قلق أكثر من المحتمل
أخاف أن أسقط من غمامتي
مستشارو الموقع الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سيدة متزوجة منذ 3 أشهر، زوجي هو حبيبي الذي تمنيته ولله الحمد، تزوجنا بعد قصة حب دامت أكثر من سنتين، حين تعرفت إليه كنت محطمة الفؤاد لأبعد الحدود حيث خرجت من قصة حب مؤلمة، وبحبه وحنانه وذكائه حببني فيه فأحببت حياتي وأحببته كثيرا، أشعرني بكل المشاعر الجميلة وأسعدني لأقصى الحدود واحتواني.
تمت خطبتنا بعد اعتراض من إخواني لم يدم طويلا، وسبب الاعتراض أن زوجي عرف فيما سبق بتدخين الحشيش، لكنه أقنعني أنه لم يعد يفعلها وأنني حياة جديدة كتبت له، فاقتنع إخواني أيضا بعد الحديث معه، تزوجنا بعد صراع مع الظروف المادية شاركته خلالها بكل ما أملك، تلهفنا على الزواج جدا وحين تزوجنا أحسست أنني أضعته!!!
الاهتمام قل، خروج دائم، وتجاهل لمشاعري بعض الأحيان، مازال يحبني ويشعرني بحبه لكنه ليس هو، أجلس معه فينشغل بالألعاب أو بمشاهدة التلفزيون، أطلب منه الحديث معي فلا يفعل، أغضب من خروجه وتركي -حيث أننا نعمل ولا يتسنى لنا الجلوس سويا- فيتجاهلني! ألومه فلا يتحسن، هو مشغول عني بلعب الكورة حيث أن كرة القدم هوايته، مشغول بأصدقائه، مشغول بحياته، لست مهووسة بالسيطرة على زوجي، لست من النساء اللاتي ينسين أن لهن حياة بعيدا عن أزواجهن، لكنني محبطة، محبطة من برود مشاعره ونحن مازلنا في بداية البداية.
حياتنا الجنسية رائعة، أحرص على راحته ورضاه وأخاف الله فيه، أهتم بنفسي معه، لا أستطيع منع نفسي من الإحساس بأنني أصبحت مملة وغير مرغوب في، قد يكون تعامل زوجي رائعا بالنسبة لأكثر النساء لكن، بالنسبة لي لا، لأنني لن أرضى بالأقل، وهو من أعطاني كل شيء أنا شخصية حساسة وعاطفية لأبعد الحدود، وقلقة جدا.
الجزء الآخر من المشكلة أنني في فترة الخطوبة قرأت رسائل بين زوجي وأحد أصدقائه تبين أنه ما زال يدخن الحشيش، وحين واجهته ثار وغضب وقاطعني فترة وحين عدنا أكد لي أنه لا يفعلها، حدث هذا الأمر مرتين خلال خطوبتنا أنكر فيها زوجي ذلك بشدة، لكن في أعماقي لم أصدقه، وأجبرت نفسي على تصديقه لأنني أحبه كثيرا.
والآن بعد الزواج سلوكه عادي ومستقيم لكنني ما زال لدي شعور بأنه يفعلها، كيف أتعامل معه، كيف أعطيه حريته وفي نفس الوقت أرتاح؟ هل أترك زوجي يفعل ما يريد ويخرج وقتما يريد شيء صحيح؟
هل أسلوب التأنيب والزعل الذي أتبعه يفيد أم أنه يزيد الأمر سوء؟ هل مساعدتي لزوجي ماديا والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة خطأ؟
25/04/2013
رد المستشار
الحمد لله أنك سألت واستفسرت، فهذا يعني أن هناك أملا، والحقيقة التي لن أجملها لك يا صديقتي هي: أن المشكلة ليست في زوجك ولكنها عندك أنت!، فالشخصية القلقة الحساسة شخصية "تخاف"، شخصية "لا تثق" في الآخرين بسهولة، وحتى تتفادى تلك المشاعر فبدلًا من أن تعالج تلك المشكلات بشكل صحي وإيجابي؛ فتتفهم طبيعة الزوج وتخلق مساحات يشتركان فيها ولو من خلال اهتماماته هو، وتتدرب على مهارات عاطفية مختلفة تختلف عن الكلمة المباشرة، واللمسة المباشرة، تستخدم الطرق غير الصحية والتي تعودت عليها منذ سنوات مثل: السيطرة والتسلط؛ وبالطبع تلك الأساليب لا يهضمها الضمير ولا الفطرة فتتحايل النفس وتسمي تلك الأساليب بأسماء "شيك" لتتقبلها مثل؛ أحب الاهتمام بدرجة معينة.
أنا فقط اطمئن لعدم عودته للحشيش.... إلخ، فمن قال أن الزواج عقد تمليك؟، وأن شريك الحياة هو جزء من ممتلكاتنا؛ فوقت فراغه يجب أن يكون لنا وحدنا، وأصدقائه لابد وأن نتقبلهم نحن، وماله يجب أن تكون بنود صرفه هي البنود التي نراها نحن!، هل هذا "حب"؟، أم "تملك؟"، لماذا تجدين أنه تغير؟، هل الطبيعي أن يظل طوال حياته يدعمك ويعوضك عن قصة حبك القديمة؟، هل من الطبيعي أن يصحو كل يوم ليتغزل في مميزاتك وجمالك وقدره الذي لن يتكرر؟؛فالرجل يحب بطريقته؛ فحين يعمل ويكد ليلبي الاحتياجات ويحقق راحتك قدر مستطاعه فهو يحبك، وحين يتجاوز كرجل شرقي قصة حبك الماضية، وألمك بين يديه على فراق الحبيب الأول ويختارك أنت "فقط" زوجة له فهو يحبك، وحين يتوقف عن الحشيش حتى يتمكن من الفوز بك ويرضى أهلك بعد عناء ورفض له فهو يحبك.أستطيع أن أقول لك: أنك أنت التي تغيرت معه وليس هو من وجهة نظره!، فالعلاقة الزوجية ميثاق غليظ؛ لأنه ينتج عن تناغم وتكامل وذوبان لثلاث دوائر مهمة بين الزوجين؛ حين تسقط دائرة منهم؛ تهتز قوة العلاقة بينهما وهم: الإنسانية..... فأنت وزوجك اثنان من الناس قبل أن تكونا زوجين؛ فبينكما كل ما تنادي به الإنسانية بالتبادل مثل؛ الصدق، الثقة، الاحترام، الدعاء له بالخير، المساندة،....إلخ؛والثانية: الحب، فأنتما "2" إنسان جمع بينكما الحب؛ فدخلتما معًا لعالم المحبين؛ الذي فيه تتبادلان دفء المشاعر، والإيثار، والمشاركة الوجدانية، والغزل، والأمان،.....إلخ،والثالثة: العلاقة الزوجية، بما فيها من حقوق وواجبات متبادلة؛ كالاحتياجات المادية، العدل، الفراش، الطاعة، الفضل،.....إلخ.فلا تتصوري أني لم أشعر بك، أو أنني قسوت عليك، ولكنني أردت أن تفيقي قبل أن تتفاقم المشاعر السلبية التي تشعرين بها والتي سببها الرئيسي هو أنت وليس هو، لتبدئي في خطة تغيير طريقة تفكيرك واستقبالك لتصرفاته فتتحسن العلاقة بينك وبينه، هيا ابدئي وتابعينا بالأخبار.
ويتبع >>>>>: زوجي والحشيش: دخان البهجة المتاحة م1
التعليق: تحليل رائع دكتورة أميرة قد أستفيد منه بالمستقبل :)