رسالة أطول مما أحب
السلام عليكم، بداية سأكتب رسالتي باللغة العربية متوافقاً مع لغة الموقع الكريم نظراً لبعد الفترات التي يقبل بها الموقع استشارات جديدة، ونظراً لرغبتي عرض أكبر قدر ممكن من المعلومات حتى تتضح الصورة بشكل جيد، فأعتذر مقدماً عن طول رسالتي.
أكتب رسالتي هذه وأعرض بها مشكلتي بافتراض حياد الاستشاري وتقديمه المساعدة لمحتاجها بصورة مهنية بغض النظر عن عرق أو لون أو جنس أو دين طالب المساعدة وبغض النظر عن بشاعة ما يكتبه طالب المساعدة هدفي من طلبي للمساعدة في رسالتي هو إيجاد طريقة لأعيش حياة متزنة، سعيدة وفعالة وتحديد الحد الأدنى من التغيرات اللازمة في شخصيتي حتى أصل لهدفي هذا وتحديد مدى قربي من تصنيفي كمريض نفسي وحقاً أجد صعوبة بالغة في كتابة الرسالة، وتحديد ما يجب كتابته.
سأبدأ في عرض المشاكل التي عانيت منها، سواء تخلصت منها أم لم أتخلص منها بعد، وسأراعى قدر الإمكان الترتيب الزمني لها من يعرفني –سواء من مدة قصيرة أو طويلة– سيصفني بالذكاء المنطقي والعقلانية الخالية من العواطف، ولكن معرفتي بنفسي تخبرني أني إنسان عاطفي من الدرجة الأولى، ولكن لديه القدرة على التصرف بغض النظر عن "بعض" مشاعره، ولدي إلى حد ما ثبات انفعالي – خصوصاً ضد الخوف –.
أنا إنسان يمكن إلى حد ما وصفه بالانطوائية، أحب معرفة أشخاص كثيرين، ولكن لمدة قصيرة، وأحب أن أبقى على عدد قليل جداً من العلاقات المتينة بالرجوع بذاكرتي إلى مرحلة الطفولة محاولاً تذكر مشاكلي، من أوائل المشاكل النفسية التي واجهتها هي الاضطراب الأسري، فأبي وأمي لم يحبا بعض يوماً، ودائماً في مشاكل وتجريح وضرب بالأيدي وجو مشحون بالكره ومنعكس على إخوتي في التعنيف وإساءة المعاملة والانتقاص منهم والتفريق في المعاملة والمقارنة بالأقارب، وعدم شملهم بالعطف والحب الأسري باختصار بيئة أسرية غير صحية على الإطلاق.
في الحقيقة أنا أقل من عانى من إخوتي جميعاً، فكنت محبوباً من الجميع (الأب والأم والأخوة) ولكني أكثر إخوتي حساسية في نفس الوقت، وأقلهم تحملاً للإساءة وأقساهم قلباً (قد طورت القدرة على الكره والقدرة على القسوة كآلة دفاع ضد الإهانة وإساءة المعاملة) معظم ذكريات طفولتي – أو على الأقل أقربها إلى ذاكرتي – هي المواقف التي تعرضت فيها للإساءة أو الخذلان، فأول ما أتذكره في علاقتي بأفراد أسرتي هو النعت بالأسماء القبيحة وضحكهم عليّ للترفيه عن أنفسهم، وتعرضي للضرب في بعض الأحيان وأجد في نظراتهم عدم الاهتمام مهما بكيت (وأحد طباعي التي لا أذكر هل ولدت بها أم زرعت بي هي أني لا أطلب ممن يسيء إليّ أن يتوقف عن الإساءة، وبدلاً عن ذلك أحاول أما الابتعاد عنه أو اكتساب القوة التي أستطيع بها رفع إساءته عني وربما الانتقام منه) وأتذكر أن من أوّل من أطلق علي اسما كان أبي، ولذلك كان هو أكثر من أكره، وكلما تذكرته لا أتذكر سوى مواقفه تلك فأغضب منه وأكرهه.
إطلاق أسماء علي والإساءة النفسية والجسدية عموماً لم تكن في المنزل فقط، بل في الحضانة والمدرسة أيضاً، فكنت أرفض أن أكون ضمن مجموعات الطلبة التي تنشأ وتتشكل، وأرفض أن أكون تابعاً لها وخاضعاً لأحد، وبالتالي كنت عرضة للأذية النفسية والجسدية الدائمين، وبظهور حساسيتي تجاه الإساءة وخصوصاً الإساءة النفسية كانت تزيد تلك الإساءات بشكل مطرد وبالطلع لم أكن لألجأ إلى أسرتي لأصارحها بمشكلتي هذه (التي استمرت حتى نهاية المرحلة الثانوية) لأني لا أثق بها، وفي نفس الوقت لم يكن لدي أصدقاء أستعين بهم وألجأ إليهم، فكنت تقريباً وحيداً طوال حياتي.
من المواقف الأخرى التي أتذكرها وتجبرني على الكره والغضب من أهلي (وخصوصاً أبي) هو الخذلان، فأحد المواقف التي أتذكرها هي – بتحريف بسيط للخصوصية – طلب مدرس الفصل في المدرسة من الطلبة إحضار نوع معين من الكراسات، وحين طلبت منه هذا قال لي بأنه سيحضرها، وبعد عدة أيام أعطاني كراسة لا تمت بصلة بالنوع المطلوب، وحين أخبرته بذلك قال لي أنه ذهب للمدرس وأن هذا النوع هو المطلوب، ووثقت به، ولكن والدتي أحضرت لي النوع الآخر (ما طلبه الأستاذ) وذهبت إلى المدرسة فعلمت أن أبي لم يرى الأستاذ ولم يتحدث معه وكذب عليّ لأن هذا النوع من الكراسات أرخص فبخل عليّ وكاد أن يوقعني في أكثر المواقف المحرجة لطفل لم يبلغ عامه السابع أو الثامن بعد أمام زملائه وأستاذه. فشعرت بالخيانة والخذلان وازداد كرهي له وتوقفت عن الثقة به بعد هذا اليوم.
وليس هذا فحسب، بل إني أتذكر أنه كان يذهب للمدرسة لترويج إحدى بضائعه، دون مراعاة لشعوري (حقاً لا أعلم ما المشكلة في هذا الأمر ولكني كنت غاضباً جداً من هذا الموقف) وكلما كان يسيء إلي أو يهينني أو يضربني كلما كنت أقيس قوته البدنية إلى قوتي وأنتظر إلى أن يشتد عودي لكي أمنع إساءته إلي وإلى أمي وإلى إخوتي، كنت أنتظر بفارغ الصبر حتى أنتقم منه وعمري لم يتعدى بعد السنوات العشر، كنت رفضته من داخلي كأب، وتعلمت الكره، وتعلمت القدرة على الهجر، وتعلمت القدرة على الاستغناء عما أرغب وأحتاج، وكل ما كنت أنتظره هو أن يشتد عودي.
ونظراً لانعزالي وعدم صداقتي بأي أحد وتعرضي المستمر للإهانة، فوجهت كل تركيزي للتفوق الدراسي، وساعدني على ذلك تمتعي بقدر عال من الذكاء الذي سهل عليّ الدراسة التي كانت دون المستوى، واكتشفت قدرات عقلية كبيرة بداخلي دعتني لاستغلالها لأقصى حد بتخطي سن العاشرة بقليل، بدأت أتساءل عمّا يلقنه لي مجتمعي وبيئتي المحيطة عن الدين والرب والجنة والنار، وبدأت أتساءل عن ماهية الدين والله، ولكن نظراً لسلاح الترهيب (أول سلاح يستخدم ضد التفكير) فعلمت أن التساؤل علانية في الدين خطر عليّ، ويجب علي أن أبحث في الظلال، وسهل عليّ الإنترنت الكثير من المجهود والبحث،
وبدأت أقرأ في المذاهب الإسلامية ومن مذهب لمذهب بدأت أتعرف على العالم الذي أعيش فيه، ومن المذاهب إلى أصل الدين إلى التفكر في حقيقة وجود الإله نفسه، فوجدت أني لم أعد مؤمنا لا بدين ولا برب، وكنت حينها نحو إثنتي عشرة عاماً أو ثلاثة عشر! أصبت بإحباط واكتئاب، كون الدين كان تقريباً ملجئي الوحيد ضد الإهانات والإساءات التي أتعرض لها بشكل يومي تقريباً داخل المنزل وخارجه، والآن فقدته وحاولت لعدة سنوات أن أسترجع إيماني، ولكني وصلت في نهاية الأمر إلى الاستقرار على الإلحاد، وكدت أن أنتحر.
منعاً لنفسي من الانتحار دخلت في الدين مرة أخرى، واخترت أحد المذاهب التي ترفع شعار العقل، وحاولت أن أقنع نفسي وأدافع عن الدين بالمنطق مستعملاً قدراتي العقلية والكلامية العالية، وأقنعت العديد من المنتمين للمذاهب الأخرى بالالتحاق بمذهبي وأقنعت البعض بصحة ديني بالعودة إلى المنزل، فبدءاً من سن الرابعة عشر كان قد اشتد عودي إلى حد ما وتمتعت بالقوة لمنع أبي عن الإساءة البدنية، وبدأت أرد له الإساءة النفسية والإهانة والسباب، وشيئاً فشيئاً بدأت بضربه حين يحاول ضربي وأصبحت أرد له الكيل بثلاثة أمثاله من الإهانة كأني أنتقم منه وفي آخر عمره لم يخاطب لساني لسانه حوالي العامين، حتى مات حاولت في جنازته أن أحرك قلبي تجاهه وأن تدمع عيني على فراقه، لكن من داخلي كنت أكرهه وكنت أعلم من داخلي أن التمثيل ما هو إلا نفاق، فلم تدمع عيني ولم أحبه، حتى أن الليلة التي أعقبت وفاته نمت نوماً عميقاً وحلمت كأي يوم عادي.
جانب آخر من مشاكلي النفسية منذ الصغر هو الجوع العاطفي والجنسي، فمنذ كنت طفلاً في فترة الحضانة (أعمق ذكرياتي) وأنا أبحث عن فتاة أحبها، كأني كنت أحتاج إلى تفريغ طاقة الحب التي لم تخرج في جو أسري، ولم أجد إلا حب الجنس الآخر كما بالأفلام (في وقت لا أعلم فيه الفرق بين الجنسين!) ولكن نظراً لعدم نضجي الاجتماعي فشلت طوال سنوات من عمل علاقة عاطفية مع أي فتاة، ببساطة لا أعلم كيف أتكلم مع فتاة، فكنت أكتفي بالتخيل لتفريغ طاقة الحب في الخيال حتى لا أنفجر.
بلغت جنسياً في سن صغير (حوالي العاشرة أو الحادي عشر من عمري)، وكنت أهتاج جنسياً قبل ذلك بنحو عام دون قذف، ووجدت في الاستمناء منفذاً جديداً لتفريغ الكبت النفسي الذي أدى للكبت العاطفي والكبت الجنسي، فكنت شرهاً للغاية، وكنت أمارس الاستمناء نحو ثلاث مرات يومياً وفي بعض الأيام التي أعاني فيها من ضغوط كبيرة كان يزيد هذا المعدل وكنت أقضي وقتي في ثلاث أشياء، المشاكل والضغوطات التي أعانيها، الاستمناء ومشاهدة الأفلام الجنسية والصور بالإضافة إلى التفريغ العاطفي في الخيال، والتفكير في الوجود والدين، وأترك وقت قليل جداً للدراسة التي استطعت إحراز تفوق كبير بها بأقل مجهود ممكن في الوقت الذي بدأت فيه بالبلوغ وتعلم الاستمناء، تعلمت التحرش الجنسي بالمواصلات – وتعلمته بالصدفة – فأضفت إلى عيوبي ومشاكلي مشكلة جديدة وأزمة نفسية وأخلاقية جديدة! استمر هذا الانهيار من كل جانب، وفشلي في الدخول في علاقات عاطفية حتى مرحلة الجامعة.
وفي المرحلة الثانوية، بدأت أتقرب من أحد زملائي واتخاذه كصديق، هذا الشخص حين أفكر فيه أجد أكثر من شيء دفعني لمصاحبته، فهو الشخص الوحيد الذي لم يهينني مع البقية، وعاملني باحترام، وفي نفس الوقت شعر بموطن قوتي ورآه، وكان يمر بأزمة عاطفية هو الآخر فوجد صحبة مناسبة، وهنا بدأت صداقتي معه كنت أقضي معه معظم أوقات الدراسة وأجلس لأتكلم معه ساعات طويلة بشكل يومي، ولم أكن أشعر بالراحة إلا معه ولكن في نهاية المرحلة الثانوية بعد عني واختار أشخاص آخرين لمصاحبتهم لمصلحة ما، فلم آخذ رد فعل تجاهه بل ظللت أحبه وتركته لراحته وبعدت عنه دخلت أحد كليات القمّة ودخل صديقي هذا معي، وهنا شعرت أني لا أعرف نفسي، فالشخص الانطوائي المكتئب صار يقضي وقته في الضحك والهزل والنكات.
وكانت الدراسة بالنسبة لي أشبه بالجحيم، فلا أفهم كلمة مما تقال في المحاضرات أو السكاشن حتى اقترب موعد امتحاني ولا أعلم عن المنهج شيئاً كل ما أفعله هو الهزل والضحك ولا شيء آخر، كأني أعوض ما فاتني صاحبت في أول عام لي في الجامعة أكثر من أربعمائة فرد بعد أن كنت لا أتعامل إلا مع ثلاثة أو أربعة أشخاص، كنت أجلس معهم وأضحك وأهزل معهم ولا أتذكر حتى أسماءهم! فكان الجميع يعرفني ولا أعرف اسم أحد، مجرد أشكال أقضي معها وقت جميل دون إهانات ودون إساءات! كدت أن أفشل دراسياً وأرسب، ولكن في الأيام القليلة قبل الامتحانات بدأت أعلم جانباً جديداً في شخصيتي، وهو العند والإصرار، فكنت أذاكر ما يقرب من الستة عشر ساعة يومياً دون أن أفهم شيئاً مما أدرس، وشيئاً فشيئاً بدأت أعرف ماذا أدرس،
ودخلت الامتحان وتوقعت أن أرسب أو على الأقل أن يكون تقديري مقبول، وكانت المفاجأة أن تقديري كان الامتياز، وكنت من أوائل دفعتي! هنا بدأ يعود صديقي إلى بعد أن هجرني، فقد وجدني شخصا جديدا لم يعلمه من قبل، شخص متفوق وذكي جداً وشخص فكان هي ليس بكئيب كما عرفه عدة سنوات! وبدأ يتقرب إليّ مجدداً ورحبت به ولم أبعده في تلك الفترة كنت بدأت أطور من مهاراتي الاجتماعية (باضطراب إلى حد ما)، وبدأت علاقة عاطفية مع فتاة من زميلاتي كانت تتصف بجمال عالي وتدين كبير – كنت متديناً وفي مرحلة الدفاع عن الدين وقتها – وبدأت أتقرب منها ممهداً للارتباط، واكتشفت بنفسي إني لست هذا العقلاني الجامد بل إن في الحقيقة إنسان عاطفي ولم يأخذ بالعقلانية إلا درعاً ودفاعاً من الأذى النفسي والعاطفي.
ما ألاحظه بالنظر إلى عمري أني كنت أنجذب إلى فتيات بصفات ونمط ثابت، هو كونها ضعيفة وربما تكون تعاني من اضطرابات نفسية أو عاطفية، مع تدين أو أدب ظاهري أعتقد أني كنت أبحث عمّن هي أضعف مني لأستشعر قيمتي وقوتي وربما رجولتي كانت تحبني كونها وجدت درعها الذي تحتمي به، وجدت من يتفهمها ويتقبلها ويساعدها في مشاكلها وكنت سعيد بمساعدتي لها، وربما كنت سعيداً لأني أستشعر أني ناجح فيما فشلت به من قبل! ربما... استمرت العلاقة نحو عام، وحدث ما لم أتوقعه، وهو عدم تحملي محاولة إقناع نفسي بصحة الدين، فتحولت مرة ثانية إلى الإلحاد (في الحقيقة لم أتحول وإنما تقبلت ما أنا عليه وتوقفت عن خداع نفسي)، فقد اطمئنت نفسي إلى ما استقرت عليه فكرت كثيراً في علاقتي بهذه الفتاة، ووجدت أن هناك حلاً واحد هو أن أتركها لأن علاقتي بها أصبحت مستحيلة، لأنها ترى وجودها امتداد لعقيدتها في حين أني كنت نقيضها فتركتها وقد كانت أحب إنسان إلى قلبي ولم أشعر بمثل هذا الألم من قبل، كأني أطعن قلبي بخنجر.
كرد فعل لما حدث تحولت مرة أخرى إلى الاكتئاب وازدادت ممارستي للاستمناء ومشاهدة الأفلام الجنسية والتحرش الجنسي، وازدادت معاملتي جفاءاً وعدوانية وبدأت أتحول إلى حالة كره عامة لكل إنسان بمرور الوقت وجدت أني أسير من سيء لأسوأ، فارتكبت خطأ جسيم بمحاولة الدخول في علاقة جديدة لتغيير حالتي، وكالمتوقع الفشل الذريع وزيادة الاضطرابات النفسية والإدمان على الجنس وتناول الطعام والسكريات وجدت أن الحياة أصبحت بلا معنى، وبلا هدف، الدراسة أصبحت أكثر سهولة من ذي قبل ولم أعد أحتاج إلى الذهاب إلى الجامعة، وانعدمت صداقتي اللهم إلا بهذا الصديق، بالرغم من تقرب العديد إلي وثقتهم بي (لسبب لا أعلمه حتى الآن، فبعد مرتين أو ثلاثة من تعرفي بأي شخص أجده يثق بي ويحكي لي أسراره بدون أن أطلب!) إلا أني لا أطيق أحداً.
دائماً أفكر أن لكل مشكلة حل، وأن لكي أغير من حالي لابد أن أفعل شيئاً جديداً، واستمر الحال لمدة عام ونصف أو عامين أفكر فيما يمكن أن يجعل لحياتي معنى بعيد عن كل هذا الكم من الكره والقسوة التي بقلبي فكرت ووجدت أن حياتي تدور حول أربع محاور، الدين، حالتي النفسية والاجتماعية، العاطفة، المستقبل المهني. وحاولت أن أبدأ بالسيطرة على مشاعري حتى أحل مشكلتي فبالنسبة للمستقبل المهني فأنا لا أحتاج – بعد – إلى التخطيط وبذل أي مجهود، لأني متفوق دراسياً بدون مجهود يذكر بعكس أقراني الذين يبذلون من الجهد الكثير.
أما العاطفة، فكان الجوع العاطفي يقتلني، ولكن قررت أن أقطع جزء من تركيزي عليه لأحسن حياتي قليلاً لأني منذ الصغر وأنا أركز عليه ولا جديد أما الدين، فقد توقفت عن محاولة إقناع نفسي بشيء أدرسه دراسة عميقة منذ سنوات طويلة وأصل لنفس النتيجة باستمرار، وهي الرفض، فبدأت أوفّر المزيد من الوقت والجهد والتركيز لأحسّن من حياتي فبقي أن أطوّر حالتي النفسية والاجتماعية، لأنها الجانب الذي لم أحاول تحسينه يوماً، وحاولت أن أغير من نفسي ومن أسلوبي مع الآخرين ومن حالتي النفسية فترة وأصبت بفشل ذريع، فوجدت أنّي لا يمكن أن أتغير في وجود نفس الأشخاص الذين أتعامل معهم منذ سنين بنفس الأسلوب، فكان أوّل هدف لي أن أجد بيئة جديدة كلياً لا أعرف فيها أحد ولا يعرفني فيها أحد حتى أستطيع أن أكتشف نفسي بدرجة أكبر وأغير من نفسي بصورة أسهل.
بدأت أتجه إلى الأنشطة الطلابية، وبالفعل لاحظت أني أتعامل بصورة جديدة ومختلفة كلياً عن أسلوبي مع الآخرين في بيئتي المعتادة، ولم أكن أتصنع بل كنت أتعامل بتلقائية، ووجدت أني كنت أطوّر من نفسي في السنوات المنقضية ولكني لم أكن أظهر ما غيرته بسبب ثبات البيئة، وعند دخولي بيئة جديدة بدأت أخرج ما كنت أخفيه.
تعرّفت على الجنس الآخر، ووجدت أني ناجح جداً جداً في التعامل معهم، وأني ناجح على المستوى الاجتماعي ولا أفتقد المهارات الاجتماعية، بل أني وجدت أني متحدث لبق وعارض بارع لا تقل براعته عن ذكائه المعروف! ابتداءاً من تلك اللحظة بدأت حياتي تأخذ شكلاً آخر فقد تعرفت على فتاة أحببتها منذ بداية تعارفي بها، فقد وجدت إنسانة مختلفة عما عهدته من الفتيات، وربما الرجال أيضاً! كانت تتمتع بجمال أخاذ، وذكاء حاد، وأدب جم، ولكن أكثر ما شدني إليها هو تحسينها لنفسها وتفاؤلها الدائم وحب مساعدة الغير، فكان الخير ينبع منها كنهر جار، وحين تعرفت بها عن قرب وشاهدت أسرتها والبيئة التي نشأت فيها والجو الأسري الصحي الذي لم أشعر به يوماً، وكل هذا القدر من الحب والاحترام بينهم.
وجدتني أنجذب إليها انجذاب النحل للشهد أحببتها بجنون، وتعلّقت بها تعلق الطفل بعلبته، لا بل تعلق الطفل بأمه! أوّل شيء بدر بذهني هو أني لا أليق بها، ونظرتي الدونية لنفسي طغت عليّ، ولكن ليس لوقت طويل، فبعد أيام قليلة تغلّبت على هذا الشعور، وعلمت أن (لكل فولة كيّال) وأني أستطيع أن أفوز بقلبها، وعاهدت نفسي على أن أتغير لأليق بها وعندما تقدّمت لها كان الرفض – كالمتوقع – هو الرد على سؤالي ومن تلك اللحظة وحالتي النفسية تدهورت بشكل كبير، ووصل الألم لمنتهاه، فقد فكرت بشكل جدّي – للمرة الثانية – في الانتحار.
كانت تلك اللحظة مفترق طرق بالنسبة لي، فإما أن أنتحر لأرتاح من هذا العذاب الذي أحياه، والمتمثل في فقد كل شيء جميل أشعر به وعدم وجود معنى لحياتي وفقد الإنسانة التي أحب والتي أشعر أني لن أجد أفضل منها أو أن يقوى عودي وأكون مستحقاً للحياة وجدت أني أفكر بالانتحار بشكل مستمر، وأني سأصل لنقطة عدم التحمّل وأنفّذ ما أفكر به، فقمت بإقناع نفسي بأن هناك فرصة أخرى لأرتبط بها، وما علي سوى التمهل والانتظار قليلاً.
ما أتعجب منه أني كنت أعلم في قرارة نفسي أني أخدع نفسي وأنه لا أمل في الارتباط بها، ولكن لسبب ما بدأت بالفعل حالتي النفسية بالتحسن، وشعرت بالحب يغمرني والأمل وبدأت في التخطيط في كيف أكون لائقاً بها وكيف أغير من نفسي. أوّل ما فعلته كان بعد شهر تقريباً، فقد توقفت عن التدخين (وقد كنت مدخناً لمدة عامين تقريباً) وعن التحرش الجنسي (مارسته لمدة اثنتي عشرة عاماً تقريباً)، ولم تحدث انتكاسة في التدخين بعدها وحدثت انتكاستين لمدة يومين فقط في موضوع التحرش الجنسي، وفي النهاية تخلصت من تلك الموبقتين بدأت أتقرب منها مرة أخرى، وبدأت أنظر لنفسي نظرة المراقب والمصلح، وغيّرت بنفسي أشياء بسيطة أخرى، فأصبحت أكثر حلماً وأقل عدوانية في التعامل، وأصبحت أكثر هدوءاً وسلاماً نفسياً بدأت أساعد الدائرة المحيطة وبدأت أتقرب من أهلي قليلاً (بالنسبة لأهلي كل ما فعلته هو قرب ظاهري، فأقدم المساعدة دون عاطفة، وأجد صعوبة بالغة في الشعور بالحب تجاههم).
كنت دائماً أنظر إلى تلك الفتاة لأقتبس من نورها، فأنا أعلم أن علاقتي بها (علاقة الزمالة) ستنتهي في أي وقت سواء بإرادتها أو بارتباطها، فعلمت أني يجب أن أستغل هذا الوقت الضيق أفضل استغلال لإصلاح نفسي أشعر أني في كل مرة أتعامل معها أتسبب في أذى نفسي لها ناتج عن إحساسها بالذنب من شخص يعشقها دون حب مقابل، ولكن لم أكن لأتركها – رغم رغبتي تلك – إلى حين أتغير، فكنت كمصاص دماء يشرب من دماءها ليرتوي ولا يستطيع إفلاتها! بمرور الشهور شعرت بتحسن ملحوظ في سلوكي وحالتي النفسية، أصبحت أكثر اتزاناً وبدأت في النضج النفسي والاجتماعي – وربما العاطفي! – وكل من حولي بدأ يلاحظ ذلك. الآن حين أكون في أضعف حالاتي النفسية، أفكر بتلك الفتاة وأتمناها، وحين أكون بأفضل حالاتي النفسية، أجدها فتاة جيدة ولكني لا أرى الهالة التي رسمتها في خيالي، وأبحث عمّن هي أفضل منها، أبحث عمّن تدفعني إلى الأفضل كما دفعت نفسي من قبل بسببها.
ما ألاحظه في نفسي أني ما زلت أنجذب إلى الفتيات الجميلات، ولكني لم أعد أبحث عن الضعيفات أو الفتيات (درجة تانية)، ألاحظ أني أبحث عن الفتاة القوية التي تكملني وأكملها وتدفعني للأفضل وأدفعها أجد صعوبة في الاسترسال في الكتابة على نفس المنوال، لذا عذراً سأبدأ في كتابة المشاكل التي أراها بنفسي حالياً وربما أكتب شيئاً مما تخلصت منه أيضاً.
أرى أن على رأس المشاكل التي أواجهها هي الإدمان على الجنس، لا أشاهد الأفلام الجنسية إلا حين أرغب في الاستمناء، ومعدل الاستمناء حالياً هو أقل من مرة يومياً (أعتقد أن بالتقدم في العمر المعدل يقل طبيعياً)، ومشكلة الإدمان على الجنس أراها في ثلاث أمور، أولها استنزاف الوقت والجهد (أشاهد الأفلام الجنسية ساعتين تقريباً في المرة، وأشعر بتعب وإرهاق من الممارسة فألجأ إلى النوم لاستعادة الطاقة وبالتالي زيادة استنزاف الوقت). وثانيها نوعية الأفلام التي أشاهدها (أفلام التحرش والاغتصاب، مع ملاحظة أني أقلعت عن ممارسة التحرش) والتي ترهق روحي. وثالثها تعطيلي عن التقدم في تغيير نفسي للأفضل.
المشكلة الثانية هي إدمان السكريات والطعام، فأنا شره للغاية لتناول السكريات والطعام وهذا يزيد من إرهاقي وعدم قدرتي على ممارسة التمارين الرياضية بسبب السمنة.
المشكلة الثالثة هي الكسل، والناتجة عن عدم تعلم الانضباط منذ الصغر، والتي يزيدها سوءاً المشكلة الأولى والثانية، والتي تعيق تقدّمي في التغيير.
المشكلة الرابعة هي الجوع العاطفي، فما زلت أحتاج إلى العاطفة، ولكن تركيزي عليها قل بشكل كبير، خصوصاً بعد ما تعرفت على الكثير من الفتيات وكونت صداقات معهم وانتهاء إحساس النقص والدونية وعدم نظر فتاة إليّ بالإضافة إلى بحثي عمّن تكملني وتدفعني للأفضل والتي لا أجدها في أي مما أعرف.
المشكلة الخامسة هي الخوف من التجارب، فقد لاحظت أني أخاف أن أدخل في تجربة جديدة مهما كانت بسيطة وسهلة، خصوصاً التجارب الاجتماعية دائماً ما أتساءل عمّا يدور بخلد من حولي عنّي وهل أنا لائق أم لا بدأت هذه المشكلة تخف قليلاً كلما حسّنت من نفسي وازدادت ثقتي بنفسي ولكنها ما زالت قائمة وما لاحظته وأستغربه جداً هو أني إن دخلت تجربة صعبة ونجحت بها لا ينتهي خوفي منها، بل إنه يتضخم ويستحيل أن أمر بها مرة أخرى بالرغم من نجاحي بها أوّل مرة وأتمنى أن أعرف تفسيراً لهذا!!!
المشكلة السادسة هي نظرتي لنفسي وملكاتي وإنجازاتي، فلم تنتهي بعد نظرتي الدونية لنفسي بشكل كامل، وأجد من حولي يثق بقدراتي وملكاتي وإنجازاتي أكثر مني بكثير حتى التفوق الدراسي ما زلت أتساءل هل هو نتيجة صدفة أم أني فعلاً متفوق هل أنا ذكي فعلاً أم أنه محض حظ؟! خصوصاً أني كنت أطبق القاعدة الفاشلة التي تقول أفترض الأسوأ حتى تكون النتيجة أفضل وبدأت هذه المشكلة تقل هي الأخرى وبدأت أثق بنفسي قليلاً أخاف من الحشرات والحيوانات (خصوصاً الكلاب) جداً، بالرغم من عدم وجود حساسية لدى تجاه الحشرات اللادغة وأخيراً، فقد قررت مؤخراً تأجيل النظر في مسألة زواجي إلى أجل غير مسمى فمن جهة أنا غير مستعد أن أكون أب، ولا أريد أن أعيد مأساتي بسوء تربية أبنائي، فلا أعلم كيف أربيهم وأنا بكل هذه الموبقات.
ومن جهة أخرى لا يمكن أن أدخل في علاقة أظلم بها نفسي وأظلم معي الطرف الثاني وأنا غير ناضج بهذا الشكل، فيجب أن أنضج وأغير من نفسي حتى لا أتسبب في زواج فاشل وغير سعيد ولا أرى في كل من أعرفهن من تستحق أن أترك حريتي في كوني عازب، وأتحمل كل هذه المسؤوليات الناتجة عن الزواج ومشاكله. فكل من أعرفهن لا أجد من تسعى لتغيير نفسها للأفضل، مجرد رغبات وأمنيات دون فعل، فكيف تساعدني للتحسن وهي بهذا الحال! والأمر الأخير الذي دفعني لاتخاذ هذا القرار هو أني لم أكوّن بعد نموذج كامل للتعامل مع مجتمعي –المتدين– ومسألة مهمة كمسألة الزواج باعتبار عدم انتمائي الديني ولا أريد أن أبدأ حياتي بكذبة بهذا الحجم باختصار –بعد هذه الرسالة طويلة التيلة!– أنا أريد أن أتخلص من مشاكلي النفسية والسلوكية، وأريد أن أتحول من شخص مريض به من الموبقات ما قرأت إلى شخص طبيعي ومحترم، وأنا سأستغل ما بي من ملكات وقدرات لأكون أفضل ما يمكن أن أكونه.
أريد أن أكون إنسان متزناً وفعالا وسعيداً، محب للغير وللخير لا أريد أن أبدأ شطراً جديداً من حياتي –بالزواج– دون أن أحسن ختام شطري الحالي، ودون أن أكون مستعداً لكتابة صفحة جديدة معطّرة برحيق الأمل والنجاح بل إني كلما تحسنت قليلاً كلما قل احتياجي له.
لجأت إلى موقعكم الكريم طالباً استشارة الخبير، فقد مللت كتب التنمية البشرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتعبت من الاعتماد على أفكاري فحسب وعلى التجربة والخطأ، وأريد استشارة الخبير الذي يعرف الطريق الصحيح للتغيير أتمنى أن أكون كتبت ما فيه الكفاية ومستعد لأي سؤال، وأعتذر عن الإطالة في الحديث، وعن البشاعة في المكتوب وأرجو التماس العذر لي وأتمنى أن أجد عندكم ما أبحث عنه.
22/05/2013
رد المستشار
ينبغي أن يعترف موقعنا هذا، وهو يحتفل بالسنوية العاشرة على تأسيسه، بفضل تلك الرسائل التي تمنحنا الفرصة لنتأمل معا، ونعيد النظر في مهمتنا، وما نستطيع، أو نقدم وعدا بإنجازه عبر التواصل الإليكتروني بطريقة السؤال والجواب التي هي نظام قسم الاستشارات في "مجانين"!!!
أقول لك من خلال خبرتي الممتدة أن أحدا لا يستطيع تحديد ما تريد تحديده (راجع سطورك عن هدفك من طلبك للمساعدة)!
يبدو لي –من خلال تجربتي– أن الحياة ليست موضوعا للنقاش والأفكار بقدر ما هي فرصة للعيش والاختبار، والاختيار، والمسئولية الفردية استنادا للتبصير والتدبير، وانطلاقا إلى النضج، والحكمة، وبالتالي إلى السعادة التي تسأل عنها!!!
أكرر أنك أنت وحدك من تستطيع تحديد أهدافك ومسارك، وخطة سيرك، ودرب سعادتك، ولا توجد وصفات جاهزة، ولا نصائح ثابتة صالحة للتعميم، ولا مقاييس صارمة تقطع لك بشيء مما تحتاجه في الوصول إلى بغيتك!!!
كل ما يمكننا –وغيرنا– أن نقدم لك علامات إرشادية، وبعض المعلومات، ويظل التعويل كاملا عليك أن تسير وتتعلم من السير، فإذا كان هذا هو نفس ما قصدته أنت من إرسال تلك الرسالة الطويلة، فأنا أيضا أعتذر من إلاطالة، ولكن ينبغي أن نكون متفقين من البداية على أن أفضل ما يصلح حياة إنسان هو خبراته الشخصية التي يطورها عبر مسيرته، وأفضل التجارب هي تجاربك، وحكمة الحياة لا يمكن نقلها، ولا شرحها لأنها –كما أسلفت أنا– ليست موضوعا للأفكار، ولكن للممارسة الذاتية، والمراجعة، والتصويب، ومن ثم الإنضاج، والتركيز والسعادة!!
من هذا المنطلق أزعم أن مجرد توصيفك بما قد مررت به بوصفه "مشاكل" تعرضها، ربما يحتاج إلى مراجعة، لأن هذه "المشكلات" هي نفسها الخبرات، والدروس، وفرص التعلم، وحصص مدرستك في الحياة، فهل حاولت التأمل فيما تعلمته من هذه "الدروس"؟!!
الاضطراب الأسري مثلا كان فرصة للتعلم تدربت فيهل على إدراك الغباء الإنساني في عجز فهم الذات، والتواصل مع المحيطين، ورأيت يوميا، وبالتفصيل كيف يمكن أن تنغلق القلوب والعقول، طالما غاب الوعي بالغاية من الحياة، ولم يسع أحد إلى التأمل في أسرار، ومهارات السعادة!!
وهذه الخبرة هي نوع من التحدي لتحفيز استجابة قد تختارها أنت في شكل تساؤلات وقراءات، وخبرات عملية تسعى أنت إليها لتكتشف ما هو غامض، وتستكمل ما هو ناقص فيما أسميته أنت "مشكلة" الاضطراب الأسري!!!
وحين تختار هكذا استجابة فإن ذلك يمهد الطريق أمامك لتغيير اختيارك القديم بتطوير القدرة على الكره والقسوة، وربما تكتشف إمكانية التخلص من هواجس وأوجاع الإهانات، والإساءات، والانتهاكات حين تتأمل أنها إنما كانت مجرد تصورات بائسة صادرة عن عمى في البصيرة، وهي حالة رأيتها أنت، ويمكنك أن تختار غيرها، وتمارس نوعا من البصيرة والسعادة!!
لا الكراهية ولا القسوة تجلب السعادة، ولا الإهانات طبعا، ولا الإساءات، ولا بقية التجليات المنتشرة والمتداولة للعمى الإنساني!!!
أكرر ما قلته سابقا أنه لا توجد أية قيمة لأية إساءة من أي نوع إلا بمقدار ما نحبس أنفسنا في تصديقها، ويكون أمامنا اختيار بألا نعيرها أي انتباه أو وقت أو طاقة!!
وإذا كانت عقولنا الصغيرة –ونحن أطفال– لم تستوعب هذا التكتيك –في حينه– فإن الأوان قد جاء للتخلص من هذا الركام كله مع الاستفادة من دروسه كتلاميذ منتظمين في مدرسة الألم الإنساني المصاحب لأي تعلم حقيقي!!
طبعا يمكنك أن تختار الانحباس في موقع ودور الضحية، وأن تقضي وقتك في النحيب والبكاء على ما مررت به، ولكن أمامك اختيارات أخرى كما أحاول أو أوضح لك!!
ذكرياتك ليست سوى صور عقلية مختزنة في مخك يمكنك أن تستسلم لها، ويمكنك أن تنفذ أعمق لتصل إلى روحك التي هي دليلك وسفينتك الفضائية للتحليق في أكوانك وعوالمك الداخلية، وفي كل الأكوان والعوالم الفسيحة المفتوحة أمامك للمزيد من التعلم والاحتكاك، ولتجد الدعم والمساندة من رفقاء الطرق ممن يبحثون عن أنفسهم، ومعنى وجودهم، ويتأملون في حكمة حياتهم، ويتعلمون من دروسها!!
أنت وحدك من تتصور ما مررت به بوصفه جحيما أرضيا أو بوصفه خبرات إنسانية ملهمة ومعلمة، وقابلة للمشاركة مع آخرين يبحثون عن إنضاج ذواتهم، والتعلم من الحياة بعمق!!
طرق الاستنارة الروحية، والوعي بالذات، والحياة الطيبة البسيطة الحكيمة موجودة في بلدك، وفي كل مكان، وإلى جوارها طرق أخرى، ونحن من نختار الطريق!! وكل يختار طريقه الصحيح بنفسه، ولنفسه!!
انحباسك في مربع الذكريات يؤمن لك مقعدا مريحا في سينما الحياة وسط المتفرجين على مساراتها!!
ومعرفتك بنفسك هي طريقك إلى الدخول في علاقات اجتماعية صحية، ومنها يمكن أن تنشأ العلاقات العاطفية، والصداقات المتنوعة حول اهتمامات أو هوايات، وليس بغرض البحث عن التعويض النفسي، أو مجرد إشباع الفضول، أو الغرائز... لى أهميتها!!
الحياة مفتوحة لمزيد من التجريب، وشجاعة المواجهة لأي شيء يأتي من داخلك، أو من خارجك!!
إدمان الجنس والسكريات هو مجرد اختيار بديل للحياة الحقيقية التي يمنكنك أن تختارها بالتواصل مع روحك /نفسك، ومن ثم التواصل الحقيقي مع الساعين إلى الاستنارة والسعادة في قبول مخاطرة "أن تكون إنسانا بحق"!!
ابدأ، ونحن معك، وستجد معالم الطريق تتكشف أمامك تباعا، وتابعنا بأخبارك.
التعليق: السلام عليكم
د.أحمد عبد الله، تحية طيبة،
لا أعلم بالضبط هل الرد على جوابكم الكريم من التعليقات أم كان يجب علي إرسال ردي كمشكلة منفصلة، فأعتذر إن لم يكن المكان المناسب. :)
رسالتى تضمنت طلبى المساعدة فى ثلاثة أشياء : ( مفهوم وطريقة عيش حياة متزنة وسعيدة - التغييرات اللازمة فى شخصيتى للوصول للهدف - مدى تصنيفي كمريض نفساً وفقاً لمفاهيم علم النفس ).
وقد أجبت بأنه لا توجد لديك إجابة على الطلب الأول - فضلاً عن الطلب الثاني -، بل لا يوجد إجابة لدى أحد جاهزة لي لكي أستعملها. وبالرغم من أملي في تلقي إجابة تشبعني، إلا أني سعدت بإجابتك، فقد أشعرتني بكامل حريتي في الاختيار - لسبب لا أعلمه - دون أن ألوم نفسي متسائلاً هل لم أبحث بشكل كاف!.
بالنسبة لطلبي الثالث، لم أجد إجابة صريحة عليه، فلم تخبرني بأني مريض نفسياً بمرض معيّن، ولم تستفسر عن معلومات إضافية، فهل لي أن أفترض أن إجابتك هي ( لا، لست مريض نفسياً ) ؟
بالنسبة لبقية ردك العطر، فسأستفيد منه قطعاً، لولا قيد طول التعليق كنت رددت مطولاً.
أجدد شكري لك :)