في الدراسة ولا أحب العنف والدخول في المشاكل.
20/04/2013
رد المستشار
حضرة الأخ "مهاب" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد كان سروري عظيما عندما قرأت رسالتك لمعرفتي بأن موقع مجانين ما زال خشبة الخلاص لبعض الذين يئسوا من المساعدة. ولكني حزنت لأجلك يا مهاب ولأجل تسرعك بتبني الحل الوحيد المعروض عليك ولو كان ذلك مؤلما. فالشكر لله أنك توجهت إلينا بالسؤال ونطلب من الله سبحانه أن يعيننا على تقدمة الحل الأمثل لك.
قبل أن أبدأ بكتابة الحل تبادر إلى ذهني الكثير من العظام والعباقرة الذين مروا على البشرية ولم يكونوا بالضرورة من الأقوياء جسديا وعضليا بل كانت قواهم العقلية والروحية هي التي صنفتهم في عداد المخلدين:
على سبيل المثال لا الحصر: إن النبي نوح عليه السلام لم يقدر على قومه فدعى عليهم بالكلمة وكانت النتيجة طوفانا دمر البشرية بسلاح بيولوجي ناعم أغرق الكافرين بأكملهم.
- وكذلك النبي ابراهيم عليه السلام : لقد غلب جسده النار وخرج منها منتصرا على جبار قومه.
- النبي موسى (ع) كان يملك عصاة غلب بواسطتها سحر السحرة وفرعون وجنوده.
- وكذلك جد النبي محمد(ص) عبد المطلب غلب جيش أبرهة والفيلة بطيور صغيرة أرسلها الله انتصارا له ولمكة المكرمة...
ومن عصرنا الحالي: تذكرت أينشتاين الذي لم يكن قوي الساعد بل اخترع لنا أقوى سلاح معاصر يستطيع به تدمير البشرية بأكملها. وأيضا بيار وزوجته ماري كوري كانو أقوياء باختراع أشعة "الرنغن" التي بواسطتها تعرف والدتك مكان كسر العظم الذي قد يحدث عندها إذا ما سقطت على الأرض...
- وكذلك الأمر بالنسبة ل"هتلر" و "رومل" لا أعتقد أن قوتهم العضلية هي التي كانت وراء انتصاراتهم العظيمة في حروبهم العالمية بل جلسوا في أحد المكاتب وخططوا بالعقل والتدبير ما خلدهم في تاريخ الحروب...
والأمثلة كثيرة لا أريد استعراضها هنا بل لاتخاذ العبر فقط. وأقول لك بأن الرجولة لو كانت تقاس بقوة العضلات لكان البغل أقواهم أو أنها و"باعتذار شديد" لو كانت تقاس بحجم الأعضاء التناسلية، لكان الحمار أرجلهم. بل أن للرجولة مفاهيم هي أوسع وأكبر من ناحية الكرم والشهامة، الشجاعة والعفة، الإيمان والصبر، الحنان والرقة، التدين والعبودية. العبودية طبعا لله سبحانه وليس للوالدين أو للأخت أو للأقوى أو الأعنف "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
يا أخ "مهاب" من يدري مَن مِن العظام سوف تكون أو من يدري بكبر حجم قلبك ورحابة صدرك. من يعلم مدى حبك لله ولوالديك وللإنسانية جمعاء؟... وهل أن القوة العضلية التي لم يهبك الله اياها هي التي تحدد قيمتك الإنسانية؟!.
توقف عن تقبيل الأقدام وعد الى رشدك في ممارسة هواياتك الرياضية وليس ما يفرض عليك. وقل لأمك بأن أصغر مسدس هو أكبر من كل أبطال البوكس والكاراتيه وألعاب القوى.
اطلب من أمك ومن جميع من حولك بأن يقبلوك كما أنت وليس كما يريدونك أن تكون وقل لهم جميعا : لا تستصغرن عبد لعله ولي الله وأنت لا تعرف.
عد إلى الباري عز وجل وتمسك به فهو صاحب القوة والعظمة والجبروت "يُؤْتي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ".
لا تحنِ رأسك إلا لله، واعتذر من نفسك لأنك سمحت لذاتك بتقبيل الأقدام والذي أرجو أن لا تعود إليه بعد الآن حتى الممات.
لك كامل تحياتي ومودتي وقبل أن أختم أريد أن أذكر لك ما قيل لي ذات يوم عن تمثيل أنواع الرجال:
1_ منهم النوع الكلبي الذي يعوي على الآخر مثلما عوى عليه الآخر.
2_ النوع الحماري الذي يحكّ للآخر كما يحك الآخر له.
3_ النوع الإنساني الذي يسامح الآخر إذا ما الآخر كان ظالما له.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليق: ما شاء الله عليك دكتور قاسم إجابة رائعة تبعث السعادة إلى النفس البشرية
الأخ مهاب كلنا مررنا بفترات طفولة كهذة مؤلمة ولكن ضحكنا عليها عندما كبرنا
فالزمن يتقدم ونحن نتغير ...
فالعبرة بمن ينجح في النهاية!