أحلام يقظتي الرومانسية
السلام عليكم شكرا جزيلا لموقعكم الهادف؛ أنا زوجة وأم عندي 30 عام حاصلة على مؤهل عالي وأعمل ربة منزل من مصر وأعيش في السعودية, ليس لدي أي أصدقاء أو معارف أو جيران بحكم الغربة وظروف نشأتي وحياتي تزوجت لا عن حب ولا اقتناع غير لأنه عريس كويس وعلى خلق ولأن والدي رحمة الله رغم طيبته وتدينه إلا أنه كان دكتاتور جدا في مسألة الجواز يعني كان مطلوب مننا الموافقة المبدئية حتى قبل رؤية العريس.
مشكلتي الأساسية هي أني أعاني من أحلام اليقظة اللي تجعلني منفصلة عن الواقع في خيالي تماما وغير قادرة على تقبل الأمر الواقع في حياتي والحقيقة أتذكر أني كنت أعاني من أحلام اليقظة منذ كنت طفلة في الثالثة وهي بتزيد عندي لما أكون حاسة بالوحدة والفراغ رغم مشغولياتي الكثيرة في البيت كأي أم وربة منزل إلا أني دائما أشعر بالوحدة, أشعر أن دماغي وقلبي وعنيا فاضيين ودا اللي مخلي أحلام اليقظة اللي أدت للاكتئاب مسيطرين علي طول الوقت.
وأحلام اليقظة عندي متعلقة بحاجتين إما مواقف سخيفة تعرضت لها في الماضي ومعرفتش أرد أو آخد حقي وأجلس مع نفسي أتذكر كل كلمة أو موقف ضايقني لأني حساسة جدا, أو حاجات كان نفسي فيها وما حققتهاش, كنت أتمنى ألتحق بكلية علمية عالية وأشغل منصب مرموق وأحظى باحترام الجميع لكن للأسف استقر بي الحال لربة منزل لا أجيد شيء سوى الطبخ وتربية الأطفال,
وكان نفسي كمان أتجوز عن حب أو بمعنى أصح أحب اللي أتجوزه أيا كانت الطريقة لكن للأسف متزوجة من 7 سنين ومش قادرة أحب جوزي أبدا أو أشعر ناحيته بالانجذاب رغم أن جوزي دا زوج محب وطيب ومستعد لعمل أي شيء لإسعادي، طب أعمل إيه؟؟؟؟؟؟ أموت نفسي؟؟؟؟
حاولت كتير أحبه وأضغط على أعصابي وأجبر نفسي وأتعاطى محفز جنسي للعلاقة لكن مفيش فايدة وهل كل شخص طيب وعلى خلق كريم يجب أن تشعر المرأة نحوه بالانجذاب العاطفي والجسدي أم أن الحب شيء غير منطقي؟؟؟ غصب عني بحس إني معجبة بأشخاص تانيين غير زوجي خاصة الوسيمين منهم لأني بعشق الوسامة والجمال في كل شيء حولي.
وأحيانا تكون شخصيتي كشخصية بطلة فيلم (عفريت مراتي) وأتقمص الشخصيات النسائية اللي بتكون أمام البطل اللي أعجب بيه وأكمل القصة على مزاجي ومن وحي خيالي الواسع لكن طبعا دا بيني وبين نفسي وحتى شخصية الفيلم كان عذرها أن جوزها أهملها لكن أنا جوزي يتمنى رضايا.
أدمنت الفيس بوك وأدمنت مراقبة الناس صورهم وأخبارهم ناس لا أعرفهم ولا يعرفوني ومن المستحيلات يكون بينا كلام, أدمنت مراقبتهم لا لسبب إلا أني معجبة بهم (ومع ذلك لم أفعل علاقة أو شيء مشين) دماغي دي فيها عالم بحاله, عالم مليء بالأشخاص والأحداث (على الرغم من أني أمام الناس شخصية طبيعية ومرحا جدا وسوية جدا وأم مثالية وممكن أحل مشاكل غيري كمان) إلا أن بداخلي شخصية كئيبة كآبة العالم وكأن بداخلي سرايا مجانين بحالها.
كمان أنا من الناس اللي مش قادرة أبدا أتقبل فكرة التقدم في السن أبدا, دايما عايشة في خيالي في فترة الجامعة والعشرينات وأتمنى من الله الموت قبل سن الأربعين حتى لا تظهر علي علامات العمر.
المفروض كأم أتمنى أن يكبر أولادي وأشاهدهم ناجحين لكن للأسف أهم شيء عندي أن لا تظهر علي علامات التقدم, يمكن لأني لا أملك سوى شكلي وجمالي ولأني لم أحقق نجاح على المستوى العلمي والعملي أتباهى بيه ودايما تسيطر علي الأفكار السوداوية المتعلقة بالموت نتيجة وفاة والدي (منذ 7 سنين) وكانت وفاته مفاجأة دون مرض أو حادث, فأصبحت دائما أتمنى الموت من مبدأ (وقوع البلاء ولا انتظاره) وأرجع أعيط لما أتخيل أطفالي الأعزاء يوم وفاتي ويعرفوا أنهم مش هيشوفوني تاني.
وفاة والدي جعلتني دائما أخاف من الزمن والموت المفاجئ ويمكن دا اللي مخليني دايما أريد إنجاب أطفال كتير (رغم أني ذكرت أني مش منجذبة لجوزي إطلاقا) وبتهون علي حياتي وأقول أحسن إني أموت بدل ما أعيش مش عارفة بكسب سيئات أو حسنات وأنا عايشة بيني وبين نفسي في عالم خالي من المتعة وأنا المتعة عندي هي الحب.
وكمان أنا أؤدي عباداتي كاملة ورغم ذلك وأستغفر الله العظيم ألف مرة أحس أني مش مؤمنة أنا لو قرأت عن إساءة للرسول الكريم أتأذى جدا لكن للأسف نفس الوقت دايما تسيطر علي أفكار زي والعياذ بالله أن مفيش ربنا وأن الدين وهم وإيه الدليل المادي على وجود الله؟؟؟؟ (وأرد على نفسي إن الكون المنظم من حولنا يجب أن يكون له خالق) طيب ولماذا لا تحدث معجزات تجدد إيمان الناس؟؟؟؟ وليه الدنيا مافيهاش عدل؟؟؟؟ وليه في ناس مسلمين ومؤمنين وعندهم ابتلاءات؟؟؟؟ وليه لما بيدعوا ربنا يزيح عنهم البلاء ولا يكلفهم فوق وسع طاقتهم ربنا سبحانه وتعالى مش بيستجيب (ودا يكاد يكون موقف شخصي لأن أختي وزوجها طيبين ومتدينين جدا وعندهم طفل مصاب بالتوحد وبذلنا كل شيء من أموال وسفر وحج وعمرة ودعاء لا ينقطع له ولا فائدة)؟؟؟؟ وليه لما يقع بلاء على كافر نقول دا عقاب ولما يقع عالمؤمن نقول دا اختبار؟؟؟
نفسي أعرف الدنيا دي ماشية إزاي؟؟؟ أنا تعبت من التفكير وأحلام اليقظة جابتلي اكتئاب لكن بيني وبين نفسي وأحيانا يظهر علي.. في صورة عصبية أو وجه شارد أو جفاء تجاه جوزي بنام بصعوبة بالغة (عادة آخد دوا البرد بتاع ولادي عشان أعرف أنام) ولو نمت مش عاوزة أقوم ولا أفتح عيناي زي ما أكون بهرب من الواقع ورافضة التعايش معه بتنرفز على أولادي اللي بعشقهم وخاصة إذا دخلوا وأنا سرحانة في أحلامي الجميلة وبكلم نفسي وزاد نفوري من زوجي (رغم قوله دائما أنه محظوظ بزواجه من ليدي جميلة مثلي) وذلك لتعلقي بأشخاص موجودين لكن لا يمكن أبدا يكون لي صلة بهم في الواقع لأنهم عادة من التلفزيون.
على الرغم من أن أحلام اليقظة تأثيرها سلبي جدا علي إلا أني بعشقها وبحس أنها الحاجة الحلوة في حياتي وحتى مش بيجيني قلب أدعي ربنا يخلصني منها لأنها باختصار العيشة اللي كان نفسي فيها ومش قابلة أي واقع غيرها عشان كدة أنا إنسانة معنديش إرادة على مساعدة نفسي ومحتاجة لعلاج.
هل مر على حضرتك حالة زيي أنا؟؟؟ وإيه يا ترى العلاج؟؟؟ وهل له تأثير سلبي أو إدماني عند تعاطيه أو بعد الاستغناء عنه؟؟؟؟ وهل لو تم علاجي من أحلام اليقظة هقدر أركز في حياتي وأحب جوزي؟؟؟
أرجو من حضرتك الاهتمام برسالتي
وأعتذر بشدة عن الإطالة وأسلوبي الركيك.
25/04/2013
رد المستشار
أحلام اليقظة Day Dreams
الشكوى المطروحة في الرسالة ليست بغير الشائعة في المجتمع يطلق البعض عليها بأنها حالة إثباط تلازم بعض ربات البيوت لأسباب عدة يمكن تصنيفها إلى شخصية وبيئية الأولى تتعلق بشخصية المرأة وعدم قبولها بدورها في الحياة وسعيها لتطوير نفسها أما الثانية فتتعلق بعدم وجود ارتباط عاطفي بين الزوجة وزوجها ما هو واضح في الرسالة أن اختيارها لدور ربة البيت تم بدون رضاها وكانت مجبرة على الخضوع لرغبة أولياء الأمور، ورغم مرور السنين لم تتولد علاقة حب تلبي احتياجاتها العاطفية إلى الآن.
البيئة التي تعيشين فيها الآن ربما لا تساعد الإنسان على التواصل الاجتماعي وسعي المرأة إلى تطوير نفسها من جراء كل ذلك تتولد حالة من العزلة العاطفية والاجتماعية تؤدي إلى الإسراف في الخيال العاطفي أو ما نسميه أحياناً أحلام اليقظة أحلام اليقظة ليست مرضاً عقلياً أو اضطرابا نفسياُ ولا حتى حالة دفاع نفسية مرضية غير شعورية ومن الأفضل تفسيرها بحالة تطورية نفسية تميل إلى التقلص مع تقدم العمر لا يشكو الإنسان من أحلام اليقظة، والتي تنحصر في مجال الإنسان الشخصي، وإن حدثت الشكوى منها فالسبب يعود إلى شعور المرأة بأن هذه الأحلام أصبحت فاشلة في تلبية احتياجاتها النفسية العاطفية.
يمكن تشبيه استعمال المرأة أو الرجل لأحلام اليقظة أحيانا بهواية القراءة التي يمارسها الكثير أحياناً لملئ الفراغ في حياتهم ولكن هناك اختلاف واضح بين الهوايتين قراءة الروايات تتطور مع الوقت ويبدأ الإنسان بقراءة الكتاب بعد الآخر متى انتهى من قراءة رواية ما يضعها على رفوف المكتب ويقتني رواية أخرى كل رواية تغذي فكر الإنسان وتساعده على التفكير في شتى أمور الحياة أما أحلام اليقظة فهي أشبه بكتاب واحد يشعر الإنسان بالملل منه بعد فترة، ومتى ما حدث ذلك يبدأ الإنسان من الشكوى من أحلام اليقظة لأنها لا تلبي احتياجاته الفكرية والعاطفية.
يكثر البعض من استعمال مصطلحات تتعلق باضطرابات الشخصية في تفسير لجوء الإنسان إلى والإكثار من استعمال أحلام اليقظة، وهذه الاستشارة خير مثال على ذلك هناك إشارة إلى:
۰ افتخار مستخدمة الموقع بجمالها.
۰ اقتناعها بنهاية الحياة في عمر معين.
۰ فشلها في إقامة علاقة جنسية مرضية.
هذه الصفات يضعها البعض ضمن إطار صفات شخصية مسرفة في العاطفة والتعبير عنها، ويستعملون مصطلح صفات شخصية هستيرية ونرجسية هذا الرأي فيه الكثير من الغلو ولا يأخذ بنظر الاعتبار الظروف البيئية التي يعيش فيها الإنسان والعزلة الاجتماعية المفروضة على المرأة. ليس ذلك فحسب وإنما عدم وجود فرص للخروج من هذه العزلة ليس هناك من يطرق بابها وليس هنالك أبواب يمكن أن تطرقها للتواصل اجتماعيا بصورة صحية وسليمة التفسير السليم والأدق لهذه الصفات بأنها نتيجة حتمية لأحلام اليقظة الصفات الشخصية العاطفية تطورية بحد ذاتها وتميل إلى التقلص مع النضوج وتقدم العمر، ولكن إن كانت الظروف البيئية لا تساعد على النضوج وتطوير الشخصية فالبعد العاطفي بدوره لا يميل إلى التغيير والنضوج أيضاً.
البعد الآخر لهذه الاستشارة يكمن في قضية الزواج المدبر وعلاقته بسلوك مستخدمة الموقع الزواج المدبر حقيقة اجتماعية تتفاعل معها النساء بصور متعددة ما هو واضح من هذه الاستشارة أن مستخدمة الموقع لم تكن راضية عن الاختيار وغير مقتنعة به ولكنها لم تفصح عن عدم رضاها خوفاً من ولي الأمر مهما كانت تبريرات الناس بأن زوجها يكاد يكون خالياً من العيوب وعليها أن تكون راضية بنصيبها في هذه الدنيا، ولكن التعلق العاطفي بين رجل وامرأة عملية لا يمكن أن تولد بالإكراه من جراء ذلك يجب إنصاف مستخدمة الموقع والإقرار بنضوجها ولجوئها إلى أحلام اليقظة والالتزام بصفاتها الشخصية العاطفية بصورة دفاعية نفسية للحفاظ على بيتها وأطفالها بعبارة أخرى لم تلجأ إلى التمرد في داخل أو خارج البيت ولم تلعب دور الضحية في الحياة رغم أنها ضحية بكل معنى الكلمة.
الخروج من هذه المحنة هي تحدي شخصي للمرأة وفي يدها الحل لا يمكن الاستمرار في استعمال أحلام اليقظة إلى الأبد وهناك مرحلة تدرك المرأة فيها بأن الحياة على أرض الواقع تستحق الانتباه عليها أولاً أن تعمل بجدية على تطوير نفسها ثقافياً واجتماعياً الخروج من عزلة البيت والتواصل مع الآخرين يعزز من الثقة بالنفس وكذلك الأمر في الحديث مع زوجها بصدق وتحسين العلاقة الجسدية.
التوصيات Recommendations:
۰ شكراً على استعمالك الموقع.
۰ سردت أعلاه موجزاً عن أحلام اليقظة وما تعنيه أحلام اليقظة ليست بالمرض العقلي ولا تحتاج إلى عقار مضاد للاكتئاب أو غيره.
۰ ستخرجين من أحلام اليقظة بإرادتك لأن استعمالها الآن لا يساعدك على تجاوز الأزمة النفسية التي صاحبتك منذ الزواج إلى الآن.
۰ حاولي الحديث مع زوجك والتقرب منه، ولا بأس بالتخطيط المنتظم لقضاء إجازة بعيداً عن البيت والبلد الذي تعيشين فيه.
التواصل الاجتماعي غير الإلكتروني أفضل بكثير من التواصل عبر الإنترنت، وربما البحث عن عمل لبضعة أيام في الأسبوع قد يساعد في حل أزمتك.
۰ هناك العديد من المقالات في الموقع عن التواصل بين الأزواج وتحسين علاقتهم الجنسية، قد يساعدك في تجاوز الأزمة تذكري أيضاً بأن هناك الكثير من الجوانب الإيجابية في شخصيتك والتي تشير على مقدرتك على تجاوز هذه المحنة.
وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
أحلام اليقظة والانفصال
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام اليقظة م
بين حديث النفس وأحلام اليقظة
التعليق: أحب أن أشكر حضرتك علي ردك علي استشاراتي والاهتمام بها لكن أيضا للأسف الشديد رد حضرتك غير مرضي للتساؤلات وحالة اللخبطه اللي جوايا .
أكيد الغلط والعيب في أنا ..ومش عارفه ليه حضرتك حصرت الرد عند الجانب العاطفي من مشكلتي فقط ( رغم أنه فعلا الأهم عندي) وأهملت معاناتي وعدم قناعتي الدينية رغم التزامي بالعبادات وكذلك التأثير السلبي لوفاة والدي المفاجئ وعدم تقبلي لفكرة التقدم في العمر؟؟؟
أنا أعترف أن رسالتي طويلة جدا بالمقارنة بالاستشارات اللي اتطلعت عليها في الموقع ، لكن حضرتك التمس لب العذر لأني أكاد أكون محرومة من الكلام ..
لكن انا أتفق مع حضرتك كل الاتفاق أني أشعر أن أحلام اليقظة ستزول عني عندما أشعر بالسأم منها أو يمكن كلما اتقدم في العمر سأصبح أكثر واقعية وأكثر قدرة علي تقبل الأمر الواقع لكن في الوقت الحالي أنا محتاجة معجزة خارجية وليست نابعة مني للتغلب والتخلص من أحلام اليقظة لأني كما ذكرت أحسها الحاجة الجميلة في حياتي وليست لدي الإرادة للتخلص منها ..
شكرا جزيلا لحضرتك ولموقعكم الكريم .