التنازع بين العادة والعبادة
أنا طالب جامعي نشأت بأسرة متوسطة الحال نشأت نشأة دينية في صغري كنت أصلي وأصوم وأحفظ القرآن كنت شاطر في المدرسة ولكن لم يكن لي كثير من الأصدقاء وكنت منطوي إلى حد ما وصلت الإعدادي وكنت أطلع الأول وكان لي صديق واحد تقريبا وكنت أعتبره قدوة لي إلا أنه كان يصلي في المسجد وكنت أصلي في البيت وكان أيضا شاطر ويحفظ القرآن أكثر مني ولم يكن له كثير من الأصدقاء مثلي.
ثم وصلت إلى الثانوية وهنا كانت المشكلة إذ بدأت أعرف الجنس وبدأت فترة البلوغ وبدأت الانحراف فإذا بي أقع في الهاوية ولم أستطع الصعود بل كل يوم أزداد سوء عن سابقه ومن الإعدادي كان الخلاف بين والدي كبير جدا وانفصلوا عن بعض وأنا في الثانوية وكنت أتدخل في المشاكل محاولا الحل ولكن ما كان هذا إلا ليزيد من توتري وحالتي النفسية السيئة وكنت أعمل مشاكل كبيرة مع والدي بسبب المشاكل بينهما لم أعرف ماذا أفعل؟
حتى وصلت إلى الجامعة وقطعت كل اتصالي مع أصدقائي السابقين أصحاب السوء وبدأت بتكوين صداقات مع أصدقاء جدد أصدقاء يدلوني على الخير وبعدت فترة عن أبي وأمي ومشاكلهم وقد كان ولكن المشكلة أني تخلصت من كل أصدقاء السوء ولم أتخلص من العادة السرية حاولت بكل السبل والوسائل الدينية وغيرها جربت الصوم والصلاة وقيام الليل وحاليا أتصدق والتوبة لدرجة أني أتوب بعد كل مرة تقريبا ولكن أريد حلا يغير ما بداخلي حل يغير من الداخل يشعرني أني إنسان أتحكم في غرائزي لست حيوانات كلما رأيت واحدة أو كلما كنت وحيدا مع نفسي أمارس العادة أنا أشمئز من نفسي عندما أتذكر أني أفعل هذه الأشياء وهي لا تتماشى معي ولا مع ما أعمله فأشعر بالنفاق فالصباح أصلي الفجر وأنصح هذا وأساعد هذا وباليل.....
لا أعرف ماذا أفعل أريد حل عملي هل أحتاج فعلا لزيارة طبيب نفسي وله لا؟؟؟؟؟ أنا أمزق داخليا لا أستطيع أن أعيش في البعد عن الله دائما ولا أستطيع الاستمرار على الطاعة مع أني أرى الطاعة والهداية أمر مريح لي ولنفسي جدا فحينها تتماشى مع الكون إذا الكون كله في طاعة الله وأما عندما تعصى تكون تمشي عكس التيار دلوني على الطريق أنا آسف جدا على الإطالة ولكني أردت توضيح الأمر كاملا.
25/04/2013
رد المستشار
أشكرك يا darsch على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، بادئ ذي بدء مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعى لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير أن لديك رغبة صادقة في التغيير والبحث عن حلول، خصوصا وأن خلفيتك ونشأتك الاجتماعية تشير إلى بذرة طيبة غرست فيك منذ الصغر حيث أنك أشرت إلى أنك نشأت نشأة دينية تلتزم فيها بالصوم والصلاة، وحتى المرحلة الإعدادية كنت من الأوائل، إلا أنه لوجود خلافات أسرية بين والديك أثناء فترة البلوغ، وكذلك لأنك انطوائي منذ الصغر فأنت فضلت الانغلاق على ذاتك والانسحاب من الواقع المليء بالخلافات الأسرية إلى عالم من الخيالات مليء بالشعور باللذة والاستمتاع الذي تشعر بهما من خلال ممارستك للعادة السرية، فممارسة العادة السرية ليست لها مضاعفات نفسية أو عضوية، الصراحة الأكثر إن الوصول إلى رعشة الجماع سواء كان ذلك عن طريق ممارسة العادة السرية أو ممارسة الجنس بصورة طبيعية مفيد لصحة البدن، هذه الحقائق معروفة تم إثباتها علمياً، ولا تخفى على العامة والخاصة من الناس.
العادة السرية ليست مرضاً وإنما هي سلوك يأتيه صاحبه الواعي المسئول منفرداً غالباً، ويختاره (بغض النظر عن كيفية المعرفة به وأسلوب ممارسته) ليفرغ شهوته الجنسية أو حاجته الجنسية غير المبالاة سواء شمل ذلك السلوك حركة بدنية واعية ما- غالباً لإثارة الأعضاء الجنسية مباشرة- أو مجرد إغراق في التخيلات وصولاً إلى الشعور بالقذف أو ذروة اللذة أياً كانت، إذن ليس الأمر مجرد ملامسة أو مداعبة الأعضاء الجنسية أو الإغراق في التخيل الجنسي.
فلم يكشف العلم الحالي عن أي ضرر جسدي تسببه العادة السرية، ويقتصر ضررها على الجانب النفسي من الشعور بالإثم Guilt والوحدة، فالعمل الجنسي الطبيعي خلقه المولى عملاً ثنائياً يُقدم له بالعواطف والمداعبات Stroking وينتهي بالعمل الجنسي الصريح، في حين العادة السرية هي عمل فردي بحت لا عواطف ولا مقدماتٍ لها، لا شريك فيها يشاطرك المتعة ويبادلك اللذة (لا طعم لها ولا لون) أضف إلى أن البعض يرى أن العادة السرية عملاً محرّماً، ومما سبق ونتيجة لهذه الأفكار والمشاعر يحدث في نفس الشاب حالة من الألم النفسي العميق والإحساس بالذنب والخجل والدونية والوحدة.
أما الإدمان على العادة السرية أو الممارسة القهرية للعادة السرية فهو مسألة تم حسمها، فعند المبالغة بالممارسة فإنه يؤثر في زيادة تحفيز الهرمون الجنسي، وكثرة هذا الهرمون يؤدي إلى اختلاف كيمياء الجسد، وبالتالي يؤثر في التوازن النفسي والجسدي على النحو التالي:
1. التعب العام وألم في أسفل الظهر.
2. تساقط الشعر ويخف نموه
3. ارتخاء وضعف الانتصاب ألم بالخصيتين والانكماش.
4. القذف السريع
5. الرؤية الضبابية بالعين وألم ومغص في منطقة الحوض
6. ضعف بالتركيز وتوتر وانخفاض في الوزن حيث من المتوقع زيادة الوزن في الفئة العمرية 20 – 25.
فعليك التركيز على تغيير أسلوب حياتك بحيث يتوجب عليك ممارسة الرياضة وعمل العلاقات الاجتماعية والمطالعة، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن المشروبات الغازية وتخفيف تناول القهوة والتخفيف من اللحوم الحمراء، والإكثار من المأكولات البحرية وتناول بذور عين الشمس والخضروات والعصائر الطبيعية، بعد فترة من الالتزام بما ذكر ستلحظ تغيّراً جذرياً في حياتك وتعود الهرمونات إلى الوضع الطبيعي.
إذن متى تصبح العادة السرية مرضاً وبالتالي ضرراً وتصبح بحاجة لتدخل طبي نفسي؟
1- التكرار الأكثر من الحاجة الطبيعية للعمل الجنسي (عادةً أكثر من3-4 مرات في الأسبوع)
2- إذا لم تترافق مع تخيل imagination للجنس الآخر وهو الأمر الطبيعي، وحدثت نتيجة للاستمتاع بالذات بدون تخيل أو تخيل لشخص من نفس الجنس أو أو...............
3- إذا أعقبها مشاعر سلبية شديدة مقعدة مكتئبة (كالإحساس المرضي بالإثم).
4- إذا كانت العادة السرية سلوكاً قهرياً جبرياً لا يمكن البتة مقاومته (العادة السرية القهرية) وإذا تمت مقاومته سببت القلق والضيق، أي ما نسميه بالاستمناء القهري Compulsive Masturbation ، والذي لا تستطيع مدافعته.
5- إذا أصبحت لذة العادة بديلا عن اللذة الجنسية الفطرية وتم الاستغناء عن الأخيرة بالعادة.
ختاما وردا على سؤالك هل تحتاج لطبيب نفسي أم لا؟؟؟؟؟ أنت طبيب نفسك أنت الوحيد الذي يملك قرار التوقف عن الشعور بالذنب ومحاسبة نفسه، أنت الوحيد الذي يملك قرار التوقف عن الشعور بالتناقض بين ما تقول وما تفعل، أنت الوحيد القادر على اتخاذ قرار أنك تستحق الشعور باللذة والاستمتاع في الواقع وليس عن طريق عالم من الخيالات عن طريق سعيك لإقامة علاقات اجتماعية ترضيك وتشبعك بشكل مشروع دينيا واجتماعيا في الواقع والاختلاط بالجنس الآخر في حياتك الجامعية والواقعية لزيادة قدرتك على اختيار شريكة حياتك.
واقرأ على مجانين:
الاستمناء، شماعة الجهل التي ذابت
عود على بدء: أضرار الاستمناء
عادي يمارس العادة! ويسأل: هل من ضرر؟!
هل العادة السرية مرض؟ متابعة
بين العادة السرية والزواج
العادة السرية على موقع مجانين
العادة السرية... طريقي إلى الجنون: أريد حلا
الاستمناء القهري اضطراب متعلق بالشذوذات الجنسية