مشكلتي مع نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعزائي الاستشاريين في موقع مجانين لكم مني كل الشكر على ماتقدمون، أنا امرأة متزوجة وأم لطفلين تحت السادسة أعاني من أمور كثيرة لم أستطيع تفسيرها، أنا الآن في نهاية العشرينات ولازلت في صراع مع نفسي وهويتي مايخيفني الآن هو أن تؤثر شخصيتي على أطفالي، سأتحدث عن طفولتي باختصار كانت غريبة كنت فتاة جميلة جدا بشكل ملفت في عائلتي وأقاربي كنت أعاني من تنمر الفتيات علي وضرب الأولاد لي كنت أعاني من ضرب أحد الفتيان لي شبه يوميا أما الفتيات فكن يستمتعن في إذلالي بدأ هذا الأمر من عمر الخامسة وحتى أنهيت الإعدادية في تلك الفترة لم أكن كبقية الأطفال كنت هادئة بشكل ملفت ونادرا ما أبكي وأشعر بخوف وقلق شديدين لكني لم أكن ألجأ لأمي وأشتكي لها وهي لم تكن تسأل.
علاقتي بأبي كانت رسمية وسطحية جدا لا أذكر أنه كان يلاعبني أبدا شعوري تجاهه كان الخوف الشديد، لا أذكر أنهم كانوا يأخذوني إلى مدن الملاهي والحدائق أبدا ولم يسمحوا لي بمشاهدة أفلام الكرتون ولا حتى بارتداء الملابس الجميلة بل أذكر أن ملابسي دائما كانت غريبة ومضحكة وتسبب لي الإحراج ليس بسبب قلة المال بل بسبب جهل والدتي سامحها الله كانت أمي عصبية جدا وغالبا ماتفرغ غضبها فينا.
وعندما أصبحت في سن المراهقة ازدادت معاناتي بالنسبة للصداقات كنت أعاني في تكوينها وفي المحافظة عليها ولم أكن أشاركهم أسراري أو مشاكلي وفي البيت كنت أعاني من الوحدة فإخوتي صغار ولا يسمح لي بزيارة الأصدقاء كنت أقضي أغلب وقتي في القراءة وكنت أحاول فرض شخصيتي في الملابس ولكني قمعت بشدة لم أكن أستطيع أن أقرر أي قرار يخصني بل كل شيء موكل لوالدي تعرضت لضرب شديد جدا جدا بسبب تجاوزي لخطوط حمراء أنا أقر بذنبي الآن ولكني أشعر بأن العقاب كان مبالغا فيه.
عندما يغضب مني أبي أو أمي يقاطعوني كلهم لمدة أشهر أحرم من مشاركتهم الطعام ومن الخروج معهم وحتى الجلوس معهم كنت أبقى في غرفتي أعاني بصمت لا يبادلوني أي حرف ولا يلبون احتياجاتي من أغراض المدرسة ربما تعتقدون بأني كنت مراهقة شرسة الطباع أو سيئة! لا والله كان غضبهم سريع ربما يقاطعوني من أجل كلمة لم تعجبهم أو نظرة لم تعجبهم كانوا يحبون السيطرة الكاملة حتى على الأفكار ويريدون مني الطاعة العمياء.
كل هذا تغير بعد زواجي تغيروا فجأة وأصبح إخوتي الآن ينعمون بما كنت أحرم منه، طبعا تغيرت معاملتهم لي أصبح لديهم إحساس بالذنب واضح والدي لازال رسميا معي ولكنه يسأل عني ويفتقدني أمي تعاملني من باب الواجب لا أشعر أنها فقدتني لا تسأل عني ليس كرها ولكن لا يهمها بناء علاقة معي واكتفت بإخوتي الأصغر مني، علاقتي الآن بالناس جيدة الكل يحترمني ولكني عاجزة عن تكوين صداقات وعلاقات متينة مشاعري متقلبة جدا لا أجيد الحكم على الناس حاولت بناء علاقات أجدهم في البداية متحمسين جدا ولكن سرعان ما يبتعدون عني أو أبتعد أنا عنهم بدون سبب.
غالب الوقت أشعر بغضب شديد في داخلي أفرغه على أسباب تاافهة مع زوجي وأبنائي فقط، عندما أغضب أشعر بآلام في جسدي بطني وعظامي ولا أستطيع تهدئة نفسي آصرخ في زوجي وأبنائي وأبكي ولا أستطيع الهدوء أبدا حتى يهدأني شخص وهذا مالا يحدث فزوجي يبتعد عني وأبقى وحدي كالمجنونة أبكي وأبكي، كنت أحب زوجي كثيرا لدرجة أني قبلت بكل شيء منه شكله رائحته عاداته كل شيء تعلقت به جدا ولكني صدمت في أيامي الأولى لم يكن زوجي يبادلني نفس المشاعر كان يبتعد عني ويتركني لوحدي كثيرا أيضا كان على علاقة بفتاة يعرفها من قبل زواجي واجهته كثيرا كان ينكر ويسيء معاملتي كثيرا وقتها أيضا كان ينتقد جسدي بشدة وتلك كانت صدمة شديدة لي فأنا الفتاة الجميلة التي يتحدث عنها الجميع لا أعجبه!!
تمسكت به أكثر لم أقدر أن أفارقه كنت وقتها بعمر ال19 تقربت منه حتى نجحت وتغير كثيرا وأصبحت أشعر أن لاأحد في حياته غيري، وكان ثمن هذا الشيء أني قبلت بمشاهدته للأفلام السيئة وأمثل له الأدوار التي يحبها تفرغت له تماما حتى نسيت نفسي ومن حولي، حملت وأنجبت وبعد سنوات بدأت أتغير أنا، زوجي الذي أحبه كرهته أنفر منه وقت الجماع وأتهرب لا أحب ابتسامته ولا وجهه ولا جسده ولا رائحته أرتاح إذا غادر المنزل وأتوتر إذا عاد.
لي على هذا الحال فوق السنة زوجي أيضا تغير ترك مشاهدة الأفلام يتقرب مني يتعطر يتجمل ولكن لا فائدة إذا حدث وأجبرت نفسي على السماح له بجماعي أشعر بأني مغتصبة أشعر بالغضب الشديد وأطلب منه أن ينتهي بسرعة بالرغم من أني أشعر برغبة طبيعية في الجنس ولكن ليس من زوجي هذا لا يعني أني أريد شخصا آخر كلا ولكني لا أتحمل قربه مني وأشعر بالاشمئزاز منه، الآن أنا أشعر بالحرمان العاطفي والجنسي، تأتيني الرغبة ولا أعرف ماذا أفعل بالرغم من أني زوجة ولدي زوج يرغبني!
ماذا أفعل كيف أتغلب على نفوري من زوجي وأستعيد سعادتي معه؟
ماذا أفعل بنفسي كيف أتخلص من الغضب الشديد الذي يسيطر علي دائما؟؟
16/05/2013
رد المستشار
صديقتي؛
إن العنف والقهر والإهمال الذي وصفته في سرد تاريخ طفولتك ومراهقتك ما زال يؤثر في حياتك الآن وفي إحساسك بهويتك وشخصيتك.
مما لا شك فيه أن والداك قد أخطئا في طريقة التربية والتي مما لا شك فيه أيضا كانت بحسن نية أو بغرض حمايتك وتهذيبك ولكنها لم تكن طريقة صحية أو واعية... ثم زوجاك وأنت في سن صغيرة جدا بمقاييس اليوم فما زلت طفلة عند التاسعة عشر... وكرر زوجك نفس السيناريو أو نفس الطريقة ولكن بأشكال أخرى وبالتالي شعرت بالألفة مع طريقته والتي كررت انطباعك بأنك مهملة عاطفيا وأن وظيفتك هي الانصياع والطاعة المطلقة وإرضاء الآخر مهما كان الثمن.
تقولين أنك كنت تحبين زوجك بالرغم من معاملته السيئة (إهماله لمشاعرك) وشكك في خيانته لك وإنكاره وجسده ورائحته وانتقاده لجسدك وإرغامك على مشاهدة الأفلام وتمثيل الأدوار، أعتقد أنك لم تحبيه ولكنك كنت تقومين بإعادة ما تربيت عليه من محاولة إرضاء الآخر بالرغم من الظلم وإساءة المعاملة أو الإهمال وفي نفس الوقت، الاعتقاد بأنك لا تستحقين أفضل من هذا (بالرغم من إحساسك الفطري بأنك تستحقين أفضل والذي يظهر في غضبك و آلامك الجسمانية).... والآن وبعد الإنجاب، من المحتمل أنك تعيدين شيئا من كل هذا مع أطفالك (صب الغضب عليهم بدلا من زوجك مثلا).
الغضب هو نتيجة مخالفة أو انتهاك قانون ما... غضبك في الماضي كان بسبب أن كل من حولك كانوا ينتهكون قانون الرحمة أو المعاملة الكريمة الإنسانية التي يستحقها أي آدمي... وغضبك الآن هو رغبة في الانتقام من الكل، ممزوجة بغضب مرضي أو غير سوي مصدره أنك الآن تعيشين ما لم تعتادي عليه من إهمال أو إساءة معاملة... لقد تغير زوجك وبدأ في التطوير من نفسه ومن العناية بمظهره ونظافته وترك الأفلام وأصبح يحاول التقرب منك، قد يكون جاهلا بما تحتاجه المرأة من تحضير نفسي وجسماني للجماع من مداعبات جسدية ونفسية وكلمات رقيقة ورومانسية وهذا ما يسبب لك الإحساس بالاغتصاب... ولكن على الأقل من الممكن القول بأن هناك أمل في هذا الرجل وأن من الممكن صنع الحب والحياة الهانئة معه... هذا طبعا إن كان لك رغبة في هذا.
بدون رغبتك لا يكن لأي شيء أن يتغير أو ينصلح.
فالسؤال الآن هو: هل ترغبين في صنع حياة محبة وهناء مع زوجك وأولادك أم تريدين الاستمرار في الغضب والرغبة في الانتقام وبالتالي الطلاق أو الاكتئاب؟
السؤال الآخر: لماذا تصبين غضبك على أولادك وتذيقينهم ولو جزء مما عانيت أنت منه؟
من ناحية أخرى، ما هي آمالك وأحلامك في الحياة عموما؟ ألك هوايات واهتمامات؟ أتريدين المعرفة والثقافة؟
إن وجدت هواية مشبعة عقليا ونفسيا، شيء يجعلك تحسين بالإنجاز وإثراء النفس من ممارسته، فسوف ينحصر غضبك شيئا فشيء إلى أن يختفي... ينبغي أن تفهمي أن قيمتك كإنسانة كانت وما زالت بالكامل رهن إشارتك، أنت من تعطين أو تقللين من قيمتك بالنسبة لنفسك بغض النظر عن كيف يعاملك الآخرون.
ماذا تستحقين؟
ما تركزين عليه الآن هو عدم قبولك لزوجك أو تحديدا لممارسة الجنس معه..ماذا يوجد في الحياة غير هذا ذو أهمية بالنسبة لك؟ ماذا لو مات زوجك اليوم؟ ماذا تريدين من نفسك ومن حياتك؟ ماذا لو مات كل من ذكرت في شرحك لمشكلتك (زوجك، أولادك، إخوتك، و والداك)؟ ماذا ستفعلين بغضبك؟
من المهم الآن هو تحديد ما تريدين ثم العمل على وضع خطة لتنفيذه، إن كان ما تريدين هو إصلاح علاقتك الزوجية والجنسية بزوجك فمن اللازم عليك تحديد ما تريدين بحذافيره ثم البحث أو التفكير في أفضل الطرق لتوصيل هذا المعنى لزوجك والعمل معا على فعل والتعود على ما يرضي الطرفين... عليك الاختيار بين هذا أو الانفصال أو الاستمرار في الحالة النفسية السيئة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
التعليق: الأخت الكريمة انسي ما مضى وابدئي من جديد طالما الأهل يحبونك وزوجك أيضا
لا تضيعي نفسك وأولادك وبيتك بسبب أشياء ماضية بالية
والله يوفقك